أكد أن المغفور له كان حريصاً على تعليم نوعي لأبناء الوطن

عبد الرحمن الشرفا: زايد مدرسة تتلمذ في رحابها كل من عاصره

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عبد الرحمن أمين الشرفا من الرعيل الأول الذي عاصر مراحل تكوين الدولة على يدي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وعايش الحلم الإماراتي إلى أن تحقق في أرض الواقع، ويؤكد بأن ما تم الآن في الدولة من منجزات حضرية وعمرانية جاءت بفضل من الله ثم بجهد القائد ومؤسس الدولة الذي غرس الحب والعطاء في زمن كانت ظروف الحياة قاسية؛ وفتح مجالات أرحب للشباب المواطن وبرؤية ثاقبة نجح مع إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات في تأسيس دولة عصرية حديثة بنيت على الحب والخير.

آفاق جديدة

ويذكر عبدالرحمن أمين الشرفا بأن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان قام بإنشاء مكتب لحكومة أبوظبي في إمارة الشارقة في عام 1968 يختص بشؤون الإمارات الشمالية لتقديم المساعدات والعون لمواجهة ظروف الحياة الصعبة، ويعمل في هذا المكتب شخصان من الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة وتم اختياره من قبل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضواً للمجلس الأعلى حاكم عجمان، إلى جانب سالم السويدي.

ومن خلال العمل في المكتب كان يتم التنسيق مع حكومة أبوظبي في تشغيل الشباب المواطن ضمن دواوين حكومة أبوظبي مع ظهور شركات البترول التي فتحت آفاقاً جديدة للمواطنين الذين كان أغلبهم يعمل في البحر في مهنة الصيد والتجارة والأسفار لجلب البضائع المختلفة واغترب عدد منهم للعمل في السعودية والكويت والبحرين.

وأشار الشرفا بأنه كان يذهب إلى أبوظبي ويلتقي المغفور له الشيخ زايد عليه رحمة الله لاطلاعه على حال الناس واحتياجاتهم حيث كان يوفر الآلات الزراعية للمزارعين ويقدم الدعم للفقراء في جميع الإمارات الشمالية كما كان يقوم بزيارات للإمارات الشمالية ويستقبله الأهالي بحفاوة وحب وكان حريصاً لتلبية احتياجات الجميع وتفقد شؤون حياتهم في ظل قسوة الحياة في ذلك الوقت مع قلة الموارد، مشيراً إلى أن المغفور له أرسى معاني الاتحاد مبكراً.

العيش الكريم

وأفاد الشرفا بأن مكتب حكومة أبوظبي الذي انشأه المغفور له الشيخ زايد في إمارة الشارقة والخاص برعاية شؤون أبناء الإمارات الشمالية وكان مديره عتيبة بن عبدالله العتيبة ونائبه محمد بن خليفة السويدي ساهم في توفير العيش الكريم للمواطنين وتلبية متطلبات الحياة الصعبة في ذلك الوقت مع شح الامكانيات، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان عليه رحمة الله يبدي اهتماماً كبيراً بكافة تفاصيل حياة الناس من مزارعين وعمال وشباب ويفتح آفاقاً جديدة لهم للعمل في دواوين حكومة أبوظبي وكان يقوم بزيارة إلى الإمارات الشمالية في العام أكثر من مرتين ويستقبل الجميع في قصره في منطقة الذيد، وعمل المغفور له إلى جانب إخوانه أعضاء المجلس الأعلى في لمِّ الشمل وتكوين دولة حديثة أُسست على الحب والخير، وأكد الشرفا بأن الاتحاد جاء طبيعياً نتيجة إلى هذه الجهود الكبيرة من قبل القائد والوالد المؤسس الذي ترجم معاني الاتحاد فكراً وعملاً قبل سنوات عديدة من تكوين الدولة.

تعليم الجيل الجديد

ويذكر الشرفا في أواخر الستينيات من القرن الماضي كانت المدارس قليلة وأعداد بسيطة من المواطنين تنال نصيباً من العلم والمعرفة، ورأى المغفور له أهمية ابتعاث الجيل الجديد لكي ينهلوا من العلوم ومن ثم يعودون إلى الوطن للمساهمة في عملية التنمية والعمران، لأنه يؤمن بأهمية العلم والمعرفة في بناء الأوطان، ولفتح آفاق جديدة للشباب المواطن، حيث تم تكليف الشرفا بالأشراف على شؤون البعثة والسفر معهم إلى جمهورية مصر العربية حسب توجيهات المغفور له الشيخ زايد، وعلى نفقة حكومة أبوظبي تم اختيار نخبة من الإمارات الشمالية وأبوظبي وسافر الجميع إلى مصر ووجدوا ترحيباً كبيراً من القائمين وتم قبول الجميع في كلية الشرطة والجامعات، وتم إضافة 5 طلاب من بعثة حكومة دبي إلى البعثة وترتيب أمورهم في الجامعات وسمع بالأمر عدد من الطلاب بدول الخليج فجاء عدد من الطلبة من ساحل عمان تم إضافتهم إلى البعثة ونهل الجميع على نفقة حكومة أبوظبي وتخرج نخبة من الشباب من جامعات وكليات مختلفة.

اهتمام بالطلبة

وبعد الانتهاء من مهامه في مصر عاد الشرفا إلى أرض الوطن والتقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان عليه رحمة الله والذي أبدى اهتماماً كبيراً بشؤون الطلبة المبتعثين وارتفع عدد الطلاب المبتعثين حيث وصل العدد إلى 70 طالباً مبتعثاً للدراسة في مصر وتم تأسيس مكتب في القاهرة لرعاية شؤون الطلاب وكانت هذه البعثة البذرة الأولى التي عادت مع قيام الدولة وعينوا في مناصب عديدة منهم الضباط الكبار والسفراء والأطباء والتحقوا في وزارات الدولة مع بداية عهد الاتحاد، وكانت ثمرة رؤية القائد الثاقبة في تأسيس الدولة الحديثة المبنية على العلم والمعرفة والاهتمام بالإنسان باعتباره الركيزة الأساسية لعملية التنمية.

مدرسة الحكمة

يرى عبدالرحمن أمين الشرفا أن المغفور له الشيخ زايد عليه رحمة الله ترك خلفه مدرسة الحكمة التي نهلت منها القيادة الرشيدة في الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين نجحوا في ترجمة فكر زايد في الاتحاد وإحداث التنمية وتحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، والعمل على ترسيخ قيم الاتحاد لإسعاد المواطنين، والمتأمل اليوم إلى المشهد الإماراتي يعرف جيداً مدى الجهد الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عليه رحمة الله، وتظل مسيرة الاتحاد المباركة مستمرة بالعطاء والتنمية والنماء.

Email