أبناء المدينة: حزمة المشاريع التنموية أحدثت حراكاً سيـاحياً واقتصادياً شاملاً منذ اليوم الأول

حتا تستعيد إشراقتها بـ28 موقـعاً أثرياً وإسكان بملياري درهم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تغب مدينة حتا عن مشهد الجمال والتراث منذ آلاف السنين، وهي التي تحتضن مناطق أثرية يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وتنعم بسهول زراعية خصبة منبسطة على 139 كيلومتراً إجمالي مساحتها، وتقبع بأمان بين جبلين يشرفان عليها من الشمال والجنوب، لتوصف بجدارة أبرز المراكز السياحية والتراثية وأكثر المناطق التي حافظت على عراقة وروح الماضي وذكريات الأجداد والآباء.

تعود حتا اليوم بإشراقة تطويرية شاملة تضعها مرة أخرى على واجهة السياحة وتنعش المدينة بالخدمات والمساكن والمشاريع الحيوية، وهو ما أعلنته بلدية دبي أنه تم تخصيص مناطق سكنية للمواطنين وتسليمها لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان للبدء بالعمل بها، بتكلفة اجمالية تصل إلى ملياري درهم، بناء على أوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتطوير المنطقة بعدد من المشاريع الحيوية التي ستغير من وجه المدينة جوهرياً وعملياً.


إلى ذلك راهن العديد من أبناء حتا على تحول مدينتهم إلى منطقة سياحية واقتصادية خلال السنوات المقبلة، وذلك بفضل حزمة المشاريع التنموية لتطوير المدينة وتعزيز قدراتها الاجتماعية والاقتصادية وزيادة جاذبيتها كوجهة سياحية من الطراز الأول.

خدمات

وشدد معالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام للهيئة أن توفير الخدمات الصحية بمعايير عالمية في منطقة حتا يحظى باهتمام خاص في أجندة الهيئة وأولوية متقدمة في توجهات التطوير لما يقوم به من دور كبير ومهم على المستوى الوقائي والعلاجي إلى جانب دوره المميز في استيعاب الحالات الطارئة والحرجة للعديد من المناطق التي يخدمها بفاعلية ووفق أفضل الممارسات الطبية المعمول بها.

وأضاف أن مستشفى حتا يحتل مكانة خاصة في سلم أولويات الهيئة، وفي ضوء هذا الاهتمام خصصت الهيئة موازنة مالية قيمتها 7 ملايين و200 ألف درهم، لتنفيذ أعمال توسعة وتطوير شاملة في المستشفى، إلى جانب 5 ملايين درهم أخرى معتمدة لتأسيس مركز حتا للياقة الطبية، وتجري الهيئة هذه الأعمال التطويرية، مواصلة لما أنجزته خلال العام الجاري، حيث تم تدشين مجموعة من التوسعات والإضافات النوعية والخدمات الطبية الحيوية في مستشفى حتا، اشتملت على استحداث قسم دقيق للأشعة، خاص بالفحص المبكر لسرطان الثدي، إلى جانب وحدة المناظير، ومختبر الأحياء الدقيقة، ومختبر فحص السمع للأطفال، فضلاً عن استحداث غرفة فائقة التجهيزات لعمليات الولادة القيصرية، إضافة إلى أعمال التوسعات التي أجراها المستشفى في وحدة العناية المركزة، وزيادة عدد الأسرّة من 4 إلى 8، في تحول لافت للمستشفى.

أثر إيجابي

بدوره، أكد المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي الأثر الإيجابي الكبير الذي ستحدثه خطة التطوير الشاملة في حياة أهالي منطقة حتّا، إذ تعكس الخطة مدى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهذه المنطقة التي تعد من أبرز المناطق المحافظة على ملامح الحياة التراثية الخليجية الأصيلة وتفوح بعبق التاريخ الإماراتي العريق، في حين تؤكد هذه الخطوة المهمة حرص سموه على التوظيف الأمثل لما تملكه حتا من مقومات تاريخية وطبيعية بمشاركة مباشرة من أهلها لاسيما الشباب منهم، وتعنى الخطة بإطلاق طاقاتهم الإيجابية وتحفيزهم على المشاركة الفعالة لخدمة مجتمعهم ووطنهم.

