الحمادي خلال افتتاحه مؤتمر الموارد البشرية الدولي الخامس:

الإمارات رسخت مكانتها عالمياً في الكفاءة الحكومية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم رئيس الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن الإمارات رسخت مكانتها على خارطة التنافسية العالمية، وتصدرت مراتب متقدمة على أكثر من صعيد، لا سيما في الكفاءة الحكومية، وكذا تصدرها المرتبة الأولى وللعام الرابع على التوالي ضمن قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعيش والعمل.

وقال إن القيادة الحكيمة أولت العنصر البشري أهمية خاصة، وواصلت العمل بهذا النهج منذ عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى هذا الوقت الذي وضعت فيه الإنسان في صلب اهتمامها بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وأشار معاليه إلى أن ما تشهده الدولة من تقدم وريادة، جاء نتيجة حتمية لهذا الاهتمام برأس المال البشري، ودعم مفهوم التنمية البشرية، والاستثمار الأمثل في الإنسان، وتشجيع ثقافة الابتكار والإبداع، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على الصعــــد كافة.

جاء ذلك خلال افتتاح معاليه مؤتمر الموارد البشرية الدولي الخامس، الذي عقدته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أمس في مركز دبي التجاري العالمي، ويختتم اليوم، بعنوان «الإبداع والرؤية المستقبلية لرأس المال البشري»، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي.

مبادرة استراتيجية

من جانبه أكد الدكتور عبدالرحمن العور مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن هذا المؤتمر الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع شركة «إنفورما» يعد إحدى أبرز المبادرات الاستراتيجية للهيئة، معتبراً إياه منصة مثالية لتبادل أفضل الخبرات والتجارب والممارسات المحلية والإقليمية والدولية في مجال إدارة وتنمية رأس المال البشري، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز القضايا المرتبطة به، والوقوف على أهم التحديات التي تواجهه، ووضع الحلول المناسبة لتجاوزها.

ولفت إلى أن عدد المتحدثين فيه بلغ قرابة 20 متحدثاً من 10 دول، بمشاركة نحو 500 خبير ومختص ومهتم ، وعدد من مديري الخدمة المدنية والتنمية الإدارية في دول مجلس التعاون الخليجي، وكبار مسؤولي الموارد البشرية في القطاعين الحكومي والخاص من مختلف دول العالم.

وأضاف الدكتور العور:« عقدت «الهيئة» بالتنسيق مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء الموقر، خلال القمة الحكومية الأخيرة، جلسة خاصة جمعت مجموعة من وزراء الخدمة المدنية في المنطقة، وكان لها نتائج مهمة تمخضت عن تحديد أبرز تحديات وأولويات وتوجهات الموارد البشرية في المنطقة وأهم الحلول المطروحة في هذا الشأن، ونتج عنها خطة عمل لإطلاق مجموعة من الدراسات والمبادرات التي سيتم عرضها تباعاً خلال مؤتمرنا السنوي هذا وخلال السنوات الثلاث المقبلة».

أنظمة وسياسات

وتابع الدكتور العور: أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أنظمة وسياسات وتشريعات متصلة بالموارد البشرية، تستند على فهم البيئتين الداخلية والخارجية ومتطلباتها الأساسية، حيث عدلنا قانون الموارد البشرية، وأطلقنا استراتيجية الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية في دورتيها 2011-2013 و2014-

تكريم الرعاة

وخلال الحفل كرم معالي الحمادي رعاة الدورة الخامسة لمؤتمر الموارد البشرية. وشمل التكريم الراعي الرئيسي للمؤتمر «فرانكلين كوفي الشرق الأوسط»، والرعاة الفضيين، شركة «دراجون اويل»، وشركة «Wiley»، والراعي التعليمي أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة، والراعي المشارك شركة «إينوك»، والشريك المعرف جمعية إدارة الموارد البشرية SHRM، وشريك البحوث شركة «YouGov»، والشريك اللوجستي مؤسسة «انفورما» الشرق الأوسط.

