«مصــدر» واكــبت النهـــضة الـــشامــلة التي تشهدها الإمارة

أبوظبي عاصمة الطاقة والتنمية المسـتدامة وموطـــن الابتكار والتكنولوجيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

واكبت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، النهضة الشاملة التي تشهدها أبوظبي، وسارت بخطى واثقة نحو نشر حلول الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، وعملت على تطوير وتسويق ونشر تقنيات وحلول الطاقة المتجددة.

تنوع

ولعبت «مصدر» على مدار السنوات العشر الماضية، دوراً حيوياً في تعزيز الموقع الريادي لإمارة أبوظبي في قطاع الطاقة، ليشمل الطاقة المتجددة، إلى جانب الموارد الهيدروكربونية الاستراتيجية، لتسهم بذلك في دعم مسيرة التنويع الاقتصادي، وتحويله من اقتصاد مبني على الموارد، إلى اقتصاد مبني على المعرفة، وتطوير الموارد البشرية المواطنة.

وتعد «مصدر» من أولى الشركات المتخصصة في تطوير ونشر تقنيات الطاقة النظيفة في المنطقة، وساهمت منذ إنشائها في تطوير العديد من المشاريع الحيوية داخل الدولة وخارجها في مجال الطاقة المتجددة، وشملت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمختلف أنواعها، إلى جانب أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، والتي ساهمت من خلالها في توفير الكهرباء النظيفة لأعداد كبيرة من سكان المناطق النائية في دول مثل مصر والمغرب وأفغانستان وجزر المحيط الهادئ.

مساهمة

وأصبحت «مصدر» أحد المساهمين الرئيسين في مسيرة التنويع الاقتصادي في إمارة أبوظبي، كما عززت من مكانتها كشركة رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، حيث ساهمت منذ تأسيسها في وضع إمارة أبوظبي في طليعة رواد البحوث والتكنولوجيا الخاصة بقطاع الطاقة النظيفة، من خلال استثماراتها في مشاريع للطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم.

حيث أنجزت بالتعاون مع شركاء استراتيجيين محليين ودوليين مشاريع عدة، ساهمت في توفير 2.7 غيغاواط من الكهرباء النظيفة، عبر مشاريع، منها ما دخل مرحلة التشغيل، ومنها ما لا يزال قيد التطوير.

استدامة

وتماشياً مع رؤية حكومة أبوظبي، حرصت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، على وضع بصمتها في ما يخص دفع عجلة التطوير والتحديث، باستخدام التكنولوجيا الجديدة، لتنجح بذلك في خلق سوق جديدة بالكامل للطاقة المستدامة، حيث تسهم المشاريع والمبادرات التي تقوم بها، في إحداث أثر اجتماعي كبير.

وتغيير حياة الكثيرين من خلال تعزيز أمن الطاقة وموازنة انبعاثات الكربون، وإطلاق بحوث تجريبية عن إجراءات بعيدة المدى لضمان أمن المياه، بما في ذلك تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، وتقنيات معالجة مياه الصرف الصحي، والاستخدام المستدام للمياه.

أنماط

وكون التعليم يأتي في طليعة أولويات استراتيجية أبوظبي، عملت «مصدر» على تدريب وتأهيل قادة المستقبل في قطاع الطاقة، وإمدادهم بالمهارات المتخصصة الجديدة، وتوسيع حدود الابتكار التكنولوجي والبحث والتطوير في قطاع الاستدامة، كما تسهم في تثقيف وتوعية المجتمع حول أهمية أنماط العيش المستدامة ومدى تأثيرها في مستقبلهم.

وتسعى الشركة جاهدة إلى استقطاب الكوادر الشابة المواطنة وتطويرها، حيث يشكل المواطنون 40 % من موظفي الشركة، خصوصاً في المناصب الإدارية العليا، كما فازت «مصدر» باثنتين من جوائز استطلاع يونيفيرسام للمواهب في الشرق الأوسط 2015، ضمن فئتي «جهة التوظيف الأكثر استقطاباً للمواهب الإماراتية في القطاع العام»، و«جهة التوظيف الأكثر استقطاباً للطلبة الإماراتيين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والهندسة».

