مهرجان زايد التراثي يعرف الأبناء تقاليد الآباء والأجداد

أكد حميد النيادي نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد وجه بضرورة دعوة طلبة المدارس والطلبة الجامعيين، لزيارة مهرجان زايد التراثي الذي انطلق يوم أمس الأول تحت عنوان «تراثنا هويتنا.. زايد قدوتنا».

وقال النيادي لـ «البيان»: تم التنسيق مع مجلس أبوظبي للتعليم، ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، لتسهيل زيارة الطلبة من أبوظبي وكافة الإمارات من الساعة 10 صباحاً، ولغاية الـ 1.30 ظهراً، للتعرف على مكونات المهرجان، وهو ما يحقق هدفنا بأن ينقل تراث الآباء والأجداد إلى الأبناء، متوقعاً أن يتجاوز عدد الزيارات الطلابية الثلاثين ألف طالب وطالبة طيلة أيام المهرجان.

هوية وتراث

وأضاف: عندما تأسست دولة الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضعت الثقافة والعادات والتقاليد لبنات أساسية للدولة وعلى الرغم أن اتحاد دولة الإمارات هو حديث العهد، ولكن جذور شعبها تمتد في هذه الأرض الطيبة إلى مئات السنين.

وأضاف: لما اعتمدنا هذا الشعار كان الهدف الاحتفاء بهذا التراث وإبراز دور الشيخ زايد باهتمامه بمفردات التراث وترسيخه، والتركيز على أهمية نقلها للأجيال، مشيراً إلى أن المهرجان جاء بإطار تثقيفي تشويقي يحفز الشباب والأطفال على التفاعل مع أدق تفاصيل التراث الذي يعد قاعدة صلبة انطلقت منها نهضة الإمارات.

وتابع: تشرفنا بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وعدد كبير من الحضور الرسمي، وهذا يدل على أهمية المهرجان، ونحن نشعر بأن الرسالة وصلت للجمهور من خلال الفعاليات التي تحتفل براعي التراث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

مهرجان الأسرة

وأكد نائب رئيس اللجنة العليا أن المهرجان هو نقل التراث للأجيال القادمة، وهو ما شجع الكثير من الجهات الحكومية والوطنية على المشاركة في المهرجان، ما يدل على وعي هذه الجهات وتفاعلها مع توجيهات قادة الدولة.

وقال النيادي: إلى جانب المسابقات التراثية والرياضية وعروض الخيل، طرح المهرجان مسابقات جديدة منها مسابقتين بحثيتين الأولى «الإمارات تراثنا» والثانية «الشيخ زايد قدوتنا» بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتشجيع الطلبة المواطنين والمقيمين على إجراء وتقديم بحوث تراثية تبرز أهمية التراث الإمارات، كما تبرز اهتمام الشيخ زايد بهذا التراث والتأكيد على الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

وأضاف: أما مسابقة «أفضل صورة تراثية» والتي طرحت بالتعاون مع جميعة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، فتقدم جوائز لأفضل ثلاث صور تراثية، سواء من داخل المهرجان الذي يحفل بالمشاهد التراثية أو من خارجه.

ودعا النيادي زيارة المهرجان المستمر لغاية 12 ديسمبر المقبل، مبيناً أن تنظيم مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 متناسباً مع كافة شرائح المجتمع وهناك فعاليات خاصة بالأطفال، والمرأة والأسرة بقالب تشويقي تعليمي وترفيهي، ستستمر طيلة أيام المهرجان.

تفاعل

وتوزعت أروقة المهرجان على محيط ساحة كبيرة، وتعد متاحف حية وتفاعلية، من مكوناته إلى جانب جناح ذاكرة وطن، الذي يمثل دورة المهرجان بما يحويه من مواد تاريخية عن دولة الإمارات، ومسيرة حياة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث يتناول سيرة وحياة وإنجازات زايد بن سلطان وأقواله الخالدة، بالإضافة إلى استعراض مسيرة الاتحاد والوثائق التاريخية التي تم توقيعها لوضع لبنة اتحاد الإمارات، ومتحف الشاعر الماجدي بن ظاهر، ومتحف الملاح أحمد بن ماجد، ومتحف الأفلاج في تاريخ الإمارات، كما يتضمن المهرجان، العديد من الفعاليات ذات طابع تثقيفي، تعليمي، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الجديدة المبتكرة التي تدخل قائمة فعالياته للمرة الأولى كالمسابقات البحثية، التي تهدف للمزيد من تفاعل الجهات المختلفة المعنية عبر بوابة التراث وتكريس أوسع مشاركة من مختلف الشرائح المجتمعية والفئات العمرية.

وخصص المهرجان العديد من الجوائز والمسابقات والمزادات وهي جائزة زايد الكبرى لسباق الهجن، ومسابقات الحلاب، والصقور «التلواح»، والقوارب الشراعية، والرماية، وجمال السلوقي العربي، وسباق السلوقي العربي، ومزادات الهجن والأغنام والحمام، وكذلك جائزة مسابقة التمور ضمن معرض «تمورنا تراثنا».

طرق مبتكرة

وأهم ما يميز الدورة الخامسة للمهرجان أن عملية الإعداد والتنظيم جاءت بطريقة مبتكرة، حيث استعرضت مختلف مقومات الحضارة الإماراتية قديماً من خلال تجسيدها للبيئات الرئيسية الأربع المكونة لها وهي: البيئة الجبلية، البرية، الزراعية، والبحرية، والتي توزعت على أطراف المهرجان بمعارضها ومتاحفها وحرفها وثقافتها ومحاكاتها للحياة اليومية بأدق تفاصيلها، وأدخلت عناصر التكنولوجيا الحديثة لإظهارها بطريقة حيوية يتفاعل معها الجمهور.

