محمد بن راشد يشهد إطلاق استراتيجية الوكالة اليوم

انجاز السياسات والتشريعات الفضائية العام الجاري

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اليوم إطلاق الخطة الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء في احتفال كبير تقيمه الوكالة بحضور عدد كبير من كبار المسؤولين وأبرز القادة الإقليميين والدوليين في قطاع الفضاء، حيث سيشاركون في الدورة الخامسة لمنتدى الفضاء والأقمار الصناعية العالمي للعام 2015 الذي يبدأ أعماله غداً الثلاثاء في أبوظبي ويستمر لمدة يومين، والذي يسلط الضوء على أهمية الاستثمار الأكاديمي في مجال الفضاء وعلى تطّور هذا القطاع.

وقال الدكتور محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء في حوار مع «البيان» إن إطلاق الوكالة للخطة الاستراتيجية الأولى تمثل رسالة للداخل والخارج حول جهود الإمارات بأنها تمتلك القدرات والإمكانيات التي تؤهلها لامتلاك برنامج فضائي واعد لخدمة البشرية ولا يقتصر على دولة الإمارات أو الدول العربية والإسلامية فحسب وذلك عقب أيام على تسمية «مسبار الأمل والإعلان عن تفاصيل المهمة العلمية للمسبار وبالتزامن مع عقد المنتدى العالمي للفضاء والأقمار الصناعية.

التعريف بجهود الدولة

وأضاف أن كل هذه الفعاليات والتي تلاحقت في مدة زمنية قصيرة سواء إنشاء الوكالة والمسابقة العالمية لتسمية رحلة المسبار والإعلان عن تفاصيل مهمته وعقد المنتدى تهدف إلى التعريف بجهود الدولة في مجال الفضاء سواء للمواطنين أو المقيمين والمنطقة والعالم أجمع وبأن الإمارات اليوم أصبح لديها برنامج فضاء على أرض الواقع وله رؤية وخطة ويمتلك كافة مقومات النجاح، مشيراً إلى أن من شأن تلك الفعاليات أن تساهم في التعريف بالبرنامج واستقطاب أكبر شريحة من الشباب والطلبة للالتحاق بالبرامج الفضائية لتخريج كوادر مؤهلة علمية لإدارة وتشغيل هذا البرنامج الطموح.

وأوضح أن عقد الوكالة للمنتدى العالمي للفضاء بالتزامن ومصاحب لإطلاق الخطة الاستراتيجية للوكالة يأتي لنيل شرف مشاركة نخبة من أكبر الخبراء والعلماء المعنيين بالفضاء في العالم هذا الحدث المهم للدولة نظراً لتواجد عدد كبير منهم في الدولة في هذا التوقيت مشيراً إلى أنه سيتم خلال المنتدى التعريف ببرنامج الفضاء الوطني للخبراء وضيوف الدولة.

فوائد استكشاف الفضاء

وأشار إلى أن المنتدى سوف يناقش بشكل عام علوم الاتصالات والتشريعات الفضائية والتحديات التي تواجه هذه الصناعة على مستوى العالم، ويبحث الاستثمار في مجال الفضاء والشراكات الدولية وزيادة مساهماتها وسيشهد نقاشات على أرفع المستويات في مواضيع مختلفة كتطبيقات تكنولوجيا الفضاء، الحلول المبتكرة، والتطورات التي تحققت في مجال الأقمار الصناعية منخفضة التكلفة، مثل الأقمار الصناعية الماكروية والنانوية، والطرق التي تسهم فيها أنظمة الأقمار الصناعية في تحسين حياة الناس- بدءاً من تطبيقات الإنقاذ في مجال إدارة الكوارث إلى استخدامها في تقديم المحتوى الإعلامي الترفيهي عبر الأجهزة الاستهلاكية المحمولة.

وأكد الأحبابي أنه سيوفر فرصة مهمة لمناقشة فوائد استكشاف الفضاء وتكنولوجيا الفضاء في الحياة اليومية تعمل الإمارات على تحقيق تطورات استراتيجية في قطّاع الفضاء، ونتطلّع إلى عرض سير العمل فيها إلى جانب تحديد الخطط المستقبلية في هذا المنتدى مشيراً إلى أنه سيتم التطرق أيضاً إلى دور الاستثمار في مجال الفضاء في تعزيز صورة الدول وسيادتها، وتمتين الأمن الوطني والإقليمي، وتطوير العلم والتكنولوجيا ودعم الصناعات المحلية.

