اطلع على التصميم النهائي للشكل الخارجي والمكونات الداخلية بحضور منصور بن زايد

محمد بن راشد يعتمد تنفيذ مشروع مبنى متحــف الاتحاد بكلفة 500 مليون درهم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تنفيذ مشروع مبنى «متحف الاتحاد» بدبي بتكلفة 500 مليون درهم، وعلى مساحة 25 ألف متر مربع بجوار دار الاتحاد الذي شهد توقيع وثيقة تأسيس اتحاد دولة الإمارات في العام 1971.

جاء ذلك خلال اطلاع سموه، بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، على التصميم النهائي للشكل الخارجي والمكونات الداخلية لمتحف الاتحاد والبرنامج الزمني لتنفيذ المشروع، حيث استمع سموه لشرح من أعضاء مجلس الأمناء والفريق الفني لمتحف الاتحاد حول تفاصيل المشروع الذي سيمثل إضافة حضارية مهمة تؤرخ لمرحلة هامة في تاريخ دولة الإمارات.

حضر اللقاء معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي عبدالرحمن العويس وزير الصحة رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، ومطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات، وهلال المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي.

ويهدف متحف الاتحاد إلى تأكيد القيمة التاريخية للموقع الذي تم فيه توقيع وإعلان تأسيس اتحاد دولة الإمارات، وتحويله إلى متحف يكون مركز إشعاع حضاري يقصده المواطنون والمقيمون والسياح للتعرف إلى مراحل تأسيس الاتحاد، والتحديات التي واجهته، والإنجازات التي تحققت خلال مسيرته، إلى جانب غرس وتأصيل مفهوم وقيمة الاتحاد في نفوس المواطنين والأجيال القادمة، كما يهدف المتحف لتعريف الزوار بطبيعة حياة سكان الإمارات قبل قيام الاتحاد، وتسليط الضوء على التنمية الشاملة وأهم الإنجازات التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مسيرتها المباركة.

سبعة أعمدة

ويضم الموقع مجموعة من المباني التاريخية المُرممة والتي أعيد بناؤها، وقد تم تصميم مدخل الجناح الجديد على شكل مخطوطة مع سبعة أعمدة مائلة تمثل القلم المستخدم في توقيع وثيقة الدستور، في حين يضم المتحف صالات عرض دائمة ومؤقتة ومسرح ومناطق مخصصة للتثقيف واستراحات علاوة على مقر الإدارة، والعديد من مرافق الأنشطة الداعمة، كما تم تزويد المكان بساحة واسعة ومواقف سفلية وسطحية للسيارات.

ويشمل المشروع إعادة مبنى دار الاتحاد الذي تم فيه توقيع وثيقة الاتحاد لشكله الأصلي مع إدخال تحسينات هيكلية، كذلك إعادة بناء هيكل دار الضيافة المجاور وإعادة تجهيزاته ومفروشاته إلى صورة تطابق حالتها الأصلية، إضافة إلى إعادة بناء مبنى الوزراء في موقعه الأصلي وسيتم تخصيصه للزوار من كبار الشخصيات.

وسيقام المتحف تحت سطح الأرض وسيكون مرتبطاً بجناح لدخول دار الضيافة ومبنى الوزراء، مع استعادة المناظر الطبيعية المحيطة بالموقع التاريخي إلى حالتها الأصلية كما كانت عليه في العام 1971، كما ستتم إضافة مسطح مائي جديد يحاكي شكل الخط الساحلي في تلك الفترة، وإنشاء سارية عَلَم جديدة بارتفاع 123 متراً، تحل محل سارية العَلَم التي تم إنشاؤها في عام 2001، حيث ستتولى هيئة الطرق والمواصلات الإشراف على تنفيذ المتحف فيما ستتولى هيئة دبي للثقافة والفنون إدارته وتشغيله بعد ذلك.

ثمانية معارض

ويضم متحف الاتحاد ثمانية معارض دائمة، إلى جانب معارض مؤقتة تستخدم لعرض مقتنيات من متاحف عالمية أخرى لإعطاء المتحف خاصية التجدد وتشجيع الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح للتردد مرات عديدة على المتحف للاطلاع على مقتنياته، ما يضمن استدامة استراتيجية التشغيل وتحقيق الهدف في أن يكون المتحف واحدا من أهم المزارات في الدولة.

