تقرير «نظرة على الإعلام العربي» يتوقع نموه في الإمارات إلى 2.2 مليـار دولار في 2018

التطورات التقنية وتفضيلات الشباب تُحــــــــدث تحولات شاملة في القطاع الإعلامي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وسائل الإعلام في أرقام 

توقع تقرير «نظرة على الإعلام العربي: شباب.. محتوى.. إعلام رقمي» ارتفاع حجم سوق الإعلام في المنطقة ككل إلى 12.4 مليار دولار بحلول عام 2018، وأن تنمو قيمة سوق وسائل الإعلام في الإمارات من ملياري دولار في عام 2015 إلى 2.2 مليار دولار في عام 2018، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 2% خلال تلك الفترة، فيما أظهر أن التطورات التقنية وتفضيلات الشباب تحدث تحولات شاملة في القطاع الإعلامي.

ووفقاً للنسخة الإلكترونية من التقرير الذي أطلق نادي دبي للصحافة بالتعاون مع مدينة دبي للإعلام الملخص التنفيذي له، خلال منتدى الإعلام العربي، تعد الدولة إحدى أكثر الأسواق تقدماً من الناحية التقنية في المنطقة، ولهذا دعمت البنية التحتية القوية لشبكتي الاتصالات الثابتة والنقالة معدلات انتشار عالية لخدمات الإنترنت السريع النقالة والثابتة في البلاد.

توثيق

وقالت منى غانم المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة نادي دبي للصحافة في كلمتها التي تضمنها التقرير: «يغطي التقرير قطاع الإعلام في 14 دولة عربية وضمن أكثر من مساق، ويشتمل مضمونه بالأرقام والإحصاءات التي بُذل جهد كبير في تدقيقها وتوثيق مصادرها، حيث يلقي التقرير الضوء على مجموعة من الجوانب المهمة ذات الصلة بهذا القطاع الحيوي ربما من أبرزها أثر الإبداع والابتكار في توجيه الدفة الإعلامية العربية، وتأثير الواقع السياسي للمنطقة على صورة إعلامها.

علاوة على التأثيرات الآخذة في النمو بتسارع وتيرة التطور التكنولوجي وما تستحدثه الثورة التقنية كل يوم من وسائل وأدوات جديدة، دون إغفال لأحد أهم مقوم من مقومات التطوير المُتمثل في الموارد البشرية ومتطلبات سوق الإعلام من الكوادر المؤهلة».

صناعة

وأضافت المري: «شهدت صناعة الإعلام خلال العقدين الماضيين تطورات كبيرة على مستوى العالم أجمع، وربما كان المسبب الرئيس لتلك التطورات «ثورة تقنية المعلومات» وما أسفرت عنه من ظواهر كان لها عميق الأثر في تبديل المفاهيم والوسائل والأدوات التقليدية المتعارف عليها في عالم الإعلام، لتثير مجموعة من التساؤلات المهمة التي لا يزال بعضها قائم حتى اليوم عن مصير الإعلام التقليدي في مواجهة طوفان جارف استحدثته تلك الثورة المعلوماتية خاصة مع ظهور ما بات يُعرف اصطلاحاً بمنصات «التواصل الاجتماعي».

إذ بلغ هذا التأثير مداه، إلى الحد الذي أضحت فيه تلك المنصات يُشار إليها بوصف «الإعلام الجديد»، إذ قدم هذا النمط المُستحدث من أنماط التواصل للعالم تعريفاً مغايراً لمفهوم الإعلام وتداول الأخبار والمعلومات، واضعاً بذلك وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وتلفزيون وإذاعة أمام اختبار حقيقي وصل بالبعض أن يصفه بأنه اختبار «البقاء أو الفناء».

حرص

وتابعت المري: «لقد حرص نادي دبي للصحافة خلال السنوات الماضية على مواكبة التحولات التي ألّمت بالمشهد الإعلامي وترجم هذا الحرص في مبادرة جادة استهدفت إيجاد مرجعية علمية مبنية على أساس من الدراسة الشاملة والبحث الميداني الوافي لرصد أبعاد تلك التحولات وأسبابها وانعكاساتها على واقع صناعة الإعلام وما يمكن أن تسفر عنه في مستقبلها، ويجسد هذا الجهد البحثي نظرة على الإعلام العربي، ويُسعدنا أن نضع بين أيديكم نسخته الخامسة تزامناً مع انعقاد الدورة الخامسة عشرة لمنتدى الإعلام العربي».

