دعم المجلس الوطني الاتحادي

الشورى ممارسة ميدانية عند زايد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

آمن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بالشورى منهجاً له في قيادته للعمل الوطني، وكان دائما يقول «إن حكم الشورى من عند الله ومن لم يطع الله فهو خاسر»، وكان ينبع كذلك من عقيدته في الحياة التي ترتكز على الإيمان بالله وبالاعتماد عليه سبحانه وتعالى في كل خطواته.

وكان يقول طيب الله ثراه «فلسفتي في الحياة هي أنني مؤمن بأن الأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى، وإن على الإنسان أن يعمل من وحي إيمانه بالله في جَدّ واجتهاد، فإذا وفقت في السعي حمدت الله على توفيقه..

وإذا أخطأت الاجتهاد عُدت عن الخطأ إلى الصواب، إن كل شيء في هذه الحياة هو بإرادة الله سبحانه وتعالى، يُسيّرها ويُدبرها، وعلى العبد أن يسعى في مرضاة الله وأن يفعل ويتوكل، وعلى الله التوفيق، ومتى كان إيمان الإنسان بربه قوياً، فإن الله يهبه راحة الضمير، وتلك هي السعادة القصوى».

لقاءات مفتوحة

حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، على توطيد نهج الشورى، والذي يتمثل في حرصه البالغ على اللقاءات المفتوحة المباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم وأماكن إقامتهم، من خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن، من عمق التلاحم الصادق بين القيادة والشعب، حيث كان يؤكد رحمه الله على هذا النهج الذي يرتكز على سياسة الأبواب المفتوحة بين الحاكم والرعية بقوله: «إن بابنا مفتوح وسيظل كذلك دائماً».

استمرار اللقاء

وقال رحمه الله «إن الحاكم يجب أن يلتقي بأبناء شعبه باستمرار، ويجب أن لا تكون بينه وبينهم حواجز مهما كانت الظروف، وإن الحاكم.. أي حاكم، ما وُجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سُبل الرفاهية والتقدم، ومن أجل هذا الهدف يجب أن يعيش بين شعبه ليتحسس رغباته ويعرف مشاكله، ولن يتحقق له ذلك إذا عزل نفسه عنهم».

وحرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على إتاحة الفرص واسعة أمام أبنائه المواطنين للمشاركة في مسؤوليات العمل الوطني، قائلاً: «إن الحاكم حين يكون مطمئناً وواثقاً يوكل إلى أبنائه وإخوانه المسؤولين مساعدته للوصول إلى ما هو أفضل للوطن».

وجعل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله من نفسه القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين، وذلك في نطاق حرصه على المتابعة اليومية لمواقع العمل والإنتاج، والتلاحم المستمر مع المواطنين لتحسس رغباتهم واحتياجاتهم بعيداً عن المكاتب والدواوين الحكومية والتقارير الرسمية..

حيث يقول رحمه الله في هذا الخصوص: «أريد أن يراني المسؤولون بأعينهم على رأس العمل وفي أي وقت وبدون تحضير، وذلك حتى يقتدي كل مسؤول بهذا الأسلوب في العمل، وصولاً إلى الكفاءة والاقتدار في كل إنجازات الدولة».

إنشاء المجلس الوطني الاتحادي

وتطورت تجربة الشورى والديمقراطية في البلاد بعد انشاء المجلس الوطني الاتحادي في الثاني عشر من فبراير 1972، حيث ساهم بشكل فاعل في عملية التنمية المستدامة الشاملة عبر ممارسة لاختصاصاته الدستورية وبفضل دعم القيادة الحكيمة للمجلس وحرص المواطنين على المشاركة في مسيرة البناء والتنمية، استطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجا خاصا في الممارسة الديمقراطية..

حيث تميزت مسيرة المشاركة والعمل البرلماني في الإمارات بالوعي، كونها نابعة من ظروف واحتياجات دولة الإمارات، الأمر الذي تجسد بوضوح بمدى حجم الإنجاز الذي تحقق على صعيد ممارسة المجلس لصلاحياته واختصاصاته، خاصة أن تأسيسه تزامن مع انطلاق تجربة الاتحاد على أيدي مؤسسين قدموا من وقتهم وجهدهم الكثير لإنجاح هذه التجربة..

