700 خبير ومفكر يرسمون من دبي صورة عالم الغد

«الاقتصاد الرقمي» ضمانة لتحقيق رفاهية الحياة وطريق لاستشراف المستقبل

■ جلسات الاجتماع حفلت بالرؤى والأفكار المبتكرة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس في دبي الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، حيث يقوم نحو 700 من المسؤولين والمفكرين والخبراء والمتخصصين بإعادة رسم خريطة المستقبل العالمي وعرض الرؤى والأفكار المبتكرة لصياغة عالم الغد، حيث أكد الخبراء أن الاقتصاد الرقمي عنصر أساسي للارتقاء بالرفاهية وتحسين الحياة وطريق لاستشراف المستقبل.

وأشار المشاركون خلال جلسات الاجتماع المتخصصة إلى التقنية الحديثة تعجل بانقراض النقود الورقية لتصبح ذكرى من الماضي، فيما هيمنت مجلس التعاملات المالية الرقمية «البلوك تشين» على النقاشات.

وتناول الخبراء والمتخصصون رؤاهم بالنسبة للثورة التقنية في القطاعات المختلفة مما يغير شكل العالم في قطاعات النقل والطاقة بالإضافة الى استعراض التطورات المستقبلية في عالم الأعمال ورسم مستقبل الثورات الصناعية في العالم.

الاقتصاد الرقمي

وكان الاقتصاد الرقمي وما يتيحه من فرص مبتكرة لاستشراف المستقبل وصناعته، أحد أهم محاور اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، حيث بحث الخبراء ومستشرفو المستقبل في مجلس «الاقتصاد الرقمي» آفاق التطور الاقتصادي واستعرضوا بعضاً من التجارب الناجحة التي ساهم فيها الاقتصاد الرقمي في تحقيق عوائد مالية مجزية والتغلب على التحديات وتوفير حياة أفضل للإنسان.

وقالت فيكتوريا إيه إسبينيل الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة بي إي أيه «جمعية منتجي برامج الكمبيوتر»: «الاقتصاد الرقمي والتعامل مع ما يتيحه من تقنيات متطورة للارتقاء بحياة الناس حول العالم أصبح مهماً جداً ولا يمكن الاستغناء عنه، لأنه سيرسم مستقبل الاقتصاد وصورة لتعاملاتنا الاقتصادية المستقبلية، فهو سيحكم كل تعاملاتنا وسوف يتخلل كل جوانب ومجالات حياتنا».

وتتمتع الاقتصادات الرقمية الناشئة بالقدرة على الاستفادة من التطورات التقنية لتوفير فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستوى حياة الناس في المجتمعات، والمتغيرات الاقتصادية تحدث في كل مكان حول العالم، ففي كينيا على سبيل المثال يتم استخدام البيانات المتنقلة لتحديد أنماط الإصابة بمرض الملاريا وتحديد المناطق الساخنة التي تحتاج إلى توجه الجهات الحكومية للتعامل مع هذه المشكلات والقضاء عليها.

وبناء على ذلك، يمكن أن يتم تزويد سيارات النقل بحساسات خاصة لديها قدرة للتعامل مع البيانات والخرائط للتنقل، وفي حال توفير هذه التقنية فإنها ستسهم في توفير ملايين الجالونات من الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية لآلاف السيارات التي تسير على الطرقات كل عام، كما أنه في مجال الزراعة فإنه يتم تطبيق البيانات الخاصة في زراعة البذور وعبر الأقمار الصناعية مع توفير أجهزة استشعار محددة لاتخاذ قرارات أفضل في العوائد الاقتصادية للمواد الزراعية والتحكم في كيفية ومراحل النمو لهذه المنتجات الزراعية وكيفية تعاملها مع المناخات المتغيرة.

