أولياء أمور: تكاليف العلاج أرهقتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من أولياء أمور أطفال مصابين بداء السكري أن تكاليف علاج أبنائهم مرهقة جداً، تضاف إلى ألم رؤية الطفل يعاني من المرض المزمن.

وقال طلال محمد إن ابنه هزاع 6 سنوات كان يعاني من فتور وخمول فاصطحبه الى مستشفى القاسمي، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة تبين إصابته بالنوع الأول من مرض السكري، وذلك خلال ديسمبر الماضي، فكانت بالنسبة له صدمة في بادئ الأمر، وأضاف أنه بعد أن تواصل مع وحدة السكري في مستشفى القاسمي، لازم المستشفى لمدة 5 أيام تعلم خلالها مهارات كيفية التعامل مع ابنه من خلال المثقفات الصحيات، خاصة ما يخص الحقن بالإبر كل 3 ساعات، والحمية الغذائية التي لا بد من اتباعها.

وأضاف إنه تم إعلام إدارة المدرسة التي يدرس فيها ابنه برسالة رسمية من وحدة السكري في مستشفى القاسمي، حيث تم إعلام الممرضة العاملة هناك بالجرعات اللازمة وكيفية التعامل معه داخل الحرم المدرسي، مبيناً أن رحلة العلاج تعد طويلة لأن المرض سيظل مصاحباً الطفل مدى الحياة، اضافة الى انها مكلفة الى درجة كبيرة، فمنها الكشف 450 درهماً مع البطاقة الصحية و900 درهم من غير تأمين، كما أنه لا توجد عيادات أو مراكز صحية خاصة لعلاج النوع الأول من مرض السكر، الأمر الذي يشكل تحدياً بالنسبة لأولياء الأمور، كما أن اقتناء الأجهزة الحديثة لعلاج المرض، ومنها مضخة الانسولين سعرها عالٍ ويتراوح ما بين 16 – 30 ألف درهم، إضافة الى المستلزمات الأخرى والتي تصل إلى 1000 درهم.

إعياء ونقص وزن

من جهته يقول أبو محمد، ولي أمر طفل مصاب بداء السكري من النوع الأول ويتعالج بوحدة السكري في مستشفى الجامعة بالشارقة، انه علم بإصابة ابنه محمد 6 سنوات بالمرض منذ 4 سنوات عندما لاحظ عليه نقصاً في الوزن وحالة إعياء متواصل، وأن اكتشاف المرض كان صدفة الأمر الذي اربك الأسرة في بداية الأمر، ولكن بعد مراجعة الوحدة باستمرار تمكن من تعلم مهارات الحقن وكيفية اعطاء ابنه الانسولين، اضافة الى اتباع طريقة حمية غذائية تجنبه حدوث المضاعفات.

20

قالت الدكتورة الهام الأميري استشارية أطفال سكري وغدد صماء بمستشفى القاسمي بالشارقة ومؤسس جمعية أصدقاء السكري إن هناك خطة بالتعاون بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع وجمعية أصدقاء السكري لتثقيف الطلبة والكادر التعليمي والتمريضي العامل بالمدارس في الشارقة.

وقالت إن وحدة السكري بالمستشفى تستقبل أسبوعياً ما بين 20 ــ 25 مريضاً، تتضمن حالات المراجعات والحالات الجديدة، ويعمل بها 5 طبيبات ومثقفتان صحيتان، وأخصائية تغذية، وهي بحاجة الى أخصائي نفسي للتعامل مع الأهالي الذين يكتشفون إصابة ابنهم بالنوع الأول من السكري ما يشكل صدمة لهم، لافتة إلى أن هناك خططاً لتطوير الوحدة ورفدها التمريضي والتثقيفي خلال العام الجاري لمجابهة العدد المتزايد من المرضى.

120

أكد خميس عبدالله المنسق الإعلامي بالمنطقة الطبية في عجمان أن هناك لجنة مشكلة منذ 3 أعوام لمتابعة الطلبة المصابين بالسكري في مدارس عجمان والبالغ عددهم 120 طالباً وطالبة، وأن أهداف اللجنة دعم الطلاب المصابين بالسكر في مدارس عجمان ونشر التوعية، اضافة الى اعداد أنشطة متنوعة تنفذها المنطقة والمراكز الصحية في المؤسسات الحكومية والخاصة مع التركيز على اقامة فعاليات صحية منوعة في المراكز التجارية، مبيناً ان اللجنة استكملت عامها الثالث، وسيتم الإعلان عن خطط جديدة للجنة خلال المرحلة المقبلة تستهدف الطلاب المصابين بالسكر وأسرهم بهدف توعيتهم.

وأوضح أن اللجنة قامت بتنفيذ برامج توعية وفحوصات، منها عمل فحوصات وتوعية لـ 80 من طلاب مدرسة عمار بن ياسر ومدرسة مزيرع المشتركة والمعلمين والمعلمات وكذلك زوار المركز.

إحصائيات

أظهرت الإحصائيات العالمية أن هناك 422 مليون مصاباً بالسكري في جميع أنحاء العالم، وأن 6700 طفل يصاب سنوياً بداء السكري من النمط الأول، كما أن هناك 50000 طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وذكرت أن 1.5 إلى 2.5% من كل ألف نسبة إصابة الأطفال في المرض.

وفي الدولة هناك 200 طفل مسجلون في مركز دبي للسكري وحده، يعيش منهم 50 على مضخات الإنسولين.

وتوقعت الدراسات أنه في عام 2050 سيتضاعف عدد الأطفال المصابين بالسكري في العالم.

وذكرت أن السكري سيكون سابع مسبب للوفيات في العالم بحلول عام 2030، وأن 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.

جدير بالذكر أن مرض السكري ينشأ نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز عن تأدية عملها بإنتاج الإنسولين.

ويتدخل في ذلك عامل المناعة، فعندما تتكون الأجسام المضادة للالتهاب تكون مضادة أيضاً لخلايا «بيتا» في البنكرياس فتحطمها.

كما يتدخل عامل الالتهابات الجرثومية المسببة للالتهاب، وأحياناً تكون فيروساً، حيث تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا «بيتا» بطريقة مباشرة.

وأخيراً هناك عامل الوراثة، فقد لوحظ أن احتمالية إصابة الطفل بالسكري تزداد عند وجود أخ مصاب.

90 %

من المعروف أن هناك نوعان من سكري الأطفال: الأول يصيب 90 % من الأطفال أقل من 18 عاماً، والثاني يصيب الأطفال بسبب السمنة والأكل غير الصحي والوراثة، مبينة أن النوع الأول ينتج عن خلل مناعي ولا يظهر إلا في حال وجود فيروس يهاجم البنكرياس ما يؤدي إلى نقص الأنسولين ولا يمكن الوقاية منه وهو يعتبر لغزاً، ولكن يمكن التعايش معه، والنوع الثاني يمكن الوقاية منه.

Email