وساهموا في تأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية والمحلية، استهدفت إطلاق طاقات الشباب وتحقيق التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع عبر سن تشريعات وقوانين عززت فاعلية عمل مختلف الأجهزة التنفيذية، وشجعت الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وتطوير آليات المشاركة السياسية والعمل التطوعي والاجتماعي.

خطاب الافتتاح

وتمثل التجربة السياسية في الدولة بمضامينها وآلياتها والرؤية التي توجهها نموذجا في دعم القيادة ومشاركة المواطنين منذ أن حدد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس في 12 فبراير 1972 مهام المجلس ودوره بقوله «إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة..

وتتطلع إلى مجلسكم الموقر لتحقق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا، وإن مجلسكم الموقر قادر على أن يؤدي دوراً هاماً في تحقيق آمال الشعب الكبرى نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية».

مشاركة المواطنين

وتحقيقاً لهذا الحلم، آمن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن بناء الدولة لا يتحقق إلا بمشاركة المواطنين في صنع القرار، فتم إعلان الدستور المؤقت للدولة، الذي نص في مادته 45 على أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور، وهي «المجلس الأعلى للاتحاد رئيس الاتحاد ونائبه ومجلس وزراء الاتحاد والمجلس الوطني الاتحادي والقضاء الاتحادي».

وكان للدعم اللامحدود الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام لأعمال المجلس، وحرصهم على عقد أولى جلساته بعد فترة وجيزة من إعلان قيام دولة الإمارات، الأثر الكبير في تمكين المجلس من أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية..

فضلاً عن حرصهم على حضور افتتاح الفصول التشريعية المتعاقبة منذ أول جلسة للمجلس في 12 فبراير 1972 لدعم أركان الاتحاد وتقويته، وتحقيق المكاسب الفريدة للشعب، ورفع اسم دولة الإمارات شامخاً عالياً عربياً ودوليا.

يوم مشهود في تاريخ الإمارات

وشكل خطاب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لافتتاح أول فصل تشريعي في يوم مشهود من تاريخ الإمارات محطة بارزة في مسيرة عمل المجلس وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء، وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية..

حيث خاطب المغفور له أعضاء المجلس بقوله «إخواني الأعضاء المحترمون، في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها وبوطنها وبتراثها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية»

التفاني في خدمة الوطن

وكان «رحمه الله» يوجه أعضاء المجلس إلى التفاني في خدمة الدولة والتعاون مع جميع مؤسسات الدولة ومع الوزراء لتعزيز دور وسيادة دولة الاتحاد وتحقيق نهضتها وتقدمها وأمنها وأمانها وخدمة مواطنيها والوصول إلى أفضل درجات العيش الكريم لكل مواطن ولكل مقيم على أرضها الحرة الخيرة المعطاءة بلا حدود.

وكان الشيخ زايد «رحمه الله» مهتما بحضور جلسات المجلس والمشاركة فيها، ما ترك أثراً عميقاً في نفوس الأعضاء، حيث إن المشاركة بحد ذاتها تعبر عن ثقته بالدور الإيجابي الذي يلعبه المجلس الوطني الاتحادي في المشاركة في التنمية وتنفيذ رؤيته «رحمه الله» في بناء دولة الاتحاد وتوفير حياة ملؤها الرخاء للمواطنين وتمثيل الشعب والأخذ بيده نحو حياة العزة والرفاهية والكرامة.

وحرص المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» على أن تأخذ الدولة مكانتها المرموقة بين الأمم من خلال بناء جميع مؤسساتها، تعزيزاً لمسيرة الاتحاد وترسيخاً لشعور الوحدة والانتماء لوطن واحد معطاء يتفانى أبناؤه في خدمته لتبقى مكانته الراسخة بين الشعوب.

حرص القائد

كان الشيخ زايد رحمه الله يحرص على الاستماع لما يبديه الأعضاء من ملاحظات ونقل هموم المواطنين، ويصدر القرارات المناسبة في حينها، أو يحيل المواضيع للجهات المختصة لمتابعتها، ومن أبرزها الأمر السامي بإنشاء جامعة الإمارات وبرنامج الشيخ زايد للإسكان وصندوق الزواج ليجسد حرص القائد وتفاعله مع احتياجات المواطنين.

Email