أطلق «خطة دبي 2021» إيذاناً بمرحلة جديدة من مسيرة الإمارة نحو المستقبل

محمد بن راشد: طموحنا لشـعبنا ودولتنا حــدوده عنان السماء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أمس بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، «خطة دبي 2021»، خلال حفل كبير أقيم بهذه المناسبة في الشاطئ السياحي بمنطقة جميرا بيتش ريزيدنس «جيه بي آر»، بمشاركة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، مدير دائرة إعلام دبي، وعدد من معالي الوزراء ومديري الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية وكبار المسؤولين والتنفيذيين في حكومة دبي وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة وممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

وأكد نائب رئيس الدولة أن «طموحنا لشعبنا ودولتنا حدوده عنان السماء، والنجاح يفرض علينا مسؤولية كبيرة للحفاظ عليه وتنمية ثماره».

وقال في تدوين له على «تويتر»: «بحمدالله وتوفيقه، أطلقنا اليوم خطة دبي 2021 التي تضع الإطار العام لجهودنا التنموية خلال السنوات السبع المقبلة، الهدف الأول للخطة هو إسعاد الناس وتحقيق راحتهم، وثقتنا كبيرة بكل المعنيين بها، وقدرتهم على بلوغ هذا الهدف». وأضاف سموه: «المستقبل حافل بالفرص، ولكنه لا يخلو من التحديات، واستعدادنا للتعاطي بإيجابية مع يحمله لنا المستقبل يؤكد فرصنا في الفوز بالأفضل دائماً». وقال سموه: «شعبنا لا يرضى إلا بالمركز الأول، وهذا يتطلب من الجميع جهداً ومثابرة وعملاً جاداً بروح الفريق الواحد، وننتظر من الجميع المشاركة بفاعلية». وأضاف: «سنتابع عن قرب مراحل تنفيذ الخطة، ومؤشرات القياس المعتمدة ستكون العين التي نرصد بها سير العمل في محاورها الستة».

رسالة

وجاء إطلاق الخطة عبر رسالة وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى الحفل، ليكون هذا الأسلوب المبتكر في إعطاء إشارة البدء لتنفيذ الخطة، تعبيراً عن مضمونها القائم على تبنّي الفكر المبدع وغير التقليدي، وتأكيداً لتمسك دبي بروح الإبداع في كل مبادراتها، كبطاقة عبور إلى المستقبل بفكر خلّاق، يعمد دائماً إلى التجديد والتطوير واتباع الأساليب المبتكرة في العمل.

وخاطب سموه في رسالته القادة والمسؤولين الذين وصفهم برجال ونساء الوطن المخلصين، موضحاً أن المرحلة المقبلة، وتحديداً السنوات السبع التي تغطيها الخطة، هي مرحلة حافلة بالفرص، بما يتطلبه ذلك من عمل واجتهاد ومثابرة لملاقاة التطلعات التي أكد سموه أنها «عالية»، في حين نوه سموه بأن سعادة الناس ورفاهيتهم وضمان الحياة الكريمة لهم هي الأهداف الأسمى التي تصب كل الجهود في اتجاه تحقيقها. كما نبّه سموه إلى ضرورة إدراك أبعاد التحديات التي ستواجهنا خلال تلك الفترة، في إشارة واضحة إلى أهمية الاستعداد لها بحشد الطاقات وشحذ الهمم، لنكون على مستوى تلك المسؤولية في مواجهة ما قد يعترض مسيرتنا من معوقات أو عراقيل، تأكيداً لقدرتنا على تحجيمها وقهرها، وصولاً إلى أهدافنا التنموية العظيمة، بما تحمله من بشائر خير ونماء للمجتمع.

نص الرسالة

وفي ما يلي نص الرسالة: «إلى رجال ونساء الوطن المخلصين، القادة والمسؤولين، إلى جميع من يحمل في نفسه طموح وعزيمة المؤسسين، إلى هؤلاء جميعاً أقول: أمامنا سبع سنوات، عظيمة في الأهداف، عالية في التطلعات، مليئة بالتحديات. أنتم عشاق المركز الأول، وبكم ومعكم سنحقق لشعبنا المستقبل الأفضل والأجمل، نطلق اليوم خطة دبي 2021، والله نسأل أن يسدد ويؤيد ويوفق جهودنا جميعاً لتحقيق السعادة والرفاهية والحياة الكريمة لشعبنا. محمد بن راشد آل مكتوم». وفي تصريحات لسموه بهذه المناسبة، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن إطلاق الخطة يأتي إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من العمل، تواصل فيها دبي مسيرتها نحو تأكيد الريادة في مختلف المجالات الحيوية، بناء على خطط تضمن استمرارية النجاح واستدامته، وفق أسس علمية مدروسة وواضحة ودقيقة.

