عميد كلية الإعلام في «أميركية الشارقة»:

«صحافة الفرد» تهدد الحقيقة ومصداقية المهنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد الدكتور محمد عايش، عميد كلية الإعلام بالجامعة الأميركية بالشارقة، على ضرورة تنظيم و«غربلة» مهنة الصحافة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الاتصال، في مسعى لضمان تقديم منتج إعلامي للجمهور ذي رسالة واضحة وبناءة تصب في قناة خدمة المجتمع.

وقال إن «صحافة الفرد» ظهرت في عصر تكنولوجيا الاتصال ووسائط التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنها باتت تربك الميدان الإعلامي وتقض مضجع الحقيقة والمعلومة الصحيحة، وتؤثر بخطورة في أخلاقيات المهنة والمسؤوليات المترتبة على العاملين فيها تجاه بلدانهم ودينهم وثقافتهم، وتجاه أمنهم واستقرارهم وتقدمهم وازدهارهم، في وقت أشار فيه إلى أن هذه «الصحافة» دون وجود ضوابط حقيقية ومنطقية، كما هو الحال لدى الإعلام الحقيقي في وسائله المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة، «وستبقى تحدياً حقيقياً أمام مهنة الصحافة للأجيال القادمة».

إعادة هيكلة

وقال: «هناك حاجة ماسة لتقليم وإعادة هيكلة مهنة الصحافة المترتب على العاملين فيها مسؤولية كبيرة، لها اتصال مباشر بالمهنية والقيم والثوابت والأخلاق، والمسؤولية المجتمعية، التي يجب مراعاتها كتلة واحدة، ومن غير المنطق فتح باب العمل في هذا القطاع لكل من هب ودب، على اعتبار أن وسائل التواصل الافتراضي والقنوات الفضائية المتزايدة تحول دون التوقف عند المعلومات التي ترسلها إلى الجمهور المتلقي، مثلما يصعب فرزها تصنيفها، وهو ما يجعلنا في أشد الحاجة إلى توظيف أناس يتمتعون بمهنية عالية وقيم وأخلاق وغيرة على صلاح المجتمع وتقدمه وازدهاره، بعيداً عن الشهرة الزائفة المبنية على مصالح وأمن واستقرار مجتمعاتنا».

وأضاف الدكتور عايش: «المصداقية على المحك في هذا العصر، ولا بد من بلورة وتبنّي معايير واشتراطات مهنية مناسبة، تطبق على كل من يرغب في العمل أو الاستمرارية في هذه المهنة التي لم تعد تحتمل الصبر على الدخلاء الذين لا يسعون إلا إلى الشهرة أو المال أو تحقيق مآرب تخدم أجندات وأهدافاً شخصية أو حزبية أو غيرها، وهذا الأمر بلا شك يشكّل تحدياً حقيقياً، وربما يكون أزلياً بالنسبة إلى هذه المهنة، خصوصاً أن تسلق الإعلام الافتراضي المفتوح لم يعد حكراً على أحد أو محجوباً عنه، وأن الضوابط القانونية لا يمكنها تحقيق ما نريد بشكل كامل من أجل ضبط وتنظيم الحقل الإعلامي».

كفاءات

كما أكد عميد كلية الإعلام بالجامعة الأميركية بالشارقة ضرورة توافر الشقين الأكاديمي والعملي الآتي من العمل الميداني، في أعضاء الهيئات التدريسية في كليات الإعلام، «من أجل تخريج طلبة من ذوي الكفاءات والمهارات العالية التي تؤهل للعمل والتميز والنجاح في تخصصهم».

وبشأن وضع كليات الإعلام اشتراطات معينة في الطلبة الراغبين في الانضمام إليها، والعمل في الصحافة والإعلام، قال المتحدث نفسه: «الصحافة شغف وموهبة وثقافة عامة ورغبة وسمات شخصية يمكن القول إنها استثنائية، ويفترض أن تدخل هذه العناصر أو المكونات في خلطة تأهيل أي طالب للعمل الصحافي، وعلى كليات الإعلام التحقق من أن الطلبة الراغبين في الالتحاق فيها تتوافر لديهم هذه المعايير، عندها يصبح الشق الأكاديمي مكملاً وداعماً ووسيلة لصقل هذه المهارات، بالتوازي مع الحرص على توفير مساقات عملية في تلك الكليات من أجل تدريب الطلبة، ودمجهم في الميدان، إن جاز لنا التعبير، في وقت مبكر من حياتهم الأكاديمية والمهنية، وبهذا نضمن نوعية جيدة من الخريجين تلبي طموحات المجتمع، وتتفق مع أخلاقيات ومعايير العمل في هذه المهنة التي لم تخلق البتة من أجل أن تكون وظيفة فقط أو مطية للحصول على المال أو الشهرة على حساب الحقيقة ومصلحة المجتمع».

Email