عطاء دبلوماسي
سفارتنا بالقاهرة.. فعاليات رمضانية وخيرية تجسد تلاحم الشعبين
تحاور »البيان« سفراء وقناصل الإمارات في الدول المختلفة، ملقية الضوء على الأنشطة والفعاليات التي تنظمها بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج لإطلاع القارئ على الدور المحوري الذي تؤديه في هذه الدول.
وساهمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وبعثاتها الدبلوماسية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في بناء علاقات متينة قائمة على التعاون البناء والاحترام المتبادل مع مختلف دول العالم، وبلغ عدد البعثات التمثيلية للدولة في الخارج 102 بعثة منها 80 سفارة و18 قنصلية و4 بعثات دائمة.
فيما بلغ عدد بعثات الدول الأجنبية المعتمدة في الدولة 110 سفارات و73 قنصلية و16 منظمة دولية.
تحرص سفارة الدولة في القاهرة على تهيئة أجواء رمضانية خلال الشهر الكريم بما يجسد ويعكس العلاقات الراسخة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والتي بدأت قبل إعلان قيام الاتحاد وأرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه.
وتنظم السفارة الإماراتية في القاهرة إفطاراً جماعياً مشتركاً لأصدقاء الإمارات في مصر يضم نخبة من رجال الأعمال والإعلاميين والفنانين والمسؤولين ولفيفاً من مختلف فئات المجتمع، فيما تتشابه العادات الإماراتية والمصرية في الشهر الكريم فالنهار للعمل حتى صلاة العصر ثم قراءة القرآن حتى صلاة المغرب وبعدها الإفطار والتراويح ثم الاستمتاع بالأنشطة الرمضانية في الفترة المسائية.
إفطار جماعي
جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة في القاهرة تحدث لـ»البيان« عن الأجواء الرمضانية في القاهرة قائلاً: »يقضى أفراد البعثة في مصر وأبناء الجالية من رجال أعمال وطلاب وزائرين أجواء جميلة وغير عادية في شهر رمضان خلال إقامتهم بالقاهرة ويساعدهم على ذلك درجة الحرارة المعتدلة.
وأضاف: »نحرص طوال شهر رمضان المبارك على تنظيم إفطار جماعي، ونتذكر الأجواء الرمضانية في الإمارات ثم نقوم بصلاة التراويح معاً ومن بعدها نجلس لنتبادل أطراف الحديث مع أبنائنا وإخواننا المتواجدين بمصر، كما نقوم بعمل إفطار رمضاني جماعي مشترك بين أفراد البعثة الدبلوماسية والموظفين من المصريين بمبنى السفارة أو في الفنادق المحيطة بها..
حيث تزداد قوة وترابط فريق العمل، كما يتم تنظيم إفطار جماعي لأصدقاء الإمارات في مصر ويحضره غالبية المسؤولين والسياسيين ورجال الأعمال والإعلاميين المصريين، فضلاً عن حفلات الإفطار والسحور التي نقوم بها ويجريها السفراء العرب والأجانب في مصر«.
وقد نظم السفير جمعة الجنيبي حفل سحور للشركات الوطنية بجمهورية مصر العربية يوم 15 يونيو الجاري حيث تم دعوة عدد من رجال الأعمال الإماراتيين في مصر والدول العربية وأبناء الإمارات المقيمين في القاهرة.
السلال الرمضانية
وأكد الجنيبي أن البعثة الإماراتية في القاهرة تقوم بتنظيم العديد من الفعاليات خلال شهر رمضان حيث تشرف على أعمال تحضير السلال الرمضانية التي توزع على الفقراء والمحتاجين في مصر، بتنظيم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية..
وغيرها من الجمعيات التابعة للدولة بالإضافة إلى تنظيم أنشطة خيرية في غالبية المحافظات المصرية، كما يقوم الدبلوماسيون بممارسة الأنشطة الرياضية وبخاصة مباريات كرة القدم قبل الإفطار.
عيد الفطر
وأوضح الجنيبي أنه بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل ننظم أجواء احتفالية بعيد الفطر المبارك، حيث نمارس في مصر الطقوس والمراسم الخاصة بالعيد بتفاصيلها المميزة والمبهجة، بدءاً من صلاة العيد ومن بعدها الإفطار الجماعي مع الدبلوماسيين والمواطنين..
ونتذوق الحلوى المصرية الشهيرة في عيد الفطر والتي يطلق عليها »كعك العيد«، ثم نبدأ بعد ذلك مع أفراد البعثة بزيارة المستشفيات العلاجية للاطمئنان على حالة المرضى من مواطني الدولة، وقضاء يوم ممتع معهم وتوزيع هدايا العيد عليهم، وبخاصة من ذوي الإعاقة، كما يتم تنظيم احتفالية خاصة مع أبناء الجالية الإماراتية من رجال الأعمال والطلاب وطاقم البعثة، حيث نتذكر خلال تلك الاحتفالية أجواء العيد في وطننا.