مسابقة التمور

وطرح مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 مسابقة أجود أنواع التمور، للأنواع التالية «دباس، فرض، وخلاص، ولولو، وأبومعان، وشيشي، وخنيزي، والنخبة»، وحددت معايير المشاركة في المسابقة بعدة نقاط وهي أن يكون المشارك من دولة الإمارات، وأن تكون التمور من إنتاج مزرعة المشارك، وتكون مزرعة المشارك مسجلة في شركة «الفوعة» وأخيراً القبول بقرارات لجنة التحكيم، وطرحت المسابقة لفئتين الفردية ويمكن للمشترك تقديم المشاركة في مخرافة سعة 4 - 5 كيلوغرامات من التمور، أما الفئة الثانية وهي النخبة فتكون المشاركة فيها بعدد عشرة أصناف مختلفة من التمور، في مخاريف سعة المخرافة الواحدة 3 كيلوغرامات.

أما معايير المسابقة فهي عدم المسابقة بتمور الموسم السابق، عدم وجود عيوب أو تشوهات مظهرية في التمور وأن لا تكون متسخة بالأتربة أو مصابة بالآفات الحشرية، على أن لا يتم القبول بالرطب أو التمور المتعفنة أو المتحمضة، ويجب أن تحتوي المخرافة الواحدة على أكثر من نوع من أنواع التمور.

 6 مسابقات لتدعيم التواصل مع مختلف الجهات

طرحت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي ست مسابقات متنوعة تدخل ضمن قائمة فعاليات المهرجان للمرة الأولى لتنضم للمسابقات التراثية التقليدية، وذلك في إطار سعي اللجنة لتدعيم سبل التواصل مع مختلف الجهات التي ستشكل إسهاماتها إضافة نوعية إلى مسيرة المهرجان في دورته الحالية، ودعم كافة الجهود التي من شأنها توسيع دائرة التفاعل مع هذه الدورة الاستثنائية.

وتأتي مسابقتي «تراثنا هويتنا» و«الشيخ زايد قدوتنا» في مقدمة المسابقات، حيث تقام بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لتشجيع طلبة التعليم العالي للبحث العلمي في مجال التراث.

تقاليد

ومسابقة «تراثنا هويتنا» بحثية تسعى لاختيار أفضل بحث حول تقاليد الشعب الإماراتي وتراثه في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أما مسابقة «الشيخ زايد قدوتنا» فتستهدف اختيار أفضل بحث حول الانجازات التي تحققت في عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ويشار إلى أن باب المنافسة في كلتا المسابقتين مفتوح أمام جميع طلاب التعليم العام والدراسات الجامعية والدراسات العليا، حيث يمكن للطلاب المواطنين والمقيمين على أرض الدولة المشاركة في المنافسات والتقدم بمشاريعهم البحثية لنيل الجوائز.

وتجري مسابقة «أفضل صورة تراثية» بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، وتهدف إلى تحقيق مزيد من التفاعل وإشراك مختلف الشرائح الاجتماعية وكافة رواد المهرجان في هذه التظاهرة الثقافية، والعمل على اختيار أفضل الصور وأجملها على الإطلاق بما يعكس جمال التراث الإماراتي عبر الكلمة، فالصورة أحياناً تغني بجماليتها عن آلاف الكلمات.

وخصصت اللجنة العليا المنظمة المسابقة الرابعة للإعلام والإعلاميين مسابقة، «أفضل تغطية صحفية تراثية»، حيث فرضت حالة التنوع الكبيرة في فعاليات المهرجان اعتماد هذه المسابقة، فمن البيئات الأربع إلى المهن التراثية، إلى المعارض الحية المختلفة إلى ورش العمل وغيرها الكثير من الفعاليات، وتشمل هذه الجائزة فئة للتغطية باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية.

سياحة

وعلى صعيد مسابقتي أفضل فندق وأفضل وكالة سياحية داعمين لمهرجان الشيخ زايد التراثي فإنهما تجريان بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والمجلس الوطني للآثار والسياحة.

وتفتح مسابقة أفضل فندق داعم للمهرجان الباب أمام مشاركة كافة الفنادق التي تعتبر إحدى البوابات الرئيسية في تعريف الزوار بالفعاليات والأنشطة التي تنظمها الدولة، والمساهمة في إعطاء السياح القادمين للإمارات لمحة تاريخية تراثية حقيقية، وذلك نظراً للرؤية التي قامت عليها منذ البداية وهي الارتقاء بطريقة العرض ليكون بمثابة متحف حي تفاعلي، حيث يستطيع رواد المهرجان الاطلاع على مختلف مقومات الحضارة الإماراتية قديماً والبيئات الرئيسية الأربع المكونة له وهي الجبلية، البرية، الزراعية والبحرية وكافة الأنشطة الحياتية المرتبطة بتلك الحقب الزمنية بأدق تفاصيلها.

فعاليات متنوعة

يمتد مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 على مدار 22 يوماً يتضمن خلالها العديد من الفعاليات المتنوعة ذات طابع تثقيفي، تعليمي، تشويقي يحاكي الامتداد التاريخي والثقافي لدولة الإمارات، ويتكون المهرجان أيضاً من عناصر مختلفة تعكس اهتمامات الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في شتى المجالات والتي كان لها الدور الأكبر في التأسيس لنهضة الإمارات الحالية.

شباب الوطن

قال حميد النيادي: إن اختيار قصيدة زايد «يا شباب الوطن لبوا نداكم» التي تعتبر من القصائد الوطنية المهمة، ليغنيها الفنان حسين الجسمي ما هي إلا تشجيع للحفاظ على المكتسبات الوطنية.

فعاليات خاصة بالأطفال والمرأة والأسرة بقالب تشويقي تعليمي وترفيهي

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز