واجه تحديات كبيرة وقابلها بإنجازات أكبر

قسم التصوير في "البيان" سباق التكنولوجيا والإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عيدها الخامس والثلاثين تنشر «البيان» في سياق احتفالاتها، صفحات يومية، تعرض فيها مبادرات كثيرة وأفكاراً أنجزتها الصحيفة طوال مسيرتها المتصاعدة، مواكبةً بها التطوير والتحديث والتغيير الدائم نحو الأفضل، من أجل مسايرة الفكر الإعلامي وثورة المعلومات.

«البيان» وهي تتم عامها الـ35، بعد بزوغ فجرها في 10 مايو 1980، تبدو أكثر حيوية وشباباً، وأشد انسجاماً مع موطنها الجغرافي؛ نراها تشبه الإمارات عطاءً، وتشابه دبي في الرقي، ولسان حالها ينطق «القارئ دائماً».

في مناسبة الـ35 عاماً عمر «البيان»، ندعو القارئ داخل بيتنا، حيث خلايا عمل لا تتوقف، وطموحات لا تكتفي.

حين تختزل الصورة ألف كلمة، تصبح الكاميرا سيدة الموقف، وتتحول العدسة إلى صاحبة الجلالة.

مع الأبيض والأسود بدأت الحكاية، إذ انطلقت «البيان» في رحلتها مع عالم الصورة أوائل الثمانينات، لينطلق قسم التصوير الصحافي، ويحلق في سماء الإبداع البصري، ليصل إلى الصورة الملونة، مانحاً إياها مكانة مميزة في الموضوعات المهمة، وفي ذلك الوقت، كانت كاميرات «اللقطة بلقطة» والعدسات ذات الوظيفة الواحدة هي المستخدمة، إلى أن توفرت كاميرات «الموتور» المتحرك التي تقدم عدة لقطات متتالية بكبسة زر، وتستطيع في يومنا هذا التقاط 14 لقطة في الثانية.

ويمكن من خلالها دمج عدة عدسات بزواياها المنفرجة والمقربة في عدسة واحدة هي الـ«زوم»، أما التحدي الأكبر الذي كان يواجه المصورين آنذاك، فهو كيفية إيصال الصورة بأسرع وقت ممكن للمكتب الرئيس، إذ كان يجب إخراج الصورة وإرسالها عبر الهاتف أو إرسال الفيلم بأكمله.

تحديات كبيرة كانت تواجه قسم التصوير الصحافي في «البيان»، إلا أن الطموح كان يتصدى لكل الصعوبات، ففي عام 1999، اقتنى قسم التصوير في صحيفة «البيان» «كوداك 620»، وهي أول كاميرا رقمية أنتجتها كوداك بالتعاون مع «نيكون»، وتتوفر فيها مزايا السرعة والمرونة، فبمجرد التقاط الصورة وتوفر خدمة الإنترنت، يستطيع المصور إرسالها دون الحاجة إلى عمليات التحميض والإظهار والمسح الضوئي.

وقد كانت أول صورة في هذا الجانب، هي صورة لمباراة كرة القدم بنادي الوصل بدبي، والتي تم إرسالها بعد 10 دقائق فقط من بدء المباراة عام 2000، لتبقى هذه الصورة واحدة من أهم الذكريات الجميلة، التي لا تزال تحتفظ بها ذاكرة «البيان» وكل من عاصروا هذه التحديات التي توجت بالنجاح، والتغلب على جميع العقبات.

10 دقائق

عام 2002، تم تعميم الكاميرا الرقمية على كافة العاملين في قسم التصوير، ومعها انطلقت «البيان» نحو عالم أكثر حرفية في التعامل مع الصورة الخبرية، لا سيما أن هذه الكاميرات وفرت إمكانية توصيل أهم الصور خلال 10 دقائق فقط، ففي الوقت الذي يدور به الحدث على بعد آلاف الكيلومترات في مكان ما، تصل صورته إلى المكتب الرئيس بعد 10 دقائق من حدوثه، وميزة هذه الكاميرات تكمن في توفير الوقت، الذي يعد من أهم العناصر في مهنة الصحافة التي لا تحتمل تأجيل الخبر، كما تقدم صوراً تمتاز بجودة عالية، وتوصلها نظيفة وأنيقة إلى جمهور ينتظرها بشغف.

وبانتقال «البيان» إلى التصوير الرقمي، تعلن - كما عهدها الجميع- مسؤوليتها تجاه البيئة، كون التصوير الرقمي صديق للبيئة، وبهذه المسؤولية تثبت الصحيفة وقسم التصوير فيها مدى الوعي الذي يمتاز به العاملون فيها والمسؤولون عنها.