مذكرة تفاهم

وشهد معاليه توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية ومثلها مديرها العام الدكتور عبدالرحمن العور، والمعهد المركزي لتدريب المسؤولين في كوريا الجنوبية «كوتي»، ومثله يونغ جي يو رئيس المعهد.

ونصت المذكرة على تعاون مركز التميز في الموارد البشرية، الذي تستعد الهيئة لإطلاقه خلال الفترة المقبلة، من خلال المساهمة في إنشائه، والذي يرتكز على اقتراح سياسات موارد بشرية موثقة بالحقائق والبيانات، بالإضافة إلى تبادل أفضل الممارسات والمقارنات المعيارية في مختلف القطاعات بين الهيئة والمعهد.

كما نصت المذكرة على المساهمة في تطوير محتوى المجلات العلمية التي تصدر عن الهيئة أو المعهد، والمشاركة في برامج التنمية والتطوير المهني، والشراكة في الشبكات والفعاليات والمؤتمرات السنوية، وترشيح المتحدثين، والشراكة المعرفية، علاوةً على الشراكة في الأنشطة البحثية من خلال تبادل آخر البحوث في مجال الموارد البشرية.

قضايا

يناقش المؤتمر العديد من الموضوعات والقضايا التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتطوير رأس المال البشري وتمكينه منها: الاتجاهات الحديثة في الموارد البشرية، وكيفية إدارة المواهب في عصر المعلوماتية، وآلية استخدام المعايير والتكنولوجيا في رفع إمكانات ومهارات الموارد البشرية، ومستقبل رأس المال البشري ودوره في إدراك الرؤى الوطنية والمؤسسية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه إشراك القوى العاملة متعددة الثقافات في المؤسسات العامة والخاصة.

كما يناقش الجيل القادم لمنظومـــة المكافآت، ودوره في الحفـــاظ على الموظفين، والتخطيط الاستراتيجـــــي للقوى العاملة الخاص بالانتقـــال الديناميكي للمواهب والقيمة المضافة للمؤسسة، وإدارة تنوع القوى العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الميزة التنافسية.

مواكبة إدارات الموارد البشرية للتغيرات التكنولوجية

شدد بيتر تشيز الرئيس التنفيذي للمعهد البريطاني العالي للموارد البشرية (CIPD) على أهمية مواكبة إدارات الموارد البشرية، للتغيرات التكنولوجية والاقتصادية والمجتمعية، في استقطاب المهارات وإجراءات تعيينها، وتقييمها، واستثمارها، واعتماد الابتكار منهجاً وركيزة أساسية في خططها الحالية والمستقبلية، بما ينعكس على بيئة العمل، والإنتاجية للمؤسسات، والمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

وقال في كلمته أمام حضور مؤتمر الموارد البشرية الدولي الخامس، إن العالم يشهد تغيراً متسارعاً أكثر من أي وقت مضى، وأن دولة الإمارات من الدول الرائدة في مواكبة هذا التغير، على الصعد كافة، وهو ما خلق بيئة خصبة لظهور فرص أعمال كثيرة فيها، لا سيما لقيادة الجيل الأول من رجال الأعمال.

وأضاف: «في الإمارات ثمة فرص أعمال جديدة، ومتنوعة نتيجة مواكبتها التغيرات الطارئة على المستويات كافة، وفوزها باستضافة إكسبو2020، في الوقت الذي تشهد فيه كثير من الدول نقصاً في المهارات الوظيفية العالية».