وشدد سموه على أهمية تعاون الجميع في إنجاح أهداف الخطة ضمن مختلف محاورها ومحطات تنفيذها في ضوء الخطط الزمنية المعتمدة، وصولاً إلى بغيتها الأساسية، وهي تحقيق سعادة الناس وراحتهم، وضمان المقومات التي تكفل للمجتمع تحقيق مزيد من التقدم في شتى دروب التنمية في القطاعات كافة، بما يتطلبه ذلك من تضافر الجهود والمثابرة في السعي نحو تحقيق مستويات أرقى من التميز والجودة، واستنفار الطاقات للنهوض بمنظومة العمل الحكومي وتحسين مخرجاتها، بما يخدم الناس ويحقق طموحاتهم في حياة كريمة، يواكبون من خلالها ركب التطور العالمي، بل تضمن لهم فيه مكانة الصدارة.

وقال سموه: «إن التغيرات الإقليمية والعالمية المتسارعة توجب علينا الانتباه إلى حتمية مضاعفة العمل، صوناً للمكتسبات التنموية المتحققة، وتعزيزاً لفرص إنجاز المزيد منها، بما لذلك من أهمية استراتيجية تصب في المقام الأول في مصلحة الفرد قبل الجماعة، وتيسر للمجتمع برمته الطريق لارتقاء سلم النجاح بثقة، استناداً إلى خطط واضحة وأهداف محددة ذات أطر تنفيذية دقيقة، إذ يبقى نجاح تلك الخطط مرهوناً بمدى الالتزام بتطبيق بنودها ومحاورها بصورة متقنة وبتكامل الأدوار كافة».

العمل المشترك

من جانبه، وجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، كل الجهات الحكومية بالإمارة بضرورة تماشي جميع الخطط الاستراتيجية التابعة لها مع خطة الإمارة الشاملة، لضمان مواءمة الخطط وتفعيل العمل المشترك، وفقاً لتطلعات المجتمع، وتماشياً مع أهداف دبي في تحقيق الريادة المستدامة في مختلف المجالات وعلى كل الصُّعُد.

ولخّص سموه الإطار العام للخطة بقوله: «إن دبي 2021 هي المدينة التي تضع الإنسان أولاً»، وأضاف: «أن خطة دبي 2021 تمثل أولويات حكومة دبي للسنوات السبع المقبلة، وهي خريطة طريق وثّقت ملامح رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمستقبل دبي، وترجمت آمال المجتمع وتطلعاته إلى مستقبل أكثر إشراقاً وتميزاً بإذن الله».

وأكد سموه أن الأهداف الطموحة التي اشتملت عليها الخطة ليست بالأمر الجديد على دبي، قائلاً: «لقد اعتادت دبي منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد، رحمه لله، أن ترفع سقف التوقعات. وخطة دبي 2021 ما هي إلا استمرار للنهج ذاته الذي اعتدناه من هذه المدينة الفتيّة التي لا ترضى إلا بالتميز والتفوق والريادة».

وأشاد سمو ولي عهد دبي بالعمل الدؤوب الذي بُذل خلال فترة إعداد الخطة، والذي حرص القائمون عليه منذ البداية، على أن تكون محصلته تجسيداً حقيقياً لتطلعات جميع أفراد المجتمع وضمان مساهمتهم فيه، وقال سموه: «كان تطوير خطة دبي 2021 رحلة مهمة، مضينا فيها على مدار اثني عشر شهراً كاملة، وحرصنا على إشراك المجتمع بكل فئاته وشرائحه، والجميع أسهم بكل إخلاص وحب وانتماء بخلاصة معرفته وأفكاره، تحقيقاً لمصلحة دبي وكل من يعيش على أرضها».

