أنشأ حساباً إلكترونياً بعنوان «الموروث»

سعيد السويدي.. باحث في شؤون القبائل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بأدوات بسيطة لا تتعدى القلم والهاتف، يوثق سعيد السويدي رئيس قسم دراسات الأنساب في الأرشيف الوطني، الموروث الإماراتي منذ صغره، بقراءة تاريخ القبائل في دولة الإمارات، إذ حرص على زيارة العديد من الشواب لنقل المعلومات وتدوينها ثم نشرها للمجتمع عبر وسائل التواصل الحديثة، وتحديداً حساب أطلق عليه «الموروث»..

فضلاً عن مشروع آخر وهو طباعة الكتب عن بعض القبائل الإماراتية بصورة أكثر تفصيلاً ودقة عما قريب، لتكون مرجعاً مهماً في المستقبل يستند إليه الباحثون لإعداد الدراسات والبحوث.

حساب " الموروث"

معلومات مهمة وقصائد قديمة دونها السويدي في حساب «الموروث» عبر «إنستغرام» و«تويتر»، وقد آثر السويدي على نفسه تنظيم الزيارات ومقابلة الشواب منذ أكثر من عشر سنوات، عوضاً عن ممارسة الأنشطة والهوايات التي يمارسها الشباب في هذا السن، وذلك حباً في جمع الموروث والحفاظ عليه من الاندثار..

إذ يجمع المعلومة الواحدة حيناً من مصادر مختلفة، حرصاً منه على تحري المصداقية والدقة، خصوصاً وأن المعلومات سيتناقلها الكثيرون نظراً لتوافرها على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ما يمكن الوصول إليها بسهولة.

في اعتقاد السويدي، يجب أن يكون الباحث أكثر دهاءً وحكمة خلال جمع المعلومات، نظراً لتحفظ بعض الشواب والأمهات عن التحدث في شؤون قديمة. وركز خلال جمع المعلومات على قضية الربط بين العائلات، إذ اكتشف بعض العائلات المقطوعة بعد وفاة أفرادها، لاسيما وأنه رئيس قسم دراسات الأنساب في الأرشيف الوطني، معبراً عن ارتياحه حيال عمله الذي وافق هوايته المفضلة منذ الصغر.

تاريخ المجتمع

ذكر السويدي أن البحث في تاريخ المجتمع والقبائل يتطلب الدقة والتمحيص، لذلك يحرص في بعض الأحيان على زيارة نحو 10 أشخاص للتأكد من صحة المعلومة، ناهيك عن احتمال فرصة وجودها..

وتقوده هذه الزيارات في الكثير من الأحيان إلى اكتشاف قصص وحكايات أخرى يسردها للآخرين بطريقته عبر حسابات «الموروث» في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، مثل زيارة إحدى الجدات التي اكتشف أنها مرجع كبير في التراث وتاريخ المجتمع، وقد أثار إعجابه ذاكرتها الحديدية كونها تتذكر تفاصيل دقيقة في بداية السبعينيات.

وترتسم تعابير الدهشة على وجوه الشواب حينما يسأل السويدي عن بعض الأسماء، نظراً لوفاة أولئك الأشخاص منذ زمن بعيد، لكن ذلك يساعده كثيراً خلال مقابلة كبار السن..

ويصفه بمفتاح الدخول والتعمق في ذكريات وروايات مغلقة، خصوصاً وأن الشواب يشعرون بأريحية كبيرة عندما يجالسهم أحد يشاركهم الذكريات والقصص القديمة، مؤكداً أنه لا يبحث عن الأحداث وإنما عن الشخصيات في الأحداث، إلى جانب الألقاب والأسماء ومتابعــــــة شجرة العائلة لدى بعض القبائل.

شخصيات مهمة

أعد السويدي لقاءات كثيرة لعل أبرزها مع المطوعة فاطمة بنت محمد الوعيل، رحمها الله، والتي كانت تعتبر من أكبر المعمرات، وقد تمكن السويدي من استقاء العديد من المعلومات قبل وفاتها في عام 2008، وتتميز الوعيل رحمها الله بمعاصرتها ستة حكام من إمارة دبي، إذ توفيت بعمر يتجاوز 100 عام.

وثمة الكثير من الشخصيات الأخرى قابلها السويدي قبل وفاتها، إلا أنه لم يتوان عن الإلمام بعناصر أخرى تنتمي إلى التراث مثل شجرة الغاف وخلافها، وقد بحث في هذا الصدد عن غافات الشيخ زايد بن خليفة التي كانت تشكل استراحة له، لما لذلك من دلالات تاريخية يمكن أن يستفيد منها المتابعون.

«تايتانك الخليج»

قصص كثيرة يسردها سعيد السويدي ضمن حساب «الموروث»، منها قصة «تايتنك الخليج» التي حدثت في 1961، عندما غرقت إحدى سفن بريطانيا قبالة شواطئ أم القيوين بعد وقوع انفجار فيها قبل ذلك بيومين في 8 من الشهر، وتوفي في ذلك الانفجار 238 شخصاً، منهم عشرون من أهالي الإمارات.

تلك هي السفينة «دارا» التي سميت بـ«تايتانك الخليج»، نظراً لحجم المأساة والعدد الكبير لضحايا الانفجار. وقد استند السويدي في كتابة القصة إلى مصدر من كتاب «دارا تايتانك الخليج - الرحلة الأخيرة» للباحث علي محمد راشد، إلى جانب المقابلة الشخصية في كتابة أبيات شعرية للشاعر عجيل بن عبيد الخطيبي يصف بها الحادثة، ومنها:

أسموه دارا هل بالميل لي طاف

يـبـغي الـيـزيـرة وماشي بـلـيـل

كـد صـادفــة بـــرّقٍ وعــسّــاف

احـتــار فـكــره وبـنّـد الـتـيْــــل

Email