محمد بن زايد .. لماذا يكرهه أقزام السياسة

ضرار بالهول

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يملون ولا يكلون من تكرار نفس الأسطوانة المشروخة في بحثهم عمن يلقون عليه اللائمة في فشلهم الذريع المتوالي.. كانوا يعتقدون أن الإمارات، حماها الله، لقمة سائغة، يستطيعون ابتلاعها كما يريدون، ولما اكتشفوا أنها لقمة شديدة المرارة على الطامعين والغادرين، جفلوا كما تجفل البهائم التائهة، وطفقوا يطلقون الأكاذيب كذبة تلو أخرى، فتارة يتهمون الإمارات أنها أفشلت «حلمهم» بسرقة الربيع العربي، ومرة يفتئتون على الدولة وقادتها بتهمة محاربة الإسلام السني!

آخر ما جادت به بكائياتهم افتراءات أحد أقزام السياسة على رجل من عمالقة العمل الوطني وحماية الإسلام من الفتن، ألا وهو سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي افتروا عليه زوراً وبهتاناً بأنه يستهدف الإسلام السني.

وأتعمد هنا أن أكتب ما قالوه كما هو.. ليقيني أن أي مواطن إماراتي، وأي منصفٍ يعرف الإمارات وقادتها جيداً، سيدرك مباشرة حجم الافتراء والكذب لمجرد قراءة ما يقولون. الإمارات تحارب الإسلام السني!! تصور، بالله عليك! ومن الذي يشخصن ذلك في الإمارات؟ أحد أبرز قادتها تركيزاً على العمل الجماعي والجهود المؤسسية، وحرصاً على التدين الحنيف والشريعة السمحة.

أجزم أن أي عاقل حصيف يدرك الإجابة الحقيقية بداهة، فالإمارات بحمد الله وفضله لا تحتاج إلى شهادة حرصها على الإسلام ودعمها لقضاياه العادلة وأهله وأبنائه، لكن الحق بالحق يذكر، فسمو الشيخ محمد بن زايد ذو باع طويل مشهود له في خدمة الإسلام والمسلمين داخل الدولة وخارجها.

أعمال خيرية

فمن التوسع المشهود في عمران المساجد ورعاية عُمّارها، إلى البرنامج الذي رعاه سموه لتأهيل الوعاظ المواطنين على أرفع سوية علمية، إلى حدب سموه الدائم على المنارات الإسلامية المتميز كمركز جامع الشيخ زايد الكبير، وبرامج رعاية وتأهيل المسلمين الجدد والمعاهد الدينية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في مختلف مدن ونواحي الدولة، هذا إضافة إلى تعزيز الإشراف الديني في القوات المسلحة وإدماج الثقافة الإسلامية الأصيلة في برامج تعليمية وتأهيلية عديدة.

وإذا كان سموه حريصاً على استضافة أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة والعناية بهم كل رمضان، فإنه لم يغفل الجهود الخيرة خارج الدولة، كالتعاون مع مشيخة الجامع الأزهر الشريف ودعمها بلا حدود، وهي من هي في ذودها عن حرمات الله وشرائع الإسلام، وسموه راعي المآدب الرمضانية في المسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين، وداعم إعمار المساجد في الأراضي المحتلة وآخرها مسجد الشيخ خليفة بن زايد في سلوان بضواحي القدس الشريف.

ولا يخفى أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد هو من أمر بدعم الدولة وتبنيها بالكامل لمشروع معلمة زايد للفقه الإسلامي، التي تمثل الآن أكبر مرجع للأصول الفقهية الإسلامية على مر التاريخ في أربعين مجلداً من القطع الكبير، ومن المتوقع لها أن تمثل تأثيراً ضخماً في مجالات تعليم وتأهيل الفقهاء لقرون قادمة بإذن الله.

إمارات العون

أما المؤسسات الإسلامية (غير المسيسة وغير الحزبية) التي ترعى المسلمين في بلاد الاغتراب فليس من المبالغة القول: إن أكثر دولة إسلامية ترعاها وتمد لها يد العون والدعم، سواء مالياً أو إنشائياً أو بتزويدها بالمصاحف والمراجع الإسلامية وحتى بالأثاث والسجاد هي دولة الإمارات العربية المتحدة سواء من خلال مؤسساتها الرسمية أو غير الرسمية وهو ما تشهد به مصادر كثيرة، وعلى مساحة خارطة العالم كله من نيوزيلندا شرقا إلى ألاسكا غرباً.

وهذا كله من فضل الله، لم نمن به على أحد من الناس، ولم نبتغ به لا رياء ولا مناً إلا رضوان الله وغفرانه. لكن جهالة الجاهلين مهما كثرت وظلمت لن تمنعنا من القيام بواجبنا في خدمة الدين الحنيف والذود عن حرمات الله والعناية بأهلنا المسلمين في كل مكان.

