«إحصاء أبوظبي» يرصد مسيرة الإمارة التنموية خلال نصف قرن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد بطي أحمد بن محمد القبيسي، المدير العام لمركز الإحصاء في أبوظبي، في كلمته بمناسبة اليوبيل الذهبي لإنشاء حكومة أبوظبي، أن الـ 6 من أغسطس 1966، هو تاريخ ميلاد جديد لإمارة أبوظبي.

وأضاف أن مركز الإحصاء، سيصدر خلال الشهر المقبل، عدداً خاصاً من كتاب أبوظبي في نصف قرن من 1965 إلى 2015. حيث يقدم هذا الكتاب توثيقاً إحصائياً مهماً للإنجازات التنموية لإمارة أبوظبي خلال العقود الـ 5 الماضية، والتي جاءت ثمرة للرؤية الثاقبة والإدارة الحكيمة للقيادة العليا، وتلخيصاً للأعمال التي انبثقت عنها، ليكون نموذجاً شاهداً على ما قدمته وتقدمه هذه القيادة في سبيل بناء الوطن والمواطن في شتى مجالات الحياة.

وأشاد بدور المؤسسات الحكومية في الإمارة وتلاحمها، كلاً حسب اختصاصه في تحقيق هذه الإنجازات العظيمة التي هي نتاج فكر واضح المعالم، ونظرة ثاقبة امتازت بها القيادة الرشيدة لإمارة أبوظبي، والتي حرصت على اتباع سياسة اقتصادية متفتحة ومتوازنة، تقوم على أسس راسخة من التشريعات والمؤسسات التي تعد أدوات فاعلة لتحقيق تنمية مستدامة شاملة.

وأشار إلى أن المتأمل للحقائق والأرقام والإحصاءات التي رصدها مركز الإحصاء في أبوظبي في أكثر من موضع، عبر إصدارته المتعددة، وبصفته المصدر الرسمي لبيانات الإمارة، تعتبر دليلاً قاطعاً على حجم الإنجازات العظيمة خلال 5 عقود زاهرة في مسيرة التميز، حيث تضاعف الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 237 مرة، ليصل إلى 779 مليار درهم عام 2015.

كما تضاعف متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية أكثر من 6 مرات خلال العقود الـ 5 الماضية، ليصل إلى 279.6 ألف درهم عام 2015، والذي يعتبر ثاني أعلى معدل في العالم.

150

وشهدت التجارة الخارجية السلعية لإمارة أبوظبي خلال العقود الـ 5 الماضية، تغيرات كبرى جغرافياً وهيكلياً، حيث تضاعف حجمها بالأسعار الجارية 150 مرة، ليصل إلى 354.18 مليار درهم 2015، بينما تضاعف حجم الصادرات بالأسعار الجارية نحو 117 مرة، ليصل لـ 234.86 مليار درهم 2015، مؤكداً أن الميزان التجاري لإمارة أبوظبي، لم يسجل عجزاً أبداً منذ بداية التعاملات مع الأسواق الخارجية.

تجارب

وقال بطي أحمد القبيسي، إن حكومة أبوظبي تميزت خلال السنوات السابقة بتجربة استثمارية، بنت عليها خطط واستراتيجيات وسياسات، جعلتها مقصداً للشركات العالمية الكبرى.

حيث تناغمت السياسات الحكومية مع جهود القطاع الخاص، فخلال العقود الـ 5 الماضية، تضاعف عدد الرخص التجارية المسجلة بنحو 43 مرة، حيث انعكس ذلك بشكل مباشر على حجم الاستثمارات الثابتة التي تضاعف 313 مرة بالأسعار الجارية، ليصل إلى 177.4 مليار درهم 2015.

كما شهدت طرق النقل والمواصلات البرية والجوية والبحرية في إمارة أبوظبي، تطوراً ملحوظاً خلال العقود الخمسة الماضية، حيث زادت أطوال الطرق المعبدة من 591 كيلومتراً عام 1975 إلى 29696 كيلومتراً عام 2015، وارتفع عدد المركبات المرخصة من 49104 مركبات، إلى 739850 مركبة.

