في مجلس رمضاني نظمته «البيان» واستضافه جاسم بن درويش

زايد رجل المواقف الإنسانية بامتياز

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطرق المجلس الرمضاني الذي نظمته «البيان» احتفاءً بيوم زايد للعمل الإنساني، واستضافه جاسم محمد بن درويش، الأمين السابق لأمانة بلديات الدولة، الى بعض نماذج المحبة والتأثير التي حظي بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بين شعبه وذلك بحضور نخبة من القيادات والشخصيات النسائية بالإمارة.

متحدِّثون

وأدار المجلس الكاتب والشاعر عبد الله الهدية الشحي وحضره جاسم محمد بن درويش، أحمد بن درويش عضو المجلس الوطني الاتحادي، ومحمد جاسم سمحان سفير وممثل الدولة لدى الأمم المتحدة سابقاً، محمد سعيد بن درويش قاضي في دائرة محاكم رأس الخيمة، ومريم الشحي رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة، والملازم أول موزة راشد الخابوري مديرة فرع البرامج المجتمعية بالشرطة المجتمعية والدعم الاجتماعي في رأس الخيمة، حيث تطرقوا إلى إنسانية وروح هذا الرجل العظيم، الذي أثر في تاريخ وحياة كل من عرفه أو قابله أو عاصره، واتخذ من الحب شعاراً له، فلم يترك مجالاً لأحد إلا أن يحترمه ويحبه ويستلطفه، فاحتل بطبيعة وخصوصية شخصيته العفوية، وبساطتها المحبوبة، كل مساحات القلوب.

وقد شاركت كل من الحاضرات (لطيفة سالم وموزة الشــحي وعلياء الزعابي وخديجة الطنيجي وعائشة المسافري وفاطمة المنصوري)، مبينات أن وجودهن في المجلس، يأتي من دعم، الشيخ زايد، لوجود المرأة في كل مجالات الحياة، ومشاركتها كعنصر أساسي في تنمية المجتمع

وُلد زعيماً

أشار الباحث والشاعر عبد الله الهدية الشحي، إلى أنه ما إن يذكر اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، حتى تتداعى إلى النفس شلالات من الخواطر ودفقات من المشاعر والمعاني النبيلة، كما يتداعى إلى الذهن فيض لا ينتهي من المواقف المشهودة والأفعال المحمودة، مشيراً إلى أن الشيخ زايد ولد زعيماً ونموذجاً والاماراتيون أجمعوا على حب شخص واحد، اسمه «زايد».

نموذج فريد

وقال جاسم بن درويش في كلمته الترحيبية: إن الشيخ زايد، رحمه الله، يمثل نموذجاً فريداً في القيادة الواعية المخلصة والحازمة، التي تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، ودليل ذلك، من خلال عملي، تعاملت معه مباشرة، رحمه الله، ووجدت فيه الرجل التنموي من الطراز الأول، الذي يحرص كل الحرص على تنمية دولة الإمارات بنظرة ثاقبة وبعيدة المدى.

فمنذ تولي أمانة بلديات الدولة، وعند أول لقائنا بالشيخ زايد، أثناء تشكيل الأمانة، أوصانا بالتطوير المستمر للعمل البلدي، للارتقاء به في تنمية الإنسان الذي كان يعد أهم مظاهر التنمية فقد كان يوجه في كل لقاء معه، إلى ضرورة دعم البلديات الكبيرة للبلديات الصغيرة، حتى يتسنى التطوير المباشر للإنسان الإماراتي، وهذا ما حصل، عندما تم موافقة مجلس الوزراء، برئاسة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، إلى تقديم مساعدات لبلديات المناطق الشمالية.

حنكة سياسية

بدوره، أشار محمد جاسم سمحان: إلى أن الشيخ زايد، رحمه الله، يعد رجل المواقف الإنسانية، والدبلوماسي صاحب الحنكة السياسية، في ظل ما قدمه من مشاريع ومواقف سخية، ومساعدات عرف بها على مستوى العالم العربي والإسلامي، وفي المجالات الإقليمية والدولية.

كما أننا لم ننسَ جهوده، رحمه الله، من خلال قصص نجاح متتالية، منذ صغره إلى أن تولَّى مقاليد الحكم، حيث كان له دور في توثيق العلاقات الدولية عبر التعليم، منذ كان حاكماً لإمارة أبوظبي في الستينيات من القرن الماضي، عندما ساهم في إرسالنا للابتعاث والدراسة في الخارج.

