بحضور حامد بن زايد ونهيان بن مبارك وكبار المسؤولين والسفراء

مجلس محمد بن زايد يستضيف "رحلتي إلى الفضاء"

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقصر البطين مساء أمس محاضرة بعنوان «رحلتي إلى الفضاء.. تحقيق المستحيل ورؤيتي للمستقبل» ألقاها رائد الفضاء الأميركي السابق وثاني شخص تطأ قدماه سطح القمر الدكتور باز آلدرين.

شهد المحاضرة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من كبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة.

وأعرب الدكتور باز آلدرين عن سعادته بتواجده في دولة الإمارات وتقديم هذه المحاضرة، منوهاً بالجهود التي تبذلها الدولة في استكشاف المريخ من خلال رحلة مسبار الأمل، وقال إن ذلك يضع الإمارات بقوة على الساحة العلمية الدولية في استكشاف علوم الفضاء البعيد.

وأضاف المحاضر إن إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ هو خطوة جبارة في قطاع صناعة الفضاء وتابع:« شبابكم وشاباتكم محل اعتزاز كبير لكم، لأنهم سيلهمون بلدكم وأجياله الواعدة وأسجل إعجابي بوتيرة برنامجكم الفضائي حتى الآن..إن نهجكم في تطوير قدراتكم الخاصة لتصميم وبناء وتشغيل المركبات الفضائية المعقدة سيكون مثالاً يحتذى لباقي الدول»، مشيداً بدولة الإمارات لتأسيسها وكالة الإمارات للفضاء ولعبها دوراً عالمياً من خلال إطلاقها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

لحظات

وقال المحاضر «أول صورة سيلفي تمّ التقاطها في الفضاء كانت في سنة 1966».

واسترجع باز آلدرين ذكريات اللحظات التاريخية التي توجت بوصوله القمر في 20 يوليو 1969 مع زميليه «نيل آرمسترونغ» و«مايكل كولينز» كأول أشخاص يطأون سطح القمر، حيث وضعوا هناك لوحة تذكارية كُتب عليها «هنا جاء رجال من كوكب الأرض ووطأوا سطح القمر.. لقد جئنا بالسلام لجميع البشر».

وشدد المحاضر على أهمية اكتشاف المزيد من المعلومات حول كوكب المريخ وتنسيق الجهود بين الدول من أجل الوصول إلى حقائق الكوكب وما يمثله من أهمية علمية كبيرة، منوهاً بجهود دولة الإمارات في هذا الشأن.

وأضاف المحاضر «تكمن القيمة الحقيقية لرحلة أبولو في حكاية الإبداع والعمل الجماعي الذي مكننا من تذليل كافة العقبات والمصاعب للوصول إلى القمر، لم تكن رحلة أبولو لتتم لولا تعاون الكثير من البشر والجهود التي بذلوها خدمةً لهدف مشترك».

وأشار إلى أنه بعد عودته من المهمة جاب طاقم بعثة «أبولو 11» العالم فزاروا ملوكاً وملكات وزعماء دول ونالوا الكثير من الجوائز والأوسمة وبعد بعثات أبولو جاءت بعثات «سكايلاب» ثم «أبولو سويوز» وهي بعثة مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا ثم برنامج المكوك الفضائي ومحطة الفضاء الدولية وحينها تساءل الجميع ماذا يمكن أن يكون بعد ذلك؟ والجواب الواضح كان.. كوكب المريخ!

وقال الدكتور باز آلدرين « إن الهواتف الجوالة والتلفزيون وأجهزة تحديد المواقع والاكتشافات الطبية وأنظمة دعم الحياة لم تكن لتتم لولا استثمارنا في برامج الفضاء، فمن خلال مشاريع ريادة الفضاء فإننا نحسّن حياة جميع البشر على كوكب الأرض».

سعي

وقرر «باز» أن يستمر في تجاوز الحدود ويسعى نحو المريخ وفي سنة 1985 ابتكر طريقة لاستغلال قوة الجاذبية في التأرجح بين الكواكب من الأرض إلى القمر ثم العودة مجدداً على مسارات متواصلة. ولكن تبيّن بأن تلك الطريقة كانت أقل عملية للصعود إلى القمر فاقترح مدير سابق في «ناسا» على «باز» أن يدرس إمكانية استخدام هذه الطريقة في الصعود إلى المريخ.

ووضع الدكتور آلدرين خطة تعتمد على وجود مسار خاص للمركبة الفضائية باستخدام مفهوم «المركبة الفضائية على مدار المريخ»، والذي يُعرف الآن باسم «مدار آلدرين - بوردو» ويعني السفر عبر مسار يمر بالقرب من كوكبي الأرض والمريخ بشكل دوري.

وعمل الدكتور آلدرين على تطوير هذا المفهوم بمفرده لسنوات طويلة ولكن البرفسور «جيم لونغوسكي» من جامعة بوردو أدرك مؤخراً ميزة هذه الطريقة في الصعود إلى مارس وبدأ يشجع طلابه على دراسة هذا المفهوم وساعد الدكتور آلدرين على تطويره بشكل كامل.

دراسة جدوى

وفي يناير من العام نفسه أجرى الاثنان دراسة جدوى حول رؤية الفضاء الموحّدة للدكتور آلدرين، والتي تمثل خطته من أجل تسيير بعثات فضائية طويلة الأمد إلى المريخ، وتشمل هذه الرؤية خطوات التطوير التجاري للقمر وإنشاء مستودعات وقود واختبار المركبات الفضائية والرحلات الفضائية الطويلة الأمد مع بعثات الكويكبات وإعادة بناء القاعدة من خلال إرسال روّاد الفضاء إلى «القمر فوبوس» على المريخ ثم الهبوط مجدداً على الكوكب الأحمر والاستيطان هناك بصورة دائمة. وفي ختام المحاضرة أجاب المحاضر باز آلدرين على مجموعة من أسئلة الجمهور، والتي تضمنت مستقبل استكشاف الفضاء، حيث قال «ينبغي للبشر أن يستكشفوا ويتجاوزوا ما هو أبعد من الحدود الحالية مثلما فعلنا نحن قبل 45 عاماً.. إن إنجازنا بدأ بحلم وبإمكاننا تحقيق المزيد من الإنجازات مجدداً، وأنا واثق كل الثقة من ذلك لأنني مثال حيّ على أن بالإمكان تحقيق هذا الأمر».

سيرة مهنية

يزور الدكتور باز آلدرين الإمارات لحضور إطلاق استراتيجية قطاع الفضاء في دولة الإمارات بتنظيم من وكالة الإمارات للفضاء.

وقد التحق بالأكاديمية العسكرية الأميركية في «وست بوينت» وتخرج بترتيب الثالث على دفعته وحاصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، بعدها التحق بالقوات الجوية الأميركية وقاد طائرة إف 86 سابري النفاثة في 66 مهمة قتالية في كوريا، وحاز على وسام صليب الطيران المتميّز. في سنة 1966 وخلال البعثة الفضائية «جيميناي 12» نفذ «باز» أول مشي ناجح في الفضاء خارج المركبة مسجلاً زمناً قياسياً جديداً قدره خمس ساعات ونصف الساعة.

Email