استشراف الحكومات للأحداث يتطلب تخيلاً وتوقيتاً مناسباً وتحليلاً للمعلومات

شوارتز: دبي ضمن الأفضل عالمياً في التفكير للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضح خبير علم المستقبل بيتر شوارتز، خلال جلسته التي حاضر فيها بعنوان «كيف تستعد الحكومات للمستقبل غير المتوقع»، أهمية استشراف الأحداث المستقبلية في كل المجالات، والتي من خلالها يمكن تغيير واقع كثير من الأشياء السلبية التي مر بها العالم، لافتاً إلى أن هناك كثيراً من الأحداث التي تتطلب من المتخصصين مواجهة مفاجآتها من أجل وضع سيناريوهات إيجابية للتعامل معها، وأن باستطاعة العالم استباق ذلك عبر التفكير الشامل وأخذ المعلومات على محمل الجد في التوقيت المناسب. وقال: إن دبي من الأفضل عالمياً في القراءة الجيدة للواقع والأحداث العالمية والتفكير من أجل المستقبل.

وأشار إلى أهمية البحث بشكل دائم عن المؤشرات الأولية لقراءة المستقبل بشكل مناسب، والذي يتطلب خيالاً كبيراً واسعاً بالإضافة إلى تحليل المعلومات بشكل جيد، واختيار الوقت الجيد لتنفيذ الافكار لتلائم الواقع الموجودة فيه، موضحاً أن هناك قضايا أساسية يجب فيها التفكير بطريقة غير معقولة حتى تكون هناك قراءة جيدة للمستقبل.

مفاجآت

وأكد أهمية الاستشراف وأخذ زمام المبادرة من أجل منع الأحداث السيئة، والاستفادة من الواقع الجديد الناتج عنها، موضحاً أنه إذا فهمنا المستقبل بشكل جيد أجدنا التعامل معه ومع مستجداته، وأن هناك من المفاجآت الكبيرة التي حدثت ولم تستطع الحكومات والأجهزة المختصة التعامل معها، رغم وجود مؤشرات لذلك، وهو ما يعكس فشلاً في إدارة المعلومات واستبيانها.

وأبان أن هناك أسئلة مهمة يجب أن يتباحثها الجميع، مثل هل هناك أزمة مالية قادمة، أو إلى أين تتجه أسعار النفط، والبحث في القوى المحركة للتغيير وعن المعلومات الغامضة، فضلاً عن وضع الصين الاقتصادي والمؤشرات العالمية، حيث إن كل ذلك يصب في اتجاه قراءة جيدة للأحداث والبعد قدر الإمكان عن المفاجآت، مضيفاً أن الرهان الحقيقي هو كيفية اتخاذ القرارات الصائبة التي تعتمد على التحليل والخيال والتوقع الصحيح.

قراءة

وذكر أن المطلوب لتجنب القراءة غير الصحيحة للأحداث العالمية في المستقبل، حوار أفضل بين قادة الحكومات، يكون استراتيجياً ويحمل أبعاداً وحلولاً جادة، مشيراً إلى أن سنغافورة تعد من أفضل الدول عالميا قراءة جيدة للواقع والأحداث العالمية، وتأتي معها حكومة دبي وفرنسا وبريطانيا، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى ابتعدت كثيراً عن هذا المضمار لعدم تقبلها أو اقتناعها بالواقع الجديد وعدم طرحها للأسئلة المثارة بشكل صحيح، وأن هناك حكومات قليلة تظهر شجاعة في المواجهة، وهناك بعض الأزمات التي عاشها العالم وكان من الممكن تجنبها لو تمت قراءة الواقع بشكل صحيح، مثل الأزمة المالية العالمية التي كان من الممكن تجاوزها.

وأشار أن هناك قضايا مستقبلية يجب الوقوف عندها كثيراً لتجنب سلبياتها، مثل قضايا الأمن والحدود بين الدول، فضلاً عن تداعيات النزاعات بين الشعوب وما يتبعها من أزمات مستقبلية، وقضايا التغير المناخي، موضحاً أن هذه القضايا يجب الوقوف عندها وتأمل تفاصيلها بعناية فائقة، كونها تؤثر بشكل كبير على مجريات الأمور وتطورها في كثير من دول العالم، ومن ضمنها المنطقة العربية وهو ما يخشى حدوثه قريباً.

توقعات

تطرق بيتر شوارتز إلى بعض المفاجآت الجيدة التي يتوقعها، مثل الاستخدام الكبير للطاقة النظيفة في العالم ما سينعكس إيجاباً على طريقة العيش المستقبلية، وهناك بالفعل بعض الفرق البحثية التي تعمل حالياً في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى إنشاء دبي لمتحف المستقبل الذي يعتبره أمراً رائعاً، لما يمثله من نقلة نوعية معرفية للإمارة، وأيضاً التطور في تكنولوجيا تعديل الجينات لوضع حد للأمراض الوراثية والعمل على إيجاد جيل جديد خال من الإمراض ومتميز بالذكاء والقوة مستقبلاً، لافتاً إلى أن هناك أيضاً توقعات بأحداث سيئة، مثل فوز دونالد ترامب مرشح الرئاسة الأميركية بمنصب الرئيس، وما يمثله من عواقب سلبية، خصوصاً أنه يتصدر استطلاعات الرأي حالياً.

Email