وذكرت المري: «لا يفوتنا هنا أن نتوجَّه بخالص الشكر والتقدير لمؤسسة وطنية رائدة كان لها إسهامها المؤثر في تعزيز صناعة الإعلام في دبي ودولة الإمارات عموماً بما أوجدته من بنية تحتية داعمة وبيئة تنظيمية متكاملة ومناخ يروّج لمفهوم الحرية الإعلامية المسؤولة.

وهي المقومات التي كانت مجتمعة سبباً مباشراً في استقطاب أكثر من 2000 مؤسسة إعلامية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم إلى دبي، مانحة إياها موقعاً مميزاً على الخارطة العالمية لهذه الصناعة، ألا وهي «مدينة دبي للإعلام»، التي نسعد هذا العام بالشراكة معها في تقديم الإصدار الخامس من التقرير.

واضعين إياه بين أيديكم على أمل أن يكون عوناً على قراءة أكثر وضوحاً لملامح المشهد الإعلامي الحالي في عالمنا العربي، بما يضمه من نظرة استشرافية لما يمكن أن تؤول إليه تلك الصورة خلال السنوات القليلة المقبلة في ضوء ما أحصاه التقرير من معطيات».

وبينت المري: «مواكبةً لتوجهات دبي أن تكون المدينة الأذكى عالمياً، وما يمليه ذلك من أوجه التطوير ضمن مختلف المسارات، فقد قررنا أن يكون إصدار التقرير هذا العام مقصوراً على نسخته الإلكترونية، وذلك مع زيادة انتشار شبكة الإنترنت في أغلب أنحاء عالمنا العربي، ما يعني سهولة الوصول إلى التقرير؛ إذ تُشكِّل النسخة الإلكترونية ميزة كبيرة في توسيع دائرة الاستفادة بوصول التقرير إلى أعداد أكبر عن الجمهور الذي يمكن أن يطالعه كنسخة مطبوعة».

بدورها قالت الدكتورة أمينة الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم، لإن «الإحاطة بعناصر المشهد الإعلامي والاتجاهات السائدة في القطاع تشكل عاملاً أساسياً ومؤثراً في التعامل مع توجهات واحتياجات المستهلكين، كما تدعم صناع القرار من الحكومات وقطاع الأعمال في تحديد أفضل الطرق فعاليةً للتواصل مع الشعوب والعملاء، ومما لا شك فيه ازدياد تأثير صناعة الإعلام في الوقت الراهن على مختلف قطاعات الأعمال نظراً لما تشهده من ابتكارات وإبداعات مستمرة».

وتابعت: «أدركت دبي، العاصمة الإقليمية لصناعة الإعلام والرائدة في قيادة الابتكار، منذ وقت مبكر أهمية قطاع الإعلام في النمو والتنمية المستدامة، وساهمت صناعة الإعلام بدور محوري في تنمية البيئة الاقتصادية في دبي، حيث كانت إحدى ركائز تحول دبي إلى اقتصاد المعرفة تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله».

تأسيس

وتحدثت الرستماني: «ولطالما كانت مجموعة تيكوم شريكاً أساسياً وفي طليعة هذه التطورات، إذ قمنا بإطلاق وتأسيس مجمعات أعمال متخصصة بصناعة الإعلام تتمثل في مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات ومدينة دبي للإنتاج، وقد ساهمت كل من هذه الوجهات المتخصصة في دعم مكانة دبي كمركز إقليمي للقطاع.

حيث يسهم أكثر من 27 ألفاً من المواهب الإبداعية في قيادة صناعة الإعلام من خلال مواقعهم لدى شركائنا من المؤسسات الإعلامية، والتي تتضمن 120 قناة تلفزيونية رئيسية و180 شركة إنتاج، فضلاً عن مؤسسات نشر ووكالات إعلانية بارزة اتخذت جميعها من مجمعات الإعلام لدى مجموعة تيكوم مقراً لها لتحقيق النمو والازدهار».

تتويج

وأضافت الرستماني: «تُتوج شراكتنا مع نادي دبي للصحافة نتاج المعرفة التراكمية التي اكتسبناها والإنجازات التي حققناها على مدى السنوات الماضية، ونؤمن بأن هذا التعاون يسهم في تعزيز الفوائد لكافة العاملين والمهتمين بالقطاع الإعلامي في العالم العربي.