محطات

وفي عام 2008، انطلقت عمليات إنشاء مدينة مصدر، في رحلة جريئة نحو تطوير المدينة الأكثر استدامة في العالم. ومنذ الوهلة الأولى، أدرك القائمون على تخطيط المدينة، أن تحويل هذا المفهوم الرائد إلى واقع ملموس، يمثل تحدياً كبيراً، وخطوة غير مسبوقة تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل.

لكن اليوم، ومن خلال الاستثمارات الذكية، نجحت مدينة مصدر في تقديم نموذج رائد للتصاميم الذكية، التي تمكّن المدن من استيعاب ومواكبة التوجه المتسارع للعيش في المدن، مع التركيز أيضاً على خفض مستويات استهلاك الطاقة والمياه وإنتاج النفايات.

ولكي تتمكن من تحقيق الاستفادة الكاملة من إمكاناتها، وتكون نموذجاً قابلاً للتكرار في المستقبل، وضعت مدينة مصدر، معايير محددة للتنمية المستدامة، بحيث تضمن تحقيق فوائد اجتماعية وبيئية واقتصادية. وكونها تقدم للعالم نموذجاً فريداً لمدن المستقبل، تثبت مدينة مصدر أن التنمية المستدامة لا تقتصر فقط على تعزيز الوعي البيئي، وإنما تشمل أيضاً توفير الفرص الاقتصادية، وتكريس أنماط حياتية قابلة للتطبيق والاستمرار.

اقتصاد المعرفة

ويمثل معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في مدينة مصدر، وهو جامعة بحثية مستقلة للدراسات العليا التي تركز على الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة. وتستفيد الشركات الموجودة في مدينة مصدر من إمكانية التعاون والشراكة مع المعهد، بما يسهم في إثراء ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في المدينة، وهذا بدوره يحفز النمو الاقتصادي، ويسهم في تسريع وتيرة تطوير التقنيات وطرحها في الأسواق العالمية.

وتتمتع مدينة مصدر ببنية تحتية متطورة، ومزايا استثمارية، حيث توفر المدينة أسلوب حياة عالي الجودة، عبر إنشاء مجتمعات توفر كافة مقومات العيش والعمل والتعلم والترفيه.

وتقوم المدينة بإعادة استخدام 90 % من مخلفات عملياتها الإنشائية، كما أن استهلاكها للطاقة والمياه أقل 40 % من المشاريع المماثلة في أبوظبي.

رؤية

وشهد عام 2008 كذلك، تأسيس جائزة زايد لطاقة المستقبل، تخليداً لرؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي أرسى ركائز التنمية المستدامة وحماية البيئة في دولة الإمارات. وتم تكليف مصدر بإدارة هذه الجائزة السنوية، التي تهدف إلى تكريم الإنجازات التي تجسد الالتزام بمعايير الابتكار، والرؤية طويلة الأمد، والريادة، وتحقيق أثر ملموس في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة.

تدشين

وفي عام 2011، تم تدشين محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا، وتولى بناءها شركة «توريسول إنرج»، التحالف الاستراتيجي بين مجموعة سينير الإسبانية الرائدة للهندسة والإنشاءات المساهمة بنسبة 60 %، ومصدر المساهمة بنسبة 40 %، وهي أول مشروع للطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية في العالم، يتم فيه الجمع بين نظام استقبال الطاقة الشمسية في البرج المركزي، وتقنية تخزين الحرارة باستخدام الملح المصهور، التي تمكن المحطة من توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة.

مشروع محلي عملاق

وفي مارس 2013، أنجزت مصدر محطة شمس1، التي تعد إحدى أكبر المحطات قيد التشغيل للطاقة الشمسية المركزة في العالم، وأكبر مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط. وتعاونت مصدر في إنشاء هذه المحطة الحرارية الشمسية، البالغة استطاعتها 100 ميغاواط، مع شركات رائدة عالمياً في هذا المجال، واستغرق إنشاؤها 3 سنوات.

