تتقن العزف والغناء وكتابة القصة تلقى رعاية وتأهيلا في مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة

ريم أحمد...إعاقة ذهنية متوسطة ومهارات عالية

ريم أحمد خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لا شك فيه ان الاسر لها دور كبير، في تخفيف وطأة الاعاقة على ابنائها ذوي الاحتياجات الخاصة، والتصدي لتداعياتها المجتمعية عليهم، وعليها كذلك تقع مسؤولية تصحيح مسار حياة تلك الفئة بصرف النظر عن نوع اعاقتها، وضبطها بعيدا عن الانحراف نحو مسالك اليأس، والقعود، أو الوقوع في مستنقع المشكلات والآثار النفسية التي قد تحطم معنويات «المعاق» ، وتدفن فرص نجاحه وتغلبه على اعاقته.

في المقابل فان التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، يحتاج الى مهارات، ودروس، وصبر، وارادة قوية من قبل أولياء الامور، مشفوعة بالحب والاحترام والتقدير لهم، والرضى عن قناعة بقضاء الله وقدره، وعدم الظهور أمامهم بصورة الانسان المبتلى، وبذلك يستطيع الآباء والأمهات ومن ورائهم بقية الأبناء ان يأخذوا بالمعاقين الى دروب الشفاء، والنجاح، والانتصار على الاعاقة، وسلك المسار الذي يستخدمه الاصحاء والمتميزون.

صورة مشرقة

ريم احمد سعد شابة، مصابة بإعاقة ذهنية متوسطة، رسمت وأهلها صورة مشرقة لشكل العلاقة التي يجب ان تكون بين المعاق، وأهله، بل ومع المجتمع، ونجحوا في احتواء الاعاقة، وترويضها، واهمالها في نفس الوقت، وأصروا متفقين على ان تعيش ريم حياة طبيعية، شأنها شأن أي شابة في عمرها، تحب الحياة، وتقبل عليها، وتتفاخر بأنوثتها، وتحلم وتخطط وتلبس وتسافر.

جمال وأناقة

اللافت في شأن ريم ان من يشاهدها او يخالطها للمرة الاولى، يغيب عن تفكيره انها صاحبة اعاقة، فهي جميلة، أنيقة، ذات شخصية قوية وواثقة، تهتم كثيرا بمظهرها، ولبسها، وتسريحة شعرها، وعطرها، ولا تغيب البسمة عن محياها، ومسؤولة عن كل حركاتها وتصرفاتها، ثم إنها تنتقي الفاظا وجملا تجعل من يقابلها يتيه في تقييمه لحالتها، وكأنها تقول لمن يقف امامها: انا انثى قبل ان اكون معاقة، وفَقدُ شيء لا يعني البتة فقد كل شيء، و ما ذهب لم يأخذ معه كل شيء، فقد ترك لي أبا وأما وأخوة وإرادة وصبرا ، وحبا للحياة، وشجاعة على عيشها ومواجهة منغصاتها.

ريم التي تتلقى رعاية وتأهيلا في مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة في دبي منذ العام 2012، تعاني اعاقة ذهنية منذ الولادة، وسبق ان التحقت بمركز مشابه في امارة ابوظبي، قبل ذلك العام، وهي من «طالبات» المركز المتميزات، وتبدي استجابة كبيرة للتعلم والتأهل، وفق ما قالت مدرستها هبة ابراهيم التي تتابع حالتها، وترعاها وتدربها حتى غدت متقنة لكثير من المهارات التي عززتها بشخصيتها المرحة والحالمة، وبدعم ومتابعة من أسرتها.

منافسة

وتقول هبة ابراهيم إن ريم ورغم اعاقتها الذهنية، الا انها قادرة على منافسة الكثيرين من زميلاتها المعافيات، في بعض مهارات التحدث باللغة الانجليزية، والانترنت والحاسوب والعزف الموسيقي و الغناء وكتابة القصة القصيرة، وتضيف ان شخصيتها من أجمل وأرقى شخصيات طالبات المركز، «فهي شخصية اجتماعية ذات روح مرحة من الطراز الاول، وواثقة بنفسها وبحديثها، ولا تخجل بإعاقاتها، ولا تتردد عن كشف مواهبها أمام الطلبة أو بقية افراد المجتمع وخصوصا في مناسبات وفعاليات المركز».

قدرة استثنائية

وتشير كذلك إلى أن ريم صاحبة خيال واسع، ولديها قدرة استثنائية في نسج قصص خيالية، وحريصة اشد الحرص على تعلم مهارات جديدة في حياتها من خلال المركز الذي كثيرا ما اصطحبها في مشاركات ومناسبات وطنية واجتماعية محلية، ووفر لها فرص التعبير عن نفسها، وعن امكاناتها ومهاراتها المختلفة، في وقت تقول فيه ان ريم يمكن ان تعمل في المستقبل بعد تخرجها من المركز، وتكون فاعلة منتجة في المجتمع، وان بإمكانها ان تظفر بوظيفة سكرتيرة، او موظفة استقبال، مصورة مستندات ووثائق، مستفيدة من اللغة الانجليزية التي تتقنها قراءة وكتابة ومحادثة.

Email