وقال: إن الإمارات شهدت نقلات نوعية في شتى المجالات، خلال العقد الماضي، ما عزز من مكانتها، فجعلها رقماً صعباً بين دول العالم.

وقد نجح بجدارة في تلك المهام، المرة تلو الأخرى والتي تجمع ما بين زايد الإنسان، وزايد القيادي الفذ المتميز، وزايد السياسي المحنك، وهذا ما جعله قريباً جداً إلى قلوب أبناء شعبه، ومعبراً عن تطلعاته، وحريصاً على تحقيق آماله. لقد جمعني بالشيخ زايد، وفق منصبي كدبلوماسي منذ تعييني في عام 1974، الكثير من المناسبات، وأتيحت لي الفرصة أن أكتشف كل يوم جديداً في شخصية رجل الدولة والإنسان.

شخصية متعددة

وذكر أحمد بن درويش: أن الشيخ زايد، رحمه الله، تميز برؤية تنموية شمولية، وكانت شخصيته متعددة، وتجسد الجانب الإنساني في الكثير من المواقف، وكان محباً لأبنائه المواطنين، ويحرص على التفاعل معهم في جميع المناسبات، ويتفاعل بروح الأب وهمة القائد، وهذا ما استقيناه منه في المواقع الوظيفية التي نشغلها، وتتطلب منا التواصل والتفاعل الميداني.

كما أنه نموذج متميز لإنسان فيه كل صفات الود والتسامح، التي جعلته يحتل مكانة مرموقة على المستويات السياسية والإنسانية. وإذا كان الرجال يعرفون بأفعالهم المجيدة، وقراراتهم الصائبة، فإن للشيخ زايد، اليد الطولى في هذا الميدان. مشيراً إلى أنه سكن قلوب الناس بتواضعه وبساطته، وبمواقفه الإنسانية النبيلة، التي كرست حبه في وجدان شعبه، وسيبقى اسمه محفوراً في قلوبنا، وستبقى أياديه البيضاء وإنجازاته مدونة في رصيد الوطن.

مضيفاً: إن بلادنا تفتخر بوجود القامات التي تقودها، وإذا كنا فقدنا بالأمس زعيماً بحجم الشيخ زايد، فإننا نرفل بالهناء في كنف قيادة رشيدة، تتمثل بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

خطوط عريضة

وفي صعيد متصل، أوضح القاضي محمد سعيد بن درويش، أنه لما تولى المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد مقاليد الحكم، سعى إلى وضع الخطوط العريضة لسياسته التي تعتمد التنمية المستدامة للدولة، منها تشريع القوانين المنظمة ، خلال بناء الإنسان الإماراتي المؤهل والقادر على الإنجاز والعمل المبدع، وهي تعد في الوقت ذاته من أفضل القوانين وأنضجها وأكثرها تطوراً، فهي تقيم توازناً بين الحريات والحقوق من ناحية، وبين السلطات التي تتم ممارستها من أجل حماية هـــذه الحقوق والحريات ورعايتها وتنميتها من ناحية أخرى، كما تتسم أنظمتها بالتوازن والمرونة والتطور، لتواكب احتياجات العصر المتطورة.

وفي ذلك، تطرق القاضي محمد سعيد، إلى موقف شخصي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في مجلسه في أحد الاجتماعات، عندما قال سموه: «إن ما يفعله الشيخ زايد، يدفعنا إلى العمل والاهتمام المستمر، مثلما يفعله ويقوم به تماماً، حيث كان همه الأول، البحث دائماً عن إسعاد شعبه، وتلبية حاجتهم، وتنمية وطنه، ورفع الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة».

كاريزما خاصة

ومن جانبها، أضافت مريم الشحي: يمتلك الشيخ زايد كاريزما خاصة، برحابة صدره، وحُسن أخلاقه، ولمست ذلك أثناء زيارته إلى منطقتي «شعم»، وقتها كنت في الثامنة من عمري، عندما كنا نؤدي الرقصات والأغاني الوطنية، ترحيباً بقدومه في مدرسة أم القرى، الواقعة بمنطقة شعم، حيث إن والدي من ضمن المستقبلين للشيخ زايد، وكان لا يدركها إلا من يجالسه ويكون قريباً منه بأريحيته المرنة، وروحه الأبوية، وخلقه الرفيع في الإنصات لمحدثه والاستماع لحديثه، فيجعلك تشعر بأنه يمتلك في داخله إرادة صلبة، ذات قدرة لا متناهية على الصبر ومجاهدة الحياة وخوض عراكها، فما إن يسترسل بالحديث، حتى تستمتع به، وبسرده لمواقفه وتجاربه الإنسانية مع مشاكل المواطنين وهمومهم الإنسانية، بصوت يتدفق بمزيج من الرفق، ومن رجولة الشاب المحنك، بكل شفافية وعفوية أبوية لا معهودة، فيجعلك تتعلم وتزداد منه خبرة وحكمة.