«البلوك تشين»

واستحوذت تكنولوجيا الـ«بلوك تشين» على نقاشات مجلس التعاملات المالية الرقمية، الذي يقام ضمن الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، حيث أشار الخبراء ومستشرفو المستقبل إلى أن هذه التكنولوجيا بدأت تستقطب اهتمام المعنيين في المعاملات التجارية والمالية في الوقت الحالي باعتبارها من الوسائل التي توفر بيئة فعالة وآمنة للمعاملات وتبادل الأدوات المالية من الأسهم والسندات والعملة النقدية.

وأشار المشاركون في المجلس إلى عدة عوامل تدعم التوسع في استخدام هذه التكنولوجيا على نطاق واسع عالمياً، بما فيها تزايد انتشار خدمات الانترنت اللاسلكي الأماكن العامة في مختلف مدن العالم، وهو ما أدى إلى ارتفاع وتزايد معدلات اقتناء الهواتف الذكية بين أفراد المجتمعات الذين يبحثون دوماً عن بيئة آمنة تتيح لهم إجراء التعاملات المالية في حرية تامة.

وتطرق المشاركون في المجلس الذي أقيم بعنوان تكنولوجيا «البلوك تشين ستغير العالم» إلى دور هذه التكنولوجيا الصاعدة في تهيئة سوق عالمي لمستقبل التعاملات الرقمية، في ظل مزاياها التي تتضمن درجة عالية من الأمان دون الحاجة إلى وسيط لتبادل التعاملات.

وأوضحت جيمي سميث، رئيسة قسم الاتصال والتسويق في مجموعة «بيت فوري»، وهي من الشركات العالمية المتخصصة في تكنولوجيا الـ«بلوك تشين» أن السنوات المقبلة ستشهد ارتفاع استخدام هذه التكنولوجيا على نطاق واسع في مختلف دول العالم.

ويمكن لتكنولوجيا الـ«بلوك تشين» المساهمة في تكوين مستقبل العديد من القطاعات، بما فيها الرعاية الصحية، القطاع المالي، كما من شأنها مساعدة الحكومات الإقليمية على استخراج قيمة ملموسة من الكميات الهائلة من البيانات التي يمكن استخدامها لتلبية متطلّبات المستهلكين المتغيرة باستمرار بتكاليف إضافية قليلة.

ومن المتوقّع أن تصل قيمة سوق الخدمات الرقمية العالمية الى 1.2 تريليون دولار في العام 2018 من 768 مليار دولار أميركي في العام 2013، بينما يتوقّع أن يساهم التحوّل الرقمي إلى دعم الناتج المحلي الإجمالي بـ 5.5 مليارات دولار في دبي وحدها في الفترة نفسها.

الثورة الصناعية

وضمن جلسات الأعمال ناقش الخبراء مستقبل الثورة الصناعية الرابعة وهل تقود الحكومات رابع الثورات الصناعية في العالم، حيث إن هناك اعتقاداً سائداً بأن الثورة الصناعية الرابعة ستتحقق بصرف النظر عن بيئة ووضع الحكومة ومرد هذا الاعتقاد أن التقدم الاقتصادي يحدث بغض النظر عن شكل الحوكمة.

وأوضحوا أن الشراكة بين الحكومة والقطاعات المعنية يؤسس لمنظومة جديدة يمكنها القيام بمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة واستثماراها بالشكل الأمثل لخدمة الإنسان ومستقبل البشرية.

تخزين الطاقة

وناقش مجلس مستقبل الطاقة التحديات العالمية والحفاظ على الاستدامة حيث أكد مستشرفو المستقبل أن العالم يتجه نحو اللامركزية في توليد وتخزين الطاقة.

وشكلت الطاقة والحفاظ على استدامة مصادرها لأجيال المستقبل محور الاهتمام الرئيسي لمجلس مستقبل الطاقة ضمن الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية. وقد تناول مستشرفو المستقبل العديد من القضايا والتحديات المرتبطة بقطاع الطاقة العالمي والتي شملت الانخفاضات الحادة والمستمرة في تكاليف العديد من تكنولوجيات الطاقة المتجددة والنمو الكبير في متطلبات الطاقة المستقبلية.

Email