مواهب متعددة

محمد النعيمي.. أول إعلامي إماراتي كفيف

محمد النعيمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحياة رحلة طويلة، نواجه فيها تحديات وصعوبات، كثير منها نستطيع التغلب عليها، وبعض آخر لا، وما لا يعطينا قوة فلا يجب أن يضعفنا، وهكذا تدور الأيام والسنون بين أفراح وأتراح، بين نجاحات وإخفاقات، ولذلك فتجارب الأشخاص الناجحين، تعد أفضل بوصلة لمن سعى للتميز والتفوق أمام نفسه أولاً ثم مجتمعه ثانياً.

الوالد محمد النعيمي، تجربة ثرية، تتحدث عن نفسها قبل أن يذكرها الآخرون، 55 عاماً قضاها متجولاً في الحياة، وهو الذي لا يرى النور، يشاكس الدقائق والساعات بحثاً عن موطئ قدم له في مجتمع لا يعرف غير النجاح، كثيرون وسموه كأول إعلامي إماراتي كفيف، وآخرون اعتبروه معيناً للثقافة الشعبية الإماراتية وشاعراً لا يشق له غبار.

فترة الدراسة

استرسل النعيمي متذكراً البدايات في البحرين بالسبعينات والدراسة التي كانت ديدنه للتعرف والتعلم، مستكملاً إياها في شارقة الثقافة بعد أن عاد للوطن، حينها بدأت تتكشف في نفسه ميول نحو نظم الشعر، والبحث في التراث الفني والتعلم من الآخرين، وكانت الانطلاقة الحقيقية له من خلال جمعية إحياء التراث الشعبي، التي كانت مرجعاً لكل المهتمين بهذا المجال.

إذاعة وتلفزيون

ومع الانتشار في الحفلات والمجالس، كانت الانتقالة الثانية لتقديم البرامج التراثية في الإذاعات ومحطات التلفزة، وتنوعت المشاركات بين تلفزيونات الشارقة، ودبي، والبحرين، والسعودية، وسوريا، وإذاعاتها، مقدماً مواهبه التي تميز فيها، كالشعر والغناء والعزف على العود، حتى أصبح الوحيد في معهد النور للمكفوفين في البحرين الذي يلعب هذه الآلة الموسيقية.

مناصب متعددة

سنوات كثيرة قضاها متنقلاً بين صفحات التراث، نازعته خلالها مناصب أخرى، لا تقل أهمية عن عمله الإعلامي، مثل رئاسته لجمعية المكفوفين بالشارقة، وعمله كمدير فني لمنتخب كرة الهدف، وأيضاً استعانة وزارة العمل به لتقديم محاضرات ودورات للطلبة المكفوفين، وتعليمهم القراءة بطريقة برايل، بالإضافة إلى المواد العلمية الأخرى.

مكافأة الحياة

وأوضح أنه بعد هذا المشوار الطويل والكبير من الكفاح والتكريمات من جهات كثيرة، كافأته الحياة بأجمل ما فيها وهي غرس السنين، أولاده من بنين وبنات، انطلقوا متميزين في حياتهم ومناصبهم بين الهندسة والعمل الشرطي، وغيرها من الوظائف المتميزة، التي تجعله ينسى كل ما واجهه من صعوبات ليقف أمام نفسه متفاخراً بما حققه.

برامج ومشاركات إعلامية واسعة

أوضح محمد النعيمي أن تسجيله لعدد كبير من الأغاني الشعبية على شرائط الكاسيت، كان بوابة كبيرة له ليذيع صيته ويتعرف عليه كثيرون، ويقدم حلقات متميزة على شاشة تلفزيون أبوظبي، موضحاً أن إحساساً وشغفاً تملكاه لمعرفة هذا العالم الإعلامي الواسع، فكان لا يفوت فرصة، إلا وقد وجد نفسه يتحسس الطرقات ليتعرف على الأماكن داخل الاستوديوهات..

ويسأل المتخصصين عن كيفية العمل داخل هذه الوحدات، منصتاً بتركيز شديد لكي يحيط بما يدور حوله، حتى أصبح ممتلكاً أدوات العمل الإعلامي بجدارة، ومقدماً لعدة برامج تمتعت بجماهيرية كبيرة، مثل برنامج (واحة التراث)، وبرنامج (جلسة مع التراث)، الذي كسر من خلاله قاعدة التصوير داخل الاستوديوهات، لينطلق إلى التصوير خارجياً مع ضيوفه في جلسات تتسم بالحيوية والتجدد.

Email