أحلام شعبه

وأوضحت موزة الخابوري في مداخلتها : بنظرة بسيطة، تأمل ما صنعه الشيخ زايد، رحمه الله، كرمز للإنسانية لأبناء شعبه، فقد سابق أحلامنا فسبقها، ليحقق لنا على كافة الأصعدة ما لم يكن قد جاء الوقت لنحلم به، وبكرم وإغداق شديدين.

ومنها تجربة والدتها، التي لا تزال تروي تفاصيلها يومياً لأبنائها وأحفادها، عندما كان زوجها رحمه الله، قد تعب ووهن من مهنته، فأرادت أن تجد حلاً لتأمين معيشة ورعاية زوجها وأبنائها، فجاء الحل في مطلع الثمانينيات، عندما قررت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وبتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد، في تأمين العلم والعمل للمرأة.

حيث وجهت سموها في تأمين وظائف لهن في المناطق التعليمية، وكانت والدتها من أوائل من التحق بالعمل هناك، مع خمسة من النساء، وبفضل ذلك أصبح الوالدة معيلة للاسرة بفضل راتبها الشهري .

سلاح المرأة

وتخللت الجلسة، مداخلة من موزة الشيباني الحبسي من دائرة محاكم رأس الخيمة، حيث أشارت إلى قصة والدها عند زيارته إلى الشيخ زايد، مع عدد من أعيان المنطقة، حيث عاد إلى المنزل بقناعة مطلقة، بمقولة قالها الشيخ زايد له وقتذاك «سلاح المرأة العلم»، فبات هذا السلاح أحمله معي، رغم زواجي المبكر، إلا أنني أكملت تعليمي في المنازل، وبعدها استكملت دراستي الجامعية، وبعد أن كبر أبنائي وتزوج بعضهم، أخذت سلاحي مرة أخرى في معركة العمل، لأثبت مقولة الشيخ زايد، التي جعلتها نبراساً وسلاحاً بيد أبنائي أيضاً.

جعلنا ملوكاً

وفي سياق آخر، تابعت الكاتبة وفاء أحمد: لقد استطاع، رحمه الله أن يحقق لوطنه الريادة الدولية، حتى أصبح رمزاً يحتذى به في الفكر والدعوة للخير، وبفضل بعد نظره، استطاع أن يتجاوز الإشكاليات الإنسانية، وتذويب الفروقات بمختلف أنواعها، وأن يجعل من هذا الشعب الوفي أيضاً رمزاً ومثالاً للمواطنة والوطنية الصادقة، بأبوته الحانية، وكلماته الصادقة التي تخاطب المشاعر والوجدان، وتقلص المسافات بين مطالب الشعب، واهتمام القائد تجاهه.

تلاحم الشعب والقيادة

ومن الموضوعات المهمة التي استرعت انتباه مرتادي المجلس، موضوع التلاحم بين الشعب والقيادة، والذي يُعتبر مختلفاً بجميع المقاييس، بل يمكن اعتباره نموذجاً فريداً في هذا العصر، يستحق دراسته والتمعن فيه واتخاذه قدوة، وهذا دليل على سلامة النهج الذي تسير عليه القيادة ومدى رضا الشعب عنه، فمنذ تأسيس دولة الإمارات، وإلى هذه اللحظة، تستمر حالة التلاحم بين الشعب وقيادته الرشيدة، بأبهى حلتها وأجمل صورها.

توصيات

أكد الحاضرون، تعزيز البرامج الموجهة للشباب، بما يعزز ارتباطهم بوطنهم، والتعريف بقصص وإنجازات قادته السابقين، ونماذج من أبناء هذا الوطن، ممن يبذلون قصارى الجهد لإنجاز العمل، وفق مؤشرات عالية.

Email