تسليط الضوء على مسبار الأمل

وقال إن المنتدى سوف يسلط الضوء على الجانب العلمي الفضائي وعلاقته المباشرة بمشروع «مسبار الأمل» لاكتشاف المريخ وسيقوم فريق المشروع الإماراتي بإلقاء محاضرة عن تفاصيل المهمة العلمية للمسبار الذي تم الإعلان عنه من خلال مركز الشيخ محمد بن راشد للفضاء.

الإشراف والتمويل والتشريع والتنظيم

وأضاف الأحبابي أن وكالة الإمارات للفضاء تتولى الإشراف والتمويل لبرنامج الفضاء ومسبار الأمل يعتبر باكورة أعمال وأنشطة الوكالة التي تمثل الدولة في المشروع لكي يتم تنفيذه بطريقة سليمة وضمن التوقيتات المحددة سلفاً وفي نطاق التمويل المحدد وبأنه سيحقق الأهداف التي وضعتها الدولة، مشيراً إلى أن الجميع في الوكالة يعملون بشكل يومي على تنفيذ المشروع.

السياسات والتشريعات الفضائية للدولة

وأوضح أن طبيعة عمل الوكالة هو القيام بالجوانب التشريعية والتنظيمية والمساهمة في تنفيذ المشروع وسوف تنتهي الوكالة خلال العام الجاري 2015 من وضع كافة السياسات والتشريعات والاستراتيجيات الفضائية للدولة وترفعها الوكالة إلى الحكومة لإصدارها وفقاً للآليات المتبعة في هذا المجال.

وأضاف أن كافة التشريعات والقوانين المتعلقة بالوكالة وبرنامج الإمارات الفضائي يتم إعدادها من قبل فريق عمل السياسات والقوانين الفضائية ويضم خبراء ومختصين إماراتيين عن الجهات ذات العلاقة بقطاع الفضاء في الدولة حيث تعتمد الوكالة على الكوادر المواطنة في مختلف إداراتها وأقسامها وبرامجها بجانب الخبرات التي تعمل في مجال الفضاء من داخل الدولة منذ سنوات طويلة ويمكن الاستفادة منها في مشروع الإمارات الفضائي، مشيراً إلى أن صياغة التشريعات تتم بالتعاون بين جميع هذه الجهات.

مهمة استكشاف الفضاء

وأكد أن مشروعاً ضخماً كهذا لم يأت وليد اللحظة بل إنه مر بدورة من الدراسات التمهيدية للنظر في جدواه وإن المهمة العلمية له عالمية لم يتم تحديدها من قبل الدولة بل تمت من خلال رابطة علماء المريخ التي تحدد الأسئلة التي تحتاج البشرية إلى الإجابة عنها حول الحياة والماء على المريخ وغيرها من الأسئلة التي تحدد في قائمة وتوزع على الدول التي لديها برامج لاكتشاف الكوكب الأحمر وتناقش مع المسؤولين بتلك الدول للوقوف على من لديها القدرة في الإجابة عن بعض الأسئلة ومن ثم يشارك في هذا المشروع العالمي مشيراً إلى أن مسبار الأمل يضم ثلاثة أجهزة علمية للإجابة عن عدد من الأسئلة في إطار المهمة العلمية للمشروع وأخذت الدولة على عاتقها تحمل المسؤولية والتكاليف للإجابة عن هذه الأسئلة التي تخص البشرية بأكلمها.

مساهمة عالمية

قال الدكتور محمد الأحبابي إن الإمارات تعتبر مساهمة بفاعلية في الجهود العالمية لاكتشاف المريخ وتعد شريكاً ومساهماً أساسياً في التحديات العلمية التي تواجه البشرية وأنها مكون رئيسي ومهم في حل المشاكل مشيراً إلى أن اختيار المريخ لدراسته جاء لتشابهه مع الأرض في تضاريسه وأن معرفة أسراره تمكننا من اكتشاف وحل المشاكل التي يمكن أن تواجه الأرض مستقبلًا.

وأضاف أن مسبار الأمل الإماراتي لاكتشاف المريخ سوف يجيب خلال رحلته في 2021 عن أسئلة تتعلق بغلاف المريخ ودراسته كاملاً وما يميز المسبار الإماراتي أنه سيقوم بدراسة جميع طبقات الغلاف الجوي للمريخ خلال فترات مستمرة وعلى مدار الساعة ليلاً ونهاراً.