ثم دعونا نتحدث بصراحة.. أليست مكافحة الإرهاب والتطرف بحد ذاتها خدمة جليلة للإسلام، وإبعاداً للشبهات عنه، بعد أن لطخه القتلة والمجرمون بأسوأ ما تعلموه في مدرسة الإخوان من فكر ضال ومنحرف يسيء للإسلام وللمسلمين، وينفر غير المسلمين من الإسلام على يد جهلة قتلة ضالين مضلين لا يعرفون عن الإسلام إلا ما لقنهم إياه الإخوان من ضلالات متراكمة؟ هل سمعتم يوماً عن شخص دخل في الإسلام على يد أحد من الإخوان المتأسلمين؟؟؟

تجار الدين

لذلك من الطبيعي اليوم أنه كلما كان موقف الدولة، وموقف القائد الفارس سمو الشيخ محمد بن زايد، قوياً وصارماً في مكافحة الإرهاب والتطرف يأتي الرد من تجار الدين وباعة التطرف، مثل القزم الذي تهجم علينا، محاولين تصوير ذلك كذباً وافتراء بأنه محاربة للدين الحنيف والشريعة السمحة، كأن هذا الإرهاب والتطرف هو ديننا وهو شريعتنا! أليست هذه إساءة بالغة للإسلام ما بعدها إساءة! كيف نلوم الغرب على ربطه الإسلام بالإرهاب إذا كان بعض طويلي الألسنة قصيري الهمة من بني جلدتنا يقومون بهذه المهمة نيابة عنه!

ما هي الحكاية إذن؟ الواقع أن هنالك دمّلاً نفسية آخذة بالنمو لدى شذاذ الآفاق المعروفين أيضا باسم الإخونجية المتأسلمين بعد انهيار أحلامهم في ما يسمى الربيع العربي وذلك لمحاولة البحث عن موطئ قدم يعيدهم إلى الضوء ولو قليلاً من خلال تصوير أنفسهم بأنهم حماة أهل السنة والجماعة والمنافحون عن الإسلام السني! قد يقول مخدوع أو غير مطلع: وماذا فيها، أليسوا من السنة؟

وأقول له: منذ متى؟ قد يكونون سُنة على الصعيد الفردي لكن تنظيم الإخوان لم يكن يوماً سنياً بل كان مائعاً تائهاً لا هوية له في خضم اللهاث المحموم وراء أي وسيلة توصله للسلطة، أوليسوا هم الذين لا يزالون يدرسون لشبابهم مؤلفات باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الإرهابي الطائفي باعتبارها فتوحات في الفكر الإسلامي! وحتى لا ينسى ذلك القزم الذي افترى علينا نذكره ومن حوله أن حزب الدعوة هو نفسه الذي حاول الاعتداء على حياة أمير الكويت الراحل جابر الخير عام 1986 وهو الذي نفذ التفجيرات الإرهابية في شوارع الكويت الآمنة عام 1985 واختطف طائرة الجابرية بمسافريها المدنيين بعد ذلك.

رياء

والإخوان، يا رعاك الله، هم الذي صدعونا من عقود بالدعوى المتهافتة حول التقريب بين المذاهب، التي وصل فيها الرياء والمغالاة والشطط إلى حد التساهل في كتبهم الفقهية مع «نكاح المتعة» مقابل التشدد في مسائل من فقه أهل السنة مثل نكاح المسيار.

وهم الذين كانوا من أوائل من أيد انقلاب الخميني في إيران وروج له باعتباره ثورة إسلامية، وتحالفوا مع قادة حزب الدعوة بعد احتلال العراق كالأشيقر ثم نوري المالكي ومنظومته الطائفية وشاركوه سياسياً وانتخابياً، وتحالفوا سنين طويلة مع الحوثيين في اليمن ضد الرئيس الشرعي ولم ينفطموا إلا بعد أن صفعهم الحوثي بالـ «...»، أكرمكم الله.

أما العدو الأكبر للإسلام السني في بلاد الشام، وهو نظام غلاة الشيعة، النصيرية المتزاوجة مع البعثية الاشتراكية في سوريا، فلطالما تغنى الإخوان غير السوريين بمواقفه السياسية تحت حجة المقاومة والممانعة إلى حد مطالبة الحكومات العربية بالتعلم منه، وليتهم يقولون لنا ماذا كان مصيرهم لو تعلمت الحكومات العربية فعلاً من النظام السوري كيفية التعامل مع الإخوان السوريين بالإعدام! ولا يخفى أن عرّاب التحالف مع هذا النظام كان أحد أبرز منظري ومفكري الإخوان، وهو اللبناني فتحي يكن الذي كان شريكاً هو وأبناؤه لرأس النظام في أعمالهم التجارية.

أما حزب اللات الذي يشتمونه اليوم فهم المسؤول الأول عن ترويجه لدى العوام والسذج باعتباره رمزاً للمقاومة وتسويقه باعتباره حزباً إسلامياً، رغم أنه كان دائماً ولا يزال حزباً طائفياً كانت مقاومته على الدوام لتحرير المناطق الشيعية المقدسة في جبل عامل التي تصادف وقوعها في جنوب لبنان، بينما دوره الأساسي بقي طائفياً قذراً داخل لبنان وخارجه. ومع ذلك روجوا له وتحالفوا معه ودافعوا عنه .

إسلام واحد

يحدثونك من بعد عن الإسلام السني! هذا بالطبع، مع أنه لا يغيب عن البال أن هنالك إسلاماً واحداً نعرفه، هو الإسلام الذي أنزل على نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم، فما الذي تقصده عصابات الإخونجية إذن من هذه التقسيمات؟ كأن هنالك إسلاماً لأهل السنة وإسلاماً لغيرهم!

وإلى ذلك القزم الذي أترفع عن ذكر اسمه في مقالة واحدة مع خيار الناس، أقول: ألم تكتفوا يا هذا من المتاجرة بدين الله ومن الولوغ في دماء المسلمين؟

 

 

Email