قائد عام شرطة رأس الخيمة لـ "البيان":

ثقافة حقوق الإنسان ليست طارئة على العمل الأمني

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد القائد العام لشرطة رأس الخيمة اللواء علي عبدالله بن علوان النعيمي، أن شرطة رأس الخيمة نجحت في تفعيل نشر ثقافة حقوق الإنسان بنسبة عالية، وذلك وفق تقرير صادر أخيراً عن إنجازات فريق عمل حقوق الإنسان بشرطة الإمارة.

متابعة

وقال في هذا السياق: إن واجباتنا لم تقتصر على استقبال الشكاوى والالتماسات بقضايا حقوق الإنسان ومتابعتها والرد عليها، وتتعدى إلى متابعة القرارات والتوصيات المنبثقة عن إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، وتنفيذ التعليمات الصادرة بهذا الخصوص.

والتحقق من سلامة الإجراءات الشرطية والخدمات الأخرى، التي تقدمها الوزارة والتأكد من حسن تنفيذها بروح المساواة والعدالة بين الجمهور، والعمل على تعميق الروابط مع مؤسسات المجتمع المحلي الرسمية، وغير الرسمية، بما يخدم رسالة الوزارة.

وأضاف: نعمل على تنفيذ برامج ثقافية وإعلامية توعوية في هذا الميدان، ومتابعة كل التطورات المتعلقة بحقوق الإنسان مع الهيئات المحلية والإقليمية والدولية وتقديم المشورة القانونية حول حقوق الإنسان لأفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين على حد السواء، ومنسوبي الشرطة، ومن ثم رفع التوصيات والمقترحات والتقارير عن مدى التزام الجهات المعنية بموجب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، منوهاً بأن ثقافة حقوق الإنسان ليست ثقافة طارئة على العمل الأمني بقدر ما هي جزء لا يتجزأ من الثقافة الأمنية المعاصرة، التي تضع كرامة الإنسان في صميم أولوياتها.

حرفية عالية

وأشار اللواء علي بن علوان لـ «البيان» إلى أن أكبر دليل على أن الاهتمام بجانب حقوق الإنسان، ضمن أولويات شرطة رأس الخيمة، هو نسبة الحالات التي ضبطت العام الماضي في قضايا الاتجار بالبشر بإمارة رأس الخيمة كانت مرْضية وفعالة، وتم التعامل معها بحرفية عالية، من خلال إحالة المتورطين إلى الجهات المختصة، ما يؤكد نجاح فريق العمل رغم حداثة تأسيسه.

وأضاف اللواء ابن علوان: حققنا شراكات مهمة مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لدعم نزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية، من خلال توفير مبالغ مالية بقيمة مليون و800 ألف درهم منها سداد المبالغ المالية للمعسرين من النزلاء، واستفاد منها 112 نزيلاً، بالإضافة إلى تنظيم 21 زيارة لممثلي سفارات وهيئات دبلوماسية في الدولة لزيارة رعاياهم النزلاء، فضلاً عن توفير العديد من الخدمات المختلفة لذوي الإقامة، وكبار السن في جميع مراكز الخدمة والمباني التابعة لشرطة رأس الخيمة، إضافة إلى زيارات ميدانية لهم، وتوفير خدمات أخرى، لافتاً إلى تنظيم 165 برنامجاً منوعاً من برامج وورش عمل ودورات، إلى جانب المشاركة في الفعاليات المتعلقة بمجال حقوق الإنسان، استفاد منها 20 ألفاً و85 مستفيداً من منسوبي الشرطة وخارجها من المتعاملين.

محاور ومعايير

وفي السياق ذاته، أوضح ابن علوان أن شرطة رأس الخيمة تركز في عملها على تنفيذ كل المحاور الأساسية والمعايير المطلوبة من قبل لجنة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، إلى جانب استحداث برامج تخدم هذه المحاور والتي تتمثل في طرح 5 برامج؛ أهم ما فيها برنامج الحقائب التدريبية من طرح ورش تدريبية ودورات ومحاضرات مستمرة، للتعريف بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقيم الإنسانية والاحتفال بالأيام العالمية سواء للضباط والعاملين للشرطة والجمهور الخارجي أيضاً.

ثانياً: برنامج التوعية من خلال نشر إعلانات توعوية إلكترونية عن جرائم الاتجار بالبشر ونشر أخبار الفعاليات بوسائل التواصل الاجتماعي والصحف الرسمية، وثالثاً: برنامج اللقاءات الاستراتيجية لممثلي السفارات والهيئات الدبلوماسية في الدولة لزيارة رعاياهم النزلاء، رابعاً: برنامج توقيع الاتفاقيات والشركات المجتمعية مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية ،وكذلك ذات الاختصاص المباشر، إضافة إلى تقنين العديد من الاتفاقيات ذات الصلة بعمل وزارة الداخلية.

وأخيراً برنامج توفير الخدمات والاحتياجات الخاصة بالفئات المستهدفة منها النزلاء بالمؤسسات العقابية وكبار السن وذوي الإعاقة وغيرها، وهذه البرامج حققت نتائج مطلوبة، لما لها من ارتباط مباشر بالجمهور وبالأخص في ما يتعلق بالتعامل مع الشكاوى والالتماسات، إضافة إلى إنشاء آليات أوجدت نوعاً من التفاعل الإيجابي من قبل الشرطة والمستفيدين، والتفاعل الإيجابي بنشر فهم هذا الدور، وكيفية تعامل هذه الجهات مع المواطن والمقيم، التي انعكست بدورها على تحقيق المعايير المطلوبة في مجال حقوق الإنسان.

جهود واسعة

ومن جانب آخر، أكد اللواء علي بن علوان أن شرطة رأس الخيمة تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من التميز في خدماتنا، وذلك في أن يكون المنتسبون من ضباط وصف ضباط وأفراد والعنصر المدني، يعملون على الارتقاء بمستوى ثقافة حقوق الإنسان عبر الانتقال إلى مرحلة تطبيق هذه المعايير، مشيراً إلى أن ثمة جهوداً واسعة من جانب الفريق في هذا الإطار، مشدداً في الوقت نفسه إلى سعي الشرطة إلى بذل المزيد لبلورة طموحاتنا إلى واقع ملموس، ينهض بالعمل الشرطي.

وأكد في ختام في حديثه لـ«البيان» أن شرطة رأس الخيمة ما زالت تبحث عما هو أفضل في هذا مجال حقوق الإنسان من خلال إقامة المزيد من الورش التدريبية، ونشر هذه الثقافة في صفوف أعضاء قوة الشرطة، وبمراجعة البرامج التدريبية، التي تقيهما وزارة الداخلية أو على مستوى الدراسات القانونية والقضائية التي تتضمن مادة حقوق الإنسان، وأيضاً من خلال آلياتها التوعوية النوعية المختلفة من نشر واتصال وتدريب وتوظيف موقع الوزارة الإلكتروني، وغير ذلك من الأعمال، التي ينهض به فريق حقوق الإنسان، مضيفاً أن هناك أفكاراً واقتراحات لتعزيز وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان لدى المجتمع، سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق من العام 2017.

Email