تتسبب في مضاعفات وأعراض جانبية

زراعة الخلايا الجذعية غير ناجعة في علاج السكري

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة الخطيرة التي تسبب مضاعفات تطال كافة أعضاء الجسم بما في ذلك القلب والشرايين، وقد يؤدي أيضا لبتر الأطراف بسبب عدم وصول الدم بكميات كافية.

ويطلق على مرض السكري بالقاتل الصامت إذ إنه يتسبب في وفاة شخص كل 7 ثوان في الدول النامية (الشرق الأوسط وأفريقيا)، فيما يتسبب المرض بوفاة شخص كل عشر دقائق في الولايات المتحدة الأميركية وشخص كل 7 دقائق في أوروبا وفقاً للدكتور اس ام ساديكوت رئيس الفيدرالية العالمية للسكري الذي يزور دبي حاليا.

وبما أن دول الخليج تعتبر من أكثر دول المنطقة إصابة بالمرض يلجأ كثير من المرضى المقتدرين إلى مراكز تدعي قدرتها على علاج السكري بالخلايا الجذعية من منطلق أن "الغريق يتعلق بقشة" ولكن يعودون بمضاعفات وأعراض جانبية أخرى لا تحمد عقباها.

تجربة

بعض المرضى ممن زرعت لهم الخلايا الجذعية التقتهم "البيان" على هامش المؤتمر العالمي للسكري الذي اختتم فعالياته في دبي أكدوا أنهم خضعوا لتجارب من قبل بعض المراكز في دول الاتحاد السوفيتي السابق والهند وبعض دول المنطقة وعادوا بخفي حنين إذ مازالوا يتعاطون الانسولين والحقن اليومية بعد أن خسروا مبالغ طائلة وصلت إلى ما يقارب 200 ألف درهم، وهو ما أكده إبراهيم آل صالح الذي طلب عدم نشر صورته بل الاكتفاء بنشر قصته لتكون عبرة للآخرين.

يقول إبراهيم قرأت على أحد المواقع الإلكترونية عن مركز متخصص للعلاج بالخلايا الجذعية لعلاج السكري في الهند وتواصلت مع المركز، وتم تحديد موعد وذهبت إلى هناك وخضعت لعملية حقن للخلايا الجذعية على أمل أن يتم التعافي من المرض بعد فترة، وطلب مني الطبيب تخفيف نسبة الأنسولين تدريجيا لحين نجاح العملية ولكن مر عامان ونصف وما زلت أتعاطى الأنسولين ولم أتحسن قيد أنملة، وبالتالي أنصح المرضى التريث قليلاً لحين نجاح التجارب العالمية واعتماد الخلايا الجذعية من قبل منظمة الغذاء والدواء الأميركية "اف دي ايه".

وفاة بشهادة شاهد

ويروي رئيس الفيدرالية العالمية للسكري اس ام سيدكوت قصة شاب هندي في مقتبل العمر زرع الخلايا الجذعية وطلب منه الطبيب التوقف عن تناول الأنسولين، وبعد أسبوع مات الشاب ليكتشف أن سبب الوفاة هو افتقار الجسم للأنسولين لمدة أسبوع كامل.

الدكتور عبد الرزاق المدني استشاري السكري والغدد الصم ورئيس جمعية الإمارات للسكري أكد انه لم يترك مؤتمرا عالميا حول السكري إلا وحضره، وفي كل مؤتمر يكون هناك جلسة عن زراعة الخلايا الجذعية لعلاج السكري وجميع الجلسات والأوراق العلمية بما فيها الجلسة التي عقدت على هامش مؤتمر السكري السادس في دبي أكدت عدم توصل الأطباء لعلاج ناجع للسكري، بما في ذلك الخلايا الجذعية.

هناك مراكز تجري تجارب لزراعة الخلايا الجذعية في أوروبا والهند ودول الاتحاد السوفيتي السابق وحتى في بعض الدول العربية ولكنها لم تنجح بعد.

