أعضاء مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل:

محمد بن راشد يبني اقتصاداً قائماً على المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أشاد أعضاء مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل بعمق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتدشينه لهذه المرحلة الجديدة لبناء اقتصاد قائم على المستقبل ضمن القطاعات الاستراتيجية الرئيسية، مشيرين إلى حجم المتغيرات العالمية القطاعية المختلفة وكذلك حجم الفرص المستقبلية التي يمكن استغلالها من خلال الجيل القادم من التكنولوجيا ونماذج الأعمال والتي يمكن أن تخلق أسواقاً بمليارات الدولارات.

ابتكار

ولفت أعضاء المجلس إلى دور مسرعات دبي المستقبل في تحقيق ذلك من خلال إطار عملها المبتكر الذي يجمع الجهات الحكومية والشركات الابتكارية التي قطعت شوطاً كبيراً في عمليات البحث والتطوير، وكذلك المستثمرون المهتمون بقطاعات المستقبل كل ذلك تحت مظلة واحدة.

10 %

وأكد حميد القطامي رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لهيئة الصحة في دبي عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل أن تكاليف قطاع الرعاية الصحية تستولي على 10% من الناتج المحلي العالمي وهي في نمو متصاعد مما يرهق الميزانيات الحكومية حول العالم، منوهاً بأن العديد من الدراسات تشير إلى أنه بحلول عام 2030 سيعاني 51% من سكان العالم من السمنة وسيتكلف الاقتصاد العالمي تكاليف تبعاتها وفي نفس الوقت فإن القفزات العلمية التي يتم تحقيقها اليوم في تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد ستغير مسار الطب في العالم من حيث تقديم الخدمة بسرعة أكبر من السابق وبتكلفة أقل.

وقال: «على سبيل المثال حالياً يتطلب إعداد طقم الأسنان فريق عمل ضخماً وأياماً أو أسابيع من الوقت أما في المستقبل فستحتاج نفس العملية إلى ماسح وطابعة ثلاثية الأبعاد، كما أن علوم الجينوم والطب الشخصي تعد بالكثير»، مؤكداً بأن مستقبل الرعاية الصحية سيكون قائماً على توظيف علم الطب الدقيق والعناية الصحية الشاملة وهذا ما ستركز عليه هيئة الصحة من خلال مسرعات المستقبل.

الجرائم الإلكترونية

وأشار الفريق خميس المزينة القائد العام لشرطة دبي عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل إلى أن الجرائم الإلكترونية والتي تعد أحد أبرز تحديات الأمن في القرن الـ 21 ارتفعت حول العالم بنسبة 190% منذ عام 2013 ولكن وفي الوقت نفسه يتوقع أن يولد البشر والبنى التحتية أكثر من 40 ترليون جيجا بايت من البيانات بحلول عام 2020 وعليه فإن مستقبل الأمن والسلامة سيعتمد بشكل كبير على الاستفادة من البيانات الكبرى والقدرة على تحليلها الأمر الذي ستركز عليه شرطة دبي من خلال المسرعة الخاصة بها.

2050

ومن جانبه ذكر مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين بهيئة الطرق والموصلات في دبي عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل أن الأبحاث والتوقعات العالمية تشير إلى أنه هناك أكثر من مليار و200 ألف سيارة تسير في شوارع العالم اليوم وهذا الرقم مرشح للتضاعف بحلول عام 2050 كما أن وسائل المواصلات حول العالم تساهم بــ 21% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهذا الرقم مرشح للتضاعف بحلول عام 2050 مما يجعل أنظمة النقل والمواصلات من أهم تحديات الاستدامة، وإضافة إلى ذلك فإن الازدحامات المرورية ستشكل تحدياً للنمو الاقتصادي وستكلف مدن العالم مليارات الدولارات، وعليه فإن مستقبل النقل والمواصلات لابد أن يكون من خلال أنظمة تشاركية ذاتية القيادية وصديقة للبيئة وهذا ما ستركز عليه مشاريع مسرعات المستقبل الخاصة بالهيئة.