وقد تم تخصيص المعرض الأول لعرض فيلم تعريفي على منصة المسرح ينقل الزوار إلى الماضي، مصحوباً بمؤثرات صوتية وموسيقى معبرة، إذ يعرض قصة قيام الاتحاد ومقاطع ذات دلالات مهمة تسرد تطور دولة الإمارات، عبر إبراز الأحداث الرئيسة والشخصيات الأكثر تأثيراً في رحلة بناء الدولة الحديثة.

وسيسلط المعرض الثاني الضوء على مرحلة ما قبل قيام الاتحاد، حيث سينتقل الزوار مباشرة إلى مشاهدة خريطة بانورامية تفاعلية للمنطقة التي تشكل دولة الإمارات. ويستطيع الزوار تنشيط الخريطة لتظهر مجموعة من أفلام الفيديو والصوت، والتعرف على نبذة عن الأحداث التي صاحبت مفاوضات الاتحاد وذلك من خلال النصوص والصور والأفلام المعروضة، كما يتضمن المعرض صوراً لأفراد الأسر الحاكمة لكل إمارة.

ميزات تفاعلية

ويضم المعرض الثالث «الطريق إلى الاتحاد» خطوات الوصول إلى مرحلة الاتحاد من خلال صور ومعروضات تم تنسيقها على شكل «فلج»، حيث يتناول المعرض الخط الزمني التفاعلي لقصة الاتحاد ضمن سياق الأحداث الوطنية والدولية المتزامنة آنذاك مع إعطاء الزوار صورة متكاملة عن الحدث من البداية وحتى النهاية، إذ سيتمكن الزوار من التجوال على امتداد سطح العرض التفاعلي للتعرف إلى نصوص المعاهدات والمفاوضات والاجتماعات الرسمية وغير الرسمية التي ساهمت في قيام اتحاد دولة الإمارات.

وسيحظى زوار المعرض الرابع «بذرة الاتحاد» بفرصة الاستمتاع بعرض بصري مبهر ستُستخدم فيه أحدث وسائل العرض ، وسوف ينتقلون في رحلة عبر الزمن كما لو أنهم جزء من هذه التجربة لمعايشة الأحداث الرئيسة واللقاءات التي جمعت المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخاه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، بدءاً من محادثات «السمحة» وصولاً إلى مراسم توقيع وثيقة تأسيس دولة الإمارات في دار الاتحاد.

تحفيز الخيال

وتُستخدم في المعرض الخامس تقنية متقدمة تحفّز المخيّلة والتفكير من خلال توظيف ميزات تفاعلية تتيح للزوار التجول واستعراض الأسباب والمفاهيم الهامة التي قام عليها ومن أجلها الاتحاد، ويتم عرض هذه المفاهيم على شكل «كلمات» تفاعلية تُبث من خلال تقنيات متطورة تمكن الزوار من استكشاف أسس الاتحاد، مثل مفهوم الأمن والتقاليد المشتركة والتنمية الاقتصادية والهوية والثقافة.

ويلقي المعرض السادس «اتحاد الإمارات» الضوء على المسار الذي انتهجته القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وما تضمنته من لقاءات رسمية وغير رسمية تمهيداً لتأسيس الأمة المتوحدة، وسيتم في هذه المعرض إبراز اللحظات الرئيسة المهمة على هيئة صور ومجسمات فنية، تتيح للزائر مشاهدتها من خلال تتبع خطى متعرجة ترمز إلى التحديات التي واجهها قادة الاتحاد قبل تأسيس الدولة عام 1971، وسيتم الاستعانة بالمؤثرات الصوتية والإضاءة الدرامية لإضفاء جو من الترقب والإثارة، وبمقدور الزوار الاستماع إلى تسجيل صوتي لروايات شفوية ترويها الشخصيات التي شاركت في تجربة الاتحاد.