8 مناطق سكنية

خالد شريف العوضي رئيس اللجنة التنفيذية لتطوير حتا قال إنه تم تخصيص 8 مناطق سكنية لإسكان المواطنين وتسليمها لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان للبدء بالعمل بها، بتكلفة اجمالية تصل إلى ملياري درهم، وانتهت بالفعل من العمل بـ 11 فيلا سكنية للمواطنين في منطقة جيما، وتعمل على دعم المزارعين وزراعة مليون شتلة لتخضير المنطقة.

وأكد أن البلدية تعمل حاليا على تطوير برامج التوطين والمنح الدراسية واعتماد 20 منحة لتخصصات الزراعة والبيطرة وسلامة الأغذية، موضحا انه تم الإعلان في الصحف المحلية عن هذا الأمر وتم بالفعل استلام طلبات الترشيح، ويجري حاليا العمل على المقابلات الشخصية لاختيار الأنسب.

وذكر أن البلدية تعمل على مشروع الترميم الأثري الذي يهدف إلى ترميم 28 موقعاً أثرياً في جبل الميح يعود تاريخها للقرن الثاني عشر قبل الميلاد، وسيتم الانتهاء منه خلال أربعة اشهر، وسيكون بعد انجازه واحداً من ابرز واهم المعالم الأثرية لاستقطاب السياحة الأثرية للمنطقة.

مقصد المستثمرين

وقال عبدالله خلفان البدواوي من أبناء منطقة حتا إن خطة حتا التنموية سوف تفتح آفاقاً جديدة أمام أبناء المنطقة والمناطق المجاورة، وسوف تتحول المدينة خلال سنوات قليلة مقصداً للمستثمرين من كافة إمارات الدولة، لافتاً إلى أن المقومات التي تمتلكها المدينة سوف يتم استغلالها بصورة كبيرة، وهو ما سينعكس إيجابياً على أبنائها.

مقومات سياحية

من جانبه قال أحمد البدواوي إن منطقة حتا تمتلك مقومات سياحية واقتصادية، وتمتلك حالياً فرصاً استثمارية في كافة المجالات، وهي متعطشة للمشاريع التي سوف تحدث فرقاً لأهالي حتا والمناطق المجاورة، مشيراً إلى أنه يجري العمل على تنفيذ العديد منها في الوقت الحالي، فيما توضع الخطط والتصورات لمشاريع أخرى تشمل مجالات عديدة في الصحة والسياحة والتعليم.

محطة استكشاف

أما حمد سلطان البدواوي فقال إن مدينة حتا أصبحت بعد زيارة صاحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجهة سياحية ومحطة استكشافية للعديد من السياح، وهو ما أثرى الحركة في المدينة، مشيراً إلى أنه أن يرى تغيرات كثيرة اقتصادية سوف تشهدها مدينة حتا خلال السنوات المقبلة، خصوصاً بعد أن تتوفر فيها البينة التحتية فيما يتعلق بالفنادق والمنتجعات التي يمكن أن تشيد في أماكن جميلة نظراً لتنوع للشمولية التي تمتاز بها حتا في مزارعها وسدودها ومرتفعاتها.

مركز للتنمية الزراعية


تعمل بلدية دبي حالياً على تطوير مركز للتنمية الزراعية الذي يدعم أكثر من 500 مزرعة، ويدعم المزارع المنتشرة في المنطقة، وتم تعيين المهندسة أمل عبد الله كأول مواطنة في منطقة حتا لترأس فريق الإرشاد الزراعي، الذي يهدف لإقامة مشتل لدعم المزارعين بطاقة استيعابية تصل إلى ما يقارب مليون شتلة، اضافة إلى إعداد دورات في الزراعة العضوية لتصبح حتا مركزاً للمنتجات العضوية.

«أوكسجين».. 100 ألف شجرة

تعمل بلدية دبي على مشروع أوكسجين الذي يهدف لزراعة 100 ألف شجرة «سدر وسمر» في جبال وشوارع حتا للسنوات الثلاث المقبلة، تم الانتهاء فعلياً من زراعة 17 ألف شجرة إلى الآن.

