جلسات تبحث اتجاهات المستقبل

حكومات الغد منصات خدمات للمستهلكين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومتحدثون أن حكومات المستقبل يجب أن تكون منصة متكاملة لخدمات المستهلك، ولا بد من إشراك المواطنين كافة في صناعة المستقبل. ودعا الخبراء الحكومات إلى التكيف مع المتغيرات الجديدة التي فرضتها التكنولوجيا، والاستفادة من تجارب كبرى الشركات العالمية التي استقطبت المزيد من العملاء والشركاء، بسبب نجاحها في التكيف مع التطورات والمتغيرات في السوق.

وأكد تيم أورايلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أورايلي ميديا»، عبر جلسة حوارية، أن سر نجاح الحكومات اليوم يكمن في قدرتها على التحول إلى منصة متكاملة الخدمات، يشترك فيها كل المواطنين، وتتفاعل بشكل مباشر مع اهتماماتهم، وتكون أكثر مرونة في ممارساتها وقوانينها.

تحديات

وقال أورايلي، في جلسة حول حكومات المستقبل، إلى أن المستهلك في الحكومات المقبلة سيكون أكثر تطلباً بالنظر إلى سرعة المتغيرات من حوله، وهو الأمر الذي يفرض على هذه الحكومات سرعة الاستجابة له مشيراً إلى أن كثيراً من تقنيات اليوم مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة، جميعها تعد من تحديات حكومات المستقبل.

وأضاف أن المستهلك في هذه الحكومات سيكون لديه الكثير من التطلعات المختلفة بفضل التكنولوجيا التي وفرت له تطبيقات وخدمات لم تكن موجودة في السابق، وهذا يعني أن بنية الحكومات بدأت تتشابه مع بنية الأسواق نفسها، موضحاً أن ثقة المستهلك بحكومات المستقبل ستكون على المحك، بالنظر إلى هذه المتطلبات المتغيرة له التي يجب أن تستجيب لها الحكومة بسرعة ومرونة.

استجابة

وأشار إلى نجاح شركة «أبل» العالمية الذي لا يكمن في اختراعها الهاتف الذكي فقط، وإنما أيضاً لأنها استجابت للمتغيرات، ووفرت تطبيقات وخدمات ليست من اختراعها، وهذا أمر يجب على الحكومات الاستفادة منه، من خلال عقد الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص، بما يخدم المستهلك أو المواطن في هذه الحكومة.

وقال إن أهداف الحكومات في المستقبل لن تتغير، فهي تسعى إلى إسعاد الناس، لكن المتغير يتمثل في القواعد والتأقلم مع هذه المتغيرات والتفكير بنمط جديد للأعمال، مشيراً إلى أن السوق قد لا يسمح بكثير من العمل للحكومات، لكن تبقى أهمية القيادة فيها التي توجه وتبتكر بما يخدم المجتمع.

اختفاء

ورداً على سؤال عن إمكانية اختفاء 48% من الوظائف واستبدال الروبوتات بها، أجاب أورايلي: «صحيح أن بعض الوظائف تواجه التحديات، لكن الحكومات مطالبة بتجاوز الحديث عن الوظائف، وتبدأ نقاشاً حقيقياً حول طبيعة الوظائف ونوعية العمل نفسه».

وأشار أورايلي إلى أن الحكومات تحتاج إلى كفاءات في مجالات عدة، لشغل نوعية أفضل من الوظائف التي تتطلب استخدام الاختراعات والابتكارات التكنولوجية. وأعطى مثلاً عن مستقبل قطاع الرعاية الصحية الذي سيكون قادراً على معالجة المرضى عن بعد، مشيراً إلى الأثر الإيجابي لهذا التطور على حياة المرضى المصابين بأمراض مزمنة، أو من يحتاجون إلى إشراف طبي دائم.

وقال إن الطريق الصحيح للوصول إلى الحكومة 2.0 هو تحول الحكومة إلى منصة، والسماح للجميع داخل الحكومة وخارجها بالابتكار، أما عن النتائج، فقال: «لا يجوز تحديدها سلفاً، بل إنها تتطور من خلال التفاعل بين مزودي التكنولوجيا والمجتمع ومستخدميها».

وختم أورايلي جلسته قائلاً: «الحكومة - المنصة لا تعني فقط استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي فقط، إنها أكثر من ذلك، على الحكومات أن تبدأ في التفكير كما يفكر مزودو المنصات».

تشارك

من جهته، أوضح البرفيسور ساندراراجان، أستاذ المعلومات في كلية ستيرن للأعمال، أن مستقبل الاقتصاد في العالم سيكون تشاركياً، وهو مزيج بين الشركات والأسواق، موضحاً أن هذا النوع من الاقتصاد يشمل اليوم مختلف مناحي الحياة من المصارف إلى النقل وحتى خدمات المبيت.

وقال إن هناك الكثير من الشركات العاملة في هذا الاقتصاد لديها اليوم أصول بمليارات ومنها: «أوبر وايران بي» وغيرها، وهي تمثل نموذجاً جديداً في الأعمال، حقق نجاحاً كبيراً، وجسّد طريقة جديدة في الاقتصاد.

ودعا الحكومات إلى وضع التشريعات الملائمة للعمل في ظل هذه المتغيرات التي تتجه إلى توفير عمال وموظفين ومحامين ومستشارين حسب الطلب، وهو اختيار طوعي وليس إجبارياً، كما أنه يمثل حلولاً لمواجهة تحديات التشغيل والبطالة والاستفادة من البنية التحتية المخفية.

الخطر الإلكتروني

وفي جلسة الأمن الإلكتروني، أشار رود بيكستروم، الرئيس والرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة الإنترنت للأسماء «إيكان»، إلى إنه ليس هناك أحد آمن من الأخطار السيبرانية، فهناك عالم إلكتروني مجنون، الكل فيه معرض للخطر.

وقال إن المطلوب من الحكومات تطوير فلسفة جدية للأمن الإلكتروني، والتقليل من المركزية في الشبكات، وعدم التركيز على التشريعات، لأنها لن تنفع في هذا المجال.

وأشار إلى حقائق عدة في المخاطر الإلكترونية، ومنها أنه ليس هناك أحد آمن، وأن أحدث حلول الأمن لن تمنع هذه المخاطر من الحدوث، مشيراً إلى أن أي شيء موجود على الشبكة عرضة للقرصنة والخطر. ورسم بيكستروم سيناريوهات عدة لهذه الأخطار، تتمثل في المخاطر النووية والحرائق، وتعطل شبكات الكهرباء، وخاصة في ظل انتشار الحوسبة السحابية.

70

قال بيكستروم إن الأخطار الإلكترونية متنوعة منها المخترق الفردي أو شبكات الجريمة المنظمة أو الحكومات، وهذا يعني تنوع المخاطر التي قد تشكّل تهديدات فعلية.

وأشار إلى أن دولاً عدة تضررت من هذه الأخطار، وبعضها خسر الملايين جراء هذه الهجمات، منها أستونيا ومصر وجورجيا وأوكرانيا التي عانى أكثر من 70 ألفاً من سكانها انقطاع شبكة الطاقة بسبب الهجمات الإلكترونية.

Email