برامج خاصة لتطوير القدرات

دور المرأة المجتمعي من الأولويات

■ جانب من معارض الأسر المنتجة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دور اجتماعي ومسؤولية شاقة حملتها المرأة منذ القدم للنهوض بالمجتمع وتربية الأجيال، حيث كانت ولا تزال الشريك الأهم للرجل الذي كان يترك المنزل سابقاً ويغيب لفترات طويلة تصل إلى بضعة أشهر أحياناً، طلباً للرزق وسعياً لتوفير الحياة الكريمة لأفراد أسرته، حيث كانت المرأة تتولى في هذه المدة إدارة شؤون المنزل وتدبير احتياجاته لتقوم بواجباتها الأسرية وتؤدي مهام رب الأسرة.

استمرت المرأة الإماراتية في نضالها مع صعوبة الحياة متكئة على الخبرة التي ورثتها من آبائها وأجدادها في تسيير أمور حياتها وأداء دورها الأسري البحت، الذي كان فيه عطاؤها الخارجي مقنناً بصلاحيات سنتها الأعراف والعادات والتقاليد، فحتى دخولها لمساقات العمل البسيطة كانت مقتصرة على مجالات معينة بحكم أن تلك هي مهمة الرجل.

نهضة الاتحاد وقيام دولة الإمارات العربية في عام 1971 كان نقطة فاصلة في حياة المرأة الإماراتية التي برز دورها مع بزوغ فجر الاتحاد، حيث تعالت الأصوات والاعترافات بدور المرأة في النهوض بالمجتمع وأهمية دورها في بناء أجيال واعية ومدركة تساهم في السمو بالوطن وترتقي بطموحاته التي بدأت تتحقق عاماً بعد آخر.

دعوة صريحة

وتعد كلمات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد التي قال فيها «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها، يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها، للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز، بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن»، أصدق تقدير واعتراف بقيمة ومكانة المرأة، ودعوة صريحة لأداء دور أكبر في خدمة الوطن، حيث أزالت هذه الكلمات شكوك المرأة في قدراتها، وعززت من تطلعاتها في تحقيق الأفضل، كما أن صدى هذه الكلمات الثمينة نفض الغبار عن كل العقول التي كانت تقلل من واجبات المرأة في تربية الأجيال.

 ونص دستور دولة الإمارات على أن المرأة تتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، واشتملت بنوده على تأكيد مبدأ المساواة الاجتماعية، وأن للمرأة الحق الكامل في التعليم والعمل والوظائف مثلها مثل الرجل، كما تبنى الدستور كل ما نص عليه الإسلام في ما يخص حقوق المرأة ومسألة توريثها وتمليكها، وهو ما كان معمولاً به أصلاً قبل قيام الاتحاد، وجاء الدستور ليؤكده، ولم تدّخر حرم المغفور له الشيخ زايد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، جهداً لتعزيز رؤية سموه لمجتمع حديث، تتمتع فيه المرأة بكل حقوقها ضمن إطار عربي إسلامي أصيل، إذ قامت سموها بتأسيس أول جمعية نسائية في البلاد، وهي جمعية المرأة الظبيانية، وذلك في الثامن من فبراير من عام 1973، ليتوالى بعد ذلك ظهور الجمعيات والمؤسسات التي أسهمت في صقل خبرات المرأة وتزويدها بكافة الاحتياجات الأساسية التي عززت من أدائها ودورها الأسري، والتي تلعب اليوم دوراً ريادياً في تبني قضايا المرأة وتدريبها وتأهيلها على مواجهة الصعاب التي تواجهها، وتنتشر بأعداد كبيرة في مختلف إمارات الدولة.

الركيزة الأهم

ومنذ انطلاق الاتحاد توسعت صلاحيات المرأة وشاركت الرجل في الوظائف وسابقته في ميادين العمل، وبرز نتاج ذلك في مختلف مجالات الحياة، واستطاعت في غضون هذه السنوات القليلة نسبياً أن تصل إلى مناصب قيادية علياً، وأن يكون لها دور إيجابي في المجالات التنموية والخدمية والمشاركة السياسية، التي تحظى بدعم من القيادة الرشيدة، ولكن على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة في مجالات عدة، إلا أن ذلك لم يعفها من دورها الأسري أو يقلص من أهميته كون ذلك الركيزة الأهم والعنصر الأساسي في حياتها.

صقل الخبرات

وانطلاقاً من الدور الأسري الذي تقوم به المرأة وأهميته تضاعفت أعداد المراكز والمؤسسات المعنية بتطوير قدراتها ومساعدتها على تذويب العوائق التي تقف أمامها، فهناك مئات البرامج والفعاليات التي تنظمها المراكز والجمعيات سنوياً لدعم المرأة تشرف عليها مؤسسات عديدة منها وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسة هيئة تنمية المجتمع ومؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال والعديد من المؤسسات الاتحادية والمحلية التي تنظم برامجها على فترات مختلفة، بهدف صقل خبرات المرأة وتزويدها بالمعلومات الأساسية التي تسهم في زيادة التماسك الأسري وترفع الوعي بتربية الأبناء.

وإلى جانب الأنشطة التوعية والتثقيفية وبرامج التأهيل التي تقدمها هذه المراكز للمرأة، هناك العديد من المشاريع التي أطلقتها المؤسسات لصقل خبراتها وتشجيعها على دخول الدورات التدريبية في المجالات المتنوعة كالطبخ والخياطة والحرف التقليدية والمشغولات اليدوية، والتي أصبح لها معارض متخصصة تقدم فيه هذه الأسر إنتاجها ليعود عليها نتاج ذلك بمردود مادي يساهم في تحسين مستواها المعيشي ويكون مصدراً إضافياً تساند به المرأة رب أسرتها كمشاريع الأسر المنتجة.

مساهمة

يمكن القول اليوم أن الدور الأسري للمرأة الإماراتية تضاعف بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وأصبحت تحظى بدعم من قبل القيادة الرشيدة ومختلف المؤسسات، إيماناً بما تقدمه في بناء أجيال تساهم بفكرها في الرقي بالوطن والسمو بأهدافه للوصول إلى المرتبة الأول عالمياً، فالمرأة هي لبنة البناء ونقطة ارتكاز المجتمع، وهي التي يعول عليها النهوض به، لذلك سخرت لها كافة الإمكانيات، حيث بات يمكنها الحصول على الاستشارة الأسرية من المراكز المتخصصة التي تعمل على تفتيت الصعوبات والمشاكل التي تواجهها في حياتها الأسرية، وممارسة برامج ترفيهية متنوعة في مراكز وجمعيات خصصتها الجهات بهدف تعزيز أداء المرأة الأسري.

Email