ولأن الصورة تختزل ألف كلمة، احتلت الصورة الفوتوغرافية مكانة تضاهي أهمية المادة التحريرية المكتوبة، فهي نص ووثيقة يحتفظ بها الأرشيف، وتبقى تفاصيلها شاهداً على التاريخ بكل ما فيها من انفعالات، قد يعجز القلم عن وصفها أو كتابتها أو التعبير عنها.

ثقافة ومهنية

وفي قسم التصوير بصحيفة «البيان»، يمتاز المصورون بثقافة عامة كبيرة، فعملية اختيار المصورين تتم بدقة، إذ يجب أن يكون المصور ذا حس صحافي، يمتلك ثقافة ومعرفة بما يدور حوله من أحداث ومجريات، وعلى علم بالشخصيات الثقافية والفنية والسياسية والاقتصادية الفاعلة في المجتمع، حتى يوفر لكل تغطية حقها، ويعطي لكل شخصية قيمتها، ويمنح كل حدث أهميته، فمن أساسيات عمل المصور الصحافي في قسم التصوير أن يقدم شرحاً للصورة ويدعمها بكتابة تفاصيلها، ما يعزز محتواها، ويقدمها للمتلقي في أفضل أشكالها، فتكون كفيلة بتقديم مضمون متكامل.

ولأن الصورة وليدة صاحبها، فهي وفية له إلى حد كبير، وفي «البيان» يتجسد ذلك بمهنية عالية، فلكل صورة حقوق، وهذه الحقوق محفوظة بشكل احترافي كبير، ففي قلب كل صورة معلومات يمكن من خلالها التوصل لصاحبها ومصدرها، وهذه المعلومات تُحفظ بطريقة لا تؤثر في شكـــلها، ولا يمكن رؤيتها بمجرد النظر إليها.

ولأن الصورة وثيقة تاريخية، تحمل جميع الصور في «البيان» اسم صاحبها، ووقت التـــقاطها بالساعة والدقيقة والثانية.

طاقات شبابية تعانق طموحات الوطن

 حين تلتقي طاقات الشباب الإماراتي بطموحات وطنه، يرتقي كل منهما بالآخر، وهذا ما حدث مع ناصر المنصوري رئيس قسم التصوير في صحيفة «البيان»، الذي تولى مسؤولية رئاسة القسم بتاريخ 1 ديسمبر 2013، حيث أهَّلته قدراته وعينه المحترفة في التقاط أجمل الصور، كما زاد وعيه من شعوره بالمسؤولية تجاه كل لقطة، ليتحمل اليوم مهمة قسم التصوير وإدارة 20 مصوراً وتوزيع العمل بينهم.

عن «البيان» تحدث المنصوري بينما يحمل بين يديه العدد الأول منها، وقال: حيث كانت الشهقة الأولى لميلاد صحيفة «البيان» في العاشر من مايو 1980، أبصرت الصحيفة النور بأخبار وصفحات وصور، عن الصور سأحكي وأتحدث وأنا أطالع صوراً التقطتها عدسات الأساتذة المصورين الكبار الذين أبدعوا واجتهدوا، فأنحني تقديراً لهذه الجهود وأحييهم بشدة.

وقال إن للصورة الصحافية أهمية كبيرة في الإعلام المقروء، وتمثل أحد الأركان الرئيسة للصحف والمجلات، وتأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الناشرين والمعلنين بسبب تأثيرها الكبير في الجمهور، والدور الذي تؤديه في لفت أنظار الرأي العام، وتوجيهه نحو الهدف الذي تريد إبرازه، إذ يمكن للصورة الصحافية أن تكون موضوعاً قائماً بنفسه، ومادة صحافية مستقلة في بعض الأحيان، إضافة إلى أنها عنصر أساسي يسهم في تأكيد المادة الخبرية ما يؤكد مصداقية الخبر.

وعن الصعوبات التي تواجه قسم التصوير أضاف أن صعوبات المهنة تتمثل في العدد الكبير لطلبات تصوير الأحداث والفعاليات المختلفة، لكننا - كفريق عمل- نسعى لتغطيتها جميعها بأفضل صورة، ما يستدعي من المصور الصحافي العمل صباحاً وظهراً ومساءً.

وأشار المنصوري إلى أن قسم التصوير الصحافي في «البيان» تمكن من مواكبة ومتابعة أكثر من مشروع في دبي، التي تعمل ليل نهار من أجل استقبال الحدث الكبير إكسبو دبي 2020 على سبيل المثال لا الحصر.

ولفت إلى أن قسم التصوير تمكن من توفير عشرات الفيديوهات تم نشرها على موقع قناة «البيان» على «يوتيوب».

