خطبة العيد: اليوم للتواصل مع الناس وصلة الأرحام ولين الكلام

خلال خطبة العيد في أحد مساجد أبوظبي البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

قالت خطبة العيد أمس إنه حق لنا الفرح والبشر، ووجب علينا الحمد والشكر، فقد وفقنا الله تعالى وأعاننا على الصيام والقيام، والذكر وتلاوة القرآن، ومع إشراقة شمس هذا اليوم الأغر، يوم عيد الفطر المبارك، غدوتم إلى رب كريم، يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأمرتم بتلاوة القرآن فتلوتم وأطعتم ربكم، فمبارك عليكم جهدكم، وهنيئاً لكم سعيكم، فيوم القيامة ينادى على الصائمين: أن ادخلوا الجنة من باب الريان، ثم تلقون ربكم في جنات النعيم، فتفرحون بصومكم.

فما أعظمها من فرحة، وما أكرمها من نعمة، يوم نلقى الله سبحانه بالأعمال الصالحة، فينادي ربنا :«يا أهل الجنة.

 فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً».

وأضافت «لقد جاء العيد، جاء يوم السرور، وانشراح الصدور، جاء يوم الفرح بفضل الله وبرحمته، قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)، وقد جاء في تفسيرها: أن فضل الله هو القرآن، ورحمته هي نعمة الإسلام والإيمان، فلنا أن نفرح بالطاعات، فهي السبيل إلى الجنات، قال الله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً)، والفردوس هو ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها، ولنا أن نفرح بإتمام الصيام، وأداء الزكاة والقيام، قال عليه الصلاة والسلام: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».

وذكرت الخطبة أن هذا اليوم يوم التواصل مع الناس، وصلة الأرحام، ولين الكلام، ونبذ الخصام، وإفشاء السلام، وخير الناس من دام وصله معهم وتحمل منهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المسلم إذا كان مخالطاً الناس، ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم».

فمن وصل رحمه وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه، قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك. وأقطع من قطعك. قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك».

وأكدت صلة الأرحام وبر الآباء والأمهات أحياء وأمواتاً، فالعيد بوصلهم يكمل، والخير ببرهم يجمل، وهنيئاً لمن بر أباه وأمه، ووصل أخاه وأخته، وأقاربه ورحمه، وأصدقاءه وجيرانه، فإن المجتمع المسلم مجتمع تزاور وتواصل، وتواد وتراحم، قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

Email