ثلث الوفيات في الدولة سببها الجلطة القلبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور عمر كامل حلاق استشاري أمراض القلب ورئيس قسم التدخلات القلبية في المستشفى الأمريكي بدبي أن 3 من كل عشر وفيات في الدولة تحدث بسبب أمراض القلب والشرايين، و90٪ من سكان الإمارات لديهم بعض عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مشيراً إلى أن الجلطات القلبية من أكثر مسببات الوفيات، ويعود السبب الرئيسي بها إلى تراكم الترسبات الدهنية على جدران الشرايين التاجية، التي سرعان ما تبدأ بالتضيق لينتهي المطاف بانسدادها، لافتاً إلى أن الجلطة القلبية تتسبب بـ17.3 مليون شخص في العالم سنوياً، وسط توقعات بأن يتزايد العدد ليتجاوز 23.6 مليوناً بحلول العام 2030.

وأوضح أن الجلطة القلبية قد تحدث من دون أعراض مسبقة وتؤدي إلى الموت المفاجئ، فيما تترافق في أحيان أخرى بأعراض ظاهرة تشمل ضيقاً في التنفس وألماً في الصدر، والذي يمكن أن ينتقل إلى الذراع أو الظهر أو العنق أو الفكّ، والتعرّق والدوار والغثيان والقيء والتعب العام وأحياناً الإغماء.

معالجة

وأفاد بأن معالجة الجلطة القلبية تنطوي على إعادة تدفق الدم للشريان المسدود بأسرع وقت ممكن للحد من تضرر خلايا القلب، من خلال إزالة الخثرة التي تمنع تدفق الدم باستخدام تقنية «التداخل بالقسطرة القلبية» أو بإعطاء دواء «مذيب للخثرة»، وهنا تتزايد أهمية نشر الوعي بالسبل المثلى في الحفاظ على صحة القلب، والتي تبدأ بالوقاية.

ورداً على ما إذا كانت الوقاية ممكنة قال: تتنوع مسببات الجلطة القلبية في ظل تعدد عوامل الخطورة المحيطة بالإنسان، ولا سيّما في القرن الحادي والعشرين الذي يفرض ضغوطاً حياتيةً جمةً ومخاطر هائلة على كافة الأصعدة، بدءاً من أسلوب الحياة المحموم والتوتر النفسي وصولاً إلى العادات الغذائية الخاطئة والعادات السيئة، أبرزها البدانة والتدخين، وتتزايد نسب الخطورة مع التقدم بالعمر والإصابة بأمراض كارتفاع الضغط الشرياني والسكري وارتفاع الكولسترول في الدم، والتي تتفاقم مع وجود عامل الوراثة ونقص النشاط البدني والرياضي والاعتماد على الأطعمة السريعة والغنية بالدهون المشبعة.

وبين أن الوقاية تتمثل بالحد من المسببات وتخفيض عوامل الخطورة قدر الإمكان، سواء بالابتعاد عن التدخين وإنقاص الوزن وممارسة الرياضة يومياً والابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالكولسترول مع الإكثار من الخضار والفواكه، ما يسهم بدوره في ضبط الضغط الشرياني ومستويات السكر والكولسترول في الدم.

كما لا بدّ من إجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة، من خلال أخذ قسط كافٍ من النوم والابتعاد عن الإجهاد والتوتر النفسي.

عامل وراثي

وأضاف استشاري أمراض القلب أنه في حال وجود عامل الوراثة ترتفع احتمالية الإصابة بالجلطة القلبية، وينصح بأخذ حبة أسبرين يومياً للحد من تخثر الدم، لافتاً إلى أن هناك أدوية حديثة من شأنها تعزيز سيولة الدم وإنقاص الكولسترول إلى مستويات منخفضة جداً، في خطوة من شأنها الحفاظ على صحة الشرايين.

وبين أن الفحوص الطبية المتطورة، تكشف وجود التضيقات في شرايين القلب في مراحل مبكرة، ليخضع بذلك المريض إلى برنامج علاجي مكثف للحد من تطورها ومنع حدوث الانسداد الكامل وبالتالي الجلطة القلبية، مع أهمية مراعاة المتابعة الدورية مع الطبيب.

معجزة

قلب الإنسان هو إحدى المعجزات التي تتجلى فيها عظمة الخالق عزّ وجل وإبداعه في تكوين جسم الإنسان، الذي لا يزال العلم يقف حائراً أمامه. وتبرز أهمية القلب في كونه المضخة التي تدفع الدم عبر شبكة معقدة من الأوعية الدموية لتمد كل أعضاء الجسم بالأكسجين والغذاء اللازم للحياة.

وعلى الرغم من أنّه مجرّد عضلة لا يتجاوز وزنها 350 غراماً في الرجال و300 غرام في النساء، إلاّ أنّ قلب الإنسان أكثر تعقيداً مما نتصور. إذ يبدأ القلب رحلته في الأسابيع الأولى من حياة الجنين في رحم أمه، لتتواصل من ذلك الحين بالعمل ليل نهار من دون أي انقطاع حتى اللحظة الأخيرة من عمر الإنسان.

Email