الوزن الزائد..آلام وخزات التجميل ونظرة المجتمع

صورة الموضوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت عمليات إنقاص الوزن الأكثر طلباً وانتشاراً في مستشفيات القطاعين الحكومي، والخاص في الدولة، وتحظى بإقبال لافت من قبل شرائح عمرية مختلفة، تصدرها فئة الشباب، الذين يشكلون 37 % من المصابين بداء البدانة المفرطة، كما لا تقتصر زيادة الوزن على الذكور فقط، بل تشمل الإناث أيضاً وحتى صغار السن، وحسب إحصاء أجرتها «إيكونومست إيفنتس» 2016 فإن واحداً من بين كل خمسة أطفال في دولة الإمارات يعاني داء السمنة، ويعاني 13 % من البالغين داء السمنة بمعدل 66 %من الرجال و60 % من النساء إما زيادة في الوزن وإما السمنة.

وفي 2012 قدرت هيئة الصحة بدبي أن دول الخليج تدفع سنوياً 37 مليار دولار لعلاج السمنة ومضاعفاتها، وأبرزها عمليات قص المعدة، أو ربط المعدة أو تحويل مسار المعدة، وهي وإن كانت في المعايير العالمية لا تتجاوز خطورتها حد الـ2 %، إلا أن دخولها سوق الأطباء المستثمرين قد يرفع درجة خطورتها ومضاعفاتها إلى 40 %، وذلك لأسباب قد تكون متعلقة بتقنية الجراحة المستخدمة، أو بعدم تغيير الشخص لعاداته.

الحالة النفسية

يقول محمد صبحي: تفهّم تطور السمنة لدى الآخرين ليس أمراً سهلاً، فالأسباب المتدخلة في الموضوع معقدة جدّاً.

أحياناً تقود الصعوبة، التي يواجها الفرد في التعبير عن مشاعره، إلى تفريغها بطريقة أخرى، وخاصة عن طريق الأكل، بحثاً عن الراحة المفقودة، وبالتالي تشكل عمليات إنقاص الوزن حلاً مناسباً على الرغم من المخاطر والمحاذير، التي قد تدور حول مضاعفاتها، وإن فقدان الوزن بواسطة عملية جراحية، يمكن أن ينقذ حياة إنسان ويحسن من حالته النفسية، ولكن هناك بعض الأمور التي يجب أن يعيها ويفهمها جيداً قبل أن يقوم بهذه الخطوة المهمة، وأولها الالتزام بإدخال تغييرات جذرية.

نظرة المجتمع

وتشير نور محمد إلى أن الهوس بالقوام الرشيق ونظرة الناس لمقاييس الجسم البدين، والتي غالباً ما تدور في فلك السخرية والتهكم تدفع العديد من الأشخاص وتحديداً الفتيات لخوض تجربة العمليات الجراحية بغض النظر عن التكلفة والمخاطر، لتفادي تلك المشكلات، والإحساس بالانتماء لهذا المجتمع الناقم بلا أسباب على الشخص البدين، واعتبار كتلة الجسم هي مادة خصبة للحديث معه ومن أول لقاء، وما يصاحب ذلك من إبداء التعاطف والشفقة مع وضعه، رغم تميز كثير منهم في مجالاتهم أو في حياتهم الاجتماعية أكثر من أقرانهم النحفاء، وباتت النحافة مطلب كل فتاة وبعض الشباب مواكبة للموضة، حيث غزتهم قوانين للجسم المثالي، مبنية على قواعد لا تراعي البناء السليم.

الرضا عن الذات

بدورها استنكرت كوثر عزيز ذات الجسم الممتلئ نظرة المجتمع السلبية للشخص السمين، حيث قالت: إن البدانة ليست عيباً ويجب ألا يُنظر لأحد حسب حجمه، بل باحترامه وأخلاقه.

وقالت: لو كان الشخص قادراً على تخفيف وزنه لما قبل بوزنه ولكن «ما باليد حيلة» وأنا راضية عن جسمي رغم أنى بدينة بعض الشيء، وأكدت أن جسمها متناسق ودائم الحيوية والنشاط، لا تكل من الحركة، وتتمتع بصحة جيدة، فالبدانة لم تكن يوماً عائقاً لها عن أداء أعمالها.

موضة العارضات

وتؤكد إيمان جمال أنها لا يمكنها أن ترفض الأقبال على العمليات الجراحية كونها وسيلة لإنقاص الوزن فهي بمثابة نافذة أمل لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة وتوابعها النفسية وأهم الضغوط الاجتماعية والإعلامية، إلى جانب الموضة، التي تتباهي بعارضات نحيلات باعتبارهن مثالاً نموذجياً للجمال، وصولاً لدرجة الهوس؛ وارتدن مراكز توفر جرعات من حقن البوتوكس ليصلن إلى جسم نحيل جداً مثل ما يشاهدن في القنوات الفضائية، والغريب وبيع القياسات الكبيرة يقتصر على محال ومتاجر محدودة للغاية، الأمر الذي لاحظه أصحاب الأجسام الممتلئة من الجنسين وخلت بعضها أيضاً من تشكيلات جميلة وعصرية.