وإضافة إلى الصبغة الجمالية فإن المشروع سيشهد تضاعف إجمالي إنتاج العسل في منطقة حتا.

والأمر الذي بدأ يظهر أثره في نمو أعمال النحالين بالمنطقة، وسيظهر بشكل واضح خلال السنوات المقبلة، مع تنفيذ مراحل أخرى من المشروع.

26000

كلّفت بلدية دبي استشاري للبدء بمشروع ممشى حتا، وهو عبارة عن ممشى رياضي من مواد مخصصة لممارسة هوية المشي، بطول 2 كيلومتر تقريبا ويصل من حديقة التلة إلى حديقة حتا، بالإضافة إلى أعمال الموقع العام، ومواقف السيارات، وأعمال البنية التحتية، والبستنة، والتجميل، وتقنيات حديثة لمطابقة معايير الأبنية الخضراء بمساحة تقدر بحوالي 26000 متر مربع، وهو مشروع سياحي، نظراً لما تتميز به المنطقة من طبيعة خلابة وشهرتها بجبالها الممتدة لمسافات طويلة، واشتهارها بالسدود الطبيعية، وإمكانية جعلها مناطق أكثر جذباً للزائرين والسياح، مما سيمكن المنطقة من أن تتحول إلى منطقة جذب سياحي وعائلي لتستقطب ما يقارب 100 ألف زائر سنوياً، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال العام المقبل.

1500

خصصت بلدية دبي 8 مناطق سكنية لإسكان المواطنين بواقع 1500 مسكن، في مناطق: (جيما – السلمي – صعير- سهيلة) للحفاظ على الترابط الأسري، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.

وأكدت في الوقت ذاته وجود خطط مستقبلية في طور الدراسة لتطوير المنطقة مع حفاظ اللجنة المختصة على إعطاء الأولوية للحفاظ على الطابع التراثي للمنطقة، وبحيث يخدم أهالي المنطقة بالدرجة الأولى والسياحة بالدرجة الثانية.

30 + 40

أوضحت بلدية دبي أنها تعكف حالياً على استكمال مشروع نزل حتا، على أن يتم إنجازه في الربع الثاني من العام الجاري، إذ يضم النزل سوقاً ملحقاً به يحوي أكثر من 30 غرفة فندقية، و40 محلاً تجارياً، وتم تخصيص كل تلك المحلات لمواطني حتا، إلى جانب مشروع إعادة بناء المحلات التجارية، حيث تتكفل البلدية بهدم المحلات القديمة وبناء محلات تجارية بدلاً منها بواقع 35 محلاً.

وأكدت أن المرحلة الأولى من هدم وإعادة بناء المحلات التجارية القديمة تبدأ خلال خمسة أشهر على الأغلب، وسيتم خلالها بناء عشرة محلات جديدة عوضاً عن القديمة، على أن يتم إحلال كل المحلات القديمة خلال السنتين المقبلتين.

وستسهم هذه المباني الخضراء في توافر استدامة رفاهية العيش ومقومات النجاح، فضلاً عن المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية والصحة العامة، وتحقيق الراحة الإنسانية، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، وترشيد استهلاك المياه، ورفع مستوى حيوية المباني.

سكن للموظفين

ضمن الخطة الإسكانية والتنموية في حتا ولتحقيق السعادة للموظفين وتوفير للوقت والجهد سيتم توفير سكن ملائم للموظفين في منطقة عملهم بتكلفة إجمالية تصل إلى 89 مليون درهم، والمتوقع الانتهاء منها في الربع الأول من العام المقبل، حيث أن المشروع يتكون من أربعة مبانٍ؛ أرضي، وثلاث طوابق متكررة بمساحة إجمالية تبلغ 297,451 قدماً مربعاً، وتتكون الطوابق المتكررة من ثلاثة نماذج من الشقق.