متحف الكاميرات يتوسط صالة التحرير

 بكل أناقة، تتوسط المعدات القديمة التي استخدمتها «البيان» ساحة النشر، تحتضنها قوائم موزعة بشكل جميل، مؤكدة على خطوات واثقة سارت بها الكاميرات جنباً إلى جنب مع الصحيفة وأخبارها، لتصل إلى القارئ حيثما كان، وفي جعبتها مصداقية ربطت الخبر بالصورة، فكان النتاج تميزاً وصدارة.

وللاعتراف بالجميل، لا تزال الصحيفة تحتفظ حتى اليوم بكاميرات عدة ومعدات تعود لأواخر 1979 وأوائل 1980، تم استخدامها في «البيان»، فها هي تعرض العدسات المختلفة بزوايا المنفرجة والعـــــادية والمقربة، بالإضافة إلى «الفلاشات» وهي المعدات التي كانت تستخدم لتوفير الضوء الصناعي في حال عـــدم وجود الإضاءة الطبيعية، وقد تم استخدامها جميعها في «البيان» ولا تزال صالحة للاستخدام حتى اليوم.

وفي أحد قوائم العرض، تتربع كاميرا «كونتاكس»، وهي من الكاميرات العالمية التي تستخدم في الأفلام السينمائية، تم الاستعانة بها خصيصاً للتصوير الإعلاني، إضافة إلى أول كاميرا «ديجيتال» تم استخدامها عام 1999، وامتازت هذه الكاميرا بقدرتها على إرسال الصورة خلال 10 دقائق، وتم من خلالها إرسال أول صورة لمباراة كرة القدم بنادي الوصل بدبي كما سلف.

كاميرا طائرة

ولا تتوانى «البيان» عن تقديم أفضل مستوى من المواد المقروءة والمرئية إلى قرائها، وعاماً بعد آخر، تثبت قدرتها على التميز، فها هي تعتمد فكرة جديدة في تطوير عملها الإعلامي، منفردة بإدخال تقنية حديثة في التصوير في أواخر 2014، مستخدمةً طائرة «فانتوم 2» المزودة بكاميرا احترافية قادرة على التقاط الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو من زوايا جديدة وحصرية، وتمتاز هذه الكاميرا بدقتها وبمواصفات خاصة تجعلها تحلق في سماء الإبداع دون حدود، لتوفر لقطات مصورة بحرفية لم تتوفر من قبل في أي من الصحف ووسائل الإعلام.

وتعد طائرة «فانتوم 2» نتاج فكرة العاملين في قسم التصوير في «البيان»، وقد دعمتها الصحيفة لتحولها إلى واقع فعلي أثبت نجاحه وعكس الانفتاح الذي يمتاز به مسؤولو «البيان» ودعمهم لكل فكرة ومقترح من شأنه أن يرتقي بالصحيفة والعاملين بها إلى الأفضل.

عين ناقدة وإدارة محنكة

تختلف الصورة الخبرية عن الجمالية، فالأولى تركز على الحدث نفسه وعلى تفاصيل محددة تخلق الحدث، على عكس الجمالية التي قد تتناول صورة شاملة أو تتعاطى مع تفاصيل معينة مراعية الشكل الجمالي في المقام الأول، وفي «البيان» تمتزج الصورة الخبرية مع الجمالية، لتعكس الحدث بشكل متميز، وبحرفية تجمع بين الذكاء والعين الناقدة وبين الحس الجمالي والإبداعي لدى المصور، ما يقدم المادة بأفضل وأجمل صورة، ويحترم وعي القارئ وإحساسه في نفس الوقت.

ويعد مصورو «البيان» محظوظين بالإدارة المحنكة، التي تعي تماماً ميول كل مصور، لتضعه حيث يشبع شغفه في المنطقة التي يبدع فيها، فرغم نجاح كل مصور في تقديم أجمل الصور في كل المجالات، وقدرته على تصوير كل الأحداث والفعاليات، إلا أن إدارة قسم التصوير توجه كل مصور حسب المكان الذي يسمح له بتقديم أفضل ما لديه، وبهذا تُمنح أولوية التخصص للمصورين، ما يزيد دافعية كل منهم للعمل وتقديم الأفضل.

استوديو مزود بأفضل التجهيزات

لم يكن ممكناً أن يتجاهل قطاع النشر في «البيان» الحاجة إلى استوديو يتم من خلاله التقاط أجمل الصور، ما دفعه لتوفير استوديو مجهز بأحدث تقنيات الإضاءة الحديثة، والخلفيات المتنوعة، وقد تم تأسيس هذا الاستوديو أواخر التسعينات، ومن خلاله يسهل على المصورين التقاط صور جميلة، ما يوفر للمادة الصحافية أجمل الصور الداعمة للموضوع.

وفي هذا الاستوديو تم التقاط عدد كبير من الصور للنجوم والفنانين والمختصين في مختلف المجالات كالموضة والأناقة وغيرهما.

Email