خارج التأمين

ويقول عمرو إبراهيم إن البدانة ليست عيباً، فقد تكون طبيعية أو نتيجة مرض وعوامل وراثية أو بسبب التغذية، فهو أمر طبيعي في بنية البشر، في حين أن نظرة الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة لفكرة عمليات إنقاص الوزن تتنوع بحسب قدرتهم المادية على إجراء العملية؛ فبعض فئات المجتمع ينظرون إلى عمليات التجميل الخاصة بالسمنة المفرطة، التي تجرى بالمستشفيات المختلفة مناسبة جداً لدخلهم المادي، الذي يحصلون عليه ويعتبرون فرصة جديدة من أجل قدرتهم على خسارة الوزن، غير أن النظرة تختلف عند المرضي من أصحاب الدخل المنخفض، إذ يرون أن عدم قدرتهم المادية على إجراء مثل هذه العمليات، وعدم قدرة التامين على تغطية هذه العمليات أنها غير مهمة بالمقارنة مع أمراض تحتاج لعمليان ذات صعوبة أكثر وقدرتهم على حل مشكلة السمنة المفرطة بطرق أخرى.

نمط الغذاء

وتؤكد سمية البدري أن في كثير من الأحيان تكون السمنة المفرطة مصاحبة للاكتئاب والتوتر، بسبب المظهر الخارجي، ومن المعروف أن السمنة المفرطة قد تؤدي إلى الموت المبكر، فعادة ما يكون علاج السمنة بتغيير نمط الغذاء واتباع الحمية وممارسة الرياضة.

ومن الممكن أن تساعد الأدوية في بعض الأحيان، ولكن للأسف فإن هذه الطرق لا تفيد إلا في أقل من 5 % من الناس الذين لديهم سمنة مفرطة؛ أي أن 95 % من هؤلاء الناس سوف يعيشون حياتهم مع السمنة بكل مشاكلها.مضاعفات قاتلة

ويضيف محمد أحمد إن الحلول الجراحية من أهم الوسائل الحديثة للإنقاص الوزن، ولكن سمعت كثيراً من أصدقائي الذين خضعوا لتلك العمليات عن المضاعفات الشائعة، وأهمها حدوث تسريب من مكان التدبيس وهي مضاعفة خطرة واحتمالية حدوثها وارد، والتي قد تحدث مبكراً جداً في الأيام الثلاثة الأولى بعد العملية أو بعد مدة من الزمن تؤدي إلى تجمع السوائل في أعلى البطن أو في أسفل الصدر.

ويعتمد علاج التسرب على وعي المريض بتلك المخاطر وبإحساسه أن هناك خللاً ما قد حدث في العملية.

40

توصف جراحات السمنة لمن يزيد مؤشر كتلة جسمهم عن 40 كلغم أي السمنة المفرطة، تجرى كذلك للمرضى المعرضين للإصابة بالأمراض بسبب سمنتهم المفرطة، ويراعى أن هذا النوع من الجراحات لا يعتبر جراحة تجميلية، لكنها جراحة طبية معالجة.

 الحل النهائي

إنَّ الحلَّ الجراحي وبخلاف ما يظن الكثير من الناس ليس الحل الأسهل لعلاج البدانة، إنما هو حل نهائي نلجأ إليه في حالات محددة تحمل البدانة فيها خطراً على الحياة آنياً أو مستقبلياً ولا تستوجب الجراحة إلا بعد فشل كافة الوسائل الأخرى للتخلُّص من البدانة

%50

هناك نسبة من الفشل في جميع أنواع جراحات السمنة. هذا الفشل يتمثل في عدم فقدان قدر كاف من الوزن (50 – 60 % من الوزن الزائد) أو استعادة الوزن بعد فقدانه أو حدوث المضاعفات أو نوعية الحياة الصعبة مثل القيء المستمر وعدم استطاعة الأكل بصفة طبيعية.

بوتوكس المعدة غير مجدية

البوتوكس في المعدة هو إحدى التقنيات الحديثة، التي تستمر الدراسات حولها، والجدال بشأنها فعاليتها الأكيدة، فقد وجد باحثون في مركز «مايو» الطبي في روشستر أن استخدام مادة البوتوكس، التي تستخدم عادة لأهداف تجميلية في الوجه، لإزالة التجاعيد، لحقن المعدة لا يساعد على خسارة الوزن، حيث راقب الباحثون 60 شخصاً يعانون من السمنة قاموا بتقسيمهم إلى مجموعتين أعطيت إحداهما حقن البوتوكس، في حين أعطيت الأخرى دواء وهمياً، وبعد 24 أسبوعاً لم تظهر المجموعة التي أخذت حقن البوتوكس أية خسارة في الوزن في التخلص من الوزن الزائد، وتختلف هذه العملية عن غيرها بأنها عملية غير جراحية وبسيطة، وتقوم على حقن البوتكس داخل المعدة، خلال 10 دقائق فقط. ويتمّ الحقن بأماكن معينة في المعدة، تبدأ تدريجياً من أسفل المعدة صعوداً الى رأس المعدة.

صفحة تناقش اهتمامات القراء وتتفاعل معهم

Email