حقول للتجارب

المراكز الغربية تستخدم دول العالم الثالث للتجارب وتأخذ منهم مبالغ طائلة لإجراء تلك التجارب في حين أن المرضى في الدول الغربية يدفع لهم مبالغ طائلة للتطوع لإجراء تلك الأبحاث، وهذا ينم عن حالة الجهل التي يقع بها البعض أحيانا جراء الانسياق وراء إعلانات مضللة يكون الهدف الأساسي منها هو الحصول على مرضى لإجراء التجارب.

ويؤيده في ذلك رئيس الفيدرالية العالمية للسكري الدكتور اس ام سيدكوت الذي قال إن تجارة زراعة الخلايا الجذعية قائمة منذ أكثر من عشر سنوات في العديد من الدول المتقدمة على مرضى متطوعين ولكن لم يتم التوصل إلى حل ناجع لغاية الآن يمكن أن يعطي الأمل لأكثر من 250 مليون مصاب على مستوى العالم حاليا.

ويضيف لماذا التسرع طالما أن مرض السكري أصبح من الأمراض التي يمكن التعايش معها بعيدا عن المضاعفات بفضل الأدوية والعلاجات الحديثة والمراقبة الذاتية لنسبة السكر في الدم من الشخص نفسه، وبالتالي علينا الانتظار قليلاً لحين نجاح التجارب القائمة حاليا قبل الإقدام على زراعة الخلايا الجذعية لأنها لم تعتمد بعد عالمياً.

البنكرياس الصناعي

ويعطي زميلهم البروفيسور داريو راشيلك في جامعة زغرب في كرواتيا بارقة أمل لمرضى النوع الأول تتمثل في زراعة البنكرياس الصناعي للبالغين المصابين بداء السكري يجري توصيله بهاتف ذكي لمراقبة مستوى السكر في الدم ليفرز الأنسولين بصورة آلية وقت الحاجة.

وقال: البنكرياس الصناعي الجديد تمت تجربته على مجموعة من 12 بالغاً من المصابين بالسكري على مدار اليوم لمدة أسبوع وبين أن هناك تحسنا بصورة كبيرة على مستوى السكر في الدم ووصل إلى المستوى المتوسط الآمن مع الاستعانة بالبنكرياس الصناعي لدى البالغين بنسبة 72% مقارنة بنسبة 53% باستخدام أجهزة القياس التقليدية.

وقال: البنكرياس الصناعي مفيد لأنه يتحكم في ضخ الأنسولين تلقائياً حتى أثناء النوم، لأن مستوى السكر قد يرتفع فجأة وبصورة كبيرة ليلاً ما يمثل مشكلة خطيرة.

قص المعدة

وقال داريو راشيلك إن عمليات قص وربط المعدة تمثل حلاً للأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة شريطة المحافظة على البرنامج الغذائي الذي يصفه لهم الطبيب، وقد ثبت علميا أن هذه الطريقة ممكن أن تخلص أكثر من 70% من البدناء من داء السكري إذا ما أجريت في مراكز طبيعة معروفة ولدى أطباء متخصصين.

أما فيما يتعلق بالخلايا الجذعية فيؤكد البروفيسور راشيلك أن التجارب القائمة منذ عقود لم تنجح بعد وإن كان هناك مؤشرات أولية لنجاحها على الفئران ولكن الوقت ما زال مبكرا لاعتمادها لبني البشر.

الدكتور عبد الرزاق المدني يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي للأسف تستخدم من قبل البعض لنشر الإعلانات المضللة منها علاج السكري بالخلايا الجذعية وللأسف نجد بعض المرضى خاصة من دول الخليج يذهبون لتلك المراكز، ولكنهم يعودون "بخفي حنين".

نصيحة

ينصح الدكتور عبد الرزاق المدني المرضى بالتريث قليلاً والاستمرار على نفس الأدوية التي يتعاطونها يوميا مع مراقبة السكري بصورة دائمة.

 مؤكدا أن مريض السكري أصبح أفضل حالاً من السابق بسبب ظهور أجيال جديدة من الأدوية الفموية لمرضى النوع الثاني أو الأنسولين لمرضى النوع الأول، إضافة لظهور أجهزة جديدة لمراقبة السكري في الدم دون الحاجة إلى عملية الوخز المؤلمة.

Email