شقيقته تعاني المرض نفسه

أحمد سلطان.. فقدان البصر و20 عملية جراحية لم يثنياه عن طريق التميز

حسين الحمادي مع الطالب أحمد بحضور مدرّسه | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإرادة والتحدي عاملان للنجاح واجتياز الصعاب.. شعار رفعه الطالب أحمد سالم سلطان لمجاراة طروف الحياة رغم صغر سنه التي لم تتعد أحد عشر عاماً، فإصابته بمرض «الجلوكوما» (عتامة في القرنية وارتفاع ضغط العين) لم تكن عائقاً في مواصلة دراسته، فقد عقد أحمد العزم على مواصلة التميز ليثبت لذوي الإعاقة أن الإرادة هي أول طريق النجاح وأن المرض ليس عائقاً، مثمناً ومقدراً دعم ورعاية القيادة الرشيدة لأبناء الوطن عموماً، لجعلهم حقاً من أسعد شعوب الأرض.

ولد أحمد مصاباً بمرض «الجلوكوما» الذي يعيق البصر، لكن بصيرته والأمل ظلا دافعه نحو النجاح ومواصلة مشواره التعليمي، خصوصاً وأن حالته اكتُشفت منذ الفحص الأول بعد الولادة، وبدعم كبير من قيادة الدولة بدأت رحلة العلاج والتــي أجــرى خلالهـا نحو عشرين عملية جراحيــة داخــل الدولــة وخارجهــا.

يدرس أحمد حالياً في الصف التاسع بمدرسة أبو سعيد الخدري؛ إذ أصر على التحاقه بالمدارس الحكومية ليكون فاعلاً ومتفاعلاً بين أصدقائه ومع مدرسيه. وقد أثنى معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم على جهود الطالب أحمد وعزمة وإصراره على متابعة تحصيله الدراسي وتحديه لإعاقته البصرية، إذ تمكن من إتقان القراءة والكتابة باستخدام لغه برايل في غضون ثلاثة أشهر فقط، وحاز على جائزة تحــدي الإعاقــة للمبدعيــن.

يعتبر أحمد الابن الرابع بين أشقائه، وقد التحق بالروضة والمدرسة بشكل طبيعي، وحاز فيهما على اهتمام كبير من الجميع، ويتمنى أحمد أن تسير شقيقته مريم التي تعاني المرض نفسه على ذات طريق التميز.

خطة فردية

ومن جهته قال معلم التربية الخاصة هادي فاروق: إن إعاقة الطالب أحمد لم تكن أبداً عائقاً أمام تفوقه وإبداعــه، إذ قدمت المدرسة له خطة فرديــة منهــا مواءمة المنهج والامتحانات، من حيــث حــذف الصور والمخططات التي تعتمــد علــى حاسة البصر وتحويلها لجانــب معلوماتــي، حتــى أصبــح يسيــر علــى نهــج زملائــه بنفس المنهــاج ووصــل للصــف التاســع، موضــع دراستــه الآن.

وأوضح أن الطالب أحمد شديد التركيز والانتباه أثناء الحصص، والحصص الفردية المخصصة له، يدرك المهارات المستهدفة بشكل يفوق التوقعات من حيث الأداء والوقت المحدد، يتمتع بذاكرة كبيرة أهلته للحصول على المراتب الأولى داخل صفه. له مواهب عديدة أبرزها صوته الشجي الجميل الذي أظهره في كثير من المناسبات لاسيما اليوم الوطني بقصائد وطنية رائعة، يحرص على المشاركة في الإذاعة المدرسية، وينال تشجيعاً كبيراً من الجميع في كل مرة، شارك في استراتيجية الطالب المعلم في مادة العلوم وأتقنها.

Email