شهد توقيع اتفاقية بناء أول مسبار عربي إسلامي لإطلاقه إلى المريخ

محمد بن راشد: أمامنا 7 سنوات لبناء المعرفة وتـطوير الكوادر والوصول إلى الكوكب الأحمر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن التحديات العظيمة تتطلب فرق عمل عظيمة، والوصول إلى الفضاء يتطلب همماً تعانق السماء.

جاء ذلك خلال حضور سموه أمس بدء الخطوات العلمية لتنفيذ وبناء وإطلاق أول مسبار عربي إسلامي لكوكب المريخ، تحت إشراف فريق عمل وطني، إذ وقعت وكالة الإمارات للفضاء، بحضور سموه في مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بدبي، اتفاقية تفصيلية مع مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة EIAST، لتنفيذ مشروع مسبار المريخ، وإطلاقه ومتابعة تنفيذ جميع مراحله، وذلك تحت إشراف الوكالة، وبتمويل مباشر منها، وفق اتفاقية تمتد مدة سبع سنوات.

وأكد سموه أن يتم تنفيذ المشروع تحت إشراف فريق عمل وطني بالكامل من أبناء الإمارات، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين المتخصصين.

ووجه حديثه إلى فريق العمل قائلاً «أمامنا سبع سنوات لبناء المعرفة وتطوير الكوادر ووضع البنية التحتية والوصول إلى الكوكب الأحمر». وأضاف سموه «نحن أمام مهمة وطنية وعربية كبرى.. المسبار الجديد هو عمل وطني وفخر عربي وإضافة علمية ومعرفية للبشرية».

وقال «عيون أبناء الإمارات وقيادتها ستتابع تطور عملكم لمدة سبع سنوات كاملة، وصولاً إلى الكوكب الأحمر».

توقيع الاتفاقية

وشهد توقيع الاتفاقية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، والدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، ومحمد أحمد القمزي، رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات، وخليفة سعيد سليمان، المدير العام لدائرة التشريفات والضيافة بدبي.

وتضع الاتفاقية التي تم توقيعها بمركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي الإطار القانوني والتمويلي والزمني اللازم لبدء تنفيذ مشروع مسبار المريخ الذي سيقوم عليه فريق عمل من المهندسين المواطنين من مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، وبإشراف مباشر ومتابعة من وكالة الإمارات للفضاء.

ونصت الاتفاقية على التزام وكالة الإمارات للفضاء بدعم المشروع الوطني الذي يعتبر باكورة مشروعاتها الاستراتيجية عبر جميع مراحله وصولاً إلى عام 2021.

قاعدة بحثية

وأكدت الاتفاقية أيضاً أهمية بناء قاعدة بحثية وطنية، وتطوير كوادر وطنية متخصصة خلال السنوات المقبلة، والتزام كل الشركاء الدوليين بنقل المعرفة عبر قنوات واضحة لفريق العمل الوطني الذي يعمل في المشروع، وذلك بهدف تكوين قاعدة علمية صلبة، لتطوير القطاع الفضائي الإماراتي كقطاع استراتيجي ضمن الاقتصاد الوطني.

كما نصت الاتفاقية أيضاً على أهمية استفادة كل القطاعات الأخرى العاملة تحت إشراف الوكالة - مثل قطاع الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية الإماراتية وغيرها - مباشرةً من مشروع مسبار المريخ من الناحية العلمية والمعرفية والهندسية، وذلك بهدف تطوير كل القطاعات العاملة تحت إشراف وكالة الإمارات للفضاء.

سباق عالمي

وكانت دولة الإمارات قد دخلت بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 16 يوليو 2014، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي، في رحلة استكشافية علمية تصل إلى الكوكب الأحمر خلال السبع سنوات المقبلة، وتحديداً في عام 2021.

وجاء الإعلان التاريخي لدولة الإمارات، ليشكّل منعطفاً تنموياً في مسيرة الدولة، عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء، واعتباره أحد المستهدفات لتضمينه في الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى العمل على بناء رأس مال إماراتي بشري في مجال تكنولوجيا الفضاء، والإسهام في زيادة المعرفة البشرية في ما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة.

الوصول إلى المريخ

يُذكر أن المسبار الإماراتي من المقرر له الوصول إلى كوكب المريخ في عام 2021، تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، وسينطلق المسبار في رحلة تستغرق 9 أشهر، وستكون دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط، لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.

وتهدف وكالة الإمارات للفضاء التي تم الإعلان عن إنشائها، والتي تتمتع بالاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية اللازمة وتتبع لمجلس الوزراء، إلى تنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي الوطني، ودعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة، والإسهام في تنوع الاقتصاد الوطني، ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي، وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء، وتشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية السلمية في الدولة، وتقديم الدعم الفني والاستشاري في مجال الفضاء لجميع الجهات المعنية في الدولة.

Email