الإطارات المغشوشة أفقدته القدرة على الحركة

ذيبان المهيري.. عودة بطل

المهيري أصبح حريصاً جداً على سلامة إطارات السيارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذيبان المهيري؛ فقد قدرته على الحركة والمشي نتيجة حادث مروري سببه الإطارات المغشوشة، ولم تمنعه الإعاقة من مواصلة حياته كما الأسوياء، بل تفوق على كثير منهم بطموحه وعزمه. شعاره: لا توقف مع إعاقة الجسد ما دام العقل سليماً، فهو الأمين العام لاتحاد الإمارات لرياضة المعاقين، وعضو المنتخب الوطني لألعاب القوى للمعاقين في رمي القرص، ويعمل إلى جانب ذلك موظفاً في نادي ضباط الشرطة في مدينة العين.

على كرسيه المتحرك يتنقل بهمة ونشاط في ميدان عمله، ويواصل بتحدٍّ وعزيمة وإصرار، وهو يجسد حكاية نصر على الذات، وعلى الزمن والإعاقة، ويقفز عالياً ليسجل أرقاماً حكراً باسمه في ميادين العمل والهواية.

يعود ذيبان بذاكرته إلى يوم الحادث المؤسف قائلاً: أحمد الله على ما أصابني، فأنا مؤمن بقضاء الله وقدره، وأعتبر ما حصل لي رصيداً في ميزان حسناتي أحتسبه عند الله عز وجل، ودافعاً مهماً لطموحي.

منام الوالدة

ويذكر أن والدته التي هرعت إلى المستشفى باكية راجية الله أن يشفيه ويلطف به، كانت قد رأت في منامها في الليلة التي سبقت الحادثة أن ولدها أصيب في حادث سير خطير. وبعد فترة قصيرة سافر ذيبان إلى بريطانيا لاستكمال العلاج هناك، وظل هناك 9 أشهر تلقى خلالها العلاج على أيدي أطباء مختصين، ومن بينهم طبيب من ذوي الاحتياجات الخاصة مقعد، أصيب بشلل في رجليه من جراء تعرضه لحادث سير، كان يمارس عمله ويتفقد المرضى وهو على كرسي متحرك، منه استمد ذيبان القوة والثقة والقدوة، مؤكداً أن المعاق ليس معاق الجسد وإنما معاق العقل.

في بريطانيا

أضاف المهيري: أثناء وجودي في بريطانيا تدربت على قيادة السيارة، وحصلت على رخصة القيادة الخاصة، ثم التحقت بكلية «هيرويت كولج» لدراسة علوم تقنية المعلومات، وحصلت على دبلوم تقنية. وفي تلك الأثناء انتسبت لنادٍ رياضي تابع للكلية، ومارست رياضة رفع الأثقال وكرة السلة، فتحديت الصعاب، وتكيفت مع ظروفي الجديدة، وقفزت فوق حواجز إعاقتي.

وبعد إكمال فترة العلاج والتعليم، عاد ذيبان إلى أرض الوطن معتمداً على نفسه في نمط حياة جديدة، فاتجه إلى الرياضة وأصبح عضواً في نادي العين للمعاقين، الذي تم تطويره بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ليصبح من أفضل الأندية الرياضية الخاصة بالمعاقين.

الهيكل التنظيمي

وبعد افتتاح مركز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة العين عام 2002، بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، شارك المهيري في وضع الهيكل التنظيمي للمبنى، كونه ذا إعاقة وأدرى باحتياجات زملائه، ثم بعدها حصل على وظيفة في وزارة الداخلية، وتحديداً في نادي ضباط العين الذي يعمل فيه إلى الآن.

وعن مشاركاته الرياضية، لاسيما وأنه من أصحاب الإنجازات وهو عضو فاعل في اتحاد رياضة المعاقين، ولديه خبرات ميدانية تؤهله لشغل تلك المهمة، قال ذيبان المهيري إنه يمارس ألعاب القوى، وهو متخصص في رمي القرص، وكانت أولى مشاركاته في بطولة الخليج عام 2003 وحصل على المركز الأول، وتلك البداية المشجعة دفعته للاستمرار بجد والتزام، وقد رُشّح للمشاركة في البطولة الدولية لرمي القرص في بريطانيا، وفاز فيها بالمركز الثاني، بعد ذلك شارك في بطولات عدة عالمية ودولية وإقليمية، في هولندا عام 2006 وحصل على المركز 4، وفي الهند عام 2009 وفاز بالمركز الأول مستوى الدول العربية والثالث على الدول الآسيوية، والثامن على مستوى العالم، وكان أفضل رقم حققه في ملتقى للمعاقين الذي أقيم في تونس العام 2007، مسجلاً أبعد مسافة وصلت إلى 26.74م.

مناصب قيادية

في ضوء الإنجازات والمهارات الرياضية التي يتمتع بها ذيبان المهيري، وكنتيجة حتمية للإصرار الذي عاد به من رحلة علاجه في بريطانيا، وبحكم الطموح الذي يختزنه لذاته ووطنه، فقد تولى مناصب قيادية رياضة خاصة بالمعاقين، بعد أن اعتزل المشاركات الرياضية في العام 2010، ليتفرغ لإدارة شؤون رياضة المعاقين، لاسيما تحفيزهم على المشاركة والمنافسة في البطولات العالمية.

Email