أكد في كلمة الافتتاح أن خليفة يقود الإمارات لتكون مركزاً دولياً للمعرفة

القرقاوي: محمد بن راشد يؤمن بالاستعداد للمتغيرات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقى معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، الكلمة الافتتاحية لفعاليات القمة التي انطلقت أمس في دورتها الرابعة، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، وقال إن القمة العالمية للحكومات تنظم دورتها وفق الرؤية السديدة والقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله، الذي يقود دولة الإمارات لتكون مركزاً دولياً للمعرفة ومنصة حقيقية للتغيير الإيجابي في العالم.

وأضاف معاليه إن أعمال هذه القمة تنطلق برعاية ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يؤمن بأن استشراف المستقبل والاستعداد للمتغيرات المحتملة في السنوات القادمة بما فيها من تطورات، ليست أعمالاً تكميلية للحكومات بل هي من أهم الأساسيات، لأن الحكومات غير المستعدة للمستقبل ستهدر بلا شك سنوات وثروات ومستقبلاً.

ورحب معالي القرقاوي بالوفود الرسمية للدول والمنظمات الدولية المشاركة في القمة التي تشمل منظمة الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنتدى الاقتصادي العالمي والأكاديميين والإعلاميين والخبراء ورواد القطاع الخاص.

وأوضح رئيس القمة العالمية للحكومات أن الدورة الرابعة من القمة شهدت تغيرات كبيرة في مسماها ومضمونها وفلسفتها وبرامجها وآليات تبادل المعرفة عبـر مختلف منصاتها، منوهاً بأن التغيير الأكبر يتمثل في تحويل القمة من حدث سنوي إلى مؤسسة دولية، لأن استشراف المستقبل يتطلب جهداً يومياً مكثفاً وليس عملًا سنوياً موسمياً.

وقال معاليه «أعمال هذه القمة لن تنتهي بعد 3 أيام بل ستواصل وتستمر في الأبحاث واستنباط المعرفة، واللقاءات وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات والاطلاع على التجارب طوال العام، لأننا نريد أن نكون جزءاً من المستقبل، مؤثرين فيه وليس متأثرين، مواكبين لتغيراته لا مقاومين لها أو متأخرين عنها».

البحث عن السعادة

وأكد معالي القرقاوي أن الإنسان سيبقى باحثاً عن السعادة وساعياً إلى تحقيقها، وأنه لابد أن تكون رسالة كافة الحكومات أيضاً سعادة الإنسان، وقال «هذا ما وضعناه كرؤية لنا في حكومة الإمارات وما وضعه لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كمؤشر أداء لكافة أعمالنا ومشاريعنا».

وأضاف القرقاوي إن الحكومات مطالبة اليوم بهذه المهمة وإلا فإنها ستتسبب بضياع الكثير من الطاقات والثروات إن لم تكن مستعدة مشيراً إلى أن مواكبة التغيرات في عالم اليوم لا يمكن أن تتم إلا بجهود مستمرة من خلال الأبحاث واللقاءات.

وأشار إلى أن القمة ستبحث في 8 قطاعات أساسية تشمل الصحة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار ومستقبل العمل الحكومي وهي قضايا سيتم بحثها من خلال 70 جلسة و 100 متحدث بحضور 3 آلاف مشارك من 125 دولة.

معالم الثورة الصناعية

وأوضح معاليه أن القمة ستركز على شكل التعليم في المستقبل وأثر التغيرات التكنولوجية وشكل الخدمات الصحية وطبيعة التنقل وتنظيم القطاعات الجديدة التي ستخلقها المتغيرات الحالية.

وأشار القرقاوي إلى معالم الثورة الصناعية الرابعة التي ستدمج العالم الحقيقي بالعالم الافتراضي والتي سيتأثر الجميع بها ومدى استعداد الحكومات لها وكيف سيكون شكل الحكومات فيها ومدى استعداد هذه الحكومات للتغيرات القادمة في ظل تنوع وسائل التواصل والقنوات الجديدة خصوصاً أن ثلث سكان الأرض اليوم مرتبطون بهذه الوسائل الجديدة.

وقال القرقاوي إن القمة ستبحث أيضاً ماهية الاقتصاد التشاركي الذي يقدر اليوم بمئات المليارات مع وجود شركات تعمل في ظل هذا الاقتصاد الجديد، كما تبحث القمة في الطباعة ثلاثية الأبعاد وأثرها على طباعة الأعضاء البشرية ومدى اخلاقيات وحدود ذلك.

متغيرات

وفي كلمته خلال الجلسة الأولى أكد كلاوس شواب رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي أن الثورة الصناعية الرابعة لن تكون كسابقاتها فهي لن تكتفي بتغيرات المحيط بل ستغير الإنسان نفسه.

وأكد شواب أن دولة الإمارات تتمتع بإمكانات كبيرة لأن تصبح أنموذجاً للمستقبل الذي تتطلع إليه المجتمعات مشيراً إلى الإنجازات التي حققتها الدولة في مؤشرات التنافسية التي يصدرها المنتدى الاقتصادي العالمي.

وقال شواب إنه ومع قدوم هذه الثورة فإن الحكومات مطالبة اليوم للاستعداد واستشراف المستقبل الذي بدأ فعلياً نظراً لأن هذه الثورة تحمل معها تغيرات هائلة ستؤثر علينا جميعاً.

وأشار شواب إلى الثورات الصناعية الثلاث التي سبقت الثورة الرابعة وتتمثل الأولى في اختراع المحرك والثانية في الكهرباء والثالثة في اختراع الحواسيب الشخصية فيما ستكون الرابعة مختلفة كلياً عن سابقاتها.

تسونامي كاسح

وقال إن الثورة الصناعية الرابعة لن يأتي تأثيرها بشكل تدريجي بل أشبه بتسونامي كاسح وما يحمل ذلك من فرص وإمكانات هائلة ستفتح خلال السنوات المقبلة مع إحداثها للعديد من التغيرات الكبيرة في حياة البشر وسلوكهم ولن تقتصر على إنجاز واحد بل تمتد إلى العديد من الإنجازات، كما أن الثورة لن تؤثر فقط في المنتجات والخدمات بل ستغير نظم العمل القائمة.

وأشار شواب إلى أبرز مظاهر الثورة الجديدة ومنها انترنت الأشياء والروبوتات والذكاء الاصطناعي هي أمور ستغير ما بداخل الإنسان وتدمج الواقع الحقيقي مع الافتراضي والرقمي والبيولوجي مشيراً إلى أجهزة الاستشعار عن بعد وكيف يمكن أن تؤثر على حياة الإنسان لو زرعت في داخله.

وأكد شواب أن هذه الثورة تحمل تحديات كبيرة للحكومات المطالبة بالتغيير بما فيها طريقة عمل هذه الحكومات ومدى قدرتها على التحرك والابتكار داعياً الحكومات إلى أن تعيد تشكيل نفسها وتغيير النهج الهرمي القديم.

كما أن عليها أن تجمع بين توفير الخدمات وتقديمها وبنفس الوقت التواصل مع الناس والتركيز أكثر على رأس المال البشري وتأهيل المهارات والمواهب باعتبارها المورد الأهم للحكومات وتنمية قدرات المجتمع وإشراك جميع فئاته بما فيها النساء وتنمية المهارات القيادية للتكيف مع متغيرات الثورة الصناعية الرابعة.

Email