«مسبار الأمل» المشروع الأهم للوكالة

أوضح الدكتور المهندس محمد الأحبابي، أن الوكالة لم تنشئ مسبار الأمل فقط، ولكن جاء إنشاؤها من أجل تأسيس قطاع فضائي إماراتي، سواء إنشاء شركات علمية، وإطلاق مركبات للفضاء وتأسيس معاهد ومراكز أبحاث، والتعاون مع دول العالم في مجال الفضاء، مشيراً إلى أن المسبار أحد مشاريع الوكالة وباكورة أعمالها، ولكنه يعتبر المشروع الأهم حتى الآن للوكالة.

الخبرات الفضائية

وأضاف أن الوكالة تخطط للاستفادة من كافة الخبرات في مجال الفضاء، سواء العربية أو الدولية، لأن طبيعة صناعة الفضاء، تعتمد على الشراكات بين دول العالم، من حيث الخبرة والإمكانات، مشيراً إلى أن الإمارات تطبق سياسة الانفتاح على العالم في مجال الفضاء، انطلاقاً من مبادئها في علاقاتها المنفتحة مع جميع دول العالم وفي كافة المجالات.

وذكر أن مسبار الأمل، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هو للأمة العربية، بهدف بث الأمل في نفوس أبنائها وإعطائهم بصيصاً من الأمل بأنها يمكن أن تعود وتساعد في أمجاد العالم، مشيراً إلى أن خير دليل على ذلك، إعلان سموه عن مسابقة عالمية لتسمية المسبار، وكان الإقبال عليها بمئات الآلاف من جميع الدول، وهذه المسابقة كانت بمثابة وسيلة لتنمية الوعي بالمشاريع الفضائية.

وأضاف أنه على الرغم من المآسي التي تشهدها وتمر بها المنطقة العربية، وتؤثر سلبياً في قدراتها وإمكاناتها، إلا أن هذه الظروف الصعبة لم تمنع دولتنا من أن تفكر بإيجابية وتبعث برسائل أكثر تفاؤلاً للعالم بأننا نقوم بدورنا في إقامة المشاريع التي تخدم دول وشعوب العالم، وتضيء بقعة ضوء على طريق العلم والتقدم لخدمة البشرية جمعاء بهذا المشروع الاستراتيجي.

رفد الاقتصاد الوطني

أكد الدكتور محمد الأحبابي أن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء ودخول الإمارات لعالم الفضاء الخارجي، وبدء الخطوات التنفيذية لإنجاز مسبار الأمل، سيكون رافداً للاقتصاد الوطني، مثل قطاعات الصناعة والنفط والطيران والسياحة، ولكنه يتميز عن تلك القطاعات، بأن يسهم في بناء تنمية الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة، وهذا توجه العالم، مشيراً إلى أن برنامج الفضاء الإماراتي يتسق مع رؤية الإمارات 2021، واستراتيجية أبوظبي 2030.

وأضاف أن الإمارات تشارك الدول الأخرى من خلال وكالة الإمارات للفضاء، في تعزيز استكشاف الفضاء، والمساهمة في مجتمع الفضاء العلمي العالمي، مشيراً إلى أن الوكالة وضعت إطاراً استراتيجياً لتوجيه جهودها نحو تنفيذ مهماتها، وتشتمل هذه الصلاحيات على تطوير قطاع الفضاء، وصياغة سياسات ونظم الفضاء، وتوجيه البرامج الفضائية الوطنية التي من شأنها أن تعود بالفوائد المباشرة على اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وتطوير الموارد البشرية المواطنة.

وأكد أن الاستثمار في الفضاء له فوائد كثيرة وطويل الأمد، وهو ليس استثماراً مادياً فقط، بل يستثمر علماً وقيمة استراتيجية مضافة للدولة، ومؤشر على الحداثة، وتجعل العالم ينظر إليها كدولة ناضجة، ولديها إمكانات في إدارة المشاريع الحيوية والاستراتيجية، واستقرار سياسي ينعكس إيجابياً على مختلف جوانب الاستثمار في الدولة، ويسهم في بناء الكوادر العلمية.

الابتكار

الفضاء هو أحد محاور الابتكار في خطة الدولة في مجال الابتكار، وتم تسمية عام 2015 بعام الابتكار والفضاء، هو أحد المحاور السبعة للاستراتيجية الوطنية للابتكار، حيث إن الوكالة بصدد وضع استراتيجيتها في مجال الابتكار.

