خلال جلسة المباحثات بين «الوطني الاتحادي» ومجلس الاتحاد الروسي

إنشاء لجنة صداقة برلمانية إماراتية روسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أمس، جلسة مباحثات رسمية مع فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية، في مقر المجلس بأبوظبي، واتفق الجانبان على إنشاء لجنة صداقة برلمانية إماراتية روسية لأهمية دورها في تفعيل عمل البرلمانيات والبرلمانيين لدى الجانبين، وفي العمل على تطوير وتنمية العلاقات القائمة بين الجانبين، وتنسيق المواقف خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية، لا سيما الدولية، في دعم القضايا التي يتم طرحها، وجرى خلال الجلسة بحث سبل تعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين الصديقين، لا سيما البرلمانية منها، بما يواكب ما تحظى به هذه العلاقات من دعم من قيادتي وحكومتي البلدين وما تشهده من تطور ونمو في كافة المجالات.

وأكد الجانبان أن أعمال هذه اللجنة ستشهد أول اجتماعاتها خلال زيارة وفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيس المجلس قريباً إلى روسيا الاتحادية؛ لبحث مختلف الجوانب التي تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياسية والثقافية والتعليمية.

وشدد الجانبان على أنه في ظل توحيد المواقف وتطابقها في القضايا محل النقاش وفي التعامل مع القضايا الوطنية والإقليمية والدولية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، فإنه يجب أن تكون الاجتماعات واللقاءات بين الجانبين والحوار دورياً يواكب الحوار السياسي بين البلدين، وأن يتم العمل على تجفيف منابع الإرهاب والحيلولة دون وصول السلاح إلى الجماعات المتطرفة الإرهابية ومحاربة أصحاب الفكر الضال.

وأشاد الجانبان بالتعاون القائم وبمشروعات التطوير في الموانئ وفي الأعمال والطاقة والغاز والاستثمار السلمي للطاقة، والفضاء والزراعة، وأكدا أهمية التعاون القائم والواعد بين الأقاليم الروسية ودولة الإمارات، وعلى المساعدة في دعم الاتفاقيات التي يجري العمل على إبرامها بين الجانبين، وشدّدا على أهمية الدور الذي تضطلع به البرلمانات والدبلوماسية البرلمانية في العمل جنباً إلى جنب وبالتعاون والتنسيق مع حكومتي البلدين للدفع بالعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى آفاق أرحب للوصول إلى الشراكة الاستراتيجية.

حل قضية الجزر

وأكدت معالي أمل القبيسي ضرورة إيجاد حل لقضية احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، إما باللجوء إلى محكمة العدل الدولية أو المفاوضات السلمية المباشرة، مثمنة موقف روسيا ودعمها للإمارات وعرض وساطتها لحل القضية عام 2012 لكن هذا المسعى قوبل برفض من الجانب الإيراني.

ورحبت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيس المجلس بفالنتينا ماتفيينكو والوفد المرافق لها في زيارة هي الأولى لأول رئيسة لمجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية الروسية، إلى دولة الإمارات والمجلس الوطني الاتحادي.

اتفاق

وأكدت معاليها أنه يوجد شبه اتفاق لدى البلدين في المواقف حيال القضايا الوطنية وما تشهده المنطقة من أحداث والقضايا الدولية، مضيفة أن موضوع مكافحة الإرهاب ونشر التسامح والاعتدال والأمن في المنطقة والعالم، هو أولوية لدى دولة الإمارات وقيادتها، ونحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز علاقات التعاون بين مختلف الدول قيادات وحكومات وشعوباً وبرلمانات، في ظل ما نشهده من ظروف وما تمر به المنطقة وبعض دول العالم من أوضاع، لا سيما انتشار الإرهاب والتطرف الذي يختطف الدين الإسلامي.

