جزيرة بوطينة موطن أشجار القرم

تمتاز بسماء زرقاء، ومياه صافية، وطيور تحلق في الأجواء، شعاب مرجانية مفعمة بالألوان الزاهية تعيش تحت الماء، وسلاحف تعشش على الشواطئ الرملية النقية وأشجار القرم تزين الجزيرة، ذلك ما يجعل جزيرة بو طينة في أبوظبي واحدة من عجائب الطبيعة الفريدة في العالم.

وجزيرة بوطينة في أبوظبي تعتبر جزءاً من محمية مروح البحرية والتي نجحت منذ عدة سنوات بالوصول إلى المرحلة الثالثة ضمن 28 موقعاً في العالم من أصل 447 موقعاً تم ترشيحها من قبل 224 دولة ضمن مسابقة عجائب الطبيعة السبع الجديدة في العالم، ومؤخراً قررت سكرتارية مذكرة التفاهم الخاصة بحماية وإدارة السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، إدراج جزيرة بوطينة ضمن شبكتها كأحد المواقع الهامة للسلاحف البحرية لتنضم بذلك للمواقع الشهيرة الأخرى المعترف بها عالمياً من مختلف أنحاء العالم.

حماية

وقالت شيخة الظاهري مديرة التنوع البيولوجي في هيئة البيئة بأبوظبي إن جزيرة بوطينة التي تبعد حوالي 130 كيلومترا تقريباً غرب أبوظبي، تحتوي على أنظمة بيئية بحرية وبرية جديرة بالاعتراف الدولي، وهي موطن لأشجار القرم والشعاب المرجانية والأسماك والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض مثل أبقار البحر والسلاحف والدلافين، كما تستخدمها العديد من الطيور المهاجرة كمناطق للتكاثر ومحطات توقف للراحة والتغذية خلال مسار هجرتها من وسط آسيا إلى أفريقيا.

ازدهار

وأكدت الظاهري أن الشعاب المرجانية في بوطينة تستمر في الازدهار بالرغم من الضغوط التي تتعرض لها بسبب درجات الحرارة والملوحة العالية، مما يؤكد قدرتها على البقاء في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري. وتشكل بوطينة جزءاً هاماً من محمية مروح البحرية التي كانت أول محمية في المنطقة يتم ضمها لشبكة محميات المحيط الحيوي التابعة لليونسكو.

عجائب

وأضافت إن جزيرة بوطينة هي من عجائب الطبيعة الفريدة في العالم، وأهميتها للإنسان واضحة جدا، ونحن فخورون بأنها تنتمي للعالم العربي، فهي تجسد صورة رائعة للتراث الطبيعي الغني الذي تعتز أبوظبي ودولة الإمارات بحمايته والمحافظة عليه والتي تمثل فخر واعتزاز وطني لنا جميعاً.

فخر

وتابعت: «نفتخر بوجود جزيرة بو طينة على أرضنا والتي تتمتع باحتضانها هذا التنوع من الحياة البرية الغنية والزاخرة بشتى أصناف الكائنات مختبراً حياً وطبيعياً للأبحاث المتعلقة بالتغير المناخي».

وأشارت إلى أن جزيرة بو طينة تعتبر موطناً هاماً للعديد من الأنواع البحرية المعروفة عالمياً وللكائنات البرية الأخرى حيث تضم الطيور البحرية مثل الفلامنجو الكبير «الفنتير» والعقاب النساري وأنواعاً مختلفة من الدلافين والسلاحف المهددة بالانقراض مثل سلحفاة منقار الصقر والسلحفاة الخضراء.

أبقار البحر

وتعتبر مياه الجزيرة موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر بعد استراليا، وهي الثدييات البحرية التي تواجه خطر الانقراض عالمياً.

وفي تقرير لهيئة البيئة بأبوظبي التي تدير المحمية أكد أن شعاب بوطينة المرجانية متميزة للغاية، وذلك لمقدرتها على البقاء في ظل بيئة قاسية وصعبة، فهي تتعرض لدرجات حرارة تفوق مستويات احتمالها، ومع ذلك تظل شامخة لتشكل تجربة طبيعية جديرة بالدراسة من واقع التغير المناخي.

