المخيم الإماراتي الأردني نموذج للبرامج الإنسانية للاجئين السوريين

■ لم شمل العائلات السورية اللاجئة في المخيم |‏ البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر إنشاء المخيم الإماراتي الأردني (مريجيب الفهود) للاجئين السوريين في الأردن، أحد الأمثلة النموذجية على التعاون المتميز والمثمر بين الإمارات والأردن، للمساهمة في التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، والذي تديره وتشرف عليه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ويأتي انسجاماً مع سياسة الدولة التي تحرص على أن تكون السباقة في تقديم البرامج الصحية والإنسانية للمرضى والمحتاجين، لأهمية المساعدة، مهما كان حجمها، للمحتاج والمتضرر واللاجئ.

وقال محمد الشامسي مدير المخيم في تصريح لـ (البيان)، إنه يوجد في المخيم الواقع على مسافة 20 كيلو متراً شرقي مدينة الزرقاء حالياً، قرابة 6 آلاف لاجئ سوري، بدأ باستقبالهم في العاشر من أبريل 2012، وجرى تنفيذه طبقاً لأعلى المواصفات والمعايير الدولية، ويشتمل على عدد كبير من الأبنية الجاهزة للإيواء ومدارس للذكور والإناث ومستودعات رئيسة وفرعية ومكاتب إدارية، إضافة إلى بنية تحتية من الطرق والساحات وشبكات المياه والكهرباء، ومحطة تنقية مياه عادمة.

وأوضح أن المخيم يضم مسجدين ومركزاً طبياً وحديقة ألعاب للأطفال وسوبر ماركت وورشة حدادة ونجارة وكرافانات للمنظمات الدولية والإنسانية العاملة في المخيم.

وتم إنشاء المستشفى الإماراتي الميداني، ليكون بمواصفات متميزة، ويقدم خدمات علاجية عالية المستوى، تشمل كافة اللاجئين السوريين داخل المخيم، كما أن إدارة المخيم تقوم بالتواصل معهم بشكل مستمر، لضمان تقديم أفضل الخدمات لهم.

 خبرات إدارية

 كما تم تشكيل طواقم المخيم من ذوي الكفاءات والخبرات والتجارب الدولية، والتي أدارت العديد من المخيمات الإماراتية في الخارج، حيث تم إنشاء منطقة استقبال، فضلاً عن قيام كوادر المستشفى الإماراتي بإجراء فحوص طبية للكشف عن الأمراض المعدية بين اللاجئين قبل توزيعهم إلى الكرفانات.

وساهم المخيم في تخفف الضغط على مخيم الزعتري (80 كلم شمال شرقي عمان)، الذي تجاوز عدد لاجئيه 150 ألف سوري من إجمالي 520 ألفاً يوجدون في الأردن. ويستقبل المخيم 100 لاجئ سوري يومياً من الأطفال والحالات الخاصة والأرامل، وتم بناء بئر ماء تابعة للقوات المسلحة، إلى جانب محطة لتنقية المياه ومدرسة نموذجية، ومستشفى نموذجي لتقديم الرعاية الصحية الأولية للاجئين.

وأشاد عدد من المسؤولين من المنظمات الإنسانية الذين زاروا المخيم، بالخدمات المقدمة للاجئين السوريين، وتواصل إدارة المخيم استقبال الحالات الأكثر تأثراً من اللاجئين السوريين، وبخاصة الأرامل والأطفال الأيتام والمرضى، وأبدى لاجئون سوريون، ارتياحهم للمعاملة والخدمات التي تقدمها إدارة المخيم، لا سيما توفر البنى التحتية والكرفانات المجهزة بكافة الخدمات، فضلاً عن توفر المياه الساخنة والباردة.

وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قد سارعت منذ اندلاع الأزمة في سوريا، وتزايد تدفقات اللاجئين السوريين على دول الجوار، إلى فتح قنوات اتصال مع الأطراف المعنية بهذه الدول، كجمعيات الهلال الأحمر، وبعثات ووكالات الغوث الدولية، وقدمت مساعدات إنسانية للاجئين السوريين.

وشهد المخيم في نوفمبر الماضي، تدشين التوسعة الثانية، والذي شيدته هيئة الهلال الأحمر على مساحة 25 ألف متر مربع، ويتسع لأكثر من 10 آلاف لاجئ سوري.

وأشار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لدى افتتاحه التوسعة الثانية للمخيم، أن افتتاح المخيم الإماراتي الأردني، يأتي لمساندة المخيمات الأخرى للاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، ونوه سموه بأن أزمة اللاجئين السوريين إنسانية حادة ومعقدة، تستلزم تكاتف وتكثيف جهود المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية الناشطة للتخفيف من معاناتهم، والحد من استفحالها، كونها تمس جوهر حياة الإنسان وكرامته وأمنه.

وأضاف سموه، أن «أن سوريا غالية علينا، ونأمل أن تعود كما كانت عليه وأحسن، وأن يعود اللاجئون السوريون إلى بلدهم وهم ينعمون بنعمة الأمن والأمان».

Email