يعيد رسم الماضي وإعلاء الوطن في فضاء التقنية

حميد بن قدور.. رائد التراث الإلكتروني

لطالما شكلت البيئة الجبلية قاعدة صلبة لانطلاقة بن قدور من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

حميد محمد بن قدور اليماحي؛ ابن «الفغوة» في منطقة الطويين التابعة لإمارة الفجيرة، من أوائل المواطنين الذين وظفوا هوايتهم في التوثيق والبحث التاريخي عبر واجهة التكنولوجيا. بدايته كانت عشقاً وهواية كالكثيرين غيره، تجده يصول ويجول في عالم تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يجنح إلى الجمع بين عشق التقنية الحديثة والتعريف بموروثات وطنه، ثم قادته موهبته بعزيمة وإصرار، نحو تأسيس مواقع إلكترونية وثائقية.

من موقع يدعى «مجاني» في عام 2002؛ انطلق، فبرزت إمكاناته ومواهبه في تأسيس موقع أطلق عليه «الطويين»، فتحققت له المكانة التي استحقها عن جدارة، حين بدأ في التعريف بمكان مولده في واحدة من أهم المناطق الجبلية والجميلة في الفجيرة، وراح يتحدث عن سكانها وآثارها، ويتناول القصص الشعبية التي كانت تتداول فيها، إلى جانب موقعين آخرين «شبكة اليماحي» و«عسل اليماحي».

خطوات واثقة

شخصيته واثقة، وطبيعته هادئة، وخزائنه الفكرية تفيض بعطاء العالم وبرؤية المهندس الذي يسعى إلى تنمية وإبراز الإنجازات الإماراتية في المحتوى الإلكتروني والتنمية التكنولوجية، بما يعزز من مكانة الإمارات ضمن عالم التكنولوجيا، فيظهر للعالم مدى التقدم والتطور لدى شبابها.

حميد اليماحي قال إن حياته بدأت من منطقة الطويين، التي درس فيها مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، بعد ذلك استكمل دراساته العليا في المملكة المتحدة، وتخصص في هندسة الحاسوب، واليوم يعمل موظفاً حكومياً، ونائب رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة في الطويين.

متزوج ولديه 7 أبناء، يعشق البساطة تبعاً لطبيعته الجبلية التي نهل منها الكرم وجود الأخلاق والأصالة والتواصل. ويعرّف اليماحي عن نفسه بأنه: مواطن إماراتي حاله كحال أي مواطن غيور على وطنه، عاشق لتراب الإمارات، وضع نصب عينيه الولاء للقيادة كأساس لرد الجميل لوطنٍ أجزل لنا العطاء.

المحتوى الإلكتروني

رصيده في مجال البحث العلمي وافر ومتميز، إذ قدم العديد من المواضيع الوثائقية والأبحاث المتخصصة في الآثار والقصص القديمة، وشجع على الإنتاج التكنولوجي الذي يُبنى على أسس علمية، فهو يثري المحتوى الإلكتروني المحلي في المحافل التكنولوجية الدولية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الأنشطة والبرامج الاجتماعية الثقافية التي تصب في جانبها الأكبر في ترسيخ ركيزة أساسية وهي «الهوية الوطنية».

وفقاً لذلك فقد عمل ضمن اللجان المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني لدولة الإمارات في منطقة الطويين، كما شارك في اللجنة المنظمة لجائزة سمو ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد الشرقي «بطولة السيف».

موقع وثائقي

تحدث حميد بن قدور عن موقع «الطويين» الذي عرف الناس عن طبيعة هذه المنطقة بوجه خاص، وإمارة الفجيرة بشكل عام، فجمع عدداً كبيراً من المتابعين، مؤكداً أن الموقع شهد نجاحات مستمرة منذ 12 عاماً؛ في توثيق العديد من الأمور المحلية عن المنطقة وعن دولة الإمارات، وهو من المواقع الشخصية المفيدة التي لا تتبع أية جهة محلية أو حكومية، إذ يتناول العديد من التحقيقات المحلية الراقية عن مناطق الإمارة ومحتوياتها الشعبية، ما وسّع من قاعدة المتصفحين المعرفية، وحفزهم على التواصل إما بالمشاركة أو المطالبة بالمزيد من المعلومات.