كما يمتد شريط طويل من أشجار القرم من خلف المياه الصافية المحيطة بجزيرة بوطينة وتوفر أشجار القرم موطناً مستداماً وغنياً للحياة البحرية.

وتكشف عمليات المسح والمراقبة السنوية عن أعداد كبيرة من سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء، وهي تجوب جزيرة بوطينة. كما تعتبر أبقار البحر أكثر الكائنات الخجولة من بين الفصائل التي تستوطن جزيرة بوطينة. وتأوي مياه أبوظبي ثاني أضخم تجمع لأبقار البحر في العالم، حيث يستوطن معظم أفراد ذلك التجمع مياه جزيرة بوطينة.

3

وهناك ثلاثة أنواع على الأقل من الدلافين في مياه الجزيرة، حيث يشاهد الدولفين الأحدب في المياه المحاذية للساحل وتعد الجزيرة محطة هامة للطيور المهاجرة ولتكاثر العقاب النساري

كما تأوي الجزيرة طيور الغاق السوقطري، حيث تستقبل ما بين 20000 و25000 طائر.

وتقع محمية مروح للمحيط الحيوي التي تعتبر جزيرة بوطينة جزءاً منها على بعد نحو 150 كيلومتراً غرب مدينة أبوظبي. تحدها من الشرق جزيرة أبو الأبيض، ومن الغرب جزيرة صير بني ياس، ومن الجنوب شريط ساحلي كثير الخلجان والتعاريج، ومن الشمال جزيرة قرنين. وفيها العديد من الجزر، من أهمها مروِّح وبو طينة والبزم الغربي وجنانة وأم عميم.

4255

وتمتد مروح على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 4255 كيلو مترا مربعا وتعتبر نموذجا مثاليا للبيئة البحرية والساحلية بالدولة، وهي غنية بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية حساسة للتدخلات البشرية

وأشارت هيئة البيئة في أبوظبي والتي تدير وتشرف على المحميات الطبيعية في الإمارة أنه يتم تطبيق معايير ادارية فعالة في 7 مواقع منها 3 محميات بحرية و 4 محميات برية.

كما تركز الهيئة على بناء القدرات للخبرات الوطنية العاملة في المحميات، من حيث الخضوع للدورات التأهيلية داخل وخارج الدولة للوصول إلى فرق وطنية متمكنة وقادرة على إدارة المحميات، موضحة أن 90% من العاملين في إدارة المحميات هم من المواطنين.

مراجعات دورية

كما تم تدعيم الإطار القانوني للمحميات من خلال ضمان وجود شبكة المحميات ضمن المراجعات الدورية للقوانين، بالإضافة إلى تضمين المحميات المنشأة والمقترحة في الإطار العام للتخطيط في إمارة أبوظبي بما في ذلك خطة أبوظبي 2030، خطة العين 2030، خطة المنطقة الغربية 2030، والخطة البحرية 2030، بما يضمن استدامة المحميات، بالإضافة إلى تضمينها في الاستراتيجيات الاتحادية كالخطة الاتحادية للتنوع البيولوجي لضمان استيفاء مستلزمات الإمارة والدولة تجاه الاتفاقيات البيئية العالمية كاتفاقية التنوع البيولوجي.

وأضافت إنه تم تضمين المعلومات الخاصة بالمحميات في قاعدة البيانات العالمية للمناطق المحمية، للحصول على الاعتراف العالمي بالمحميات والترويج لها على مستوى العالم.

رقابة

وتنفذ هيئة البيئة برامج مستمرة للتفتيش والمراقبة لمنع التعديات والاستخدامات غير المستدامة للمواقع المحمية وتنظيم الدخول والخروج للمحميات. ويجري حاليا العمل على رصد المخالفات من خلال تطبيقات ذكية، حيث يتم تحويل رصد المخالفات وتحريرها إلكترونياً، وتم مخاطبة الجهات ذات العلاقة لاعتماد النظام الإلكتروني إنفاذ القوانين المتعلقة بحماية البيئة.

مكانة

ساهمت جهود الهيئة في إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، في تعزيز مكانة الدولة على خريطة العمل البيئي العالمي وساهمت تلك الجهود في توفير بيئة آمنة للحياة البرية.

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز