في ملتقى نظمه الاتحاد النسائي العام

الشيخة فاطمة: المرأة العسكرية يرقى بها الوطن

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أن الـ28 من شهر أغسطس من العام 2015 المخصص للاحتفال بيوم المرأة الإماراتية يعتبر يوماً تاريخياً لأمهات الشهداء، اللاتي قدمن أرواح أبنائهن رخيصة لتراب الوطن، كما يعتبر يوماً للمرأة الإماراتية العسكرية المتفانية في خدمة وطنها، التي تخلت عن الراحة والرفاهية لتحمل هم وطنها على أكتافها، وتقدم روحها فداء للوطن.

وقالت الشيخة فاطمة في كلمة ألقتها نيابة عن سموها ريم الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أمس، خلال افتتاح ملتقى المرأة العسكرية، الذي نظمه الاتحاد النسائي العام، إن هذه النماذج من النساء يرقى بها الوطن، وتبقى رايته مرفوعة وخفاقة بين الأمم، وهن وسام شرف نضعه على صدورنا، فلهن كل التحية والتقدير والثناء.

وأضافت سموها «ما يثلج صدورنا ويريحنا هو التلاحم المشهود بين القيادة والمواطن، حيث أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد تخليداً ووفاء وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات خفاقة عالية بين الأمم، فلنفرح جميعاً بهذا الموقف، ولنخلد بذلك شهداء الوطن الذين سيبقون وسام شرف على صدورنا.

وناشدت الشيخة فاطمة المرأة الإماراتية بأن تحافظ على المكتسبات التي تحققت لها، وأن تبذل المزيد من الجهد والاستفادة من الموارد المتاحة لها والدعم السياسي، الذي تحظى به لكي تحقق المزيد من التقدم والتمكين.

حقوق متساوية

ومن جانبها أكدت نورة خليفة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام أن المرأة في الإمارات تتمتع بحقوق متساوية مع أخيها الرجل، فمنذ إعلان قيام الدولة في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي والقيادة الرشيدة لم تدخر جهداً في سبيل تعزيز الحقوق الأساسية للإنسان بشكل عام وللمرأة بشكل خاص.

وقالت السويدي إن ما تحقق للمرأة الإماراتية لم يكن محض صدفة أو تأثيراً من الداخل أو ضغط من الخارج بل رغبة صادقة من القيادة الرشيدة في إحداث تغيير قيمي في المنظومة الاجتماعية دون الإخلال بالمعتقد والعادات والتقاليد.

لم يكن الأمر بالطبع سهلاً، حيث إن الانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث بمؤسساته تطلب خطوات تشريعية وإجرائية تمكن المرأة من ممارسة حقوقها وواجباتها بشكل سلس.

وأضافت «أول من اهتم بقضايا المرأة في دولة الإمارات هو المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وباني نهضتها، ويعد نصير المرأة، حيث فتح لها الأبواب الموصدة، وتمكنت المرأة في وقت قياسي من تحقيق الكثير من المكاسب في ظل انفتاح واسع من جميع شرائح المجتمع لدورها في المجتمع، المسار الذي خطه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تبناه وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأعانه عليه أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للحكام، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

منارة العطاء

وأكدت السويدي أن أم الإمارات كانت ومازالت الشعلة التي أنارت للمرأة الإماراتية طريقها وهي نموذجها ومثلها الأعلى الذي تحتذي به المرأة الإماراتية، وسموها على مدى العقود الماضية وهي تعمل على تذليل كل العقبات التي تعترض طريق المرأة، حيث تبدلت أحوال المرأة في الإمارات وتهيأت لها ظروف استثنائية فبلغ فيها الحال مبلغاً تمكنت فيه من خوض المنافسة في كل قطاعات المجتمع التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية والتشريعية، واحتلت الصدارة في كثير من المؤشرات التنافسية، وأصبحت تنافس أخيها الرجل وتشاركه في خدمة الوطن ليس فقط في الحياة المدنية بل في الحياة العسكرية.

وأشارت إلى أن عطاء المرأة الإماراتية امتد إلى العمل في قطاع شاق ومضن وهو الخدمة العسكرية وتقلدت فيها أعلى المناصب، فهي مجندة تعتز وتفخر بوطنها ويقابلها الوطن بالمثل. وها نحن اليوم نحتفل باليوم الوطني للمرأة الإماراتية للسنة الأولى، وهي تستحق هذا التكريم عن جدارة، حيث مساهماتها المجتمعية متنوعة ومتعددة لا تعد ولا تحصى وقد خصص الاحتفال لهذه السنة للمرأة العسكرية.

واجب وطني

وقالت مديرة الاتحاد النسائي العام إن المرأة الإماراتية اقتحمت مهنة من أصعب المهن وأشقها وأشرفها، حيث كانت في يوم من الأيام حكراً على الرجل، إلا أن الواجب الوطني والدفاع عنه وقدسية ترابه دفعت المرأة الإماراتية لأن ترافق أخيها الرجل في مهنة الواجب والشرف وتعمل معه جنباً إلى جنب في وظيفة تعتبر من أصعب وأشق المهن، وقد أبلت بلاء حسناً في أدائها، حيث لم يقتصر دورها على العمل المكتبي بل امتد إلى أدوار ميدانية وقتالية استطاعت أن تلفت انتباه القاصي والداني، وأن تحدث نقلة نوعية في أدوراها العسكرية.

مواقف مشرفة

وأشارت إلى أن هناك امرأة إماراتية أخرى مواقفها مشرفة وتنحني لها الرؤوس، إنها أم الشهيد، تدفع بفلذات أكبادها إلى ساحات الوغى، حيث الشرف والبذل والعطاء للوطن والشهادة.

إننا في هذا اليوم نحتفي بكوكبة من النساء الإماراتيات لعلنا نرد لها بعضاً من جميلها، وما شهدناه ونشهده من تقدير المجتمع لها من أعلى سلم هرمه السياسي إلى قاعدته الشعبية، والتقدير العالمي الذي لمسناه من خلال مشاركتهم احتفالات الدولة بيوم المرأة الإماراتية إلا لتعبير صادق عن الثقة الممنوحة للمرأة الإماراتية فهنيئاً لنا جميعاً بهذا العرس الوطني الذي ما فتأت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» ولو للحظة واحدة عن التفكير بهذا اليوم، أرادت له أن يظهر بأبهى حليته.

مكانة متميزة

وأكدت الملازم أول أسماء الملا قائد فصيلة تدريب في هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية في ورقة بعنوان «المرأة في الخدمة الوطنية» أن إشراك المرأة في مشروع الخدمة الوطنية هو تقدير لها بوضعها شريكاً فعالاً في عملية الخدمة المجتمعية، كما أنه يعطي المرأة مكانة متميزة ولا يفرقها عن الرجل في الحقوق والواجبات.

وقالت إنه تم تخريج دفعتين من متطوعات دورة الخدمة الوطنية للإناث، ويتم حالياً تدريب الدفعة الثالثة بمدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، مشيرة إلى أن تأثير التحاق المرأة بالخدمة الوطنية يتمثل في إعطاء الفرصة لابنة الإمارات لرد جزء من عطاء هذا الوطني والوقوف صفاً واحداً من أجل الإمارات وقيادتها حباً وولاء ودفاعاً عنها إضافة إلى تعزيز مقومات الشخصية القيادية كالاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية وتعلم تقنيات الدفاع عن النفس والقوة البدنية واكتساب قوة التحمل والصبر والثقة بالنفس.

واستعرضت الملا أهداف الخدمة الوطنية في إعداد كادر وطني نسائي ذي كفاءة وخبرة للانضمام في صفوف القوات المسلحة وغـرس مبـادئ المواطنـة والتفانـي فــي حب الوطن والدفاع عنه إضافة إلى توفير البيئــة الآمنـة للتدريــب وتذليــل الصعاب والانضباط ووضع مصلحة الفرد من أجل المصلحة العامة، وتنفيذ أساليب وبرامج تدريب حديثه ومنتقاه.

وأشارت إلى أن الخدمة الوطنية تهدف أيضاً إلى التأكيد على غرس وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتضحية في نفوس أبناء الوطن والإلمام بالمبادئ والمهارات العسكرية الأساسية إضافة إلى الانضباط واحترام القانون وإدراك قيمة الوقت.

وفي ما يتعلق ببرنامج الخدمة الوطنية أشارت الملا إلى أن المرحلة الأولى تشمل التدريب الأساسي لمدة 3 أشهر ويتم التدريب فيها على مهارات السلاح والرماية ومهارة ميدان والمشاة واللياقة البدنية والأمن الداخلي والمهام القيادية العسكرية والمحاضرات الوطنية ورياضة الجيوجيتسو أما المرحلة الثانية تشمل التدريب التخصصي (3 أشهر) والمرحلة الثالثة تشمل الخدمة الفعلية ومدتها 3 أشهر.

وشددت الملا على أن واجبنا معاً هو توحيد الجهود لغرس المبادئ الوطنية والأخلاقية في نفوس جيل المستقبل من الشباب ذكوراً وإناثاً في ظل أجواء المنطقة غير المستقرة، وذلك للحفاظ على مكتسبات هذا الوطن وما بناه مؤسسو هذه الدولة وتأهيلهم لاستكمال عملية البناء والتطوير.

وأشارت الملا إلى أن المرأة الإماراتية تحظى بثقة كبيرة من قبل قيادتنا وذلك من خلال توليتها مناصب قيادية في كل التخصصات وفي جميع الإدارات والمؤسسات على المستويات التشريعية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، حيث شغلت المرأة الإماراتية وظائف في جميع المجالات كونها وزيرة، دبلوماسية، قاضية، كابتن طائرة، مهندسة، إعلامية، طبيبة، وعسكرية.

إنجازات غير مسبوقة

وأكدت الدكتورة فاطمة الشامسي من جامعة السوربون تحت عنوان «المرأة الإماراتية تمكين وريادة في مسيرة التنمية المستدامة» أن المرأة الإماراتية لعبت عبر التاريخ دوراً اجتماعياً حيوياً وأثبت كفاءة وجدارة إلى جانب الرجل في مسيرة البناء تحقيقاً لاستراتيجية الحكومة والرؤية الطموحة لمستقبل الوطن، وقد تقدمت المرأة الإماراتية بخطى متسارعة وثابتة، وحققت إنجازات غير مسبوقة قياساً بحداثة عمر الدولة.

وأضافت «كان لجهود سمو الشيخة فاطمة دور في النهوض بالمرأة الإماراتية ودعمها ومساعدتها، ما جعل دولة الإمارات نموذجاً متميزاً في تمكين المرأة ومشاركتها الفاعلة في مجال التنمية، ويظهر ذلك جلياً من خلال تراجع معدل الأمية بين النساء من 85% إلى 5%، كما وصلت نسبة الإناث في المرحلة الثانوية 56.3% وفي التعليم الجامعي 70.8%، إذ تعد المرأة ركناً أساسياً في مضمون استراتيجية التنمية، كما وصل عدد المواطنات العاملات بكل المجالات إلى 100 ألف في 2010 والمرتبة الأولى عالمياً، من حيث معدلات التحصيل العلمي والمرتبة الـ81 في ما يتعلق بالتمكين السياسي كما حصلت على المركز 122عالمياً في مؤشر المشاركة الاقتصادية.

وقالت الشامسي: تعد دولة الإمارات الأولى عربياً وفقاً لمؤشر الفجوة بين الجنسين للعام 2012، و29 حسب مقياس تمكين المرأة، كما تم انتخاب دولة الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين تقديراً عالمياً لثقة المجتمع الدولي بالإنجازات التي حققتها المرأة في الدولة.

إنجازات نوعية

وأضافت «حققت المرأة العديد من المكاسب والإنجازات النوعية المتميزة التي سبقت بها العديد من النساء في العالم في إطار المشروع النهضوي من خلال التمكين السياسي واستراتيجية الخطة العشرية الخامسة لتمكين المواطن والاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة، التي واكبت استراتيجيات ومنهاج العمل الدولي للنهوض بالمرأة.