وإننا نشهد نقلة نوعية وتحولات وابتكارات غير مسبوقة في صناعة الإعلام؛ لذا يعد إصدار التقرير في هذا التوقيت ملائماً إذ سيشكل مرجعاً ودليلاً أساسياً لشركائنا في الصناعة لدعم صياغة استراتيجياتهم وتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات».

ولفتت إلى أن التقرير يزخر بالمعلومات والبيانات التي تؤكد بعض التوجهات الناشئة في القطاع وفي مقدمتها التحول نحو المحتوى الرقمي أو الرقمنة، والتي تعد من أسرع شرائح القطاع نمواً حيث يشير التقرير إلى أن معدل النمو السنوي المركب لهذه الشريحة يقدر بأكثر من 14 %.

وتابعت: «حين يسهم الإنفاق على مقاطع الفيديو الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز النمو، فإن صناعة الألعاب الرقمية تعد الأعلى قيمة إذ يتوقع أن تصل عائداتها إلى مليار دولار أميركي بحلول 2018».

قضايا

ويأتي إطلاق النسخة الإلكترونية للتقرير في الوقت الذي تتزايد فيه أهمية الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية في مختلف نواحي الحياة للأفراد والمجتمع بشكل أوسع، ويبحث التقرير في قضايا رئيسة تستوجب البحث والعمل والاستثمار فيها خلال السنوات المقبلة، ويتضمن مخرجات ترصد أبرز تطورات المشهد الإعلامي في 14 دولة عربية، إلى جانب أهم المؤشرات والمتغيرات التي ستسود المشهد الإعلامي.

وأطلق النادي ودبي للإعلام النسخة الكاملة لتقرير «نظرة على الإعلام العربي: شباب.. محتوى.. إعلام رقمي»، وذلك في قالب إلكتروني يواكب متطلبات العصر التزاماً بنهج دبي واستراتيجيتها في التحول إلى المدينة الذكية، وبما يكفل وصوله إلى أوسع دائرة ممكنة من جمهور المهتمين بمضمونه سواء من المهنيين أو الأكاديميين أو المهتمين بمختلف القطاعات الإعلامية.

3 أجهزة

وأوضح التقرير أنه في المتوسط يمتلك الفرد الواحد في دولة الإمارات 3 أجهزة متصلة بالإنترنت، ويدخل 89% منهم إلى شبكة الإنترنت يومياً.

وأوضح التقرير أن التقديرات تشير إلى أن انتشار خدمة الحزمة العريضة النقالة في الإمارات بلغ 102% في عام 2012 في حين انتشرت الخدمة الثابتة بنسبة 72% وسيرتفع هذا الرقم إلى 148% للنقالة و120% للخدمات الثابتة بحلول العام 2018.

ومن المتوقع أن يستمر استخدام الأجهزة النقالة في الارتفاع، وفقاً لــ«غوغل»، حيث يتواصل أكثر من 80% من المستخدمين مع شبكة الإنترنت أثناء مشاهدة التلفزيون، في حين يستخدم 84% الإنترنت من خلال الجهاز النقال أكثر من استخدام الحاسوب الثابت، ويمهد هذا الاتجاه، علاوة على البنية التحتية القائمة، الطريق لمزيد من النمو، وخاصة في وسائل الإعلام الرقمية النقالة.

وذكر أنه في عام 2014، كان تقدير قيمة سوق الإعلانات التلفزيونية في دولة الإمارات يبلغ 344 مليون دولار، ومن المتوقع أن تزيد هذه القيمة إلى 436 مليون دولار بحلول عام 2018، مسجلة نمواً نسبته 6% خلال الفترة.

الإذاعة

وأشار التقرير إلى أن غالبية مستمعي الإذاعة في دولة الإمارات العربية المتحدة يتابعون محطاتهم المفضلة وهم في سياراتهم، ومع وجود أكثر من 40 محطة إذاعية، تعد دولة الإمارات أكبر سوق للإذاعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومن بين تلك المحطات، تبث 14 محطة باللغة العربية، وتوجد محطات باللغات «الإنجليزية والهندية والتاميلية والتغالوغ والمالايالامية والروسية والفارسية والأوردية».

