من وهج الرمال إلى الدولة الحديثة

الإمارات.. أسطورة الإعجاز وأعجوبة الأمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعترف الرعيل الأول أو كل من زار الإمارات قبل تأسيس اتحادها أنه لم يكن ليخطر على بال أي شخص مهما كان خياله استثنائياً أن الإمارات ستغدو بهذا الرقي والتطور والجمال في هذه المدة الزمنية القصيرة، فاليوم العالم يقف أمام معجزة تحققت ولا غرابة في ذلك فالإرادة تصنع كل شيء وما التاريخ إلا جملة من الإرادات وهمم الرجال.

تأسيس الاتحاد كان رؤية رجل واحد وهي حجر الأساس الذي بنيت عليه الإمارات وتحولت إلى دولة رائدة وإلى أسطورة الإعجاز وأعجوبة الأمم وسطرت قصة نجاح أبهرت العالم وأضحت اليوم وطناً يتبوأ عرش الأفئدة ويمتلك القلوب الوفية.

في البدايات الأولى قاد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحنكة وذكاء السفينة إلى بر الأمان بعد الغوص وراء اللؤلؤ ولم يطلب من شعبه سوى أن يكونوا يداً واحدة تواجه الصعوبات وتحديات الزمن ومصاعبه.

كثير من الرعيل الأول ما زالوا يذكرون البدايات الأولى، تلك البدايات التي كان عنوانها «رجل مؤسس» دفع الإمارات تجاه العصر ومتطلباته وجعلها إلى حد كبير بفضل إدارة عائدات النفط والسياحة في وقت لاحق دولة غنية وعصرية بعد أن كانت واحدة من أكثر الدول العربية عزلة وفقراً ونظامها التعليمي مهترأ بمدارس قليلة لا تعلم إلا الذكور، استطاع المغفور له الشيخ زايد في فترة حكمه أن ينقل بلاده نقلة نوعية في زمن قياسي.

وخير من ذكر بتلك الحقبة والأحوال الصعبة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي مر بها الوطن وكفاح أبنائه وصبرهم.. فقال: «هذا البلد مرت عليه حالات من الفقر والمجاعة اضطر الناس فيها لأكل الذرة ولبسوا الخيش لكنهم لم يغادروا هذا الوطن ».

ومن جانبه يذكر المواطن عتيق عيسى القبيسي «75 عاماً من أهالي المنطقة الغربية» تلك الحقبة قائلاً: وسط وهج رمال الصحراء المترامية الأطراف والممتدة على مسافة أكثر من 500 كيلومتر طولاً من مدينة أبوظبي حتى السلع كان لا يوجد بهذه المنطقة إلا عدد قليل من السكان الرحل يعدون على أصابع اليد يبحثون عن العشب والماء ولا يدركون معنى الكهرباء والماء والاتصالات ومقومات الحياة الحديثة.

ويضيف: في هذه المنطقة المترامية الأطراف حتى منتصف ستينات القرن الماضي لا يوجد طريق معبد واحد لأن الجمال كانت هي وسيلتنا الوحيدة للنقل ولا نملك منازل سكنية في هذه المنطقة لأننا في منازل الطين والحجر لا نشعر بالأمان ونخاف أن تدفنها الرمال المتحركة في أي لحظة ولكن منازلنا كانت عبارة عن بيوت من الشعر، حيث نشعر بالأمان داخلها فإذا شعرنا بقرب الرمال نحوها أسرعنا بإزالتها وطيها وتحركنا فوق ظهور الإبل نحو سيح منطقة آخر.

ثقافة الانفتاح

وقد ترجمت الإمارات إيمانها هذا بالعمل على نشر ثقافة الانفتاح وإشاعة مفاهيم الصداقة وقبول واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة والكريمة التي توفر للشعوب فرص الانصراف إلى بناء الأوطان والمجتمعات وتأمين العيش الكريم. ومن شدة حرصها على مكونات هذا الكيان جاء قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي صدر العام الماضي بشأن مكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها لتكون الإمارات سابقة في كل شيء .

رؤية سباقة

كانت رؤية المغفور له الشيخ زايد سابقة لأوانها، وروح زايد المبدعة لا تزال مستمرة، ولم تكن مجرد صدفة أن تصبح الإمارات موطناً للتكنولوجيا والكفاءات البشرية ومركزاً للتجدد والابتكار.. وتستمر رؤية القيادة حكيمة. من هذا المنطلق وفي 2014 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الاستراتيجية الوطنية للابتكار».

Email