المعرض السابع ضمن المتحف خُصص لدستور دولة الإمارات، حيث سيحتوي على الوثيقة التي حولت هذا الحلم إلى حقيقة، مع توفير نسخة رقمية من الدستور تتيح للزوار تصفحه والاطلاع على مواده بالتفصيل. أما المعرض الثامن والأخير الذي يحمل اسم (الأُمّة الجديدة) فهو عبارة عن قاعة عرض مفتوحة تتيح للزوار التعرف إلى التطورات التي ساهمت في ولادة الأُمّة الجديدة، وملامح دولة الإمارات بعد الاتحاد والأحداث المهمة في تلك الفترة مثل الاعتراف بالدولة من قبل الأمم المتحدة وأثر الاتحاد في تنمية أفراد المجتمع، والنفوذ الدولي، والعملة الوطنية، وتأسيس القوات المسلحة، ومسيرة التقدم والنمو الحضاري الذي شهدته الدولة في الفترة ما بعد عام 1971، كما تشمل القاعة على محتويات من القطع الأثرية والوثائق الأرشيفية وشاشات تفاعلية، كما يتم في القاعة تسليط الضوء على أهم المنجزات والأحداث المؤثرة في نمو الدولة حتى الآن، إضافة إلى عرض المعالم الرئيسة المميزة لكل إمارة بما قدمته من مساهمات لتحقيق التقدم والنمو والرخاء الذي شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة.

معلم بارز

يعدُّ المتحف معلماً بارزاً ومنارة تحكي القصة الكاملة لتشكيل الاتحاد عام 1971، حيث يسلط المتحف الضوء على الأحداث التي وقعت بين عامي (1968-1974) مع عرض السياق السياسي والاجتماعي الذي مرّ به الاتحاد من مرحلة الإمارات المنفردة حتى مرحلة اكتمال الاتحاد وازدهار الدولة.

فعاليات ثقافية: المتحف وثيقة تراثية تستوحي حدثاً تاريخياً جليلاً

أكد العديد من الفعاليات الثقافية والباحثين في شؤون التراث أن مشروع متحف الاتحاد يمثل وثيقة تراثية مهمة لدولة الإمارات تستوحي حدثاً تاريخياً جليلاً لقيام الاتحاد الميمون.

وأشاد سعيد السماحي مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والاثار بإطلاق المشروع المميز الذي سيقدم لكافة الثقافات والشعوب التي تعيش على أرض الامارات مشهداً بانورامياً بديعاً استوحيت مكوناته من الحدث التاريخي الجليل لقيام الدولة، حيث يقف على أعتاب موقع توقيع وثيقة الاتحاد إيذاناً بمولد دولة الإمارات وبداية مسيرة النماء المباركة لدولتنا.

وأضاف: إننا لنفخر بإطلاق هذا المشروع التراثي الضخم وما يحمله من معان وطنية رائعة تعزز لدى أبنائنا وأجيالنا قيم المواطنة وتوثق عظيم انجازات هذا الوطن.

نشوة الاتحاد

وقال جمعة بن ثالث الخبير والباحث في التراث: نحن الإماراتيين مازلنا نستشعر قوة الدفع التي صاحبت نشوء الاتحاد، والمتمثلة في أعمال التقدم والتطوير المتواترة التي تشهدها الإمارات في كافة القطاعات، مضيفاً أن أول ما يخالجني من انطباعات حول هذا المشروع الكبير هو استجلاء طبيعة الحس الوطني الذي كان يتملك الرعيل الأول من بناة الاتحاد، الذي استوحوا منه برنامجهم الوطني التلقائي الذي أدى إلى نشوء أول اتحاد بين بلاد عربية متفاوتة في حجم مساحاتها وثرواتها وخبراتها، ويؤدي إلى قيام أول دولة اتحادية راسخة ذات نظام حديث في العالم العربي، أساسه الحس الوطني واستوحاء التاريخ والتراث الواحد، وطموحات الأجيال السابقة والمعاصرة.