وأفاد التقرير بأن السوق شهدت دخول محطات جديدة مثل «تاغ» 91.1، وهي إحدى المحطات بلغة «التاغالوغ»، والتي أطلقتها شبكة الإذاعة العربية في عام 2013 وتعد مؤسسة أبوظبي للإعلام وشبكة الإذاعة العربية، أحد كيانات دبي القابضة، الرقمين المهمين في هذه السوق، والمحتوى الذي يحظى بأعلى نسبة استماع في دولة الإمارات هو الموسيقى، يليه الأخبار، ثم محطات الإذاعة ذات المحتوى الديني.

تحول ذكي

من جانبها، أكدت علياء الذيب، مديرة نادي دبي للصحافة، أن نشر التقرير في نسخة إلكترونية يتماشى مع استراتيجية دبي الذكية، وتوجهات الإمارة إلى التحول الذكي في مسارات الحياة والعمل المختلفة، مشيرة إلى أن النشر الرقمي يمثل طريقة فعالة لمدّ جسور التواصل مع كافة المعنيين بالواقع الإعلامي في بلدان العالم العربي بشكل يضمن انتشار التقرير بين أكبر شريحة من المهتمين.

وعن أهمية هذا النوع من التقارير بما يحمله من معلومات ومخرجات تهم العاملين في قطاع الإعلام، أوضحت علياء الذيب أن الإصدار الخامس من تقرير «نظرة على الإعلام العربي: شباب.. محتوى.. إعلام رقمي» يقدم رؤية واضحة للمشهد الإعلامي خلال المرحلة القادمة وما سيطرأ عليه من تطورات وتغيرات.

وقالت: «تتمثل أهمية هذا النوع من التقارير فيما يقدمه من معلومات ومخرجات تفصيلية ينبغي العمل عليها بالبحث والتحليل للوقوف على السبل المناسبة لمواصلة مسيرة التطوير الإعلامي وفقاً للمستجدات والمتغيرات التي يفرضها الواقع الإعلامي الجديد».

معطيات

وتكلمت الذيب بأن «التقرير يقدم معطيات موثوقة تجعل منه مرجعاً لفهم وتحليل التغيرات التي تشهدها الساحة الإعلامية في 14 دولة عربية، علاوة على التوقعات والتوجهات المستقبلية ما يمثل ركيزة مهمة لدعم عملية اتخاذ القرارات وتطوير السياسات المتعلقة بالقطاع الإعلامي»، متحدثة: «يقدم التقرير للعاملين في القطاع الإعلامي خريطة مفصلة تحمل بين تفاصيلها الكثير من المعطيات المهمة عن القطاعات الإعلامية الآخذة في النمو وكيفية تعزيز الاستفادة منها، فضلاً عن تحديد أفضل وسائل التواصل مع المتلقي».

تطورات سريعة

أما ماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج فقال: «يشهد القطاع الإعلامي في المنطقة تطورات سريعة ومطردة، وتضطلع مدينة دبي بدور بارز وفعال في قيادة هذا التحول، ويقدم تقرير نظرة على الإعلام العربي دراسة موثوقة وذات مصداقية وتوقعات حول مستقبل هذه الصناعة مع ظهور طيف جديد من المنصات الإعلامية، ويوفر هذا التقرير القيّم دليلاً ومرجعاً مهماً لرواد الأعمال والشركات التي تتطلع إلى تحقيق النمو والنجاح في حقبة جديدة كلياً لقطاع الإعلام».

ونوه السويدي بأن: «التقرير يعد تأكيداً على أهمية شراكتنا مع نادي دبي للصحافة في دفع عجلة نمو وتطوير قطاع الإعلام في المنطقة في عصر تغيرت فيه الطريقة التي نطور ونتلقى من خلالها المحتوى.

وسوف تواصل مجمعاتنا الإعلامية الرائدة توفير النظم الحيوية المتكاملة التي تسرع دفة الابتكار في تطوير المحتوى وتدعم الاستثمار في تطوير المواهب المبدعة والمتميزة التي تشكل نواة التقدم والمحرك الرئيسي للنمو الذي نصبو إلى تحقيقه في المشهد الإعلامي في عالمنا العربي».

