الإعياء والغثيان وتسارع النبض من أعراض ضربة الشمس

أشعة الشمس.. فوائدها تغفر أضرارها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جميل جداً أن يستفيد الإنسان من أشعة الشمس التي تعتبر نعمة من نعم الله علينا، وهي أيضاً مرادف للعطلة السعيدة وقضاء أوقات ممتعة على الشواطئ، لكن التعرض لها باستمرار له آثار سيئة في صحته، أصعبها سرطان الجلد ، إلا أن العديد من المصطافين يهملون هذه النقطة ولا يعملون على الوقاية من أشعة الشمس أثناء عملية تسمير البشرة للحصول على اللون البرونزي.

يقول العميد الدكتور علي سنجل مدير مركز شرطة دبي الصحي إن غالبية الناس تستسهل مسألة الإصابة بالأمراض الجلدية، غير عابئين بالمنظومة المتكاملة لجسم الإنسان، وهو بدوره جزء من محيطه الخارجي يؤثر ويتأثر به ، ولا بد أن نعرف أن حياتنا عبارة عن حلقة متصلة تكمل بعضها البعض فإذا اختل طرف فيها تداعى له سائر الأعضاء.

وأكد أن الطب النفسي والعضوي متكاملان غير منفصلين، ويؤدي كل منها إلى الآخر، على سبيل المثال إذا أصيب الشخص بمرض ما أثر ذلك في معنوياته والعكس صحيح أيضا حين يعاني الفرد من حالة نفسية سيئة يؤدي ذلك إلى نقص المناعة وبالتالي الإصابة بالأمراض، ومن هذا المنطلق يتضح أهمية الحرص على تحقيق التوازن النفسي العضوي.

وعرف الدكتور سنجل ضربة الشمس بأنها حالة مرتبطة بالتعرض المباشر لدرجات حرارة مرتفعة مما يؤدي إلى حدوث تشنجات عضلية وإنهاك حراري، نتيجة فشل ميكانيكية تنظيم الحرارة حيث لا يحدث العرق الذي يلطف من درجة حرارة الجسم، ما يسبب زيادة درجة حرارة الجسم.

وأشار إلى أن الأطفال الأقل من عامين وكبار السن هم أيضاً في دائرة الخطر، وحتى الرياضيين من الشباب والأصحاء أو الذين يعملون في الأشغال الذي تتطلب جهداً أو في أماكن غير مكيفة، ليسوا بمأمن من الإصابة، لذا من الأهمية بمكان أن تكون هنالك إجراءات وقائية لمنع الإصابة بضربة الشمس.

 

حروق الشمس:

وأشار إلى أن البشرة تصنف حسب اللون وتفاعلها مع الشمس إلى ستة أنواع، فيما تعتبر الفئة من الناس الأكثر عرضةً للإصابة بحروق الشمس من غيرها هم أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء أو ما يطلق عليهم أسم (الكلس)، وهذا النوع يحترق ولا يتسمر، أما النوع الأخير فهو يحتمي طبيعياً من الشمس وهم الأشخاص ذوو اللون الداكن.

الأشخاص المهددين بضرر الشمس يجب عليهم استعمال منتوجات وقائية ذات مؤشرات عالية، فمثلاً المؤشر 10 يعني أن الشخص يصاب بلفحة الشمس في حضور هذا المنتوج بعد تعرضه لمدة تضاعف عشر مرات المدة التي يصاب خلالها إذا لم يستعمله وهكذا كلما زاد المؤشر دل على درجة وقاية أعلى، إلا أن هذه المنتوجات تمكن من الاحتماء فقط من الأشعة فوق البنفسجية من لفحة الشمس، وتمكن من الوقاية جزئياً من الأشعة فوق بنفسجية أو التي تسبب سرطان الجلد، ما يبقي احتمال الإصابة به قائماً، وتعتمد نسبة الإصابة على نوع الجلد ومدة الجلوس تحت أشعة الشمس ومدى قوتها، ومن المعروف أن حدة أشعة الشمس تزداد في شهور الصيف وخاصة في شهري يوليو وأغسطس من كل عام خاصة في منطقة الخليج العربي.

تسمير لون البشرة (التان)

يقول العميد الدكتور علي سنجل إن العديد من الشباب والفتيات مصابون بهوس «التان» أو تسمير البشرة إلا أن التعرض باستمرار لأشعة الشمس يسبب الضرر للخلايا السليمة ويدمرها، وثبت علمياً أن الأشخاص الذين يتعرضون لفترات طويلة لأشعة الشمس خاصة في أوقات الذروة ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الجلد وشيخوخة الجلد، علاوة على الحروق التي قد تؤدي إلى تشوهات.

وأضاف أن عدد الخلايا الصبغية متساوية لدى جميع الناس إلا أن كمية الصبغة تختلف من شخص لآخر ومن عرق لآخر، وقد خلقها المولى عز وجل في بشرتنا وقاية من لهيب الشمس.

أعراض ضربة الشمس:

تشمل الأعراض الأولية لضربة الشمس التعرق الغزير، واحمرار الجلد، والإعياء، والغثيان، وتسارع النبض، والغشي (فقد الرؤية الوقتي السابق للإغماء)، واختلال التوازن واللون الداكن للبول.

وأشار إلى أنه حال تم تجاهل الأعراض المذكورة أعلاه، فإن خلايا الجسد تبدأ بالضعف نتيجة فقد السوائل و الشوائب، ويرافق ذلك ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، واختلال في النبض والتنفس، وتلعثم في الكلام، وتوقف التعرق، وإذا لم ينقل المريض على وجه السرعة إلى أقرب مستشفى فقد يؤدي ذلك إلى فقدان كامل للوعي، وربما إلى الوفاة.

في حال وصول المريض للمستشفى تجرى له الفحوص اللازمة من فحص الدم، وفحص البول، وتخطيط القلب، والرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، لأن أعراض ضربة الشمس قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى كالملاريا وتسمم الدم وبعض أنواع السرطان.

أشعة الشمس تعالج بعض الأمراض:

لا ننظر للشمس على أنها العدو المتربص بنا، فأشعتها لها من المزايا ما يشفع لها حيث تستخدم في شفاء بعض الأمراض المناعية الالتهابية المزمنة مثل الصدفية، والبهاق، والأكزيما، فهي تعمل على تكسير الخلايا المتضررة للحد من تكاثرها.

موت الخلايا

تؤدي ضربة الحرارة أو ما يعرف بضربة الشمس إلى الإصابة بأعراض (اكلينيكية) متعددة، بسبب التعرض لحرارة مرتفعة مدة طويلة، وهذا بدوره يسبب موت خلايا أنسجة متعددة بالجسم، مع فشل مراكز المخ الحيوية والتي تقوم بعمل التوازن الحراري المعتاد بسبب الحمل الحراري الزائد وبالتالي اختلال الجهاز العصبي، مع ارتفاع درجات حرارة الجسم، وقلة إفراز العرق، وتعتبر ضربة الحرارة من الحالات التي تستدعي إسعافاً عاجلاً لأنها قد تؤدي إلى الوفاة.

Email