منارة حضارية

وقال عبدالله بن جاسم المطيري مستشار التراث والآثار والمتاحف لهيئة دبي للثقافة والفنون ان المشروع بمثابة منارة ثقافية وحضارية وعالمية لأهداف الاتحاد وما قبل الدولة، وهو يخدم الأهداف التوعوية والتثقيفية وتربوية وحلقة وصل لأجيال الماضي والحاضر.

وإن من الواضح لكل متابع هذا الكم الهائل من المنجزات العظيمة التي تمت وتحققت في بلادنا في شتى المجالات ويأتي مشروع «مبنى الاتحاد» ليعرف على هذه المنجزات التي تمت خلال هذه الفترة الزمنية القليلة، ونحن هنا في دولة الإمارات وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بحنكة وحكمة وإخلاص من قيادتنا الرشيدة اختصرنا الزمن وجعلنا ما يتم في مئات السنين يصبح محققاً ومكتملاً في عشرات السنين فقط.

تعزيز الهوية

ويؤكد عبد العزيز مسلم رئيس معهد التراث بالشارقة ان مشروع «مبنى الاتحاد» وهو منصة حضارية بكل المقاييس تحكي القصة الكاملة لتشكيل الاتحاد، حيث جاءت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سياق أهداف الاتحاد من تعزيز للهوية الإماراتية وترسيخ تراثها وتاريخها المحلى والإنساني، وإن ما آلت إليه دولتنا من تقدم وازدهار ورخاء وتحقيق الحياة الكريمة، هو خير دليل على تكاتفنا وتماسكنا، فالاتحاد هو صرح عتيد البناء، عتيق الحلم، راق في تجلياته، سديد الرؤى، لعب فيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - دوراً أساسياً وكبيراً من أجل تأسيسه ورسم استراتيجيته التي يسير عليها أنجاله نحو المزيد من الارتقاء والتقدم.

خطوات طموحة

وقالت شيماء الزرعوني، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية إن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رؤية استثنائية تقود شعباً يرسم خطوات مستقبلية طموحة، فنحن نعمل لنكون الأول دائما، ولا بد لنا أن نؤرخ عراقة تراثنا ونعكس جهودنا وتقدمنا لكل مقيم وزائر.

ومن خلال هذه الأيقونة التي تروي حكاية الاتحاد وقيام دولة الإمارات، وما قام به قادتنا منذ تأسيس الاتحاد على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واستمرار مسيرته المباركة نحو المستقبل، سيكون هذا المبنى علامة شاهدة على تقدم دولتنا الحبيبة.

نهج المؤسسين

وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب ليس غريباً على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مثل هذه الخطوة التي تعكس مدى حرص سموه على إنشاء مثل هذا المتحف الذي يروي مختلف تفاصيل دولة الاتحاد، وجهود ودور جيل الآباء المؤسسين في الوصول إلى دولة واحدة، ونحن اليوم نعيش نتائجها بكل معنى الكلمة، هذه الدولة التي لا تسير إلا وفق نهج المؤسسين والقيادة الرشيدة التي لا تحيد عنه، من أجل أن نكون فعلاً ودوماً «أسعد شعب».

نقل التجربة

بدوره أشاد راشد الكوس مدير عام «ثقافة بلا حدود» بالرؤية التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتوجيهاته التي تصب دائماً في نقل تجربة الاتحاد إلى الأجيال القادمة، من خلال المحافظة على الموروث، واطلاعهم على الجهود التي قام بها مؤسسو الدولة، وتعريفهم كيف قامت الإمارات على سواعد رجال كان همهم الأكبر هو بناء دولتهم ورفع علمها عالياً، وقال: اعتدنا على مبادرات سخية من صاحب السمو نائب رئيس الدولة، ودائماً ما يفاجئنا بأفكار ومشروعات متميزة، وفيما يتعلق باعتماد مبنى متحف الاتحاد، فهذا انعكاس لفكر ووعي كبيرين، وهذا المتحف هو جانب عملي يتعرف من خلاله الجيل الجديد على ماضي الدولة وحرص مؤسسيها على توفير الحياة الكريمة له، إذ لم يقتصر تفكيرهم على المرحلة التي عاشوا فيها، بل على المراحل المستقبلية المقبلة.

Email