هدية القيادة

أعرب الدكتور محمد الأحبابي، عن سعادته بمشروع «مسبار الأمل» لاكتشاف المريخ، والذي اعتبره هدية من القيادة الرشيدة للدولة والعالم أجمع ، وقال نحن محظوظون بإطلاق المشروع الاستراتيجي، لأنه يمثل منصة لتطوير القطاع الفضائي بالدولة، التي وضعت هدفاً له، ووجهت الجهات المختلفة لتنفذيه، حيث تخرج الجامعات والكليات الكوادر المؤهلة للعمل في المشروع والوكالة لتطور التشريعات.

الخبرات المواطنة والمعرفة الفضائية  الأكبر في المنطقة

أشار الدكتور محمد ناصر الأحبابي، إلى أن الدولة لديها قدرات وخبرات بشرية يمكن أن تسهم في تطور المنطقة العربية في علوم الفضاء، ونطمح إلى أن تكون الإمارات نموذجاً للدول العربية في هذا المجال وتحذو حذوها، وتستثمر في الجانب العلمي لاقتحام الفضاء الخارجي.

وأكد أن حجم الخبرات المواطنة والمعرفة الفضائية بالدولة اليوم، هو الأكبر في المنطقة العربية وأن الكوادر المواطنة هي من يتولى تنفيذ مشروع المسبار، حيث يوجد في الدولة مهندسون ومهندسات متخصصون في علوم الفضاء، وتم إطلاق أقمار اصطناعية، وتلك التي تم تطويرها، ولدينا ثلاث مؤسسات فضائية هي: «الياه سات» التي يعمل بها 200 موظف ويغطي نحو 80 دولة حول العالم، ويعتبر من أكبر 10 شركات اتصالات في العالم، ويستفيد من خدماتها 600 مليون شخص، وشركة «الثريا للاتصالات»، ومركز محمد بن راشد للفضاء، ولديه اليوم أكثر من 70 مهندساً ومهندسة في مجال الفضاء.

دراسات متأنية

مشروع الفضاء الاماراتي لم يأت بشكل عشوائي او جزافي وبدون دراسات متأنية بل جاء بقرار استراتيجي للدولة للمساهمة في جهود العالم لاكتشاف الفضاء الخارجي ثم جاءت الخطوة الثانية باطلاق مسبار الى المريخ وبعد ذلك جاءت مرحلة البحث والدراسة حول كيفية قيام الامارات بدور للمساهمة في المشروع العالمي وجاءت مشاركة الدولة في دراسة الغلاف الخارجي للمريخ لذلك كان من الضروري انشاء وكالة فضاء على غرار وكالات الفضاء العالمية.

فاروق الباز يبكي فرحاً بتحقيق حلم العرب  بغزو الفضاء

قال الدكتور محمد ناصر الأحبابي إن عالم الفضاء المصري فاروق الباز أول من بارك خطوة الإمارات الفضائية بإقامة وكالة للفضاء وإطلاق مسبار إلى المريخ، وكان من أوائل الزائرين للدولة وتهنئتها على هذا المشروع العملاق الذي أقدمت عليه، ونحن في الوكالة نعمل بشكل وثيق معه للاستفادة من خبراته وعلمه الغزيز في علوم الفضاء والحصول على استشارات علمية في مجال استخدام الفضاء الخارجي.

وأضاف أنه عندما جاء إلى الدولة وزار الوكالة وشاهد هذا الحلم العربي والإسلامي يتحقق على أرض الواقع فتأثر من شدة الفرح والفخر برؤية ما كان يحلم به يراه يتحقق برؤية وإرادة القيادة الرشيدة التي خططت ونفذت فغالبته دموعه وانسالت من عيونه في لحظات إنسانية رائعة تختصر الكثير من المعاني والكلمات من إنسان عاشق لعروبته ويسعى إلى نهضتها وإعادة أمجادها في علوم الفضاء والفلك وساهم في الثورة العلمية لاقتحام الفضاء في القرن العشرين ولا يزال.

شراكة مع الوكالة الفرنسية

وقعت وكالة الإمارات للفضاء، اتفاقية مع فرنسا تتضمن إطار عمل مكثفاً للشراكة مع الوكالة الفرنسية في نشاطات الفضاء، وتشمل إجراء وتطبيق دراسات مشتركة ومشاريع وتبادل للمعلومات العلمية والتدريب المتبادل لفرق العمل والمتخصصين بين الوكالتين، ودعم العمليات في المراكز الأرضية، ونشاطات الحكومة المتعلقة بسياسات الفضاء ويجري حالياً دراسة عدد من الاتفاقيات مع عدد من الدول ذات الخبرة في مجال استكشاف الفضاء.

Email