وأضاف أن محتويات الموقع التي تتضمن معلومات وصوراً تخص حكومة الفجيرة، وموضوعات تفصيلية عن حياة المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إضافة إلى أقسام جديدة عن التراث والعادات والتقاليد لسكان الإمارات، فضلاً عن معلومات حصرية لمناطق إمارة الفجيرة، ناهيك عن التوثيق الإعلامي لكل ما يصدر عن منطقة «الطويين»، إضافة إلى متابعة أهم الأحداث الرياضية ومستجداتها التي تقام على مستوى الإمارة، مشيراً إلى استحداث «موقع الطويين الإخباري»، وقسم النباتات والأعشاب البرية من خلال توثيق معلومات دقيقة وصور حصرية لـ 24 نوعاً من النباتات البرية.

ولديه أيضاً ألبوم للصور، وقسم «متميزون بلا حدود». وخلال مسيرته، نال اليماحي العديد من الجوائز والشهادات التقديرية نظراً للمساهمات العلمية الكبيرة التي يقدمها الموقع، ودوره المتميز في المجالين العلمي والثقافي من خلال نشر الأخبار الصادقة والمواضيع الخبرية والحصرية، وفي دعم جهود مختلف الجهات الحكومية والخاصة.

فلسفة إماراتية

فلسفته تتجلى في تسخير الإمكانات لإعلاء اسم الإمارات بين ثقافات العالم، عبر إطلاع المتصفح على المعلومة من مصدرها، وتعريف جيل اليوم بالماضي العريق الذي تزخر به الدولة، وذلك من خلال الربط بين الجانبين المعرفي والتقني والخطة التنموية للدولة، لتوظيف «الثقافة الوطنية» في خدمة التنمية الوطنية الشاملة.

كما يعي اليماحي ماهية التكنولوجيا، وما أصبحت عليه اليوم كوسيلة أكثر أهمية وانتشاراً، وإن كان الأهم من وجودها ذاته؛ هو الوعي باستخدامها، مؤكداً أن شباب اليوم يمتلك وعياً ثقافياً كبيراً، واطلاعاً واعياً، وإلماماً بكل جديد على الساحة الثقافية وفي المجالات المختلفة كذلك.

دور بارز

بصماته في مجال الثقافة كبيرة، إذ كان له دور بارز في إحداث نقلات شاسعة في عناية المواطن بتراثه وآثاره، ووعيه بقيمتها سواء من موقعه الإلكتروني، أو من مشاركته المجتمعية، أو عبر مهامه في مجلس أولياء أمور الطلبة، لاسيما وأن إمارة الفجيرة تشهد حراكاً ثقافياً نشطاً في الآونة الأخيرة، خصوصاً في الجانب الثقافي «مهرجان الفجيرة الدولي للمونو دراما»، و«ملتقى الفجيرة الإعلامي»، و«الفجيرة للربابة»، وجائزتي «الفجيرة للتصوير الضوئي، والدولية للتصوير الصحافي»، إلى جانب دعم وتكاتف المواطنين من أجل إحداث التحول الثقافي في نظرة المجتمع للتراث الوطني.

توظيف التقنيات في الثقافة المحلية

مشاريع حميد بن قدور في توسيع أنشطته التكنولوجية والاجتماعية، لا تهدأ ولا تتوقف، عن ذلك قال: الطموح لا سقف له ولا حدود، وأملي بالله كبير في رد ولو جزء بسيط من الجميل لأمي الإمارات، وللقيادة الرشيدة، معرباً عن نيته مواصلة الدراسة الإلكترونية عن بعد، ونشر الثقافة المحلية والتوعية الوطنية والتنمية العلمية على المستويات المختلفة، وللفئات كافة، وإبراز جهود الدولة وإنجازاتها في نشر المعرفة والتراث الإماراتي في المحافل التكنولوجية الدولية، بالدرجة نفسها التي يحلم فيها بارتفاع مستوى الوعي الوطني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويرى أن النجاح يتطلب إصراراً في مواجهة التحديات، وعملاً موازياً للتغلب عليها بالصبر وحسن التخطيط.

Email