استعملت في بداية الخمسينات بدون ترخيص ولا أرقام

سيارات زمان.. قوة الأداء وبساطة التصميم

واحدة من السيارات القديمة سادت في القرن الماضي | ارشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند الحديث عن الزمن الجميل تعود الذاكرة إلى قوة وصلابة السيارات التي كان تتم صناعتها من الحديد الكامل، وقوة محركها وجودة بقائها مدة أطول، هذا كله في زمن الستينات حتى الثمانينات. لتدخل مرحلة جديدة مع بداية التسعينات والألفية الجديدة.

من مظاهر التطور في السيارات التي كانت قد بدأ ظهورها في المنطقة مع بدايات الخمسينات، وكانت عبارة عن شاحنات عسكرية وسيارات ذات دفع بالعجلات الأربع، وعددها كان محدوداً جداً، ولم تكن هناك حاجة لتسجيل السيارات، ولا وجود للوحات ترخيص، فكانت تتم معرفة صاحب السيارة من لونها ونوعها والموديل الخاص بها. وكانت تلك السيارات لها قيمة ولا يستطيع الكل شراءها.

حلم

عموماً، كان امتلاك السيارة حلماً يراود كل شاب في زمن الطيبين وبالأخص مع بداية مطلع الثمانينات مع تطور الدولة وانتشار التعليم، في الوقت الذي بدأ فيه انتشار السيارات بكثرة، حيث بدأ الناس مع الانتشار الواسع لاستيراد السيارات في بدايات الخمسينات الحصول عليها بسعر مغر ومعقول وربما بالأقساط الميسرة، وقد سبق حلم امتلاك السيارة فن قيادتها، فالبعض من الشباب اعتمد على نفسه في قيادتها وذلك عن طريق تعليم نفسه بنفسه من خلال مراقبة حركات السائق وطريقة تعامله في القيادة حيث يتحين الفرصة وجود السيارة في غياب صاحبها مثل الأب أو الأخ ومن ثم محاولة قيادتها خلسة، وكان يقودها مع رفاقه رغم قصر قامتهم، وقد يطلب البعض الآخر من صديقه أو أخيه أو حتى والده تعليمه فن أصول قيادة السيارة. وكان الاستعراض حولها من أجل لقطة كاميرا من أبرز مظاهرها.

قصة قيادة

وكل شخص لا شك بأن له قصة مع بداية تعلمه لمبادئ القيادة وغالبها يحمل مواقف مضحكة وطريفة يقصها على أقرانه، أو يسردها كذكريات طيبة لأبنائه وأحفاده، مثلما يحكي المواطن عبدالله الحمادي عن معشوقته التي ابتاعها منتصف السبعينات وكان قد أطلق عليها اسم (120 واي) موديل 1973، فقد كانت أول سيارة بدأ معها رحلة التعامل مع قيادة بالـجير العادي، وعجلة القيادة العادية السكان، وذلك قبل استخراج رخصة القيادة أو الليسن يرافقه صديقاه محمود وبوشهاب..، وكانوا يتناوبون في التدريب الذاتي على قيادتها بربوع رأس الخيمة ابتداء من (الخران وخزام والجزيرة الحمراء والحمرانية وخت والسيح والنخيل، إلى الرمس وشعم وخور خوير) التي كانت عبارة عن مدينة صغيرة، نصف بيوتها ما تزال حتى ذلك العهد من الطين، وما يقع خارج المدينة عبارة عن ندود، وهو جمع ند أي التل الرملي، أو التلال الرملية التي كان يتميز بها ريف رأس الخيمة قبل أن يبتلعها الزحف العمراني.

التزيين والتجميل

وإلى جانب تعلم أصول القيادة وفنونها، تعددت أساليب التزيين والإضافات التجميلية وخصوصا بعد تملك السيارة، ويتم ذلك اما عن طريق المجهود الشخصي والعمل اليدوي.

كما تنوعت موديلات المركبات من اللاندروفر وسيارة من طراز (بويك)، وكريسيدا، المازدا، سيتروين، والجيتي ولاندكـــروز التي يطلق عليها محليا (كبسولـــة)، كما عرفت السيارات الألمانية كالمرسيدس والأودي وفولكس فاجن، كما عرفت السيارات الصغيرة من «الفرت» الأميركية، وكذلك سيارات الشفر والكاديلاك، وراجت السيارات اليابانية مع بداية السبعينيات، كما استقبلت الأسواق السيارات الكورية في بداية الثمانينيات.

تطور ورفاهية

المتمعن في مراحل تطور التصنيع لهذه السيارات، يرى في السبعينات حظيت المركبات بجهاز التكييف، وتدشين مرحلة إغلاق الأبواب والنوافذ أوتوماتيكيا مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، إلى جانب وجود تقنيات الراديو ومسجلات الكاسيت، وفي الثمانينات اتسمت برواج السيارات اليابانية التي تميزت بأشكالها الجذابة وأناقتها، وظهرت تقنيات جديدة، لاسيما تقنية التنبيه الصوتي التي ما زال هواة الثمانينات يحفظون عباراتها باقي كمية قليلة من الوقود، وأنوار السيارة مضاءة، نسيت مفتاح السيارة، تركت السيارة في وضع التشغيل الماكينة سترتفع حرارتها.

 ومع بداية التسعينات شهدت نقلة نوعية متقدمة في وسائل الأمن والسلامة. أما الألفية الجديدة فقط شهدت تطوراً كبيراً ابتداء من الكاميرات ومفاتيح التحكم عن بعد، فضلاً عن الخدمات الذكية التي تمثل الآن جزءا من تاريخ مسيرة سيارات زمن الطيبين.

Email