أكاديميون: شهداء العمل الإنساني بذلوا جهوداً مخلصة لتوفير التعليم للمحرومين في أفغانستان

الإمارات تنشر نور العلم في ربوع العالم

■ جامعة الشيخ زايد في ولاية خوست الأفغانية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون أن الإمارات ماضية في تقديم يد العون للشعوب المحتاجة حول العالم، وذلك بتنفيذ مشاريع تعليمية بينها إقامة مدارس وجامعات لإرساء العلم وقيم السلام والتعايش، مشيرين إلى أن شهداء العمل الإنساني الإماراتي بذلوا جهوداً مخلصة في مساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين.

رسالة

وأكد الدكتور محمد عبد الله البيلي، مدير جامعة الإمارات، أن الإمارات ستظل دولة الخير والعطاء ونصرة الحق والمظلومين، حيث باتت هذه الخصال سمة وثقافة مجتمعية ومهمة وطنية ورسالة إنسانية يتوارثها أبناء الوطن، فعمل الخير بيد الخير باق، وعمل الشر بيد الظلامين زائل، وسوف يعود على مرتكبيه بالشر على ما اقترفت أياديهم، مشيراً إلى حرص أبناء الإمارات على الوقوف خلف قيادتهم الحكيمة والرشيدة، والمضي معها نحو بناء المجد وكتابة التاريخ بأحرف من نور وبدماء شهدائنا الأبرار.

وقال إن شهداءنا البررة كانوا يقومون بإرساء جهود إنسانية ووطنية مخلصة، بمد يعد العون والمساعدة للمجتمعات المنكوبة التي دمرها الحقد والكراهية لدى ثلة من الخارجين عن القيم الإنسانية، وكما هو معروف للجميع أن ما تبذله الإمارات في مشاريعها الخيرية والإنسانية، يتمثل في مجال التعليم الذي حرم منه مئات الآلاف من أبناء تلك المجتمعات التي ضرب فيها الإرهاب والخراب والدمار، حيث كانت مؤسسات التعليم في مقدمة ما طالته يد الحقد والإجرام التكفيري والضلالي، فهم ما زالوا يعيشون في عهود الظلام، وأرادوا بفعلتهم الخسيسة تلك أن يطفئوا النور في طريق الأجيال، ويحدوا من أعمال الخير التي تعيد بناء الإنسان المتسامح المتحضر.

فعل الخير

وقال الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية، إنه لا يخفى على أحد دور الإمارات في نشر العلم والمعرفة، عبر إنشاء المدارس وتوفير فرص التعليم للمحرومين منها في كل ركن من أركان المعمورة، فإن انتشار نور العلم هو انحسار لظلام الجهل.

وأضاف أن مثل هذه المآثر الخالدة لا ينكرها منكر، إذ إن ذلك هو دأب دولة الإمارات بتوجهاتها الإنسانية على مستوى العالم، لافتاً إلى أن فعل الخير من شيم الدولة وقيادتها الرشيدة وأبنائها الكرام الذين لا يثنيهم شيء عن فعل الخير وتقديم يد العون والمساعدة للجميع بغض النظر عن المكان الجغرافي، فهم يزرعون الخير أينما حلو، وتلك كانت المهمة النبيلة التي دفع شهداء الإنسانية في قندهار حياتهم ثمناً لها.

وترحم الدكتور العور على شهداء الواجب، داعياً المولى عز وجل أن يثيبهم عن كل معروف قدموه لأبناء وطنهم ولأبناء قندهار، مشيراً إلى أن من يستشهد وهو يقدم صنائع المعروف في عام الخير لا بد أن يكون مآله الجنة ورضوان الله، مؤكداً أن مثل هذه الجرائم النكراء، لن تشوه فزعة الخير، ولن تثني أبناء الإمارات عن تقديمه لمستحقيه، فسلسلة الخير لا تنقطع، مضيفاً أن هذه الجريمة النكراء لن تفتّ في عضد دولة الإمارات، ولا عزمها على صنائع الخير والمعروف.

ومن ناحيته تقدم الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، بخالص التعازي للوطن ولذوي شهداء الواجب والعمل الخيري والإنساني، الذين لم يتوانوا عن أداء الواجب ومد يد العون ونشر العلم والثقافة والمعرفة، رغم الظروف الأمنية غير المستقرة، لأبناء بلد إسلامي يحتاج إلى المساعدة.

وأضاف أن استشهادهم خلال أداء الواجب يضرب أروع الأمثلة البينة على أن أيادي الخير الإماراتية تعمل بصمت في مختلف دول العالم، داعياً العلي القدير أن يتغمدهم برحمته، وأن يرحم الأمة الإسلامية من بلاء التطرف والشر الذي تجسده قوى الإرهاب، وتهديد الأمن العالمي، قائلاً: نحن على ثقة بفشل أهداف هذا الاعتداء حيث ستستمر الدولة وأبناؤها الخيرون في تقديم أعمال الخير ومحاربة الجهل ومد يد العون إلى الشعب الأفغاني الشقيق.

نموذج ملهم

وقال مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني: نسأل الله العظيم أن يتقبل الشهداء ويحشرهم مع الأنبياء والصديقين، فقد وهبوا روحهم فداءً للوطن والأمة العربية، وسوف يبقون في ذاكرتنا وعلامة بارزة من علامات تاريخ دولتنا الحبيبة، التي تأسست على أسس راسخة من الوحدة والتكاتف، والافتخار بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء الإمارات التي تحلوا بها، وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.