بحث معمق

وحرص التقرير على إجراء بحث معمق ودراسة كمية مع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف أرجاء العالم العربي، بالإضافة إلى مجموعات نقاش تضم مستخدمين مؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، كما تم دراسة ظاهرة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن أبرز ما سيميز الإعلام في المرحلة المقبلة هو تنامي ظاهرة التحول إلى الخيار الرقمي في الإعلام أو ما بات يعرف اصطلاحاً بتوصيف «الرقمنة الإعلامية» وذلك مع زيادة استخدام الإنترنت عريضة الحزمة (Broad Band Internet) في المنطقة العربية وزيادة نسب مشاهدة المحتوى الإعلامي عبر الأجهزة النقالة، مع توقع نمو تلك الظاهرة في المنطقة خلال العامين المقبلين.

كما يبين كيفية العمل على مواكبته بإيجاد الحلول والبدائل المناسبة التي تكفل للإعلام العربي حدوداً تنافسية فعّالة، علاوة على وجوب حتمية التفكير في أساليب تضمن المزاوجة بين المنصّات الرقمية من جهة والصحافة والتلفزيون والإذاعة من جهة أخرى، وتوظيف تلك المنصات في نجاح الإعلام.

الإعلام المدفوع

كما يلقي التقرير الضوء على ظاهرة تنامي «قطاع الإعلام المدفوع»، بمعدل من المنتظر أن يفوق نمو الإنفاق على الإعلانات، فمن ضمن التوقعات المستقبلية التي يقدمها التقرير في هذا الشأن نمو سوق الإعلانات بمعدل سنوي مركب نسبته 2.5% في الفترة بين الأعوام 2016 و2018، في حين ينتظر أن تتراوح نسبة نمو وسائل الإعلام المدفوعة حول 3.7% خلال الفترة ذاتها، في حين من المنتظر أن يقود قطاعا التلفزيون والألعاب الرقمية هذا النمو.

إلى جانب الخطوط العريضة لنوع وطبيعة «المحتوى» المطلوب لتحقيق هذه التطور كون الإعلام المدفوع مرتبطاً في الأساس بتقديم «محتوى ممتاز».

دليل

تحول التقرير لدليل مرجعي شامل للصحافيين والإعلاميين والطلبة والباحثين، لتعزيز معرفتهم بالمشهد الإعلامي في المنطقة العربية، كما تشكل الإحصاءات الواردة فيه رافداً مهماً للمعاهد والكليات، في مختلف جامعات المنطقة، حيث وضعت بالفعل العديد من المؤسسات الإعلامية والكليات الإعلامية في الوطن العربي خططاً تطويرية وسياسات جديدة، خلال السنوات الماضية بالاعتماد على الإحصاءات والدراسات الواردة في تقرير نظرة على الإعلام العربي.

الهواتف النقالة الخيار الأول لمشاهدة المحتوى في المنطقة

يقف قطاع الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم على مشارف مرحلة تطور مهمة تؤثر فيها عوامل متعددة، فالتركيبة السكانية الشابة في المنطقة، وتسارع وتيرة التحوّل إلى النموذج الرقمي «الرقْمَنة» يشكلان قوة دافعة لنموه، بينما تعوّقه مؤثرات أخرى على مستوى الاقتصاد الكلي، حيث يؤدي انخفاض أسعار النفط، والحروب في المنطقة إلى خلق بيئة مضطربة لوسائل الإعلام التي تتأثر بطبيعتها بحالة الركود الاقتصادي.

وعلى الصعيد الديموغرافي، يشكّل جيل الشباب (تحت 24 عاماً) نسبة كبيرة من سكان المنطقة تصل إلى 50 %، بينما لا تزيد هذه النسبة عن نصف ذلك المعدل في العديد من الدول المتقدمة.

وتمثل هذه «الميزة الديموغرافية» للمنطقة عاملاً يزداد ندرة بمرور الزمن على مستوى العالم، بينما يتجاوز تأثير زيادة نسبة الشباب مجرد طبيعة العادات الاستهلاكية؛ فتفاعل جيل الألفية الجديدة مع محتوى وسائل الإعلام أكبر بكثير عن الأجيال السابقة، حيث تحول هذا الجيل إلى مبتكر للمحتوى بالقدر ذاته الذي يُعدُّ فيه مستهلكاً له.

ولهذا يرتبط مستقبل وسائل الإعلام بمن يمكن أن نُطلق عليهم «المنتجين المستهلكين» الذين يشكلون الدافع لتسارع التحوّل إلى النموذج الرقمي وهم أنفسهم المستفيدون من هذا التحوّل، إذ تشكل الهواتف النقالة وتطبيقاتها وشبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي نقاط التفاعل الأولى لديهم وأسلوب حياة.

