مكتوم بن محمد يشهد جلسة كيف تصنع علوم اليوم تكنولوجيا الغد

نيل تايسون: ثلثا النجوم أسماؤها عربية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، قال الدكتور نيل تايسون مدير القبة السماوية «هايدن» في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، في الجلسة التي حملت عنوان «كيف تصنع علوم اليوم تكنولوجيا الغد»، إن ثلثي النجوم المسمّاة تحمل أسماء عربيّة.

وذلك يدلل على أهمية العلماء العرب لدى الغرب، وأن الكاميرات المبهرة التي تستخدم في الهواتف الذكية، يعود الفضل في اكتشافها إلى العالم المسلم ابن الهيثم، مضيفاً: دبي إكسبو 2020 هي مدينة المستقبل التي كنت أبحث عنها، وبرأيي هي المكان الوحيد الذي يمكن أن نعيش به جميعاً. وبمجرد هبوط الطائرة في دبي رأيت مدينة المستقبل التي حلمنا بها في ستينات القرن الماضي.

وقال إن تطور العلوم والتكنولوجيا سيحرك العالم مستقبلاً، لافتاً إلى أن كثيراً من الإنجازات العلمية التي نعيشها الآن بفضل العلماء العرب القدماء، وأنه لو استمرت الإنجازات بالوتيرة نفسها لحصل علماؤها على جوائز نوبل.

تراجع دول

وتفصيلًا؛ أوضح تايسون أن إدراك الأهمية الكبرى للاستثمار في البحث العلمي هو الملاذ الوحيد لتقدم الدول وازدهارها، وأنه بدون ذلك ستتراجع دول كبرى وتتقدم عليها أخرى بدأت خطواتها في هذا الاتجاه، وأن التكنولوجيا المتقدمة هي التي ستحرك العالم نحو إيجاد حياة أفضل للجميع.

وأشار إلى أن التقدم التكنولوجي الكبير الذي نعيشه هو الذي أتاح لنا الاستفادة من الاختراعات والاكتشافات العلمية التي قدمها العلماء القدماء أمثال ابن الهيثم والخوارزمي، لافتاً أن أهم ما أنتجته وتقدمه الحضارات الآن من اختراعات وسبق علمي، هو بفضل هذا الأساس العلمي، وأن المجتمعات والمؤسسات العلمية الكبيرة والمرموقة لا تنظر إلى جنسيات وأسماء المخترعين والمبتكرين أو دياناتهم، لكنها تعتد بما يقدموه من إضافات مهمة علمية تؤثر في تغيير حياة البشرية.

جوائز نوبل

ودلل تايسون على أهمية العلماء العرب عند الغرب بتسمية ثلثي النجوم في الفضاء بأسماء علماء عرب ما يبرهن أهمية إنجازاتهم العلمية، ودورها الرئيسي في تطور كثير من العلوم الحالية، ولفت إلى أن نهائيات السوبر بول الأميركية كانت تقدم معلوماتها وأرقامها باللغة اليونانية، والآن بالعربية ما يعكس مدى التقدير العلمي للعرب.

وأشار إلى أن المنطقة العربية تحتاج إلى دعم كبير للمبتكرين والمكتشفين من أبنائها للانطلاق بمستقبلها للأمام، مشيراً إلى أن العلماء العرب حصلوا خلال السنوات الماضية على 3 جوائز نوبل من أصل 655 من غير العرب، ما يعكس الوضع الذي تعيشه المنطقة، واحتياجها الشديد لتكريس البحث والإنتاج العلمي لوضع قدم في مستقبل الغد.

تجربة دبي

وتطرق إلى تجربة دبي خلال السنوات القليلة الماضية، واصفاً إياها بأنها مدينة الحلم والمستقبل الذي تحمله للمنطقة العربية، ممثلاً إياها بالحلم الذي عاشه في الستينات في نيويورك مجسدة الطموح للعلماء آنذاك، مؤكداً أن فترة الستينات كانت عصر الأمل التكنولوجي، والآن دبي هي الأمل الجديد الذي نحلم به، بما تضمه من التنوع الكبير من الجنسيات والعقول.

واستحداث التكنولوجيات الجديدة في كل أنشطتها ومشاريعها وتخطيطها للمستقبل، وأن ما تفعله دبي الآن يسير بالاتجاه الصحيح نحو ترسيخ أكبر للانطلاقات العلمية، وهذا ما ظهر من خلال المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها الإمارات ومن ضمنها مشروع استكشاف المريخ والأقمار الصناعية المتطورة لاستكشاف الفضاء، وتوقع أن تكرر دبي النهضة العلمية التي عاشها العرب قديماً لتصبح عاصمة عالمية ومدينة الأمل والمستقبل.

علوم الفضاء

وأكد أن الدخول في مجال علوم الفضاء هو انطلاقة كبيرة للأمام، خاصة أن هذا المجال سيحقق ثروات طائلة مستقبلاً، مما يؤكد على التفكير الصائب والمتميز للدخول في هذا المجال، موضحاً أن التركيز على التكنولوجيا المعرفية وبناء الإنسان هو السبيل الوحيد والصحيح للانطلاق بخطوات كبيرة نحو الغد لإفادة المجتمعات المحلية والعالمية.

وضرب مثلاً بكثير من التجارب التي مرت بمراحل من التطور، ولم يخطر على بال مخترعيها الوصول لهذا المستوى المدهش من الفائدة العلمية، متطرقاً إلى العالم العربي ابن الهيثم مخترع علم البصريات الذي لولا اكتشافاته لما وصلنا لهذا التقدم الكبير في مجال الكاميرات ودقتها والتصوير في العمليات الجراحية، فضلاً عن الماسحات الضوئية في الأجهزة الطبية التي استفادت من حسابات الخوارزمي والفيزيائيين التي استفادت بهم تخصصات التصوير المغناطيسي والمجهر الإلكتروني، كما تطرق إلى العالم آينشتاين واستفادة العالم من خلال أبحاثه في تقنيات الليزر.

تكنولوجيا الغد

وتطرق تايسون للسؤال الأهم: ما هي تكنولوجيا الغد؟ وأن السبيل الوحيد للإجابة عن ذلك هو تكريس الدعم للعلماء، وإن لم تسعَ الحكومات والدول لتجهيز أجيال علمية مؤهلة بشكل ملائم، فلن يكون هناك غد يحمل أحلام وطموحات العالم نحو مكان أفضل يعيش فيه الجميع، مشيراً إلى أن هناك خريطة للعالم تصنف تقدم العلوم والعلماء في الدول بألوان محددة، تقل وتزيد بحسب زيادة المعرفة والعلوم فيها.

25%

أشار نيل تايسون إلى حجم الإنفاق على البحث العلمي الذي تقدمه الشركات العالمية، مثل غوغل التي رصدت 15 ٪من إيراداتها للبحث العلمي والتطوير، و«فيس بوك» التي قدمت 25 ٪، و«أبل» 3.5٪بما يقارب 8 مليارات دولار، موضحاً أنه يجب على الحكومات رصد هكذا مبالغ لأبحاثها وتطوير علمائها.

Email