وشددت على أهمية العمل على اجتثاث التطرف الفكري والديني ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وتوقيف تمويله والعمل على ملاحقة من يقف وراءه وما يستوجب ذلك من مواجهات وتشريعات على كافة الصعد الأمنية والسياسية والتربوية والعلمية والفكرية، وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية على الساحة الدولية.

وأشارت القبيسي خلال اللقاء إلى موقف الإمارات من القضية السورية، الذي يؤكد أهمية عودة الاستقرار لسوريا والمنطقة العربية ككل، لافتة إلى وقوف الإمارات إلى جانب الشعب السوري وتقديمها مختلف أنواع الدعم والمساعدات الإنسانية للاجئين السوريين في بعض الدول العربية عن طريق المؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.

ريادة

بدورها، أعربت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية باسمها وأعضاء الوفد عن شكرها على هذه الدعوة الكريمة وعلى حسن الضيافة مؤكدة أنها فرصة ثمينة لزيارة دولة الإمارات، معربة عن تهنئتها لمعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي على انتخابها لرئاسة المجلس كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على مستوى الوطن العربي، وقالت: «إن هذا الانتخاب يعكس ريادة دولة الإمارات ونموذجها في دعم المرأة وهذه ثقة من القيادة والشعب بأهمية دور المرأة في مسيرة التطور في الدولة».

وقالت: إن دولة الإمارات هي شريك واعد ومهم جداً لروسيا الاتحادية ونحن مهتمون بتعميق التعاون القائم في كافة المجالات، ومرتاحون للمستوى الذي وصلت له في شتى المجالات، وهذا يعود إلى الحوار السياسي الوثيق بين قيادتي البلدين، مثمنة الجهود الشخصية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتطوير هذه العلاقات، مؤكدة أن سموه صديق كبير لبلادها وأن من أهم نتائج زيارات سموه إلى بلادها التأكيد على تطوير علاقات التعاون والتوافق في وجهات النظر في معظم قضايا المنطقة والأجندة الدولية.

وأكدت أن التعاون على مستوى البرلمانات له إسهامات مهمة في تعزيز وتطوير مختلف العلاقات وتستطيع البرلمانات أن تلعب دورها ليس فقط عن طريق الدبلوماسية البرلمانية بل من خلال تشكيل فرق عمل لتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وفي الأجندة الدولية لتحقيق التوافق تجاه التحديات الجديدة والمتفق عليها لا سيما على الصعيد الدولي.

ورحبت بإنشاء لجنة صداقة برلمانية إماراتية روسية لدورها المهم في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

وأعربت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية، عن شكرها لدعم المجلس الوطني الاتحادي لدعوة روسيا الاتحادية لاستضافة اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في دورته «137» في عام 2017، مع التأكيد على دعم دعوة المجلس الوطني الاتحادي لاستضافة اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي عام 2018.

ووجهت الدعوة إلى المجلس الوطني الاتحادي للمشاركة في منتدى المرأة الأوراسي الدولي المخصص الذي سيعقد في عام 2018 في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، الذي يركز على زيادة مشاركة المرأة في الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقالت: يسرنا أن نرى عضوات المجلس في هذا المنتدى المهم.

ووجهت معاليها الدعوة إلى فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية، للمشاركة في المؤتمر النساء البرلمانيات الذي ينظمه المجلس بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي في شهر ديسمبر القادم.

الحضورحضر جلسة المباحثات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي كل من: علي جاسم، وعفراء راشد البسطي، وعزا سليمان، وسالم عبيد الشامسي، والدكتور سعيد عبدالله المطوع، والدكتور عبدالله المحرزي، والدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس، وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية.

زيارات

قالت معالي الدكتورة أمل القبيسي: إن الزيارات المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين تدلل على متانة العلاقات القائمة وعلى تنوعها وشمولها العديد من القطاعات ،مؤكدة أهمية نتائج الزيارات التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى روسيا الاتحادية، وما شهدته من تعاون وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا، التي نالت اهتماماً كبيراً من قبل الجانبين.

Email