ويتكون النموذج الأول من 23 شقة تتضمن غرفة نوم واحدة، وغرفة معيشة، وحمامين، ومطبخ ومخزن بمساحة تبلغ (85 متراً مربعاً)، أما النموذج الثاني فيتكون من 73 شقة كل منها تضم غرفتي نوم، وغرفة معيشة، وحمامين، ومطبخ، ومخزن، وغرفة تغيير ملابس بمساحة تصل إلى (145 متراً مربعاً)، والنموذج الثالث يتكون من 35 شقة، كل منها تضم 3 غرفة نوم، وغرفة معيشة، وثلاث حمامات، ومطبخاً، ومخزناً، وغرفة تغيير ملابس، وغرفة غسيل، وأخرى للخادمة، وحمام سباحة بمساحة (210 أمتار مربعة)، ويحتوى المشروع على 62 موقفاً للسيارات في الطابق تحت الأرضي، كما يوجد أيضاً 105 مواقف للسيارات بالطابق الأرضي، إضافة إلى نظام الطاقة الشمسية لتوليد جزء من الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروع.

كفاءة

مبادرات سعادة وخدمات صحية متطورة

أطلقت هيئة الصحة مجموعة من الخدمات الطبية الحيوية في مستشفى حتا اشتملت على قسم دقيق للأشعة خاص بالفحص المبكر لسرطان الثدي ووحدة للمناظير ومختبر للأحياء الدقيقة وآخر لفحص السمع للأطفال وغرفة فائقة التجهيزات لعمليات الولادة القيصرية بالإضافة إلى توسعات في وحدة العناية المركزة، كما تم افتتاح مختبر الأحياء الدقيقة، ومختبر فحص السمع، ومكتب خدمة العملاء لتوفير خدمات شاملة وتقليل العبء عن مستشفيات الهيئة، كما تم توسعة قسم العناية المركزة وتوفير 8 أسرة جديدة في قسم العناية المركزة، وإضافة غرفة العمليات القيصرية في قسم 6 وافتتاح واستحداث خدمة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتوسعة قسم العمليات، واستحداث عمليات الغدد الدرقية، وافتتاح قسم مناظير الجهاز الهضمي، وزيادة عدد العيادات ليصل المجموع الكلي لـ30 عيادة وافتتاح قسم مناظير الجهاز الهضمي، كما تم إطلاق عدد من المبادرات شملت مبادرة نحن معك ولخدمتك ـ مبادرة خذ بيدي ـ مبادرة مكافحة السمنة ـ افتتاح المعرض الصحي الأول لمستشفى حتا 2016.

كما تم خفض نسبة عدم الحضور على المواعيد في العيادات التخصصية إلى 21.6% مقارنة بـ24.9% العام 2015.

 

سمات

احتياجات السائح.. خدمات متكاملة

قال راشد ماجد البدواوي، من أبناء مدينة حتا، إن مدينة حتا تتكامل فيها احتياجات السائح، وهي بحاجة إلى بعض المشاريع التي سوف تضفي على جمالها أبعاداً أخرى، منها الفنادق والمنتجعات والمرافق الترفيهية التي يمكن أن تستفيد من التضاريس الجبلية والسدود والأودية والطبيعة في تصميم هذه المشاريع، لافتاً إلى أن شباب المنطقة بحكم معرفتهم لمناطق المدينة لديهم العديد من التصورات للمستثمرين وهم على استعداد للتعاون مع الراغبين في الاستثمار في مدينة حتا.

وأشار إلى أن الخطة التنموية التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صنعت حراكاً اقتصادياً في هذه المنطقة منذ اليوم الأول، وحفزت أفكار الشباب وطموحاتهم لتقديم المزيد من الأفكار لإعمار هذه المدينة التي تفوح منها رائحة الحضارة لتحويلها إلى وجهة سياحية من الطراز الأول كما وجه سموه، لافتاً إلى أن تطور السياحة في المنطقة سوف ينعكس إيجابياً على باقي المجالات، وسوف يخلق فرصاً وظيفية جديدة، كما سوف يحفز أبناء المنطقة على دارسة تخصصات جديدة بخلاف التخصصات التي يدرسونها في الوقت الحالي، إذ ان اختيار التخصص مقرون بمكان العمل ومدى قربه وبعده عن المنزل، وبمجرد ظهور المشاريع سوف يتوجه الشباب لدراسة التخصصات التي تخدم توجهات هذه المشاريع رغبة في تنمية مدينتهم واختيار مكان عمل بجوار منازلهم.

Email