سميرة الحبشي: المرضى يعانون بصمت

سميرة الحبشي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضحت سميرة الحبشي أخصائية اجتماعية أكلينيكية أولى في قسم الطب النفسي في مستشفى راشد أن السمنة الزائدة أو النحافة الزائد، أو طول القامة الزائد أو قصرها، تسبب أمراضاً نفسية كثيرة منها ابتعاد البعض عن الاختلاط بالناس والانعزال عن الحياة الاجتماعية، والمعاناة من الفراغ، فعندما يشعر البعض بالفراغ فإنهم يلجؤون إلى كثرة التفكير بالأمور المحيطة بطريقة سلبية، ومن هنا تبدأ المعاناة، بحيث يصاب الفرد ببعض الأعراض دون أن يشعر بها ثم تبدأ بالتزايد.

كما أن الظروف الاجتماعية السيئة مثل التفكك الأسري والفقر، ترهق أعصاب الأفراد، وصعوبة ظروف حياة الشخص منذ الصغر، حيث تعتبر الطفولة من العوامل الأساسية في تشكيل شخصية الطفل وتأهيلها لما سيكبر عليه، وبالتالي، عندما تكون تربيته صعبة وظروفه قاسية فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية. كما أن التعرض للصدمات العصبية المفاجئة مثل فقدان شخص عزيز أو إصابته تؤدي للعديد من الأمراض النفسية، إضافة إلى العوامل الوراثية.

وتضيف أن نظرة المجتمع للأشخاص المصابين بالأمراض النفسية تغيرت عما كانت عليه الحال قبل سنوات بفضل حملات التوعية التي يقوم بها قسم الطب النفسي في مستشفى راشد والنتائج التي حققها في علاج المرضى النفسيين، مشيرة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض النفسية بسبب تغير أنماط الحياة، وظهور التقنيات الحديثة من أجهزة الآيباد والهواتف النقالة التي يمضي فيها الناس خاصة الأطفال ساعات طويلة بمفردهم دون رقابة ومتابعة الأهل.

اكتئاب فصلي

أوضح الدكتور محمد خلدون تركمان أن هناك ما يسمى بالاكتئاب الفصلي الذي يأتي في كل فصل من فصول السنة ويتكرر في ذات الفترة، كما يمكن أن يترافق الاكتئاب مع الأمراض النفسية الأخرى كالقلق، والتي تقعد صاحبها في المنزل وربما التنويم في المستشفى، مبيناً أن الاكتئاب يصيب الأطفال والكبار وحتى الحوامل اللائي يصبن باكتئاب ما بعد الولادة وكذلك الزهان ما بعد الولادة، وهما من أشد الأمراض النفسية وأخطرها، حيث يلاحظ على المرأة غالباً بعد أسبوعين من الولادة تبدلاً في نفسيتها ونقصاً في الاهتمام بمولودها تصل إلى درجة الإنكار.

صورة معكوسة

لفت الدكتور محمد تركمان إلى أن المريض المكتئب قد يدخل في حالة من الضعف النفسي الداخلي على عكس الصورة التي يبدو عليها خارجها، الأمر الذي يسهل من ترويضه من قبل ضعاف النفوس وبالتالي استغلاله، كما أن معظم مدمني المخدرات يعانون بدرجة ما من الاكتئاب لما تسببه المواد المخدرة من استنزاف للنواقل العصبية للمخ، لافتاً إلى أن لا بد من زيادة الوعي في الصحة النفسية، كما أنه لا بد من طلب المشورة النفسية مبكراً عند ملاحظة أي تبدل سلوكي يظهر على الابن أو الأب أو الأم أو أي فرد من أفراد الأسرة، كما أن أعراض الاكتئاب قد تختفي من غير علاج، وأن التأخر في عدم مراجعة الطبيب يحول المرض إلى مزمن وبالتالي تصعب عملية السيطرة عليه.

Email