طاقة الرياح

وتم في نفس العام، تدشين محطة مصفوفة لندن، أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في العالم، وتعتبر مصفوفة لندن، مشروعاً مشتركاً بين شركات دونج إنيرجي المساهمة بنسبة 25 %، وإي أون المساهمة بنسبة 30 %، ومصدر المساهمة بنسبة 20 %، وكايس المساهمة بنسبة 25 %، وتقع المحطة عند مصب نهر التايمز في المملكة المتحدة، على بعد نحو 20 كيلومتراً قبالة سواحل مقاطعة «كينت».

630

وتمتاز المحطة كذلك بحجم توربيناتها الهائل، فمحيط كل واحد من التوربينات، يساوي حجم ملعب ويمبلي في لندن مرة ونصف. وتولد المحطة 630 ميغاواط من الطاقة النظيفة، بما يكفي لتزويد أكثر من نصف مليون منزل بالكهرباء في المملكة المتحدة، وتحد من الانبعاثات الكربونية بمعدل يتجاوز 925 ألف طن سنوياً.

وفي ذات العام، تم افتتاح المقر الرئيس لشركة سيمنس في الشرق الأوسط في مدينة مصدر، وهو أول مبنى للمكاتب في أبوظبي، ينال الدرجة البلاتينية من شهادة ليد.

أما عام 2015، فشهد العديد من الإنجازات لـ «مصدر»، حيث أطلقت، بالتعاون مع جائزة زايد لطاقة المستقبل، مبادرة «ملتقى السيدات للاستدامة والطاقة المتجددة»، بهدف تشجيع النساء على المساهمة بشكل فاعل في تطوير حلول من شأنها دعم المساعي الرامية إلى التصدي للتحديات العالمية ذات الصلة بأمن الغذاء والطاقة والمياه، وتداعيات تغير المناخ.

آيرينا

وكانت مصدر عاملاً مساعداً في حملة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وبعد الفوز بالاستضافة، أصبحت الوكالة أول منظمة دولية تتخذ مقرها الدائم في منطقة الشرق الأوسط، وانطلق العمل لتشييد مبنى المقر في مدينة مصدر.

وفي عام 2015، انتقلت مكاتب (آيرينا) إلى مقرها الرئيس، في خطوة ساهمت وتسهم في تسليط الضوء على الجهود الحثيثة لدولة الإمارات، والهادفة إلى نشر تقنيات الطاقة النظيفة، والمساهمة بشكل فاعل في الحد من تداعيات تغير المناخ.

كما تم في نفس العام، تدشين محطة الطفيلة لطاقة الرياح في المملكة الأردنية الهاشمية، باستطاعة 117 ميغاواط، وسيزيد هذا المشروع من الطاقة الكهربائية في المملكة بنسبة 3 %، وتولد المحطة قرابة 400 غيغاواط/‏‏ساعة من الطاقة الكهربائية سنوياً، وستسهم في منع انبعاث 235 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً.

سولار إمبلس

كما قامت مصدر بدور الشريك المضيف لمبادرة سولار إمبلس2، التي أنجزت أول رحلة جوية حول العالم بالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط، حيث انطلقت الطائرة في رحلتها من أبوظبي في عام 2015، واختتمتها في أبوظبي.

وشهد عام 2015، كذلك إطلاق المرحلة التشغيلية لمشروع تحلية المياه بالاعتماد على الطاقة المتجددة، والقائم على التعاون مع أربع شركات عالمية رائدة في هذا القطاع، وهي أبينجوا، وسويز، وسيديم (فيوليا)، وتريفي سيستمز.

وفي ذات السياق، شهدت مدينة مصدر بداية العام الجاري، تشغيل أول منشأة بحثية في العالم لإنتاج الوقود الحيوي والغذاء في الأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر، في موقع يمتد على مساحة هكتارين.

وتم كذلك في عام 2016، اختيار الائتلاف الذي تقوده مصدر من قبل هيئة كهرباء ومياه دبي لتطوير المرحلة الثالثة من مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، والتي تضم مصفوفة ألواح شمسية بقدرة 800 ميغاواط، وسيتم الانتهاء من تنفيذها بحلول عام 2020.

Email