وأشار سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل إلى أنه هناك دراسات تشير إلى إمكانية مضاعفة الاستهلاك العالمي للطاقة 50% خلال الفترة من الأعوام 2040 وحتى 2050 مما يشكل تحدياً مستقبلياً رئيسياً، وإضافة لذلك فإن استهلاك الكهرباء والمياه يقدر بحوالي 80% في مباني دبي، وعليه فإننا نعمل على دعم شركات خدمات الطاقة في دبي وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المباني حيث يجري العمل على إعادة تأهيل أكثر من 30 ألف مبنى قائم في دبي من خلال شركة «الاتحاد لخدمات الطاقة» التي أنشأتها الهيئة.

وأضاف: «أطلقنا مبادرة «شمس دبي» لتركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح المباني والمنازل لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وذلك ضمن استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة التي تهدف لخفض الطلب على الكهرباء والمياه 30% بحلول 2030، ونحن ننظر لمستقبل تستطيع من خلاله المباني توليد طاقتها بنفسها عن طريق مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، إضافة إلى تحويل النفايات إلى طاقة تخدم المدينة كما ستلعب أنظمة الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً زيادة كفاءة الاستهلاك والتوزيع حيث ستركز المسرعة الخاصة بالهيئة على هذا الجانب».

توسع

ومن جهته أكد المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي وعضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل أن العالم يواصل ولن يتوقف عن التوسع في إنشاء المدن والمباني وتجدر الإشارة إلى أن 75% من المباني التي من المتوقع أن تكون موجودة بحلول عام 2050 لم تبنَ بعد.

وقال إن عملية البناء لم يطرأ عليها تغيير جذري منذ قرون وهي عملية تتسم اليوم على مستوى العالم بقلة الكفاءة وبتوظيفها لأعداد كبيرة من الأيدي العاملة ومن هذا المنطلق ستسعى مسرعة المستقبل التابعة لبلدية دبي إلى اكتشاف أساليب جديدة تحدث تغيراً جذرياً في عملية البناء، مشيراً إلى أن المستقبل قائم على مباني تبنى بالطباعة ثلاثية الأبعاد وتبنى باستخدام الروبوتات المؤتمتة كما أنها ستوظف مواد بيولوجية ذات طبيعة حية وستزود المباني ساكنيها بالغذاء وستتحول إلى مزارع رأسية، وإلى جانب ذلك ستعمل المسرعة على إيجاد مصابيح خضراء صديقة للبيئة توفر الكثير من الطاقة على مستهلكيها وهي فريدة من نوعها على مستوى العالم.

وأشار أحمد بن بيات نائب الرئيس والعضو المنتدب لدبي القابضة عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل إلى أن قطاع الخدمات في دبي يوظف حوالي 33% من القوى العاملة ومن المرشح أن تتضاعف هذه النسبة بحلول عام 2030 كما أن معظم الوظائف تتطلب مهارات منخفضة وتنتج قيمة مضافة منخفضة، مؤكداً أن المسرعة الخاصة بشركة دبي القابضة ستركز على تطوير نماذج العمل المتوائمة مع اقتصاد المستقبل والتي توظف أنظمة الذكاء الاصطناعي والأتمتة للقيام بالوظائف والمهام ذات القيمة المضافة المنخفضة، فيما يتم إتاحة المجال للعقل البشري للتركيز على قطاعات الابتكار والبحث والتطوير والقطاعات ذات القيمة المضافة المرتفعة.

ومن جانبه قال الدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل: «النظام التعليمي العالمي ظل قائماً على مفهوم الحجم الواحد الذي يناسب الجميع من دون أن يتغير هذا المفهوم على مدى سنوات القرن الماضي، ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب خوض التحدي في مواجهة المفاهيم التقليدية في التعليم إذا ما أردنا بناء أجيال قادرة على مواكبة متغيرات المستقبل والتأثير الإيجابي في مختلف نماذج الاقتصاد وأسواق العمل».

وأضاف إن الأهم من عملية التعليم هو تحفيز أطفالنا على الاندماج ضمن عملية التعلم مدى الحياة وفي أي مكان وتوفير تجربة ممتدة لهم ضمن بيئة اجتماعية محفزة للعقول والقلوب معاً داخل وخارج المدرسة، مشيراً إلى أن مستقبل التعليم سيكون قائماً على مدارس سحابية بمصادر مفتوحة تقدم تجربة متنوعة في التعلم الشخصي والإيجابي وتركز في الوقت ذاته على بناء المهارات والعلوم في آن واحد.

Email