ودعا سموه المجتمع إلى تحمُّل مسؤوليته، بوصفه شريكاً فاعلاً في تنفيذ الخطة، عن طريق التواصل المستمر مع حكومة الإمارة، عبر مختلف قنوات الاتصال التي تحرص على إبقائها مفتوحة أمام كل من يطرقها بأفكار أو مقترحات تسهم في تعزيز قدرتنا الكلية على الأّداء، وقال إن حكومة دبي وعامة الناس فيها شركاء في الارتقاء بقدراتنا نحو آفاق تنموية جديدة وواعدة، منوهاً سموه بقيمة هذا التواصل في تأصيل مبدأ الشراكة في تنفيذ الأهداف الطموحة التي تضمنتها خطة دبي 2021.

وذكّر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بمبدأ مهم اعتمدته دبي في رحلتها التنموية المحفوفة بالنجاح، وهو أن «السباق نحو الريادة ليس له خط نهاية»، وقال سموه في هذا الشأن: «ليست هذه سوى خطوات أولى في رحلتنا الطموحة. وما عام 2021 إلا محطة على الطريق، ذلك أن من وضعوا اللبنة الأولى في هذه الأرض علمونا أن السير قدماً هو حتمية تاريخية مستمرة».

ستة محاور

وشمل حفل إطلاق الخطة عرضاً لإطارها العام الذي يتكون من ستة محاور تصف الشكل الذي ستكون عليه دبي في عام 2021، وهي:

• موطن لأفرادٍ مبدعين وممكَّنين ملؤهم الفخر والسعادة

• مجتمع متلاحم ومتماسك

• المكانُ المفضل للعيش والعمل والمقصدُ المفضّلُ للزائرين

• مدينة ذكية ومستدامة

• محور رئيس في الاقتصاد العالمي

• حكومة رائدة ومتميزة

وقد تم خلال الحفل استعراض باقة من مؤشرات الأداء الرئيسة، كجزء من منظومة القياس التي تحوي أكثر من ستمئة مؤشر، تعمل بتكامل لمتابعة سير الخطة، وتحقق أهدافها بحلول عام 2021.

وعن حرصه على متابعة سير العمل خلال فترة إعداد الخطة، قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «لقد حضرت شخصياً جانباً من ورش العمل وجلسات العصف الذهني التي شاركت فيها نخبة من العقول التي تمثل مختلف شرائح المجتمع بقطاعيه الحكومي والخاص والمجتمع المدني، وأفراد من مختلف الأعمار، في جهد رائع ومشرف بذله المشاركون بحماس، ووضع كل واحد منهم فيه خلاصة ما يملك من أفكار ومعارف لخدمة دبي ومجتمعها».

وأعرب سموه عن شكره وامتنانه لكل من شارك في إعداد الخطة، وقال: «إن كل فكرة وضعت في هذه الخطة، عظمت أم صغرت، هي موضع تقدير قيادتنا الرشيدة، ومحل إعزازي شخصياً، فهذه الإسهامات ستبقى أبداً حاضرة في مستقبل دبي وذاكرتها».

معايير عالمية

من جهته، أثنى عبد الله الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، على تعاون جميع الجهات المشاركة في إعداد الخطة، وتجاوبها التام خلال مختلف الورشات المنظمة. وقال: «دبي هي مدينة للجميع، وأفراد مجتمعها، بتنوع مجالاتهم وثقافاتهم ولغاتهم، يشعرون بأنهم جزءٌ لا يتجزأ منها، ولاعبون أساسيون في رسم مستقبلها. فقيادتنا الرشيدة تحثنا باستمرار على البحث عن سبل إسعاد الناس وتقديم أفضل الخدمات بأرقى المعايير العالمية.

تغريدة

دوّن سمو الشيخ حمدان بن محمد على صفحته في «تويتر»: «إطلاق خطة دبي 2021 بمنزلة استمرار للنهج الذي اعتدناه من المدينة التي لا ترضى إلا بالتميز والتفوق والريادة. خطة دبي 2021 خريطة طريق وثّقت ملامح رؤية محمد بن راشد لمستقبل دبي، وترجمت آمال المجتمع وتطلعاته إلى مستقبل أكثر تميزاً بإذن الله. حرصنا على إشراك المجتمع بكل فئاته وشرائحه، والجميع أسهم بخلاصة معرفته وأفكاره لدبي وكل من يعيش على أرضها. دبي 2021 هي المدينة التي تضع الإنسان أولاً، والسباق نحو الريادة ليس له خط نهاية، هذه ليست سوى خطوات أولى في رحلتنا الطموحة».

Email