روابط تاريخية
وقال الجنيبي إن العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات ومصر بدأت قبل تأسيس دولة الإمارات عام 1971، فقد قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان »طيب الله ثراه«، ببناء تلك العلاقات قبل تأسيس الاتحاد، وكانت مصر من أوائل الدول الداعمة لتأسيس الاتحاد مثلما كانت من أوائل الدول المؤيدة له والمعترفين به، وقدمت دعماً غير محدود للاتحاد على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضح أن تلك العلاقات أخذت تزداد متانة وقوة حتى صارت نسيجاً واحداً يربط قيادتي وحكومتي الدولتين برباط من الأخوة والصداقة، فضلاً عن ترابط وقوة العلاقة بين الشعبين، وهذا الأمر انعكس بشكل إيجابي في جميع مستويات العلاقات الثنائية سياسية واقتصادية اجتماعية وثقافية.
وبين أن الإمارات ومصر تجمعهما علاقات أخوة وصداقة نموذجية في كل شيء فهناك توافق بارز بين البلدين في الرؤى لكافة القضايا التي تتعلق بالعمل العربي المشترك، وفي كافة المحافل الدولية، وتعمل كلا البلدين على دعم هذا التوافق عبر التشاور المستمر والتنسيق المتواصل لقيادة البلدين.
جهود حثيثة
وأفاد الجنيبي بأن البعثة تبذل جهوداً حثيثة للتعريف بالقيم والثقافة الإماراتية في الأوساط المصرية، حيث إن الإمارات من أولى وأكبر الدول المحبوبة والمقدرة من الشعب المصري بكل طوائفه، فإذا سألت أي مواطن مصري عن الإمارات فسيبادر بالإجابة عن حبه للدولة والمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان »طيب الله ثراه«.
وأشار إلى أن حب الإمارات في قلب كل مصري واضح، تجده في وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، فالجميع يحب الإمارات ويعشقها، والدليل على ذلك أنه البلد السياحي المفضل لكل الإماراتيين، كما أن الأنشطة التي تقوم بها الإمارات في مصر ساعدت بشكل كبير وواسع على تنامي الصورة المتميزة عن الإمارات لدى كل المصريين..
حيث تعم المشاريع التنموية الإماراتية مختلف المحافظات المصرية وساهمت في تعميق العلاقات الأخوية التاريخية مع مصر، كما نسعى خلال الفترة المقبلة للقيام بأنشطة عدة لتدعيم الأنشطة الثقافية والاجتماعية بين البلدين.
819 شركة إماراتية في مصر باستثمارات 6.1 مليارات دولار
أكد جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة في القاهرة أن مصر تعتبر من أهم الدول المحفزة للنشاط التجاري والاستثمار الإماراتي، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 2.597 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى 3 مليارات دولار العام الجاري، فالتعاون بين البلدين قوي وممتد وبخاصة في المجال الاقتصادي.
وأضاف: »أسست الإمارات في مصر مكتباً للمشاريع التنموية بما يساهم في دعم وتحسين قدرة الاقتصاد المصري، كما يوجد في مصر 819 شركة إماراتية بحجم استثمارات وصل إلى 6.107 مليارات دولار خلال عام 2015، وغالبية المشروعات الاستثمارية تعمل في العديد من المجالات السلعية والخدمية وفي الطاقة والبورصة والطيران«.
وتابع »نهتم بشكل كبير بالمشروعات الزراعية والعقارية وكذلك بالتعاون في مجالات التكنولوجيا ومشروع قناة السويس الجديدة، فضلاً عن مساهمتنا في العديد من المشروعات التنموية التي تقدم خدماتها لكل المصريين من النقل إلى الطرق إلى الصوامع والمخازن الكبيرة، كما أننا نشارك وندعم المشروعات القومية مثل مشروع بناء المليون وحدة سكنية ومشروعات أخرى عدة«.
ولفت إلى أن عدد الطلاب الإماراتيين في مصر وصل إلى 140 طالباً خلال العام الدراسي 2015-2016، وهم يدرسون في مصر تخصصات مختلفة وفي أغلب الجامعات الحكومية المصرية.
وشدد الجنيبي على أن العلاقات الإماراتية المصرية تتسم بأنها نموذج يُحتذي في العلاقات العربية ـ العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها علي أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين فيها.
سيرة
تم تعيين الجنيبي سفيراً للدولة في مصر منذ فترة قريبة، وقد سبق له العمل سفيراً للدولة بجمهورية ألمانيا الاتحادية وسفيراً فوق العادة ومفوض (غير مقيم) لدى كرواتيا ولاتفيا وليتوانيا واستونيا، ووكيلاً لوزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وقبل الالتحاق بوزارة الخارجية بدأ العمل مهندساً بسلاح الهندسة وترقى حتى أصبح مديراً لإدارة التعاون العسكري بالقوات المسلحة، وقائداً لمجموعة هندسة الميدان، وبعد العمل العسكري تم اختياره مديراً عاماً لبلدية أبوظبي قبل الالتحاق بالعمل بوزارة الخارجية.