ويمثل التطور السريع في الوصول إلى المحتوى أو الاتصال عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وتطبيقاتها وبنيتها التحتية محركاً رئيسياً آخر للرقمنة في المنطقة؛ فمعدل انتشار الهواتف الذكية يرتفع فيها سريعاً، ففي العديد من الأسواق، سيتجاوز عدد مستخدمي الهواتف الذكية عدد مستخدمي الحواسيب الشخصية بحلول العام 2017 .

الأمر الذي سيجعل شاشة الهاتف النقال الخيار الأول لمشاهدة المحتوى، في ظاهرة باتت تعرف بـ «القفزة السريعة »؛ أي انتقال السوق مباشرة إلى استخدام أحدث التقنيات، وتجاوز المسار التطوري الذي اتبعته الأسواق الأكثر نضجاً.

وقد ازداد انتشار استخدام شبكة الإنترنت والاتصال بها في المنطقة عبر خطوط الاتصال «عريضة الحزمة» لكن ذلك الانتشار أخذ يتمحور حول استخدام الهواتف النقالة كما في معظم الأسواق الناشئة الأخرى.

والواقع أن عدد الاشتراكات في الإنترنت عبر الخطوط النقالة عريضة الحزمة بالاعتماد على شبكتي الجيل الثالث والرابع أصبح أعلى من اشتراكات الخطوط الثابتة عريضة الحزمة في دول مجلس التعاون بما يتجاوز اليوم فعلاً حتى الأسواق المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

ولهذا نتوقع أن تكون الفترة بين الأعوام 2016 و2018 مرحلة تحوّل العديد من الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أسواق «النقال أولاً» ليشهد استقبال المحتوى على شاشات الأجهزة النقالة ازدهاراً أكبر.

«فيسبوك» و«غوغل» الأكثر شعبية في الإمارات

يهيمن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» على مواقع الإعلام الاجتماعي المستخدمة بالإمارات بفارق ضخم، أما بقية خدمات الشبكات الاجتماعية فهي «لينكدإن»، و«تويتر»، ونسب الاستخدام بينها متقاربة، وإن كان «لينكد إن» يحظى بشعبية بين الفئات العمرية الأكبر سناً من أصحاب التخصصات المهنية.

ولفت التقرير إلى أن «غوغل+»، الذي يظهر ضمن أكبر 5 خدمات في القائمة، لم ينجح في الاستحواذ على العديد من المستخدمين مقارنةً بخدمات الشبكات الاجتماعية الأخرى.

 كما تعد خدمات مقاطع الفيديو ذات شعبية كبيرة في دولة الإمارات، حيث يهيمن «يوتيوب» على صدارة هذه الشريحة بنسبة 63 % وتعد خدمة «شاهد»، وعلى الرغم من محدودية انتشارها، خدمة الفيديو العربية الوحيدة ذات الشعبية في دولة الإمارات، ودخلت خدمة «نتفليكس» العالمية الشهيرة السوق الإماراتية والتي أطلقت رسمياً في يناير 2016، وربما تحظى بشعبية خلال الأعوام المقبلة.

وبيّن التقرير أن مواقع البحث وشبكات التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو هي الخدمات الأساسية ذات الرواج لدى المستخدمين في دولة الإمارات، ولكل منها لاعب مهيمن، حيث يهيمن «غوغل» على استخدامات البحث بنسبة 86 %، يليه «بينغ» و«ياهو» بنسبة 10 % لكل منهما.

ويتوقع أن تنمو العائدات الإعلانية من محركات البحث بشكل ملحوظ حتى عام 2018 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 14 % ومثلما هي حال «غوغل» في شريحة محركات البحث.

 84 %

 أشار التقرير إلى تنامي عائدات الإعلانات الرقمية في دولة الإمارات بقوة، حيث تصل نسبة الانتشار الإعلاني عبر استخدامات أجهزة سطح المكتب إلى 84 %، تليها مواقع الإعلام الاجتماعي بنسبة 64 %، والخدمات البريدية بنسبة 61 % والمثير للدهشة، أن مقاطع الفيديو تأتي في المركز الرابع وبنسبة 53 % فقط. أما في فئات الأجهزة النقالة، فتأتي الرسائل في القمة بنسبة 51 دقيقة، تليها الإعلانات المصاحبة للألعاب بـ 49 دقيقة. 

Email