كاميرات الثمانينات والتسعينات توثّق المناسبات بطريقة خاصة

صور الأبيض والأسود.. ذكريات الأمس الجميل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قد تصادفك وأنت تبحث بين كتبك وأوراقك صورة قديمة تعود إلى ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي، تمعن النظر فيها مبتسماً ، تتأمل ملامحك ومن حولك في الصورة خلال مناسبة وثقتها “كوداك” أو”بولارويد” أو ما كان يطلق عليها كاميرا “التحميض” وكذلك “الفورية” التي دائما تجد بها عينيك قد أشاحتا النظر عن عدسة التصوير، أو تجد نفسك واقفاً تراقب بابتسامة من بجانبك أو قد تبدو حركاتك مضحكة وهو ما يضاعف سعادتك وينقلك إلى لحظة التقاط الصورة في ذلك الزمن الجميل .. زمن الطيبين.

مريم عبدالله الشحي رئيسة مفوضية كشافة رأس الخيمة، قالت عن الصور في زمن الطيبين: من خلال الصور القديمة أتذكر أدق التفاصيل التي تحكي روعة المناسبة التي التقطت بها الصورة وحتى روعة المكان، وكذلك الأشخاص الموجودين، وهي أشياء قلما نجدها في الصور الملتقطة حديثا، ويكفي أنه عند التصوير قديماً كنت تشعر بأنك لابد أن تكون مهيأً جيداً ليتم تصويرك بمنتهى الدقة والوضوح لأنها الصورة الوحيدة التي قد تتخذ لك في لقطة واحدة وفي الوقت ذاته.

شواهد وملامح

وأشارت إلى بروز أهمية وجود الكاميرا والتصوير في بداية انتشارها في المواسم والإجازات وأيام الأعياد ، ومن شواهد التصوير التي لا يمكن أن تنسى، تلك الصور الخاصة بالتسجيل في المدارس إلى جانب ما كان يطلب من خريجي الابتدائية والإعدادية والثانوية من إحضار صور شمسية لوضعها في الشهادة، أو أيضاً التي تم وضعها في ملف المستشفى، فكثير من الصور الشخصية القديمة لا تزال باقية ربما في تلك الملفات على حالها كأحد الإثباتات على هذا النوع من التصوير.

ومن الصور التي لا ينساها جيل الأمس ما يراه من صورة “ راعي البيت “ وهي مبروزة ومعلقة على حائط المجلس، حيث كانت تمثل ديكوراً خاصاً، إلى جانب الصورة الملحقة بشهادة الميلاد، وغالباً ما تكون الصورة مرتبطة بموقف مثل الالتحاق بالجامعة أو بداية المشوار الوظيفي، والصورة في وثيقة الزواج.

أنواع الكاميرات

ولفتت إلى انتشار كاميرات التحميض في الثمانينات الميلادية بعد الصور الشمسية، وانتشر معها استديوهات التصوير التي شهدت رواجاً كبيراً؛ لكثرة المترددين عليها خاصة من الشباب الذين يؤمونها لالتقاط صور فردية أو جماعية للذكرى، وقد تنافست آنذاك في تقديم كل جديد من “الديكورات” و” الخلفيات”، وكذلك الزوايا والحركات، منها وضع “ اليد على الخد “ أو “ الجلوس على كرسي فاخر”، منوهة بانتظار تحميض الأفلام على أحر من الجمر، حيث تستغرق من يوم إلى أسبوع كامل في بعض الأحيان، ومن مميزات هذا النوع من التصوير أنه يمكن بعد التحميض الاحتفاظ بالشريط الحساس (النيجاتيف)، للطباعة على الصور مرة أخرى.

 وبعد صور التحميض، وانتشار الكاميرات الفورية وسهولة الحصول عليها إما بالشراء أو إهداء الأهل، فقد صار الجميع يهوى التصوير، حيث يوثقون اللحظات السعيدة التي تمر في حياتهم، وكانت الكاميرا الفورية مثل “كوداك “ و” بولارويد “ مزودة بفيلم كبير معه الصور، ولا تحتاج إلى تحميض، فبمجرد التقاط الصورة تخرج على شكل ورقة بيضاء بمقدار أصغر من كف اليد وسطح أحد وجهيها ناعم والآخر عادي، ولكي تظهر الصورة بوضوح يحركها المصور في الهواء لعدة ثوان، فتبدأ ملامح الصورة في الظهور شيئاً فشيئاً حتى تثبت وتظهر كلياً، وبعد فترة من الزمن وتقدم الصناعة وردت كاميرات بأفلام ذات حجم أكبر تستطيع التقاط ست وثلاثين صورة، وكان فيلمها صغيراً كحجم إبهام اليد لكنها كانت تحتاج إلى “ تحميض” في “معمل التصوير”، ويتميز هذا الفيلم بحساسيته للضوء، حيث يفسد بمجرد تعرضه للضوء قبل لفه جيداً عند الانتهاء من التصوير، لذا كان كل من ينتهي من التصوير ولف الفيلم لا يخرجه إلا لدى محل التحميض لضمان سلامة الصور من الاحتراق.

جيل رقمي

قالت مريم عبدالله الشحي إنه بعد تلك المراحل يأتي عالم الصور الرقمية، حيث باتت عدسات الكاميرات تصاحبنا في هواتفنا المتنقلة والأماكن العامة، وتنافس بتقنيتها المتقدمة الكاميرات الاحترافية لتوثيق المناسبات.

Email