واحة غنّاء تكثر فيها زراعة النخيل والليمون و«الغليون» قديماً

فلج المعلا.. مصيف زمان

فلج المعلا حافظت على هدوئها برغم التطور العمراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

مساحتها لا تتعدى سوى كيلومترات قليلة، وملامحها البسيطة تستحق قضاء أجمل الأوقات بين التلال الرملية أو مشاهدة معالمها التاريخية القديمة..

هكذا تبدو منطقة فلج المعلا في إمارة أم القيوين التي تعد من أهم الواحات في المنطقة الوسطى في الماضي، نظراً إلى امتلاكها مجموعة من المقومات والخصائص مثل أشجار النخيل والخضراوات والأفلاج وقلعة الحاكم..

فضلاً عن الأبراج التاريخية المنتشرة على أطراف المنطقة التي لا تزال شاهدة على تاريخ فلج المعلا، ما أثار شغف الكثير من السياح والزوار الأجانب، لإلقاء نظرة على مشاهد لا تزال حاضرة من حياة أهل الإمارات قديماً.

المسجد القديم

علياء محمد راشد الغفلي، مدير دائرة الآثار والتراث في مركز أم القيوين للآثار، تحدثت عن أبرز الآثار والمعالم التاريخية في منطقة فلج المعلا، منها:

«مسجد الفلج»، وهو مسجد ألحق بحصن فلج المعلا، يتكون من مربعة كبيرة للصلاة ومحراب، وقد بني في عهد الشيخ عبد الله بن راشد الأول، وله مكانة خاصة في ذاكرة أهل الفلج، وقد بني من الحجارة الطينية، واستخدم خشب الجندل و«الدعون» للتسقيف، وقد شُيد المسجد في عام «1800 – 1853».

وأضافت أن الحصن يقع في واحة فلج المعلا، وهي مصيف لأهالي الإمارات في الماضي، حيث تكثر فيها زراعة النخيل، والخضراوات..

ويتكون الحصن من بناء مربع الشكل ذي برجين، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الغربية، ويتكون من مجلس كبير للحاكم، إضافة إلى المربعة، وتطل الردهات الثلاث على فناء داخلي، ويضم الحصن مسجداً يسمى مسجد الحصن، بني الحصن من الحجارة البحرية، وتقوم دائرة الآثار والتراث حالياً بترميمه وصيانته.

وأشارت الغفلي إلى أن المنطقة تضم أبراجاً عدة، أُطلق عليها منذ القدم مسميات مختلفة، وهي «الشمالي» و«النخيل»، و«الصنابي» و«الوسطاني»، و«بن حليس»، وهي عبارة عن ثلاث أبراج برية، بنيت لحماية الإمارة من الجهة البرية، فضلاً عن استخدامها لحماية منابع المياه والمراقبة..

ويتميز بناؤها بتصميم قواعد تبدو أكبر من قمة البرج، تتكون من ثلاث شرفات، ويتخلل بدنها المزاغل العمودية والأفقية، أما مادة البناء فهي عبارة عن أحجار طينية، والأسقف من سعف النخيل، ومن الجدير بالذكر أنها متساوية الارتفاع، والمسافة التي تفصل بينها ذات مسافات منتظمة.

الليمون والغليون

سالم خلفان، مدير بلدية فلج المعلا، قال إن المنطقة اشتهرت بزراعة أنواع عدة من الخضراوات والفواكه الموسمية، لعل أبرزها أشجار النخيل، علاوة على أشجار الليمون والبطيخ والشمام و«الغليون»، نتيجة توافر موارد المياه الطبيعية..

إذ كانت الأودية تجري باستمرار خلال فصل الشتاء، خاصة أن فلج المعلا تمتلك وادياً ضخماً «بطحاء هل علي» كما يطلق عليه، تجتمع فيه خمسة أودية، أحدها يطلق عليه «وادي فريخ»، وأودية أخرى بعضها قادم من منطقة المنامة شرقاً، ليصب مجرى الوادي في الأخير في خور البيضاء في أم القيوين.

وأكد أن فلج المعلا كانت محطة مهمة للمسافرين براً إلى من الشرق إلى الغرب أو العكس، لا سيما للقوافل المسافرة إلى سلطنة عمان. كذلك تعد مصيفاً لسكان دولة الإمارات في الماضي، باعتبارها أحد الأماكن المهمة للهروب من حرارة فصل الصيف «المقيظ»، لكونها تمتلك أعداداً كبيرة من أشجار النخيل..

فكان أهل الساحل أو سواهم من الراغبين في «المقيظ» صيفاً، يأتون إلى فلج المعلا، ثم يذهب الرجال إلى رحلات الغوص، فيتركون عائلاتهم تحت حماية أهالي منطقة فلج المعلا، وكان أصحاب «المقيظ» يشترون إنتاج النخيل، بحيث تشتري كل عائلة نخلة معينة لاستثمار ثمارها في تجفيف التمر، واستخلاص العسل الأسود «الدبس»، وكان يطلق على هذه العملية «اليزم».

نشاطات وتطوير

ولفت إلى أنه تركز نشاط أهالي المنطقة على تربية الإبل وتنظيم سباقات الهجن، بصفتها منطقة صحراوية تضم قبائل بدوية، وباتت تنتشر أخيراً السياحة البيئية القديمة التي تعتمد على المشي في البر واستخدام السيارات الكلاسيكية أو الإبل في التنقل لمشاهد المناظر الخلابة والطبيعة الصحراوية. وقد حظيت فلج المعلا باهتمام حكومة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، ولعل الشواهد في هذا الصدد كثيرة، منها:

بناء المساكن الحديثة وإنشاء معهد للتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب تطوير حديقة فلج المعلا النسائية لتتحول إلى حديقة عامة، وتضم فلج المعلا مناطق وشعبيات عدة، منها: «الراشدية» و«النبغة» و«بياتة» و«فلي الشيخ»، وغيرها من المناطق الأخرى.

Email