تأكيد

كما أكد تشيز على أهمية تطوير مهارات الموظفين، وتمكين قدراتهم ومؤهلاتهم، بالتوازي مع تمكين مديري إدارات الموارد البشرية لإيجاد تصور حول ما ستكون عليه مهن المستقبل، والمهارات المطلوبة لإشغالها، لافتاً إلى وجود 40 مليون وظيفة شاغرة حول العالم تحتاج لمهارات عالية، مقابل مليون أخرى من الوظيفة المتدنية التي تحتاج إلى تدريب وتطوير، فيما لفت إلى أن شباب اليوم يرغبون بتغيير فرص عملهم بواقع 15 – 20 مرة خلال تاريخهم المهني، فيما أن ثلثي طلبة المراحل الأساسية الدارسين اليوم، سيحظون بفرص عمل ووظائف مستقبلية، غير موجودة في عصرنا الحالي، نظراً لاعتمادها على التكنولوجية والثورة الرقمية.

إدارة المواهب

وفي جلسة بعنوان «التحالف: إدارة المواهب في عصر المعلوماتية» أكد بن كاسنوكا مؤلف أحد أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية، ومن رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا أن التطورات التكنولوجية التي يشهدها عالمنا المعاصر أحدثت نقلة نوعية كبيرة فيما يتعلق بعملية تعيين واستقطاب المواهب والكفاءات من شتى أنحاء العالم، لا سيما مع وجود العديد من مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل منصة مهنية مثالية للتواصل بين المهنيين والمختصين من كافة دول العالم.

وأوضح بن كاسنوكا أن سوق العمل العالمي يتأثر كثيراً بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بنا، الأمر الذي يتجلى من خلال تغير أسلوب تعيين الموظفين وإدارتهم والاحتفاظ بهم، مشيراً إلى أن المؤسسات والشركات العملاقة أصبحت أكثر حرصاً على تعيين الموظفين القادرين على التكيف مع ضغوطات العمل والمتغيرات التي تطرأ على بيئة العمل، بالإضافة إلى مواكبة أحدث المستجدات التكنولوجية والتقنية على الساحة العالمية.

ولفت إلى أن العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت مؤخراً أظهرت أن ثمة العديد من العوامل التي تسهم في جذب أصحاب المواهب والكفاءات إلى المؤسسة مثل: العامل المادي، والامتيازات الوظيفية والأمان الوظيفي، منوهاً بضرورة أن تولي المؤسسات أهمية قصوى لتدريب الموظفين وتطوير قدراتهم وتمكينهم، علاوة على خلق بيئة عمل قوامها التعاون والمنافسة الشريفة والإبداع والابتكار، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تفجير طاقاتهم الكامنة ويمكنهم من تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة على الوجه الأمثل.

تسخير التكنولوجيا

وفي ورقة عمل قدمها دي إن براساد رئيس خدمات الأفراد في شركة غوغل آسيا والباسيفيك حول كيفية تسخير التكنولوجيا في خدمة الموارد البشرية أكد أن التغيرات التكنولوجية من اهم التحديات التي ستواجهها المؤسسات في العالم خلال السنوات الخمس القادة، مشيراً إلى أن 53% من الموظفين حول العالم يستخدمون أجهزتهم التكنولوجيا الخاصة لإنجاز أعمالهم.

وذكر ان غوغل تؤمن بضرورة تحليل قدرات الأفراد في منظومة الموارد البشرية لدى أي مؤسسة من أجل إطالة أمد عمل الموظفين لديها مما ينعكس إيجاباً على مستوى الإنتاجية.

واستعرض تجربة غوغل في إدارة مواردها البشرية، معتبراً الثقافة أهم محرك للإبداع في الشركة، والتي من شأنها ان تسهم في مواجهة التحديات ومعالجتها، حيث تسعى الشركة لأن تكون إبداعية على الدوام من خلال الاستماع لموظفيها وأفكار الإبداعية.

توضيح

وأوضح ان شركته تسعى لاستقطاب المبدعين من العالم، وتعمل وفق استراتيجية ثلاثية مفادها (المهمة، والشفافية، والصوت)، إذ يكون كل موظف ملماً بمهام عمله، وأن يكون الجميع على اطلاع على تحركات وأنشطة الشركة، والاستماع إلى الموظفين وإشراكهم في اتخاذ القرارات، فقد بلغت نسبة مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات في غوغل قرابة 90%.

Email