وارتفع عدد المسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي من 44.2 ألف إلى 23.35 مليون مسافر، بينما ارتفع عدد السفن التجارية عبر موانئ أبوظبي البحرية من 763 سفينة إلى 41645 سفينة خلال الفترة نفسها، كما حظيت الإمارة مكانة مرموقة ومتميزة على الخارطة السياحية العالمية، حيث شهد القطاع السياحي في الإمارة نمواً وتطوراً نوعياً كبيراً.

وحققت مسيرة التعليم في إمارة أبوظبي على الصعيد الاجتماعي خلال العقود الخمسة الماضية، طفرات كمية ونوعية كبرى، حيث انتظم في المدارس الحكومية والخاصة في العام الدراسي 2014/ 2015، أكثر من 351 ألف طالب وطالبة في مختلف المراحل التعليمية، من بينهم 127.7 ألف طالب وطالبة في 256 مدرسة حكومية، و223.8 ألف طالب وطالبة في 188 مدرسة خاصة، بينما كان إجمالي عدد الطلاب في العام الدراسي 1960/1961، نحو 81 طالباً فقط، وجميعهم من الذكور في 3 مدارس حكومية.

حيث بدأ تعليم الإناث لأول مرة في عام 1963/ 1964، بينما ظهرت المدارس الخاصة لأول مرة في عام 1973/ 1974، كما انخفض معدل الأمية بين السكان المواطنين 10 سنوات فأكثر، من 90.1 % عام 1968، إلى 5.0 % عام 2015، بينما انخفض معدل الأمية بين الإناث المواطنات من 97.4 % إلى 7.3 % فقط خلال الفترة نفسها.

كما أن المرأة الإماراتية، وفي ظل الاهتمام الكبير الذي تجده، وعلى أعلى المستويات، استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات في مختلف مجالات الحياة، إلا أن إنجازها الأبرز، يبدو أكثر وضوحاً في المجال التعليمي.

حيث بدأ تعليم الإناث لأول مرة بإمارة أبوظبي في العام الدراسي 1963/1964، وحينها كان إجمالي الطالبات لا يتجاوز 131 طالبة فقط، ثم ظل هذا العدد يتضاعف بمعدلات كبيرة متلاحقة، حتى تجاوز إجمالي الإناث في التعليم العام 172 ألفاً طالبة عام 2015.

كما ذكر أن نظام الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، شهد تطوراً بارزاً خلال العقود الـ 5 الماضية، بحيث أصبح يوفر الخدمات الصحية الأساسية بشكل شامل على كافة أرجاء الإمارة، فخلال الفترة من 1975 إلى 2014، تضاعف عدد المستشفيات الحكومية 8 أضعاف، وارتفع عدد الأطباء في المستشفيات الحكومية من 625 طبيباً عام 1985، إلى 2508 أطباء عام 2014، ويوجد في إمارة أبوظبي حالياً 45 مستشفى و629 مركزاً صحياً و362 عيادة، ويعمل بها 7516 طبيباً.

تجارب وإنجازات

احتلت أبوظبي بإنجازاتها الرائعة في المجال الزراعي، مكانة عالمية متميزة، وأصبحت تجربتها الرائدة في هذا القطاع، نموذجاً يحتذى في التغلب على قسوة الطبيعة وقهر رمال الصحراء، وتحويل كثبانها إلى ساحات خضراء، ومزارع منتجة لكل أنواع الخضراوات والفواكه، فخلال العقود الخمسة الماضية، تضاعف عدد الحيازات الزراعية 38 مرة، من 634 حيازة عام 1971، إلى 24018 حيازة عام 2015، بينما تضاعفت مساحة الأراضي الزراعية 33 مرة، من 22377 دونماً إلى 749869 دونماً خلال الفترة نفسها.

Email