وأشارت إلى إصدار قرارا 2014 يقضي بإلزامية تمثيل العنصر النسائي في مجالس إدارات جميع الهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية، كما تم في 2015 تشكيل «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين».

وأشارت إلى أن إصدار قرار 2014 يقضي بإلزامية تمثيل العنصر النسائي في مجالس إدارات جميع الهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية، كما تم في 2015 تشكيل «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين» المشاركة الاستراتيجية للمرأة تأتي من خلال مسؤوليتها أولاً عن تربية وإعداد جيل المستقبل الواعي والمؤمن والمتفاني في خدمة الوطن والدور الاستراتيجي الآخر وهو التحاقها بسوق العمل وانضمامها إلى شقيقها الرجل في دفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام.

محاور

يأتي تنظيم الملتقى «المرأة العسكرية: إنجازات ومكاسب» استكمالاً للاحتفالات الوطنية بيوم المرأة الإماراتية، الذي استعرض محاور عدة تعرج على قضايا المشاركات المتعددة للمرأة الإماراتية بشكل عام والمرأة العسكرية بشكل خاص.

لطيفة الزيدي: الانتماء إلى نساء الإمارات فخر وامتياز

قالت الرائد مهندس طيار لطيفة محمد الزيدي، من القيادة العامة للقوات المسلحة إن المرأة الإماراتية في المجال العسكري لاعب فعال ليس فقط محلياً وإنما على مستوى العالم.

وجهت الزيدي الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» على تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة الإماراتية والتوجيه باحتفاء الدورة الأولى بالمرأة العسكرية، مؤكدة أن الانتماء إلى نساء الإمارات يعد فخراً وامتيازاً لا يوازيه فخر في الدنيا.

وحثت الزيدي في ورقة عمل قدمتها خلال الملتقى الراغبات بالالتحاق بالقوات المسلحة للمسارعة بالانضمام إلى صفوفها، حيث تتوفر بيئة صديقة لعمل المرأة وإمكانات تذلل الصعوبات، إذ أكملت المرأة الإماراتية في القوات المسلحة ربع القرن، ما يعد إنجازاً عظيماً للدفاع عن سماء وأرض ومصالح البلاد.

وأشارت في ورقة العمل، التي حملت عنوان «المرأة الإماراتية في المجال العسكري» إلى أن بداية مشاركة المرأة الإماراتية في المجال العسكري بدأ من مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، التي تأسست عام 1990، التي أنشأت بالتزامن مع حرب الخليج الثانية، لتنتشر ثقافة التطوع في ما بعد وتفتح مجالات كثيرة للمرأة في مجال العمل العسكري، في ظل دعم القيادة الرشيدة اللامحدود، والسياسة الحكيمة والمدروسة، مؤكدة أن على نساء الإمارات أن يثبتن في هذا المجال أنهن على قدر المسؤولية.

حب الوطن

ولفتت إلى أن النساء في المجال العسكري بدأن في الجندية على أرض المعركة، ثم التحقن بالخدمة الطبية والمشاركة بعمليات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، والدخول في عمليات ومجالات حساسة مثل الطيران، مشيرة إلى أنها من خريجات الدفعة الأولى في القوات الجوية الإماراتية، والمجالات الفنية العسكرية، منوهة باستحداث مجالات جديدة في القوات المسلحة، نظراً للظروف الراهنة التي تفرض تغيراً في طبيعة العمليات.

وأكدت أن للأم كذلك دوراً كبيراً في تربية الأبناء على حب الوطن والانضمام للقوات المسلحة، التي تتيح لهم خدمة الوطن بشكل مباشر، مؤكدة أن ثقافة الشهادة اليوم تؤكد تلاحم المجتمع الإماراتي لحفظ أمن واستقرار الوطن، وأن تضحيات أبناء وبنات الدولة بالغالي والنفيس من أجلها لا تفي الوطن شيئاً مما يقدمه لأبنائه من عطاء.

Email