أصحاب الهمم

يوسف السويدي.. المسرح يضيء الأمل

Ⅶ يوسف السويدي خلال أداء أحد الأدوار المسرحية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصصٌ ملهمة، تمتلئ بها خزائن أصحاب الهمم، من الذين أثبتوا أن العجز لا يقف عائقاً أمامهم بقدر ما يسلط الضوء على إمكاناتهم ويبرز إبداعاتهم، ويكشف عن طاقاتهم الكامنة، وقدرتهم على تجاوز الصعاب مهما كانت.

ومع يوسف السويدي، الطالب في الصف الثاني عشر في مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، تبدأ حكاية الإرادة والعزيمة، فرغم معاناته من العجز السمعي، الذي حرمه من مصافحة هديل الحمام كل صباح.

وحفيف الأشجار عند المساء، وحزنه لحرمانه من الاستمتاع بجماليات المشهد متكاملاً، إلا أن إرادته وهمته العالية جعلته بطل المسرح صاحب الإطلالة الساحرة، و«كابتن» كرة الطاولة، كما دفعته للفوز بجائزة الشارقة للتميز التربوي، بفئة الطالب المتميز في مرحلة الثاني عشر لأصحاب الهمم.

حكاية يوسف السويدي بدأت منذ الطفولة، فمنذ كان عمره 3 سنوات، انضم لروضة الأمل، ثم التحق بمدرسة الأمل التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وحظي بالاهتمام من قبل الإدارة والهيئة التدريسية، ما أبرز شخصيته القيادية، وجعله واحداً من الطلاب المتميزين والمتفوقين الذين أثبتوا حضورهم وتميزهم بجدارة.

تجارب

ومن خلال الأنشطة المتنوعة التي تقيمها المدينة، حصل يوسف على حقه من اكتساب الخبرات الحياتية المختلفة، ليسافر مع زملائه إلى خارج الدولة، ويزور المدرسة الأميركية للصم، ويلتقي بأشخاص تبادل معهم الخبرات والتجارب الحياتية، فاستفاد وأفاد، وهو عضو فاعل لا يتوقف عن إبهار الجميع بموهبته الفطرية.

وكونه عضواً في فريق التمثيل بالمدينة، فقد شارك يوسف في مهرجانات محلية وعربية، والتقى بالجمهور في المغرب وتونس من خلال عمل مسرحي أبرز حرفية أدائه، وأبهر الجميع ببراعته في التمثيل، وأكد للكثيرين كيف أن الإيمان بالموهبة يتحدى أي إعاقة مهما كانت.

ولتميزه، كافأته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وزملاءه بالذهاب لأداء مناسك الحج، فكان خير مثال للطالب الملتزم صاحب الأخلاق العالية.

«كابتن»

وانضم يوسف في وقت سابق لمجلس الشورى للشباب، كما تتعدد هواياته بين كرة القدم والتصوير والرسم والتمثيل المسرحي، ودائماً ما يطالب بإنشاء مسارح خاصة بأصحاب الهمم في إمارات الدولة كافة، ولمهارته الكبيرة فهو يعمل حالياً «كابتن» النادي العربي لكرة الطاولة.

أحلام يوسف السويدي كبيرة، وطموحاته لا تتوقف، وأمنيته اليوم أن يحصل على معدل مرتفع في دراسته الثانوية ليتمكن من إكمال دراسته الجامعية، أما حلمه الأكبر فيتمثل في رغبته في العمل في القوات المسلحة ليخدم وطنه.

وأمام عجزه السمعي، يقف يوسف السويدي ليتلمس واقعاً أليماً، إلا أنه رغم ذلك يؤكد بأن عينيه هما أذنيه اللتين يصغي بهما، مؤكداً أن المعضلة التي تواجهه بشكل دائم تتمثل في ضرورة اصطحاب أحد من ذويه معه أينما ذهب، ما يعمق لديه الإحساس بالاعتماد على الآخرين.

مشيراً إلى أنه يريد القيام بمهامه اليومية بنفسه، ومطالباً باعتماد لغة الإشارة في المؤسسات والدوائر.

 

Email