وأضاف أن الإمارات نموذج ملهم للإنسانية جمعاء، ودولتنا حريصة على إسعاد البشرية، ومد يد العون لكل محتاج في شتى بقاع الأرض، اقتداء بنهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى أنه من حق كل إماراتي أن يفتخر لأن أبناءنا استشهدوا في ميدان الخير، وما حدث إضافة إلى سجل الإمارات الحافل بالمواقف الأبية والنبيلة، في دعمها ومساندتها للعمل الخيري والإنساني، في مختلف مناطق العالم.

ولفت إلى أن الشهداء كانوا يؤدون واجباً إنسانياً خاصاً، يعد مثالاً مشرقاً سوف يقتدي به شباب الإمارات في المستقبل، مبيناً أن استشهاد أبناء الإمارات في قندهار، يزيدنا عزيمة وإصراراً على المواصلة في طريق الخير، وسقوط الشهداء يمثل شحذاً لهمتنا وعزيمتنا وإصرارنا على التصدي للإرهاب والتسابق في عمل الخير.

فخر

وأكد الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن شهداء الإمارات الذين قضوا في حادث قندهار الإرهابي برغم الحزن على فقدانهم إلا أننا فخورون بهم وبتضحياتهم، فهم شهداء الإنسانية والخير من رجال الوطن المخلصين والصادقين الذين طالتهم يد الغدر بينما هم يمدون أياديهم البيضاء لمساعدة الضعفاء والمحتاجين والأيتام من الأطفال والأسر في أفغانستان، مؤكداً أننا ننعاهم وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم برحمته وينزلهم منازل الشهداء والصديقين.

وأضاف أن شهداء العمل الإنساني الإماراتي انضموا بأرواحهم الطاهرة إلى كوكبة شهداء الوطن الذين قدموا التضحيات الغالية في سبيل الحق والإنسانية، وما حدث لن يجعلنا يوماً نحيد عن درب العطاء ونهج الإنسانية المتجذر في أرض الإمارات منذ تأسيسها، فالعطاء والتضحية والفداء من القيم الوطنية السامية التي نشأ عليها أبناء الإمارات، وستبقى دائماً في نفوسنا ونتناقلها من جيل إلى جيل، فهذا الوطن الذي أصبح بعطائه وإنسانيته نموذجاً عالمياً رائداً سيبقى كذلك، فهذا عام الخير في وطن خير.

وتابع: إننا في هذا اليوم نقف يداً واحدة مع قيادتنا الرشيدة، لنؤكد للعالم أن الإمارات أسرة واحدة وقلب واحد ينبض بالحب والإنسانية والعطاء وسيبقى بقوة إيمانه بالخير والسلام صامداً في وجه كل فكر ظالم وعمل غادر وإرهابي، وستنتصر في النهاية أيادي الخير والحق.

قلوب رحيمة

وقالت الدكتورة فاطمة سعيد الشامسي، نائب المدير للشؤون الإدارية في جامعة باريس السوربون- أبوظبي: إننا نحتسبهم عند الله مع الشهداء والصديقين، وندعو الله أن يحمي أبناءنا دعاة الخير والسلام والمحبة أينما كانوا وأن يديم الأمن والأمان على دولتنا وجميع الدول العربية والإسلامية.

وأضافت أن الإمارات فقدت كوكبة جديدة من شهداء الواجب والخير والعمل الإنساني الذين يعملون بلا كلل في مد يد العون للمحتاجين في شتى بقاع العالم ويسطرون أمثلة في التفاني في خدمة الإنسانية وإعلاء قيم الخير والسلام، ولقد امتدت يد الإثم والعدوان، يد الشر وعدوة الإنسانية إلى النيل من هذه القلوب الرحيمة التي آثرت على نفسها الراحة والعيش الرغد والتحقت بالقوافل المحبة لفعل الخير والداعمة للعمل الإنساني.

وأوضحت أن فُقداننا لهذه الكوكبة رغم صعوبته لا يزيدنا إلا إصراراً على الاستمرار في دعم مثل هذه القضايا والاستجابة لصرخة المكلوم وإغاثة المحتاج وإننا سنبقى دائماً رعاة لعمل الخير وعوناً للإنسانية ومحارباً لقوى الشر والإرهاب أينما وجدت.

صروح علمية

وقال الدكتور خالد الخاجة رئيس شركة برين للاستشارات والتدريب ومقرها دبي، إن الإمارات قد ساهمت بشكل كبير خلال المرحلة الماضية في إنشاء الصروح العلمية وتشييد الجامعات والمدارس والكليات في العديد من الدول الشقيقة.

كما عمرت العديد من الصروح العلمية في اليمن وقندهار وخلافهما، وما حدث من عمل إرهابي جبان وراح ضحيته ثلة طيبة من أبناء الإمارات والذين كانوا يؤدون رسالة سامية ينشرون من خلالها نور العلم وهدم ظلمة الجهل لن يثني القيادة الرشيدة والشباب الإماراتي عن أداء رسالتهم السامية في نشر المعرفة، بل إن ما حدث سيزيدهم إصراراً وتحدياً في السير قدماً نحو مد يد العون والمساعدة.

لحظات حاسمة

أوضح الدكتور خالد الخاجة أن المواقف الصعبة واللحظات الحاسمة هي الكاشفة للحقيقة، والتي تجد الأمم والشعوب نفسها بين طريقين إما نصرة الحق ومد يد العون أو السكوت على الباطل، وما كشفته الأيام الماضية هو لوحة من الفخر والعزة سطرها بعطائهم ودمائهم أبناء الإمارات ممن تخرجوا من مصانع الرجال مؤسسة القوات المسلحة، التي تمثل لنا ولأمتنا درعاً يحميها من كل باغ وسيفاً في يد أصحاب الحق.

Email