متحف الشارقة للآثار... ذاكرة لا تموت

نماذج للمدافن القديمة تصوير غلام كاركر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رائدا للعلم والثقافة والفنون، وحاميا للتاريخ والتراث، وإنجازاته على هذا الصعيد لا يعرف لها حدود، حتى غدت إمارة الشارقة منارة علمية وفكرية وحضارية على مستوى الوطن العربي، وصاحبة الدور الأكبر والقيادي في حماية وإدارة الآثار في دولة الامارات، وفرضت نفسها بقوة على الخارطة الثقافية والسياحية، لاسيما السياحة المتحفية التي كان متحف الشارقة للآثار باكورة سلسلتها البالغ عدها اليوم نحو 16 متحفا، مرشحة للتوسيع والتطوير والزيادة.

ففي العام 1997 افتتح سموه متحف الآثار ليكون اول متحف يؤسس في الشارقة، قبل ان تلتحق به تباعا عدة متاحف متخصصة في مجالات التاريخ والتراث والعلوم والطبيعة، ثم أمر سموه في العام 2006 بتأسيس الادارة العامة للمتاحف، لتكون مظلة وارفة لجميع المتاحف الموجودة في الامارة، وجهة مشرفة عليها وحلقة وصل فيما بينها.

ولعل في اختيار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة متحف الآثار ليكون الأول في عاصمة الثقافة والحضارة الاسلامية، مغزى عميق يعكس اهتمام سموه الشديد بحفظ وعرض الآثار التي تروي قصة تأقلم أهل الشارقة مع صعوبات الحياة، وكفاح ظروفها منذ العصر الحجري.

ويعد متحف الشارقة للآثار حارسا على مشغولات وقطع أثرية فريدة تعود الى 7 آلاف سنة من بداية العصر الحجري حتى عهد ما قبل الإسلام، محتضنا في قاعاته الست مئات القطع الاثرية، مثل الاواني والقطع الفخارية، والادوات والمصنوعات الحجرية والمعدنية، بجانب الحلي والمجوهرات والقطع النقدية وتماثيل البشر والحيوانات، اضافة الى نماذج لهياكل عظمية ومدافن ومنازل اكتشفت في مواقع عدة منتشرة في أراضي الامارة، وتعود للفترة الزمنية المذكورة.

ويعرض المتحف الذي يعد الاول من نوعه على مستوى الدولة لجهة تخصصه في الآثار مكتشفات اثرية وجدت في امارة الشارقة وتعود للعصور التي سبقت الاسلام، وهذه المكتشفات جاءت «نتيجة جهود حثيثة لعلماء الاثار الذين توافدت بعثاتهم على الشارقة منذ مطلع العام 1973 ميلادي، وحتى وقتنا الحاضر، كما أنها نتيجة جهود بعثة التنقيب المحلية التي بدأت عملها برئاسة الدكتور صباح جاسم منذ عام 1993، وهي تتبع لإدارة الاثار في دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة».

اما رسالة هذه الحاضنة التاريحية فهي: «يعتبر متحف الشارقة للآثار ارشيفا دائما للقطع الاثرية، المكتشفة في امارة الشارقة، وتكمن الرسالة في حفظ هذه القطع والتعريف بها، وعرضها، بالإضافة الى نشر المعلومات الكافية عنها بطريقة تحث على تقدير تراث الشارقة من الاثار وبث روح التعلم والمتعة».

قاعات المتحف

في داخل المتحف الذي يأخذ زائريه بجولة افتراضية تبدأ من العصر الحجري وتنتهي بظهور الاسلام في اوائل القرن السابع الميلادي، قاعات ست مجهزة بأحد، وسائل العرض والاضاءة، وزودت بأجهزة سمعية وكراسي، اربع من تلك القاعات مقسمة وفق العصور الزمنية، واثنتان فرعيتان، تحتضن جميعها قطعا أثرية ونماذج تبين للزائر كيف تطورت الحياة في امارة الشارقة على مر تلك العصور وكيف وأين عاش الانسان فيها، وكيف تأقلم مع ظروف الحياة فيها، وتقدمها، وماذا استخدم من أدوات في حياته.

أما القاعات الأربع الأولى فهي: قاعة العصر الحجري الممتد من 5000-3000 قبل الميلاد، وقاعة العصر البرونزي، من 3000 الى 1300 قبل الميلاد ثم قاعة العصر الحديدي (من 1300 الى 300 قبل الميلاد)، ثم قاعة المنطقة العربية الكبرى من 300 قبل الميلاد إلى 611 ميلادي.

والى جانب تلك القاعات وما تعرضه من آثار معجونة بتفاصيل التاريخ والعراقة والتطور، ثمة قاعة فرعية تحوي مجموعة من القطع الفنية والحلي التي عثر عليها في الامارة وتم تهريبها للخارج، وتعود لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي كان سموه قد اشتراها بعدما علم أنها معروضة للبيع في أحد المزادات في أوروبا.

ركن التنقيب

 

خصصت إدارة المتحف ركناً خاصاً ليكون على شكل معرض دوري، تتغير محتوياته بين الفينة والأخرى حسب الظرف والحاجة، وآخر على شكل موقع يحاكي مواقع للتنقيب، بهدف تدريب الطلبة على طريقة التنقيب، وتمنحهم تجربة ليكونوا منقبين، وعلماء آثار باستخدام أدوات للبحث عن قطع أثرية صناعية مدفونة في الرمال، ناهيك عن تخصيص محال للهدايا وبيع القمصان والحلي والكتب والبطاقات والتحف وغيرها من الهدايا التذكارية.

Email